رحمة للعالمين
هو الحبيبُ والهادي الأمين
أشرقَ اليوم رحمةً للعالمين
هديُه السامي للأنامِ شرعةٌ
جاءَ بالأحكامِ بكتابٍ مبين
فلنَسِرْ أيُّها الأصحابُ دائماً
على خطاهُ والله لنا المعين
ننهلُ الحبَّ والهدى لقلوبنا
يافوزَ ناهلٍ ويا طيبَ المَعين
أولى بأنفسنا وهو الشفيعُ لنا
هو القدوةُ و الأسوةُ للعاشقين
يا سالكاً للحبِّ سبيلاً قد تحبُّه
دربُ المصطفى دليلُ الحائرين
فتبصَّرْ في كتابِ اللهِ يامغرماً
ترى النورَ في دروبِ السالكين
سلْ أهلَ الذكرِ عن سيرةِ هَديِهِ
هي مشكاةُ نورِ الهدى للعالِمين
هو نورٌ قد أتى في الكتابِ ذكرُه
ماحي الظلامِ وهو الحقُّ المبين
من أولي العزم وهو الرؤوفُ بنا
هو رسولُ اللهِ و خاتمُ النبيين
عينُ قتادةَ في بدرٍ قد ردَّها
فكانت أحسنَ عينيه الاثنتين
وعليُّ بخيبرَ مِن عينهِ اشتكى
بصقَ الحبيب بها فزال الأنين
له البدرُ انشقَّ في عالي السما
وصار نصفين أمام الناظرين
الماءُ فاضَ بالحديبة من فضله
بين الأصابع زلالاً نِعْمَ المَعين
وفي الخندق لما دعاه جابرٌ
إلى لُقَيْماتٍ تردُّ جوعَ اثنين
نادى أهلَ الخندقِ هيَّا أقبِلوا
ذُبح داجنٌ وقد طُحِنَ الطحين
فأقبَلَ للطعامِ من الرجال ألفٌ
شبعوا والطعام كما هو للعين
جذعُ النخلةِ قد حنَّ إلى وصلهِ
مشتاقاً إليه وقد ازداد الحنين
أتى الرؤوفُ إلى الجذعِ فضمهُ
فسكتَ عن الجذعِ ذاك الأنين
اشتكى له جَمَلٌ بدموعٍ ذُرِفت
قال لصاحبه اتَّقِ اللهَ بالمسكين
وشاةُ أمِّ مَعْبَدَ قد كانت هزيلةً
تَدُرُّ اللبنَ وقد مسحها باليمين
ينادي في الصحاب لا تسبقوني
إني أراكم من خلفي رَأْيَ العين
وفي الخندقِ لمَّا أعيتهم كُديةٌ
قد عادت كثيباً بضربةِ المَكِين
شَقَّتِ الأرضَ هاتيك الأشجارُ
وشهدتْ لنبوةِ الهادي الأمين
الحجرُ في مكةَ قد سلَّمَ عليه
سُبحان مَن جَعَلَ الصلدَ يلين
الحصى قد سبَّحتْ بين كفيه
وقد سُمِعَ لهُنَّ في كفيه الحنين
هو الطيِّبُ وعرَقُهُ أطيبُ طِيبٍ
يُستطابُ التَّطَيُّبُ به للمُتَطَيِّبين
محمد حميدي Mohammad Hmidy
12 ربيع الأول 1438
12 كانون الاول 2016