" دقائق و ينطلق مدفع الإفطار " هكذا تعودنا سماع تلاوة الشيخ محمد رفعت فى رمضان قبل إنطلاق مدفع الإفطار و تمضى دقائق ثم يشدونا بصوته بأعظم أنشودة فى الكون الأذان ليعلن للصائمين عن لحظة إفطارهم بعد يوم طويل من الجوع و العطش إيماناً و إحتساباً لرب العالمين
هكذا كان صوت الشيخ محمد رفعت يأسر الأرواح قبل لقلوب فلا تدرى هل هو صوت بشر أم ترنيم الملائكة فى علياء سماءه و لهذا لقب الشيخ محمد رفعت بصوت السماء و قيثارة السماء ، لم يمتد عشق صوته إلى المصريين فقط فعندما سمعته إذاعة لندن B.B.C طلبوا منه تسجيل القرأن و عجباً أن يموت الشيخ الجليل بمرض سرطان الحنجرة ليقول لكثير من الناس أن السرطان ليس عقاب كما يظن بعض الناس إنما هو إبتلاء و ما يتقبل إبتلاء الله إلا المحبين و ما يشتد إبتلائه إلا بمن أحب .
بطاقتة :
الإسم : محمد محمود رفعت
تاريخ الميلاد : 9 مايو 1882
تاريخ الوفاة : توفى فى نفس اليوم 1950 أى عن عمر 68 عام
والدة : محمود رفعت مأمور قسم شرطة الخليفة شهرته : الشيخ محمد رفعت الملقب ب " المعجزة – صوت السماء – قيثارة السماء " محل الميلاد : حى المغربلين بالقاهرة
نشأته
- و لد الشيخ محمد رفعت فى 9 مايو 1882 بحى المغربلين بالقاهرة
- فى سن العامين يفقد الطفل محمد رفعت بصره وقالو أنه كان طفل جميل جداً فقالت إحدى السيدات فقالت: له عيون ملوك فالعين فأصيب بعدها بالعمى و قيل إأنه أثر الحسد
- فى سن الخامسة يحفظ الطفل القرأن بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينبثم يدرس علم القرأت و التفسير على يد أئمة عصره
- فى سن التاسعة يتوفى والدة و يصبح الطفل يتيماً مسئولاً عن أسرته و هو عائلها الوحيد و مع ذلك لم يرتزق من القرأن
- فى سن الخامسة عشر عام 1918 يتولى القرأة بنفس المسجد الذى حفظ به لقرأن مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة و منه إنطلق صوته و أحبه الناس
- 1943 يفتتح الإذاعة المصرية بأية " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتي له بجواز ذلك
- لما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتي الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم.
من لمحات شخصيتة
ويروي عن الشيخ أنه كان رحيما رقيقا ذا مشاعر جياشا عطوفا علي الفقراء والمحتاجين، حتي أنه كان يطمئن علي فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه، ويروي أنه زار صديقا له قبيل موته فقال له صديقه من يرعي فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحي حتي وصل الي قول (فأما اليتيم فلا تقهر) فتذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغا من المال للفتاة حتي تزوجت.
علاقاته بأهل الفن
كان منزله منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا، حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب، الذي كان يحرص على قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب، وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن، وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة، منها: "أراك عصيّ الدمع"، أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل، وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.
وفاته
1943 يصاب الشيخ الجليل بمرض الزغطة كما كانو يسمونه و فى الحقيقة هو مرض سرطان الحنجرة و يتوقف الصوت الملائكى عن شدوة و لكن الشيخ فقير لا يملك نفقات العلاج فيعرض عليه ملوك و رؤساء العالم من جزيل و فيض عطاياهم لكن هيهات أن يقبل الشيخ الذى عاش و لا زال لا يرتزق من القرأن فيقول لهم " إن قارئ القرأن لا يهان "
وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو (20) ألف جنيه، وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي "البغالة" بالسيدة زينب، وقطعة أرض أخرى؛ لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ "أبو العنين شعيشع" لدى "الدسوقي أباظة" وزير الأوقاف آنذاك، فقرَّر له معاشًا شهريًّا
توقفت قيثارة السماء عن شدوها 7 أعوام يعانى فيها من المرض حتى صمتت نبضات قلبه فى نفس يوم ميلاده 9 مايو 1950
ماذا قالوا عنه :
عنه الأديب محمد السيد المويلحي في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا". ويقول عنه أنيس منصور: " ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر". الموسيقار محمد عبد الوهاب : يصف صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، الكاتب محمود السعدني : سئل عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ. أما علي خليل "شيخ الإذاعيين" فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض". ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام". أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"!!.
إن حياة الشيخ تستحق التوقف عندها فلم يتخذ من كتاب الله مرتزقاً له أما حياته فنجده قريباً من الفقراء قريباً من العظماء متفاعلاً مع أهل الأدب و الفن شخصية غير منغلقة .
أما مماته فلنا فيه عبره و عظة و كأن الله يقول لعبادة أنا أهب لمن يشاء و انزع منهم ما وبهتهم وقتما أشاء فطوبى لمن شكر و صبر .
من تسجيلات إذاعة القرأن الكريم عن حياة الشيخ محمد رفعت