سلام عليكم فقراء العالم .. وسلام على أهدافك التنموية أيتها الألفية الجديدة.

 

هذا هو الإحساس الذى خامرنى والعالم يحتفل باليوم العالمى للقضاء على الفقر فى السابع عشر من أكتوبر الماضى، والذى أطلق هذا العام تحت عنوان " الأطفال والأسر يجاهدون برفض الفقر ".

 

والغريب أن العالم يحتفل بهذه المناسبة منذ عام 1993 وهى السنة التى أقرت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المناسبة، ومع مرور كل هذه السنوات إلا أن أعداد الفقراء فى إزدياد، ويكفى إعتراف الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كى مون بأن الأزمة الإقتصادية العالمية أدت إلى خسارة ما لا يقل عن 50 مليون شخص مصدر رزقهم هذا العام، ويتوقع أن ينضم إلى قافلة من هم دون خط الفقر ما قدره 100 مليون شخص آخر فى عام 2009 .. هذا بالقطع على زيادة الفقر بسبب مشكلة التغيرات المناخية، ناهيك عن الحروب المستعرة في أفغانستان والعراق وفلسطين والسودان وباكستان والعديد من بؤر الصراع المشتعلة فى كافة أرجاء العالم والتى تفرز كل يوم مزيد من الفقراء لينضموا إلى طابور المهمشين الفقراء، لكى يكتفوا فقط بمصمصة شفاه الدول الغنية ومعسول الكلام فقط ومساحة التناقض تتزايد وتحتد حينما نعلم أن زعماء العالم قد التزموا فى مؤتمر الألفية بتخفيض عدد الذين يعيشون فى فقر مدقع – وهى الشعوب التى يساوى دخل الفرد فيها أقل من دولار شهرياً – إلى النصف بحلول عام 2015.

وها نحن ذا فى عام 2009 ولم يتبقى سوى ست سنوات على 2015، ومع ذلك فإن أعداد الفقراء فى زيادة مضطردة، وأخشى ما أخشاه أن يتزايد عددهم إلى الضعف بحلول 2015 وليس العكس كما أعلن فى الأهداف التنموية للألفية.

 

والسؤال الذى يفرض نفسه الآن هو متى يتبنى أغنياء العالم بعض أحلام الفقراء فى مجرد الحد الأدنى من الحقوق وهو حق الحياة ؟؟ ... ومتى توجه هذه الثروات إلى مكافحة الفقر ومعالجة مشاكل الفقراء فى كافة أنحاء العالم بدلاً من الإستمرار فى إنفاقها على الحروب والسباق النووى وكل ما يهدد وجود الإنسان فى الأساس.

 لعل إحتفالية هذه العام التى تركز على إستدعاء صرخة الفقراء أنفسهم للفت أنظار أغنياء الأرض فرصة لإعتدال الميزان والإلتفات لهم ... خاصة وأن إحتفالية هذا العام وموضوعها كما أسلفت " الأطفال والأسر يجاهدون برفض الفقر"  تتواكب والذكرى السنوية العشرين لإتفاقية حقوق الطفل، كما أنها تسلط الأضواء على دور تلك الإتفاقية فى ضمان تلك الحقوق، ولاسيما الحق فى البقاء والنمو الكامل، والحق فى الحماية من إساءة المعاملة والإستغلال، وكذلك الحق فى المشاركة فى الأسرة والحياة الثقافية والإجتماعية، وذلك لأن مبدأ المشاركة فى حد ذاته يعنى إتاحة الحق للأطفال فى التعبير عن آرائهم وإسماعها للآخرين.

 

ولعل الحق الأول بالتذكير فى هذه المناسبة هو الحق فى إستمرار إعلان الوجود وإشعار جبابرة العالم بحق الفقراء فى مجرد الوجود.

 

سلام عيكم أيها الفقراء ... وسلام عليك يا أهداف الألفية التنموية ... والأمل كل الأمل أن يأتى إحتفال العام القادم باليوم العالمى للفقر وقد زادت مساحة السلام فى العالم، لأن ذلك هو الضمانة الحقيقية فى تحقيق مختلف أشكال الأمن للإنسان على وجه الأرض سواء كان فقيراً أو حتى غنياً.

   

المصدر: أ. محمد محمود / المكتب العربي للشباب والبيئة
  • Currently 102/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 325 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

156,698