نشأة قسم الكيمياء العضوية التطبيقية
حظيت البحوث الأساسية بأهتمام كبير في المركز القومي للبحوث منذ إنشائه في مجالات مختلفة من بينها الكيمياء العضوية, حيث بدأ النشاط البحثي في مجال الكيمياء العضوية منذ بدأ بالمركز القومي للبحوث. و كان يشرف عليه كل من الأستاذ الدكتور/ فوزي بدار منتدباَ من كلية العلوم جامعة عين شمس و الأستاذ الدكتور/ ألكسندر شونبرج رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة القاهرة و الأستاذ الدكتور/ أحمد مصطفى أحمد أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة القاهرة. و قد عمل مع أ.د./ فوزي بدار طالب منحة واحد هو السيد / فتحي مسعد عبيد الذي أصبح بعد ذلك أحد الأساتذة المؤسسين لمعهد بحوث البترول.
و كان الأستاذ الدكتور / شونبرج يشرف على عدد من الباحثين الذين أنضموا للمركز منقولين من جهات مختلفة و هم الدكتور / نزيه لطيف اسحاق و الدكتور / محمد عبدالفتاح الكاشف و الدكتور/ محمد بهاء الدين فايز. و كان يشاركه في الأشراف الأستاذ الدكتور/ أحمد مصطفى أستاذ الكيمياء العضوية بكلية علوم القاهرة و الدكتور / علي سينا منتدباَ من الرقابة الدوائية في ذلك الوقت.
و في خلال الفترة من 1956 إلى بداية الستينات تبلورت بحوث الكيمياء العضوية في عدد من الوحدات البحثية تتميز بتخصصات مستقلة إلى جانب قيامها بإجراء بحوث في مجال الكيمياء العضوية بصفة عامة و من أمثلة تلك الوحدات،
وحدة بحوث الكيمياء العضوية التخليقية
و قد أشرف عليها منذ إنشائها عام 1957 الدكتور/ نزيه لطيف إسحق و كان يشغل قبل ذلك منصب أخصائي كيمياء حيوية في معهد الأبحاث و المناطق الحارة بوزارة الصحة بالقاهرة في الفترة من 1943 – 1957 بعد تخرجه من كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1942. و قد حصل سيادته أثناء عمله بوزارة الصحة على درجة الماجستير في مجال الكيمياء الضوئية و درجة الدكتوراه الفلسفة في الكيمياء العضوية التشييدية. و قد تنوعت أبحاثه التي فاقت مائة بحثاَ طيلة حياته العلمية و غطت عدداَ من المجالات في الكيمياء العضوية التشييدية منها بحوث المركبات الكيتونية و الكيتونية الكبريتية و المركبات النيتروجينية غير متجانسة الحلقة و المركبات العضوية ذات النشاط البيولوجي التي تستخدم كمبيدات آفات و الكيمياء الضوئية. و كان للدكتور / نزيه مدرسة علمية كبيرة تضم العديد من البحاث منهم أ.د./ إبراهيم فتحي زيد و د./ نوال مشرقي.
وحدة بحوث الكيمياء العضوية العامة
و قد أشرف على هذة الوحدة الدكتور / محمد عبدالفتاح الكاشف بعد أن نقُل من كلية العلوم جامعة الأسكندرية إلى المركز القومي للبحوث. كما أشرف كذلك على وحدة التحاليل الدقيقة بالمركز مع الكيميائي محي الدين عطية. و كان يقوم بالأشراف على هذة الوحدة قبل ذلك أ.د./ ألكسندر شونبرج.
و قد تناولت موضوعات البحوث بوحدة الكيمياء العضوية العامة مجالات الكيمياء المعدنية و الكيمياء العضوية الضوئية و كيمياء المركبات المستخلصة من فحم المغارة.
و في عام 1968 و بصدرو قرارات إعادة تنظيم المركز القومي للبحوث تغير وضع وحدات الكيمياء العضوية حيث ضُمت الوحدات البحثية إلى معامل متنوعة منها:
معمل الكيمياء العضوية التطبيقية
ضم هذا المعمل وحدة الكيمياء العضوية العامة بجميع العاملين بها ووحدة التحاليل الدقيقة البحثية التي كانت تضم د./ يوسف ارجاليوس جوارجيوس و د./ صفوت وهبة بشارة (هاجر أمريكا) و د./ بشير نعيم قلتاؤوس (هاجر كندا) و د./ عبدالفتاح بسطاوي (جامعة المنصورة – جامعة حلوان حالياَ) و د./ حسن نجيب و د./ محمد نورالدين عباس و د. / أمير خلف بسادة و د./ أحمد مبروك الوكيل (جامعة المنصورة حالياَ) د./ محمد القاسم حسونة (جامعة القاهرة ببني سويف حالياَ) و د./ نبيل بطرس (رفُع اسمه).
و قد شملت مجالات بحوث المعمل على بحوث في مجالات الكيمياء العضوية المعدنية و الكيمياء العضوية الضوئية و كيمياء المركبات المستخلصة من فح المغارة و التحليل الدقيق للعناصر مثل الكربون و الأيدروجين و الكبريت و غيره و تحليل المجاميع الفعالة و إبتكار طرق حديثة و مبسطة و دقيقية لتحليل المواد الصيدلية و الدوائية.
و في عام 1974 و بعد إعارة أ.د./ محمد عبدالفتاح الكاشف للجزائر صدر قرار رئيس المركز في 16/2/1974 بنقل أ.د./ صلاح زايد و جميع العاملين معه من معمل كيمياء مبيدات الآفات إلى معمل الكيمياء العضوية التطبيقية حيث ترأس سيادته المعمل.
و في عام 1988 إنتقلت من هذا المعمل مجموعة تضم أ.د./ فاروق عزت عبدالمجيد و أ.د./ موافية سلامة و د./ فاروق جاد و د./ أحمد صالح و د./ فايوة عبدالمعطي د./ نبيل يوسف و د./ عفاف عبدالله فهمي و د./ ناهد منصور إلى معمل الكيمياء الضوئية الذي يتبع شعبة بحوث العلوم الأساسية.
و مع صدور اللائحة التنفيذية للمركز تغير اسم المعمل إلى قسم الكيمياء العضوية التطبيقية و ظلت تبعيته إلى شعبة الصناعات الكيماوية.
و بهذا ضُمت إلى أنشطة العمل مجالات تحضير المركبات المرقمة في ذراتها بعناصر مشعة و خاصة المبيدات الحشرية و ذلك بطرق إقتصادية لإجراء الدراسات التي تعتمد على تطبيقات النظائر المشعة في مجالات الكيمياء و الزراعة و الصحة العامة و إنتاج بعض المبيدات الحشرية بتكنولوجيا محلية مثل اللندين و الديبتركس و دراسة مصير مبيدات اآفات في البيئة بما في ذلك التربة و النبات و المياه و الهواء و ذلك بإستخدام الأنظمة البيئية الصناعية و تأثير الإستخدام المكثف للمبيدات على خصوبة التربة الزراعية و التكسير الطبيعي و البيولوجي للمبيدات تحت الظروف المحلية و الكيمياء البحرية و لا سيما دراسة التركيبات الكيميائية للكائنات البحرية و إمكانية إستخدامها في مجالات الأدوية و المبيدات.
و قد استحدث هذا المجال بالقسم عام 1993 الأستاذ الدكتور / عيسى محمد إمام فخر .
و من أهم المشروعات البحثية الذي أُجريت و تُجرى بالقسم بخلاف ما سبق ذكره تحضير مركبات غير متجانسة الحلقة ذات تأثيرات بيولوجية و كمواد مضادة للسرطان. و يجري هذا المشروع بين أ.د./ أبوالفتوح جاب الله همام و بعض الشركات العالمية. و استخدام جهاز الفلتاميتر في تقدير العناصر الثقيلة السامة مع ألمانيا إعتباراَ من 1993 مع مجموعة الكيمياء التحليلية و مشروع الكيمياء البحرية للبحر الأحمر و قناة السويس مع معهد ICMIB بإيطاليا، و المواد التربينية المساعدة على انتشار الأورام و المستخلصة من نباتات الأيفوربيا في حيوانات المزرعة و إحتمال إنتقال هذة المواد إلى اللحم و اللبن مع معهد بحوث الكيمياء الحيوية بمركز بحوث السرطان بألمانيا. و مشروع نفاذ و تراكم المبيدات و نواتج تكسيرها في الحبوب المخزونة مع أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا.
منقول من كتاب "تاريخ الفكر العلمي" بالمركز القومي للبحوث 1939/1998
أ.د./ محمد كامل محمود أ.د./ صلاح زايد أ.د./ محمد صابر
