بحلم جميل… 
قال لها… سيدتي… 
أ تسمحين أن أهديك وردة… تسبقها قبلة… 
صفعة منها… 
أيقظته… مع رنة هاتفه… 
فز راميا غطاءه… 
وضع يده على خده… باسما… 
- صباحك أشهى قبلة… 
وأجمل وردة عنيدتي… 
نهض أخذ الهاتف… 
- ألووو 
رفيقه… 
- ألووو… صباح الخير… هيا تأخرنا عن العمل… 
- صباحك ورد رفيقي… أذهب أنت… اليوم لدي مشوار آخر… 
- ماذا ? 
- سأخبرك به فيما بعد 
- حسنا… إلى اللقاء 
- إلى اللقاء… 
ألقى هاتفه فوق السرير… 
فكل شيء كان لديه مختلف اليوم… 
أي خطوة يخطوها… لها لحن… 
وأنفاسه… غنوة… 
حتى الماء… الذي إستحم به… 
كالمخاض خرج منه… مولودا جديدا… 
طعم الفطور… الذي تناوله واقفا… 
شهدا بمذاق أنثاه… 
وعبق قهوته… أثمله… 
كطيب ريحها… وهي قربه… 
حتى همس منشدا… 
- أيا جنة الله في العلى كان مسكنك 
أخبري الفردوس داخلها عابدا سكرانا 
ذهب يرتدي… شيئا ما يليق… 
فقد كان… ميسور الحال… 
خرج…
على السلالم… نازلا مسرعا… 
كأنه… لم يطأها… 
أما بالجانب الآخر… 
وصلت… هي للمكتبة… 
ترجلت… من سيارتها… 
فوق رأسها… قبعة… 
أحمر شفاه… خفيف اللون… 
والكحل… عادي جدا… 
ثيابها… أنيقة… بسيطة بعض الشيء 
كما تبدو ذاهبة… لوظيفتها… 
بيدها… لوحة… وفرشاة… 
كأنها فكرت… 
هذا الشيء… الوحيد سيجعلها تتجاهله… 
كما فعل… 
دخلت… تلفتت يمينا… شمالا… 
هزت رأسها… تريد التركيز… بنفسها فقط… 
صاحب المكتبة… 
- اووه… صباح الجمال سيدتي… ماهذه اللوحة 
- ههههه صباحك سكر أخي… 
وددت أن أرسم شيئا جديدا هنا… 
- لك ذلك… ويسعدنا 
نظرت… إلى زاويته… الخالية منه… 
بكبرياء… 
أعطتها ظهرها… واضعة اللوحة أمامها… 
لتبدأ… بالرسم… 
هو… 
راكبا دراجته الهوائية… 
بين أزقة… حارته القديمة… 
هذا الصباح… يراها… 
أجمل ما يكون… 
من كل نوافذ… بيوتها 
يشتم شتى العطور… 
ترتحل به… إليها… 
طائرا… بلا أجنحة… 
أركن دراجته… على مقربة من المكتبة… 
فهو يراها… من بعيد… 
دخل محلا… لبيع الورد… 
- صباحك أنفاس الورد يا عم… 
- صباحك عذب شاعرنا… ماأحلاك… هلا أسمعتنا شيئا… 
- هههههه حسنا… 
اليوم لو جردت الأرض ورودها أجمع 
لقطفت قلبي هبة إليك فما الذي يمنع 
- الله الله… هنيئا لمحبوبتك… بك 
- آه ياعم… لو تعلم كم أحبها… لكن سأخبرها بعد قليل… 
- حسنا تفعل… إسترح… سأحضر لك ياسمينا لأول لقاء… 
في المكتبة… 
كلما فتح… بابها… 
ناظرت… لعله هو… 
وتعود… تذكر نفسها… بتجاهله… 
لكن… فرشاتها تكذبها… 
فما رسم… في اللوحة حتى الآن… 
إلا… وجهه… 
محل بائع الورد… 
هو… 
- شكرا… شكرا لك ياعم… 
أعطاه حق الورد… وخرج… 
كان هو… قرب بابه… وزجاجه… 
وكل شيء… في الخارج… 
ينعم بدغدغة الشمس… ودفئ أحضانها… 
وضحكات الوجوه… 
كما الرقصات… مع لحن زقرقة العصافير… 
فهناك… إمرأة… بيدها طفلها… تعبر شارعا… 
وهناك… بائع خضار… وبائع حلوى متجولا… 
والتلاميذ… يتسابقون… كطيور الجنة… لباص مدرستهم… 
وهمسات… وحوارات الشعراء… والأدباء… 
في القهوة العتيقة… 
فالمكان… رغم إزدحامه… 
إلا أنه كواحة خضراء… 
لكن…………… 
الوقت سارق… 
أهداها ضحية… للحظة قاتلة… 
لا تميز… القبيح من… الحسن… 
بوووووووووووم… 
إنفجار هائل… 
خسف بالأرض… 
صاعقة خلفت… النيران… 
أفاع سامة… تلتهم من… بحوزتها… 
أشلاء ممزقة… 
أخرى تطايرت… بالجدران عالقة… 
الكل غارق… هنا في بحر الدم… قسرا… 
والشظايا… قاتلة… لكل من كان يبتسم… 
مقطعة… نحور الورد… من الوريد إلى الوريد… 
هي… 
هناك… لازالت… 
سقطت لوحتها… جلست مرتعبة من الدوي… 
وتكسر الزجاج… والعويل وهلع الكل… من حولها 
حائرة. ... أتنتظره… أم تفزع… هاربة 
صاحب المكتبة… 
-مابالك سيدتي… أما تسمعين وترين… 
سأقفل الآن… 
خرجت… دون صوت… 
لم تحمل معها… سوى خوف و ألم… وإنتظار مجهول… 
همهمت بلا وعي… مصدومة… 
- جبان… جبان… لو كنت رجلا لأتيت 
لأخبرك… ما ود كل رجل… أن يسمعه مني… 
إرحل… ولا تأتي… لكني… 
أحببتك أنت… دون غيرك… .إرحل… لا تأتي… 
موقع الإنفجار… 
هو… 
لم يكد يرى… سوى… 
الورد المذبوح… قربه… 
لا يعلم… 
أيصرخ ألما من رجليه المقطعتين… 
أم من الشظى المطرز بها جسده… النحيل… 
أم ينادي… 
لم حرمتموني… دقائق… بنيت لها عمرا… 
أ ذنبي فقط… أريد أن… أقولها… 
إهدوني لحظة… من لحظاتكم يا قتلتي… من فضلكم…
أذهب… للقياها… 
أو أخبروها عني… قبل رحيلي… 
فإستجمع كل… مابه من ألم… 
وصرخ عاليااااااا… أحبهاااااااااا 
ورحل… في غيبوبة… 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2016 بواسطة aonsaa

مجله كلمات بعطر الياسمين

aonsaa
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,463