رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج



مَطَرٌ مَطرْ مَطرٌ مطَرْ،أنْـشُودتِي منْذُ الصِّـغـرْ
طربـَتْ لـها أذُنِي وكـَمْ غَـنَّـيْـتـُها دون الوتـَرْ
في فـرْحـةٍ بـدويـّةٍ تـعْـنِي لنا نـَيْـلَ الـوطَرْ
فَـبِمائـِها رفَلَ الثَّرى في خضرةٍ تُـجْلِي الكدَرْ
ولها البلابلُ قدْ شـدَتْ طربًا على فَـنَنِ الشجَرْ
ولَهَا السّلاحِفُ بالتَّـمايُلِ قدْ مشتْ بـيْن الحجَرْ
وبِهَا الحَلازيـنُ احْـتـفاءً زحْـفُـها بَـصـَمَ الأثَـرْ
وشُـيوخُ قرْيَتِـنا احْـتـفَوْا،ذبَحُوا و نادُوا للسّهَرْ
وإلى الغـديرِ نـِسَاؤها جـلَـساتُـهنّ لـها خـبَرْ
لِـغـَسـيلِـهِـنَّ نـقاوةٌ كـحَـدِيـثـهنَّ وقدْ جـهَرْ
وأنـا مع الصِّـبْـيـانِ في مَاءٍ كما بَـجـَعٍ مَـخَـرْ
ركضَـتْ بِـنا ضحَـكاتُـنا كالخيْلِ كَـرًّا بَـعدَ فَـرْ
وعَـلَـتْ أَهَازيـجُ البَراءةِ حوْلنا تُـنـْشِي الزّهَرْ
فَـأتَى يقَـبِّـلُها الفَراشُ مُـقـلِّدًا نَـحـْلاً سَـكـَرْ
فرِحَتْ بها وتـمـايلـتْ طربًا شِـياهِـي والبـقَرْ
شبـعَتْ فـزادَ حنانُها وضـُرُوعها فاضـتْ بِـدَرْ
جـدْيـانُـها وخـرافـُها وعـجُـولُـها حوْل الحُفَرْ
رقصَتْ بِكُلِّ سعادةٍ ،قـفَـزتْ ولمْ تخشَ الخطرْ
معها الرُّعاةُ تـجَاوبُـوا بِـالنّـاي عـزْفًا قدْ نَـدَرْ
سكرَتْ بها مُهَجُ الشّبـِيبَةِ والهوى الخافِي ظهَرْ
لِـتُـوشْـوِشَ الفـتَـياتُ بَوْحًا بالصّبابة مخْـتَـصَرْ
بِـبـَلاغةٍ وإشَـارةٍ شـمـِخَتْ على لَـغْـوِ الخـَوَرْ
أسَفِي على عـفـويّـَةٍ عِـنْـوانُـها اليَـوْمَ انْدثَـرْ
قَـرأَ الشّـبابُ حُـروفَـها ولِـكُلِّ مُـبـْتَـدإٍ خَـبَـرْ
ولِـكُلِّ رُوحٍ تَـوْأَمٌ عَـشِقـتْ و في أطُـرٍ أُخـــَرْ
رسـمَ العفافُ خُـطُوطَها دونَ اخْـتلاطٍ أوْ صُـوَرْ
يضَعُ النِّقاطَ على الحروفِ السِّرُّ في جُنح الحذَرْ
وتهاطُـل الأمطارِ يـُعْـلنُ صابـةً حَـوَتِ الثّـمـَرْ
وتَـقولُ للعشّاقِ:"بعْدَ الجَـنْيِ عرْسٌ منْـتـظَـرْ"
فـتَرَى بـَشِِـيرَ الغيْثِ ممْـتدَحًا بأسـلوبٍ أغَــرْ
حـمَـدَ الجميـعُ إلاهَـهُمْ،واللهُ يُـكْـرمُ منْ شكَرْ
ذبَحُوا كأنْ ذا عِـيـدُهمْ وتَـصدَّقُـوا مِـمّا حَضـَرْ
فيـدُبَّ بالبِـشْـرِ النّـشَاطُ مُحَـفِّـزًا عمَلَ البَـشرْ
زَرَعُـوا بِـصادِقِ نِـيّـةٍ و لِـكُـلّ نَـاوٍ مَـاضَـمَـرْ
قدْ ضَـمَّـخُـوا حَـبًّـا بِـحُبٍّ فوقَ أرْضِهُمُ انْـتـثَـرْ
كـتَـبُوا سُطُورَ الحرْثِ شعْرًا مَادِحًا وجْـهَ المَدَرْ
وتَـعَاونُـوا وتكاتَـفـُوا والغَـيـْثُ إثْرَهُمُ انْـهَـمَرْ
فإذا الحُـقُولُ تجَـمـّلتْ وحَـوَتْ سـَنابِـلُهَا الدُّرَرْ
وإذا الشّيُوخُ يُـثَـمِّنُون السّعْيَ والبـشْرُ انْـتَـشرْ
وأتَى الحَصَادُ مُصفِِّـفًا أفْـواجَهْمُ تـُزْهِي البـَصَرْ
عزفَـتْ مـناجِـلُـهمْ نَـشيدَ الحزْمِ ما فَترَتْ لِْحَـرْ
وإذا البَـيَادرُ أغْدقَـتْ في مشْـهدٍ يَـسْبِي النّظَرْ
تَـقِفُ المَـطَامِـيرُ التي شَـبِعتْ لِتَـقْـتَرِحَ الفِـكَرْ
ْ 
 فَيَدقُّ طـبْلُ العُـرْسِ إعْـلانًا بِـحفْـلٍ يُـشْـتَـهَـرْ
فيـهُـبُّ كلُّ النّاسِ يُـنْـشِي جمـْعَـهُمْ نورُ القَمرْ
ويَـلُـفُّ سـهـْرتـَهـُمْ رداءٌ صاغَـهُ الخُـلـُقُ الأَبَـرْ
نـسـجَ الكِـبَارُ خـيُوطهُ و الشّـيْخُ كـنْزًا يعْـتَـبَـرْ
بـبـساطةٍ فوْقَ البَـسـيطةِ، دونَ عُجْبٍ أوْ بَـطَـرْ
جَلـسُـوا لأَِكـْلٍ كُـلُّـهُـمْ عـشْرًا بِـعَـشْرٍ لامَـفَرْ
ويَـطوفُ كأسُ الشَّايِ يَـقْـتَلِعُ السَّـآمةَ والضَّجَرْ
ويقـومُ أهْـلُ الشِّـعرِ للْغَـزلِ المُطَـرَّزِ بِـالعِـبَرْ
تـحْدُوهُ غِـيدٌ بِـالزّغَـارِيدِ التي تَـهْـوَى الشَــّرَرْ
فالنّـقْـشُ بالكلماتِ تعْـشَـقهُ الإنَـاثُ كما الذّكَـرْ
ويَـدُومُ ذاكَ الحفْلُ سـبْعًا قدْ خَـلَتْ منْ كُلِّ شَرْ
وتَـتِمُّ في كَـنـَفِ التّـَوَاضُعِ خِطْـبَةٌ عـنْدَ السـّمَرْ
طَرفـَانِ يَـنْـتَـظِـرَانِ في لهَـفٍ موَاسِـمَ لِلـْمطَرْ
يـَتَـوَجّـهَانِ الى الخَريفِ لِـِمَـدْحِ غَـيْـمٍ قدْ خطَرْ
لِـتَـعُودَ عند الصَّيْـفِ أَفْـراحُ التَّصَاهُرِ في الأُسَرْ
الحضري محمودي2017 /2/28

المصدر: مطرٌ مطر ...بقلم :الشاعر المبدع/الحضري محمودي2017 /2/28
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2017 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

41,464