الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث (ISDR)
تصدر أول تقرير بشأن الحد من مخاطر الكوارث لعام 2009.
التقرير صيحة علمية للحد من مخاطر الكوارث
تواجه عمليات التنمية أزمة كبيرة، فالاقتصاد العالمي مضطرب وإمدادات الغذاء والطاقة غير مستقرة مع صراعات وتغيرات مناخية مناخية عالمية وتدهور في النظم البيئية وفقر مدقع وتهديدات بانتشار الأوبئة كلها عوامل تمثل تحدياً أمام إحراز تقدم نحو تحسين الرفاه الاجتماعي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العديد من الدول النامية، وكما ذكرتنا سلسلة جديدة من الكوارث في عام 2008 فإن مخاطر الكوارث المرتبطة بأخطار مثل الأعاصير الاستوائية والفيضانات والزلازل والجفاف وأخطار طبيعية أخرى تشكل جزءاً حيوياً من هذه المنظومة المتشابكة من التهديدات وتشكل أيضاً تحدياً خطيراً للتنمية.
ويركز تقرير التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث لعام 2009 على هذا التحدي والتقرير يحدد مخاطر الكوارث ويحلل أسبابها وتأثيراتها ويوضح أن هذه الأسباب يمكن معالجتها ويقدم مقترحات لتحقيق ذلك، والرسالة الرئيسية في التقرير هي أن الحد من مخاطر الكوارث يمكن أن يوفر السبل للتخفيف من وطأة الفقر ولحماية التنمية وللتكيف مع تغير المناخ وله تأثيرات مفيدة أيضاً على زيادة الاستقرار العالمي بشكل عام وتحقيق التنمية المستدامة.
وتقرير التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث لعام 2009 هو أول تقييم عالمي سيصدر كل سنتين عن الحد من مخاطر الكوارث، وقد تم إعداده في إطار الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث وهي التي تم اطلاقها في عام 2000 وتقدم إطاراً لتنسيق الجهود المعنية بمخاطر الكوارث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما أن إطار عمل هيوجو الذي أقرته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في المؤتمر الدولي للحد من الكوارث الذي عقد في اليابان عام 2005 يلزم كل الدول ببذل جهود كبيرة للحد من مخاطر الكوارث لديها بحلول عام 2015، ومن المتوقع أن يساهم هذا التقرير في تركيز الاهتمام الدولي على مشكلة مخاطر الكوارث وعلى حشد الدعم والالتزام السياسي والاقتصادي للحد من مخاطر الكوارث.
ويركز التقرير على الارتباط الوثيق بين مخاطر الكوارث والفقر في إطار التغيرات المناخية العالمية حيث أن معدلات الوفيات والخسائر الاقتصادية تتركز بشكل كبير في الدول النامية وفي هذه الدول يتأثر الفقراء بدرجة أكبر من غيرهم، كما أن عواقب الكوارث لها تأثيرات سلبية مستمرة وطويلة المدى على الفقر وعلى التنمية البشرية مما يقلل من إمكانية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ويحدد التقرير المسببات الأساسية للمخاطر مثل سبل المعيشة الريفية القابلة للتضرر وسوء الحوكمة الحضرية وتدهور النظم البيئية وتحدد هذه المحركات شكل العلاقة بين مخاطر الكوارث والفقر، ويوضح التقرير أيضاً أن تغير المناخ سيساهم في زيادة غير متكافئة في الرقعة الاجتماعية والجغرافية للمخاطر، مما يزيد من المخاطر التي يواجهها الفقراء ويوسع فجوة الفقر بصورة أكبر.
ويطالب التقرير بضرورة التغيير في التعامل مع الحد من مخاطر الكوارث حيث أن التقدم الحالي في تنفيذ إطار عمل هيوغو لم ينجح بعد في التصدي للمحركات الأساسية للمخاطر او ربط عواقب الكوارث بنتائج الفقر، كما أن الجهود الرامية للحد من مخاطر الكوارث والحد من الفقر والتكيف مع تغير المناخ تفتقر إلى التنسيق.. إلا أنه وفي الوقت ذاته توجد آليات ومناهج مبتكرة في مجالات الحوكمة الحضرية وإدارة النظم البيئية والاستدامة في سبل المعيشة الريفية وتحويل المخاطر والمناهج المحلية والمجتمعية، هذا ويتم تطبيق هذه الآليات والمناهج بطرق مبتكرة على المستوى المحلي وفي القطاعات المختلفة في جميع أنحاء العالم النامي والتحدي الذي يرصده التقرير هو الربط بين أطر السياسة والحوكمة المتعلقة بالحد من مخاطر الكوارث والحد من الفقر والتكيف مع تغير المناخ بطريقة تساعد على تعميم هذه المناهج المحلية والقطاعية، وهذا بدوره سيسهل ليس فقط تحقيق أهداف إطار عمل هيوجو ولكنه أيضاً سيساهم في الحد من الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والمهم هو أنه أيضاً سيوفر وسيلة تمكن الدول من التكيف مع تغير المناخ العالمي.
إن تقرير التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث لعام 2009 هو نتاج جهد جماعي لمنظومة الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، ولقد تم إعداد التقرير وتنسيقة من قبل سكرتارية الأمم المتحدة للاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والاتحاد العالمي للحد من تأثيرات الكوارث (ProVention consortium) والمؤسسات التقنية والإقليمية متعددة الأطراف والحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والعديد من شركاء الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، ولقد أسهم في إنجاز هذا التقرير العديد من الأنشطة التي تمت بشكل متواز على مدار ثمانية عشر شهراً.
وقد تم إعداد تحليل عالمي لمخاطر الكوارث وشمل جهوداً عالمية كبيرة للعديد من المؤسسات العلمية والتقنية، حيث أن العديد من المنهجيات المبتكرة جعلت من الممكن تحديد أدق لمخاطر الوفيات والخسائر الاقتصادية للأخطار الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير الاستوائية والانزلاقات الأرضية وتحديد المحركات الأساسية للمخاطر واتجاهاتها وأيضاً عمل تحديد مبدئي لقدرة الاقتصاد على التحمل، وقد قامت هيئة من العلماء الدوليين بمراجعة التحديثات.
تم أيضاً تحليل لمخاطر الكوارث على المستوى المحلي اعتماداً على الجهود الكبرى المنسقة لعدد كبير من المؤسسات لجمع وتحديث قواعد البيانات الوطنية في 12 دولة والتحقق منها، وهذا التحليل يلقي الضوء على ظهور أنماط واتجاهات لمخاطر الكوارث الممتدة التي تؤثر على مناطق شاسعة والتي تظهر في شكل خسائر متكررة ولكنها قليلة الحدة نسبياً، بالإضافة إلى ذلك تم إجراء أبحاث تجريبية لدراسة التفاعلات بين مخاطر الكوارث والفقر على المستوى المحلي وغلى مستوى الأسرة.
تم تفويض معاهد أبحاث دولية متخصصة للقيام بإصدار سلسلة أوراق بحثية وفرت الأساس لتحليل محركات المخاطر وهي التي تحدد شكل الترابط بين مخاطر الكوارث والفقر في السياقات الحضرية والريفية.
تم إجراء مراجعة للتقدم المحرز نحو تنفيذ إطار عمل هيوجو من قبل 62 دولة (حتى فبراير 2009) باستخدام 22 مؤشراً أساسياً و5 معايير، وباستخدام الآلية الإلكترونية لمراقبة إطار عمل هيوجو، كما تم عمل مراجعات موضوعية لبعض الوقت مثل نظم الإنذار المبكر والآليات المالية والمناهج المحلية والمجتمعية والحد من مخاطر الكوارث في المناطق الحضرية وحوكمة الحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ وسبل المعيشة المستدامة، وساهم العديد من الشركاء بتقديم دراسات الحالات ومراجعة الممارسات في مجالات عدة متعلقة بالحد من مخاطر الكوارث، وعملية المراجعة هذه أوضحت التقدم المحرز نحو تنفيذ إطار عمل هيوجو كما أوضحت أيضاً عدداً من المناهج والممارسات المبتكرة والتي تتعامل مع المحركات الأساسية للمخاطر.
وبينما يتعامل التقرير مع العلاقة بين مخاطر الكوارث والفقر في سياق تغير المناخ، فإن محوره الأساسي هو الحد من مخاطر الكوارث ولم يكن ممكناً أو مقصوداً أن يقدم التقرير مراجعة شاملة للسياسات والأبحاث والممارسات الخاصة بالحد من الفقر أو التكيف مع تغير المناخ، وأحد الرسائل الأساسية للتقرير هي أن التصدي للمحركات الأساسية لمخاطر الكوارث تجعل من الممكن الحد من الفقر والتكيف مع تغير المناخ.
ويعتمد التقرير على الإطار الفكري والمصطلحات التي تم تطويرها على مر السنوات من قبل مجتمع الحد من مخاطر الكوارث، وهذه نقطة هامة مع اعتبار أن مجتمعات الحد من الفقر وتغير المناخ تعتمد تعريفات مختلفة للأخطار وقابلية التضرر والمخاطر والتخفيف، وإذا لم يتم النص على غير ذلك فإن المصطلحات المستخدمة في هذا التقرير هي الموجودة في قائمة المصطلحات التي أصدرتها مؤخراً سكرتارية الأمم المتحدة للاستراتيجية الدولية للحد من مخاطر الكوارث، ويتم تقديم التقرير في ثلاثة أشكال مختلفة موجهة لثلاث مجموعات مختلفة.
ملخص قصير لصانعي السياسات وهو يقدم فكرة عامة عن النتائج الرئيسية للتقرير وتوصياته للحكومات الوطنية وللهيئات الإقليمية والدولية وأيضاً لصانعي السياسات على مستوى المجتمع المدني والقطاع الخاص.
يتكون التقرير الرئيسي من سبعة فصول ويقدم معلومات تقنية حول الحد من مخاطر الكوارث لصانعي السياسات والممارسين والباحثين.
وستوالي منتدى البيئة في الأعداد القادمةاستعراض فصول هذا التقرير الهام في إطار مشاركتها الفاعلة لمواجهة مخاطر الكوارث وإحاطة القارئ العربي بكل جديد في هذا المجال.
ساحة النقاش