( قل أعوذ برب الفلق ( 1 ) من شر ما خلق ( 2 ) ومن شر غاسق إذا وقب ( 3 ) ومن شر النفاثات في العقد ( 4 ) ومن شر حاسد إذا حسد ( 5) )
معانى السورة :
الفلق : أختلف البعض فيه فى عدة معانى فقيل أنه سجن فى جهنم و قيل أنه الصبح و قيل أن الله فالق الحب و النوى و النهار أى انه من خلق الحياة
شر ما خلق : أما شرار البشر أو الجن أو الحيوانات أو مخلوقات لا نعلمها و الله يعلمها
غاسق إذا وقب : الليل إذا أظلم و كان شديد الظلمة فحجب عنك رؤية كل شئ
النفاثات فى العقد : و هى طريقة عمل السحر حيث ينفت الساحر فى عقد خيط تمائم سحرية وفق ما يريد أن يعقد عليه سحره بالتفريق بين الازواج او بالهموم و المتاعب ..... إلخ .
شر حاسد إذا حسد : الحسد هو تمنى زوال النعمه من إنسان و إشتهائها لنفسه
فى تلك المعانى يتضح لنا أن الله كما خلق الكون و الكائنات خيرها وشرها فهو الوحيد القادر عليها و هو من نستعيذ به عليها و ليس أحد غيره
واقع نعيشه :
الإستعانة بغير الله :
من الأيات يتضح لنا أن الاستعانة لا تكون سوى بالله فهو من خلق الانس و الجن و غيرها من مخلوقات فمن خلق فهو أعلم بما خلق ولكن مع الاسف نجد من الناس من يستعين بغير الله و يقع فى الشرك دون أن يدرى فعندما يستعين الانسان بالساحر لعمل سحر او فك سحر فقد أشرك بالله
و إذا بنا نجد بعض الناس بدلا من الاستعانة بالله لتحقيق نجاح او رفع ظلم إذا به يستعين بمجرم فنجده فجأة يقرر إنهاء حياة واحد من البشر و يحرض على قتله اعتقادا منه انه يقف عقبه فى طريقة فنجد ارتكب جريمة القتل و الشرك لان الارزاق أولا و أخيرا بيد الله لا يمنعها أحداً عنك و لا يسوقها إليك
الحسد :
هناك علاقة تضاد بين الحسد و الايمان فكلما قوى الايمان قل الحسد لان الانسان يدرك أن الله هو قدر له رزقه فلا يحسد غيره على عطية الله له و قد يكون الحسد فى شكل العين و قد يكون فى شكل هدم لغيره إما لنجاح الغير او لحياة شخصية ناجحة حسداً له .
السحر :
و السحر هى الاستعانة بالسحرة الذين يستعينون بالجن اما للتفريق بين الزوجين او اصابة الانسان بمرض و غيرها من الامور التى يكون فيها السحر و للاسف فى مجتمعنا المصرى و العربى يوجد الكثير من الناس من سلجأ للسحره إما لفك اسحار أو عمل أسحار متناسين أن الله هو القادر على كل شئ و أن السبيل الوحيد لمجابهة هذه الامور هى الايمان
الاستعاذة بالله من الظلام :
انه معنى يستحق التوقف عنده و تدبره فإن كان الظلام أمر مخيف و شر يستحق الاستعاذة بالله منه فقد كان الظلام قديما خطر جلياً عندما كان يحل يسكن الناس بيوتهم لانه يحجب عنهم رؤية الاعداء و الجن و شرار الحيوانات .
أما الان و قد أضيئت المنازل و الشوارع و طرق السفر فلم يعد الظلام مشكلة و لكن هناك ظلام أخر يحجب النور عن العقول فيجعلها منغلقة الفكر لا تدرك الحقائق و من أنواع تلك الظلمات ما يلى
الجهل :
و الجهل غطاء للعقل يحجب عنه نور العلم و المعرفة و الادراك لحقائق الامور فلا أعظم من الجهل عدو و لا ابشع منه ظلمة فبه تسيطر على العقول و الضمائر و المشاعر الانسانية .
الكذب :
الكذب هو تضليل الغير عن الحقيقة و حجبها عنه فهى تضليل و اظلام للعقول و قد نفى رسول الله ان يكون المؤمن كاذبا
التعتيم :
التعتيم اسلوب عادة تستخدمة الدول ربما يكون صالح كإخفاء موعد حرب أكتوبر و لكن أحياناً يكون ضار عندما يتم التعتيم على عقول الشعوب و إخفاء الحقائق عنهم و كثيرا ما يساهم الاعلام فى هذا الدور عندما يصبح أله لتغييب العقول و ليس لتغيير العقول
التعميم :
التعميم فى أصلع عمى فعندما تعمم فقد عميت عيناك عن إدارك الحقائق بل إنك هنا تضع قاعدة خاطئة ظالمة تطبقها على من يستحق و من لا يستحق عندما يضع انسان إفتراض مثلاً أن كل من تربى فى الخارج منحل فى حين أنك ربما تجد منهم المتدينين أكثر منا و هكذا شتى الوان التعتيم .
اللهم أنت من خلقت الخير و الشر تعلم ظاهر الامور و باطنها فأصرف عنا شر ما خلقت يا رب العالمين