-------------------------------------------------------------------------------- قفشات من ثراتنا العريق ...عيشة هلنا الصناعات التقليدية بين الملبس* والمأكل أ- الصناعات التقليدية متنوعة، وتنفذ بخامات مختلفة، وهي أشغال يدوية في مجملها مثل: أشغال النسيج بأنواعها وصناعة الأواني من الفخار والنحاس أو نجارة الخشب، وأشغال تستخدم فيها خامات الديس والحلفاء، وسعف النخيل، والليف والجريد، وكذلك إعداد بيت الشعر في البادية والأغطية والمفارش والعباءات، والأحزمة وأغطية الرأس للرجل والمرأة تعد من الصناعات التقليدية. فالنسيج، يشمل نسيج العباءات والجرود والأحزمة وأغطية الرأس ونسيج المفارش والأغطية (كالمرقوم) و(الكليم) و(الحمل) و(الوسادة المديد)، ونسيج أجزاء الخيمة (كالفليح) و(الطريقة) وكل المنسوجات تستخدم فيها أصواف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز، وتنفذ بأدوات بدائية تقليدية كالمسدي والنول، وغالباً ما تقوم بها المرأة في البادية والريف باستثناء ما يقوم به الرجال من منسوجات حريرية وقطنية وصوفية-نسبة إلى الصوف- باستخدام الأنوال التقليدية. أما صناعة الأواني من الفخار والنحاس ونجارة الخشب فهي من الصناعات التي يقوم بها الرجال، وهناك أشغال تستخدم فيها خامات محلية كسعف النخيل والليف والجريد ونبات الحلفا والسمار فهذه يقوم بها الرجل والمرأة على السواء. وفي البادية وعلى وجه التحديد يقوم الرجال والنساء ببعض الصناعات التقليدية التي تتوفر خاماتها في البيئة المحلية، يتوارث طريقة صنعها وإعداد خاماتها الأبناء عن الآباء، كان هذا قبل العقد الخامس من القرن العشرين -أما الآن فإن معظ هذه الصناعات التقليدية انقرض، واستعيض عنه بمصنوعات عصرية تنتجها آلات حديثة متطورة. ومن الصناعات التقليدية التي كانت تعرف في البادية ويقوم بها الرجل وأبناؤه صناعة الشباك وملحقاتها وخامتها من نبات الحلفاء الصحراوي الذي يوجد في اغلب مناطق ليبيا وخاصة في الاراضي الجبلية. وطريقة صنعها بسيطة ومعقدة في نفس الوقت فهي بسيطة على من مارسها علميا وكرر التمرين على تنفيذها أكثر من مرة وهي معقدة على من يجهل أصولها حتى قيلث على سبيل التندر ان الذي يقوم بصناعة اردية الحرير استغرب كيف تصنع الشباك عندما نظر اليها لأول مرة حيث كانت عبارة عن حبال يتقاطع بعضها مع بعض في تداخل عجيب. فالشباك تصنع بواسطة حبال تؤخذ من نبات الحلفا الصحراوي بعد معالجتها بالدق والفتل والبرم ويستخدم في تنفيذها أربعة أوتاد تدق على شكل متواز تمد بينها حبال تقاطعها حبال اخرى بحيث تصبح على شكل مربعات تضيق وتتسع تكيفا مع استخدامها المطلوب ويصنع البدوي نعاله وهي البلغة والمداس من جلد الماعز المدبوغ كوجه من أعلى ومن اسفل يستعمل جلد البقر او البعير هذا بالنسبة للبلغة. أما المدارس فهو من سيور متينة يتكون منها الجزء العلوي ومن جلد البعير يكون الجزء السفلي. ويقوم الرجل بصناعة القفاف والمراوح والمطارح (توازير من سعف النخيل ومن نبات الحلفا الخشنة (القديم) كذلك يصنع من القديم مفارس تسمى حصران مفردة حصيرة وزنابيل وعدايل. والمرأة في البادية تقوم بنسيج (الفلجان) مفردها فليج والطريقة وتصنع آغلب ملحقات البيت (بيت الشعر) وأغلبها من أعواد السدر الصلبة زوازل ومواثق (اوتاد) وحبال من الصوف والشعر تسمى (ثله) وتصنع الحمل والوسادة والمخلة والخرج والغرارة. ومن الطين (الفخار) يصنع الرجال أواني للطبخ كالبرمة والكسكاس والبوني والداقرة والطاجين وأواني للماء هي مشارب تسمى باقوله جديوه - جره - ابريق - وهذه الصناعة تشتهر بها مدية غريان والبلدات القريبة منها - القواسم - الرابطة - الكليبة - ككلة. أما الاشغال التي يستخدم فيها سعف النخيل والجريد والليف فهي متنوعة الاستخدامات كحفظ التمور والحبوب والاشياء الصغيرة من المقتنيات بما فيها حلى النساء والمطيبات الجافة وغيرها ويصنع من الجريد زرايب (اخصاص) واسرة وسقوف للدور ومن الليف تصنع الحبال وهذه الصناعات توجد كلها في الواحات والسواحل حيث توجد اشجار النخيل ويقوم بصناعتها الرجال والنساء. ومن أعواد السدر تبني اخصاص أو زرايب وتسمى ايضا عواشيش يحيط بهيكلها الاسطواني الشكل بوادي جمع بودي مصنوعة من نبات الحلفا أو أعواد نبات القمح بعد قطع السنابل ومن بعض أعواد النباتات الاخرى كنبات (السبط) او القرضاب وهذه الزرايب أو الاخصاص يسكنها البدو الرحل في فصل الصيف في المناطق الغربية من ليبيا عوضا عن بيت الصيف المصنوع من القماش في المناطق الوسطى والشرقية. صناعة الاطعمةوالشراب واستخراج الزيوت النباتية والدهون الحيوانية في هذا الجزء من هذا المبحث يرى الباحث استخدام كلمة اعداد بدلا من صناعة وذلك لان الصناعة في تعريفاتها العلمية هي مواد اولية ومواد حافظة وآلات وأدوات وخبرة وتقنية وموقع محدد في شكله واتساعه وعلوه وما شابه ذلك من شروط لازمة وغالبا ما يكون موقعه في المدن او قريبا منها حيث التجمعات السكانية الكثيفة التي تستوعب انتاجه الغزير. اما ونحن نتحدث عن الطعام والشراب والتحضير الغذائي على اختلاف اعداده والمواد الداخلة في تحضيره فمن رأي الباحث كما سبق وخاصة وهو يتحدث عن البادية والريف فيما يتعلق بالمأثور الخاص بالطعام والشراب وما في حكمها من احتياجات غذائية أن يكون عنوان هذه الجزئية. كيف تعد الأطعمة والأشربة في البادية والريف ؟ أولاً : الأدوات اللأزمة لاعداد الطعام / رحا،رقعة، غربال ، سقّاط أو زرّاد ، قدر، كسكاس ، المغرف، أو الغرفية، الحماس ، السدادة ، البرمة، البوني، الطابونة ، القصعة ، القدح ، الركوة. -الرحا/ وهي الأداة الأولى اللازمة لإعداد الطعام ، وتتكون من حجرين أحدهما هو الأثقل وهو السفلي ،أما العلوي فيكون أخف ثقلاً يثبت في الحجر السفلي عود من خشب الزان ، أو من الأشجار الصلبة العود كالزيتون أو الرمان ، يسمي قلب الرحى . ويوضع في الجزء العلوي الذي يدار باليدين حول قلب الرحا عود من الخشب يثبت بواسطة ( التارشة) في ثقب جانبي من هذا الجزء من الرحا الذي يسمى (فردة) ووظيفة الرحا هي تفتيت حبوب القمح والشعير الذي هو عماد غذاء الناس في البادية والريف. - الرقعة/ والرقعة عبارة عن جلد شاة غير منزوع الصوف ،معالج ببعض المواد الحافظة له من التسوس والتلف ،وهي مواد تؤخذ من بعض الأشجار والنباتات البرية الموجودة في البيئة ، ووظيفة الرقعة هي تلقي الحبوب بعد تفتيتها عندما تتساقط بين فكي ( فردات ) الرحى. - الغربال / ويأتي دور الغربال بعد جمع الطحن من الرقعة فيستخدم في غربلته حيث يسقط اللين من الدقيق والذي يعد منه ( البازين) ويبقى الأحرش ، الذي يعد منه الملثوث إذا كان المطحون شعيراً والكسكسي إذا كان المطحون قمحاً. -القدر والكسكاس والسدادة/ ثلاثة من مقتنيات البيت البدوي متلازمة دائماً ،ومشتركة في الوظيفة ،فالقدر وهو الأداة الرئيسة في إعداد الطعام ،يصنع غالباً من النحاس ، ،ويطلى من الداخل بنوع من الطلاء يسمى القزدير يمنع عنه الصدأ وشكله مخروطي بحيث يتسع من الاسفل ويضيق نوعا ما أعلى وله عروتان من الجانبين يشد منهما عند وضعه على النار وعند تنحيته وتثبت المرأة في هاتين العروتين عودين لتضغط عليهما برجليها عندما (تعصد) البازين ويستعمل القدر ايضا لطبخ اللحم وأنواع من الحساء والطبيخ الآخر كالفول والعدس والحلبة طبيخة (النوافس) ويطبخ فيه الأرز والدشيشة و(المحمصة). ويلازم القدر الكسكاس وهو مصنوع من الفخار في الغالب الذي يوضع فيه الكسكاس لينضج بالبخار الناتج عن فوران القدر، عندما يُطبخ فيه اللحم أو أي نوع آخر من الطبيخ. والكسكاس له ثقوب من اسفل تسمح بتسرب البخار إليه من داخل القدر وهو ايضا يأخذ شكلا مخروطيا على ان يكون قطر اسفله اضيق من قطر فوهة القدر بحيث يدخل أسفل الكسكاس في أعلى القدر ويسد بينهما بالسدادة التي لا تسمح بتسرب البخار الى الخارج والسدادة عبارة عن خرقة نظيفة من القماش بعرض عشرة سنتيمترات وطول ذراعين تقريبا. القصعة - من مقتنيات البيت الرئيسة التي لا غنى عنها اطلاقها وتصنع محليا من جذوع شجر الزيتون واحيانا تجلب من الخارج مصنعة من انواع اخرى من الخشب الصلب مثل الزان وغيره والقصعة يوضع فيها الطعام بعد اعداده في صورته النهائية ان كان بازيناً او كسكسياً او نوعاً آخر من أنواع الاكل. وللقصعة دلالات معنوية كثيرة في المأثور الشعبي فهي كما يقولون (قصعة وسعة) والقصعة كبيرة ومولى قصعة وفي المنظوم "يا زين قصعة أوخي*** منين شاملوها ثلاثة ويازين رشقة طبقها طير حايز امباته". وكلها اشارات الى ان صاحب القصعة يتصف بالجود والكرم فهو حاتم زمانه ويتفاخر الناس في البادية بإكرام الضيف إلى أبعد حد ويتسابق الولد ووالده في الإسراع لاستقدام الضيف كل إلى خيمته ليحظى بشرف إكرامه وتقديم العون له وعودة إلى إيضاح معاني التعبيرات السابقة وهي | قَصْعَة وسَعَة" والقصعة كبيرة و" صاحب قصعة" ،تعنى هذه التعابير كلّها معنى واحداً هو الكرم الحاتمي لمن يتصف بها ، أما أغنية الرحى المنظومة فهي أيضاً تتغني بصفة الكرم التي يتحلى بها ، أخ قائلة النص ،فالمرأة هنا تفتخر بكبر قصعة أخيها التي حملها إلى ضيوفه وهم ثلاثة أشخاص وتصف غطاء تلك القصعة وهو (الطبق) ،وتشبهه بطائر الصقر الذي نتعرف عليه ضمناً حيث تعارف أهل البادية على إطلاق اسم الطائر مجرداً من الإضافة على الصقر أو الطير الحر ، وفي هذا التشبيه إشارة أخرى إلى الفخر والاعتزاز والكبرياء . -سقاط أو زراد: هو غربال يصنع إطاره من حديد الزنك وكذلك شباكه يصنع من قضبان حديدية رقيقة على شكل متوازيات تقاطعها متوازيات أخرى بحيث تكون المربعات الصغيرة التي تتكون نتيجة لهذا التقاطع أكثر اتساعاً من مربعات الغربال الذي تقدم ذكره ،ووظيفته وطريقة استخدامه هي نفس وظيفة وطريقة الغربال إلاّ أن الزراد أو السقاط يستعمل لغربلة الدشيشة ،وفصل الشعير أو القمح عن الشوائب المختلطة معها .& الصناعات التقليدية بين الملبس والمأكل أ- الصناعات التقليدية متنوعة، وتنفذ بخامات مختلفة، وهي أشغال يدوية في مجملها مثل: أشغال النسيج بأنواعها وصناعة الأواني من الفخار والنحاس أو نجارة الخشب، وأشغال تستخدم فيها خامات الديس والحلفاء، وسعف النخيل، والليف والجريد، وكذلك إعداد بيت الشعر في البادية والأغطية والمفارش والعباءات، والأحزمة وأغطية الرأس للرجل والمرأة تعد من الصناعات التقليدية. المغرف والغرفية: المغرف اسم يطلق على عصا غليظة مفلطحة من أعلى بمقدار عشرين سنتيمترا تقريباً، ومعالجة نجارة وصنفرة لتصبح ناعمة حتى لايلتصق بها عجين البازين عندما تستخدم في ( العصيدة) ومن استخداماته الأخرى تحريك اللحم في القدر، وما يوضع في القدر من مواد عضوية غذائية أخرى، أما الغرفية فهي عبارة عن عود متين من أغصان الزيتون أو من خشب الزان، بها تجويف من أعلى يصنع بطريقة الحفر ولها يد مستقيمة يبلغ طولها ذراعاً تقريباً، وتستخدم لأخذ عينة من المرق أو الطبيخ لمعرفة إذا كان هذا الطبيخ يحتاج إلى الملح أو لاختبار نضوج اللحم أو الموجودات في القدر. - البرمة والبوني والطابونة: البرمة: قدر من الفخار متوسط الحجم يستعمل لطبخ جميع أنواع الطعام عدا البازين وكذلك يطبخ فيها اللحم وأنواع الحساء، ويحفظ فيها اللبن والحليب، أما البوني فهو صغير من الفخار يطبخ فيه الإدام بجميع أنواعه، ويستعمل لطبخ طعام الأسرة التي لايتجاوز عدد أفرادها الثلاثة، وهو قدر الزوجين في بداية حياتهما الزوجية عادة. والطابونة: حفرة في الأرض مغطاة جدرانها بطين خشن شبيه بالفخار تستخدم لانضجاج الخبز المحلي فقط. - القدر والركوة والزلفة: القدح إناء يصنع من جدوع الزان أو الزيتون أو أي شيء آخر يتميز بالصلابة، وكذلك الركوة والزلفة، وما الاختلاف بينهم إلا في الأحجام، فالقدح متوسط الحجم والركوة أكبر منه بقليل أما الزلفة فهي نوعان، نوع صغير جداً لا يتجاوز قطره قُطر راحة اليد، ونوع آخر كبير نوعاً هو بحجم القصعة المتوسطة دون الكبيرة، أما الاستخدامات لهذه الأنواع من الأواني فهي بالنسبة للقدح والركوة فاستخدامها واحد تقريبا فهما وعاء لحفظ اللبن والحليب، ولماء الشرب ويستخدمان كذلك لحلب الأغنام والإبل والبقر، ويستعمل القدح لعبك الزميتة ويقدم فيه طعام الفرد الواحد من الأسرة. - الحماس: وهو وعاء آخر من الأوعية اللازمة للبيت في البادية وهو رفيق للرحى والغربال، حيث تبدأ به عملية طحن الحبوب لإعداد الدقيق على اختلافه من سويق، ودقيق أبيض، كما يقال - إلى ( قليه) وإعداد الفطائر وأنواع أخرى من الخبز المحلي. والحماس يشبه السقاط إلى حد كبير ولا اختلاف بينهما إلاّ في السطح الذي تحيط به الطائرة ( الاطار) فالحماس سطحه من حديد الزنك الذي يصنع من الاطار خلاف السقاط الذي سطحه من شباك تكونه أسلاك متقاطعة من الحديد. - البراد والعالة: وهو وعاء آخر من الأوعية التي تتوفر في البيت البدوي، وهو من الضروريات التي لا غنى عنها، ولا يستعاض عنها بغيرها، وتلازم البراد العالة أو العدالة كما تسمى في المناطق الشرقية، والعالة هذه تتكون من مجموعة من كؤوس من الزجاج صغيرة يصب فيه الشاي بعدإعداده ، والصفرة التي توضع فيها كؤوس و( المنقل) الذي يوضع فيه الفحم المشتعل لانضاج الشاي، والمروحة التي تستعمل في تأجيج النار، وهي من سعف النخيل، والبراد صناعة خارجية يجلب عادة من الصين، وهو وعاء من حديد مطلي من الداخل والخارج يتحمل الحرارة العالية ويحتفظ بها لمدة كافية، فوهة تغلق وتفتح عند الحاجة يصب فيها الماء ومادة الشاي الأخضر أو الأحمر مع اضافة السكر عندما ينضج الشاي، وله أيضاً مخرج يأخذ وضعاً على شكل انحناء بحيث يعلو فوهة البراد كي لا يخرج منه الشاي عند فوران الماء، ويستخدم البراد في البادية لطبخ الشاي فقط، وفي حالات يطبخ فيه البيض. الشكوة والمسلخ والمزود والعكة: تصنع الشكوة عادة من جلد الماعز، ينزع من الجلد الشعر ويدبغ بمواد الجداري، لها قاع يربط بسيور متينة من الجلد، واحيانا تربط بخيوط تعد من الصوف وشعر الماعز تسمى "شميط"، ولها فم يُربط هو الآخر عند الحاجة تستخرج منه كتل الزبدة أثناء عملية "المخيض؛ والشكوة من أوعية أهل البادية الضرورية لصناعة مشتقات الحليب زبدة ـ سمن ـ لبن، وهي من لوازم الرعاة الضرورية جدا لأنها الوعاء الذي يحمل شرابهم، ويستعمل لحلب الإبل والماعز، وشكوة الرعاة أصغر حجما من شكوة المرأة في البيت التي تستخدم في صناعة الحليب ومشتقاته على نطاق واسع. أما المسلخ، فهو شكوة صغيرة من جلد جدي صغير تحفظ فيها الزبدة إلى حين معالجتها لاستخراج السمن منها. والعكة هي الشكوة نفسها، إلا أن العكة غير منزوعة الشعر ويتم سلخ الجلد من الذبيحة بطريقة تختلف عن سلخ جلد الشكوة، وتستعمل العكة لحفظ السمن واللحم المقدد وزيت الزيتون. أما المزود ويعرف باسم آخر هو "الظبية" فهي تماما كالشكوة ولاتختلف عنها إلا في أغراض الاستخدام، فالظبية أو المزود لحفظ الدقيق والدشيشة والمحمصة والسويق. المهراس والرزام: يصنع المهراس من جذع الزيتون وكذلك الرزام، ويختلفان في الشكل والاستعمال فالمهراس مجوف بطريقة الحفر، والرزام معالج بطريق النجارة، ويستخدم المهراس والرزام لدق التوابل والبهارات، وبعض الخضراوت، وينفرد الرزام بدق الأوتاد في الأرض وتليين نبات الحلفاء. هذه هي حصرا مقتنيات أهل البادية والتي تعرف "بالماعين"، أما عن مقتنيات أهل المدن المنزلية فهي تزيد وتنقص عن مقتنيات أهل البادية، فلا وجود للشكوة والمسلخ والركوة والمزود والرحى والحماس والرقعة والطابونة فهذه أدوات لاتصلح لأهل المدن ولا هم في حاجة إليها لأنهم في غنىً عنها بسبب توفر بديل عنها يغني عن استخدامها، بينما هناك أدوات ولوازم بيتية تفرضها ممارسات العيش في المدن مثل: الصحون والملاعق "كواشيك" ومفارش المائدة وكؤوس المشارب المختلفة "وبكارج" إعداد القهوة والطواجين، وأدوات صناعة الحلوى وغيرها، وإذا ما تحدثنا عن المقتنيات العصرية والتي فرضتها الحضارة والتطور، فإننا نجد الكثير من الأسماء للمقتنيات المختلفة والاستعمالات المتعددة سواء في المدينة أو البادية والأرياف والتي باتت لابادية ولاريف، فقد نالتها جميع الأدوات العصرية والحداثة والمدنية التي عمت على الجميع في كل مكان. الأشغال الرقم والتطريز: تتم أغلب أشغال الرقم والتطريز على المسدى والأنوال، أو "القرقاف"، فالمسدى معروف على نطاق واسع منذ القدم، وكذلك النول فهي أدوات تستخدم لأغراض نسيج أردية وعباءات وحوالي ولحافات مختلفة الأشكال والألوان تستعمل فيها خامات متنوعة كالصوف والحرير والقطن، وعلى هذه المنسوجات يتم الرقم والتطريز فيضفي كلاً منهما على الثوب أو المنسوج بهاء وجمالا فالرقم مثلا وهو الذي يتم أثناء النسيج، يتكون من رسومات تشكيلية نمطية في الغالب تضيف إلى النسيج لمسة تلفت النظر، وتبعث في النفس إحساساً بالجمال. والرقم دائما يتم أثناء النسج على النول أو المسدى، أما التطريز فهو على "القرقاف" وتقوم به نساء المدن، وخاصة الفتيات الصغيرات، حيث يعد من إعداد البنات وتدريبهن على شؤون المنزل، ويقوم الرجال أيضا بخياطة الملابس الفاخرة وتطريزها، وهم فئة خاصة من أهل المدن يعرفون "بالفراملية"، وذلك لأن أغلب المطروزات هي فرامل وزبونات، وسراويل وبدعيات يرتديها علية القوم، والتطريز هو أشكال زخرفية نمطية بواسطة "الخرج" وأسلاك الفضة والقصب.& الخيمة* .. بيت البدوي الخيمة (بيت الشعر) الخيمة أو (بيت الشعر) هي بيت البدوي أو منزله يقيمه حيث شاء في الفضاء الواسع، على ضفاف الأودية وفي الأرض المنبسطة والوهاد، بين ربوع البادية صيفاً وشتاءً، وهي مأواه المفضل يضجع فيه ليلاً هو وعياله، ويمارس فيه عيشه، ويستقبل ضيوفه يصنع فيه أدباشه، ومؤونة معاشه، ومستلزماته الحياتية المختلفة، والخيمة أو بيت الشعر علامة بارزة في حياة البدوي من الناحية المادية والمعنوية، حيث نجدها في ألوان التراث المتعددة تذكرها الأمثال والتعابير الشعبية، ويتغنى بها الشعر، وصفاً وقيمة ويأتي ذكرها في الحكايات والنوادر. فهي كما يقول الشاعر الشعبي: "الخير في بيت الشعر وأطنابه ولا هوش في حوشن مسكر بابه". وفي الأمثال والتعابير الشعبية "البيت كبير والعشي شعير والبيت بيت والعشة عشة" و"ولد بيت" و"بيت كبير ورسوة". ونقول فلا ولد (بيتية). ووصفاً نقول بيت بوكم أو بيت عشريني و"نحسابوه بيت على ستة وهو عشه على عمود" أو "بيت بونا والناس بيسالونا وليا طلقتها ما توريهاش بيت بوها" والأمثال والتعابير الشعبية التي تذكر البيت (الخيمة) كثيرة والمنظومات الشعرية أكثر. الخيمة وملحقاتها الخيمة: (بيت الشعَر) هي سكن البدوي في ليبيا ينقلها حيث يشاء بين فينة وأخرى، يقيمها على أعمدة، ويضرب أطنابها في الأرض في الأودية والوهاد، وعلى الأرض البراح حيث يمتد البصر إلى مدى بعيد حتى الأفق. وبيت الشعر بالنسبة للبدوي رمز يعتز به، وهو عنوان للجود والكرم. تصنع هذه الخيمة (بيت الشعَر) من الصوف المخلوط بشعر الماعز بعد المعالجة المتوارثة، وهي عملية بدائية تتم غزلاً، ونسجاً، وصباغة، فهي تتكون من مجموعة من الفلجان -جمع فليج أو فلجة- والكلمة عربية صحيحة - والفليج نسيج يتم بواسطة المسدى البدائي المعروف في البادية، والذي يتكون من أعواد بسيطة كل يؤدي وظيفة خاصة، والفليج يبلغ طوله في العادة عشرين ذراعاً وعرضه ذراعاً واحداً تقريباً، وبعد أن تتم عملية نسج الفلجان تخاط هذه الفلجان بخيط من نفس خيوط النسيج بحيث تقرن جميع هذه الفلجان فيتكون منها البيت كقطعة تشكل جسم البيت متكاملاً فيصبح عرضه عشرة أذرع وطوله عشرون ذراعاً، ثم تُخاط في وسطه (الطريقة) بحيث تقطع عرضه من بداية فليج الطرف الأمامي والذي يسمى (الشارب) إلى نهاية الفليج الأخير الذي يثبت فيه ستار الرواق الخلفي، والبيت تلحق به لوازم وملحقات وأدوات بعضها من الخشب وبعضها من الحبال وأخرى من نسيج وغيرها من قماش وما شابه ذلك. وهذه بعض مسميات هذه اللوازم والأدوات التي تلحق بالبيت والتي في مجموعها تكون بشكله العام. - الفليج: هو كما قدمنا نسيج من خليط الشعر والصوف مصبوغ باللون الأسود، وحاشيته بيضاء في بعض المناطق ويسمى البيت الأسود، وفي مناطق أخرى لا يصبغ باللون الأسود، بل يبقى على لونه الطبيعي الذي يميل إلى الأبيض ويسمى البيت الأبيض بيت المناطق الغربية من ليبيا، والثاني: بيت المناطق الوسطى والشرقية. - شارب البيت: هو الفليج الأمامي من جهة المدخل للبيت، فهو بمثابة الشارب "الشفة" من الفم، ويثبت بها الستار الأمامي (الرواق) ويسمى: الرجل في البادية، المنطقة الشرقية. - الطريق: نسيج من نفس مادة الفليج خيوطها ملونة وبها بعض الزخارف ، وهي تفصل بين الأعمدة التي ترفع البيت والفلجان وهي تقطع عرض البيت من الأمام إلى الخلف، وهناك طريقة أخرى تفصل بين أعمدة الرفه وجسم البيت في الجهة اليمنى من البيت، ومثل هذا في الجهة اليسرى. - الأعمدة: هي جميع الأعمدة التي ترفع البيت عن الأرض وتفصل بين (الطرائق) -جمع طريقة- وجسم البيت. - الشرعات: أعمدة ثلاثة برأس كل منها فرعان ترفع الخيمة من الوسط والجانبين. - الأطناب- الرمام: هي حبال من خامات مختلفة كالحلفاء والليف أو (المقط، السباولو) أو من شعر الماعز تشد الخيمة بالأوتاد. - المواتق: هي الأوتاد التي تشد الخيمة إلى الأرض وتتوزع حول الخيمة من الأمام ومن الخلف ومن الجانبين. - الرفة: هي الجزء النازل من الخيمة على الأرض من الجهتين اليمنى واليسرى. - الستار: جزء مفصول عن الخيمة وليس من نسيجها يثبت في الفليج الأخير من الخيمة وينسدل حتى يلامس الأرض وهو خلف القرطاس. - الخالفة: هي الركن الخلفي من الخلفية، وعلى وجه التحديد زوايا البيت الخلفية. - الذري: ويسمى الرواق والسناح في بعض الجهات، وهو حاجز من أعواد وحطب يمنع الرياح عن الخيمة ويشكل حماية لها. هذه هي أغلب ملحقات الخيمة وأدواتها ومسمياتها المختلفة وخاصة في المناطق الغربية من ليبيا ولا تختلف المناطق الشرقية والوسطى عنها إلا في بعض المسميات، ولون الخيمة وشكلها العام وبعض الأجزاء البسيطة، فعلى سبيل المثال نجد ما يسمى بالكم والرفة، والجمال، وعمود الخماسة، والرِّجَل والمثبت والشازورة، والملطة والخياطة، وشريكة الخياطة والكربة.. كلها مسميات لأجزاء في الخيمة ومن ملحقاتها في المناطق الشرقية، تختلف عنها أسماء في المناطق الغربية فما يسمى في الشرق: الجازل يسمى في الغرب العميرة، والكربة في الشرق، تسمى في الغرب القرطاس، والمثبت يسمى موثق، والميجنة هي الرّزام، وهكذا مع عدم الاختلاف لا في الوظائف ولا في الشكل. والخيمة أو بيت الشعر يتكون من اثني عشر فليجاً في الحد الأدنى: ستة تسمى الصفحة الأمامية وستة الصفحة الخلفية، وتزداد فلجان البيت في الغالب أزواجاً، فأحيانا يتكون البيت من عشرين فليجا ويسمى في هذه الحالة بيت (عشريني) وعندما يكون طول الفليج الواحد عشرين ذراعاً أيضاً يسمى (عشريني). والخيمة (بيت الشعر) في منطقة الوسط والشرقية من ليبيا تتكون من فلجان مقرونة مع بعضها، وترتيبها كالآتي: الرجل- الملطة- البدن- الكحال- الخياطة- شريكة- الخياطة، وهذه كلها فلجان تكون سطح الخيمة الأمامي ومثلها وبنفس الاسم يكون سطح الخيمة الخلفي، وتفصل بين السطح الأمامي والخلفي الكربة التي تدخل فيها الركيزة أو الجابر، وأحياناً تتضاعف الفلجان فتكون في البيت خياطتان وشريكتان وبدنان وملطتان ورجلان، وكحال واحد في السطح الأمامي فيصبح عددها واحدا وعشرين فيكون بيتاً كبيراً تبلغ مساحته ضعف مساحة البيت العادي، وهذا لا يكون إلا في بيت الربيع كما يطلق عليه، أما بيت الصيف فهو أقل حجماً وجودة من بيت الربيع حيث يصنع عادة من الخيش والأقمشة القديمة، ولونه أبيض ليمتص حرارة الشمس، وله أروقة تزين من الداخل بمربعات ومستطيلات ومثلثات ملونة تؤخذ من أقمشة زاهية هي عادة من رقع قديمة كالأردية والقمصان وغيرها، أما ملحقات البيت فهي المقدم، والجابر، والكم، والشازوره، والخلّه، والكربة، والمثبت، والجازل، والرواق، والطريقة، والحمال، وعمود الخماسة& المواسم الزراعية* .. عـــــرس الأغنــــــــام جز الأغنام .. أما عن جز الأغنام ، فهي عملية يقوم بها رعاتها وأصحابها على السواء وفي موسم معروف غالباً ، ما يكون وقته في نهاية شهر إبريل (الطير)، ومع بداية فصل الصيف حيث ينقطع هطول الأمطار ويميل المناخ إلى الحرارة فلا يخاف أصحاب الغنم عليها بعد ذلك من البرد ، وعملية الجز في حد ذاتها هي إزالة صوف الغنم بمقص خاص يعرف (بالجلم) يكون الموال أي صاحب الغنم قد أعد ه إعداداً من هذه الآلة اليدوية مسبقاً، إما بشرائها جديدة أو بإصلاحها . وذلك بسنها عند خبير يشتغل بهذه المهنة من المقيمين عادة في القرى القريبة من مرابع البدو ، حيث تربى الأغنام بأعداد كبيرة في أراض رعوية على أطراف الصحراء ، وفي الأودية والوهاد التي تنزل بها كميات من المطر كافية لإثبات العشب الذي تعيش عليه قطعان الأغنام. المربع الملون > " نَوارَةْ عَفَا يا ضَانْ كَلوهَا اللّي مَارَودّوا". > " يدّارا يْريدْ ذَرَاكْ الكَبشْ فِيهْ لبْرَادْ يَا غَلَم". > " البئِرْ بُوجَوَابي بيضْ حَتَّى وْهي رَوَايَا تْشُوشَلهْ". > " لفيِظَة عَقَابْ دِيَارْ كَذَّابْ يَا جَلمْ مَانَكْ لهَا". > " فِيَهَا اطْنَاشنْ أَنْقَرنْ عَندَهْ رَبَاعَيةْ سيدْ الغَلمْ". > " تَسْوىَ اطْناشْ أَلفْ عَندَهْ رَبَاعَيةْ سِيدْ الغَلمْ". > " خَتلْ الذَّيبْ تَالي ليل لقَى عَنَاقْ بَيْضةْ طَقْهَا". > " عَليكْ بِالثَّنيِ يَاضَمانْ إلّا الْكبَشْ لَا فِيلهْ وَخَمْ". وفي النص السادس يتحسر ويعض على أصابعه ندما، حيث إن ما أراده لنفسه هدفاً وغاية بعدما نال في سبيله المشقة والتعب، حصل عليه غيره دونما جهد ولا عنت. أما في النص السابع فالرمز فيه واضح حيث الاستعارة صريحة تشير إلى الجنس في وضوح تام، والكبش هنا يعني به الرجل أما الضان أو الغنم الذي يريد القرب منها- يدانا- فهي المرأة. ونجد في النص الثامن إشارة إلى أن الأفضل والأجمل في الكناية- البئر بوجوابي بيض- يرده كل منا ولو به اكتفاء شبعا وارتواء- حتى وهي روايا تشوشله- فالجميل يحرك في النفس الرغبة ومحاولة القرب طلبا للنشوة والانشراح. أما في النص التاسع فالأمر مختلف حيث نجد الرمز هنا قصد به التعريض والسخرية، فهذا الذي يعنيه واستخدم في وصف الكناية، "الفيظه عقاب ديار"، هو رجل ليس في مستوى من يطمح إلى الاقتران بها، فهو ليس ندا لها، كما أن هذا الجلم "المقص" لا يقدر على قص صوف تلك النعاج. وفي النصين العاشر والحادي عشر وفيهما في المتن عدا البداية في كل الرمز وهنا يشير إلى إحدى بنات صاحب الغنم وقد استعار القائل "الرباعية" وهي نعجة في أفضل عمرها- السنة الثالثة. أما القرون التي ذكرها النص وعددها "أطناش"، أثنا عشر فهي ترمز إلى شعر الفتاة، وفي قوله "تسوى": يرمز إلى مهر الفتاة أي أنها على جانب كبير من الجمال والمكانة الاجتماعية، فهي ابنه "الموّال" صاحب الغنم لذا تستحق المهر الغالي "أطناش ألف". وفي النص الثاني عشر يوضح لنا علاقة جنسية غير مشروعة تمت بين رجل وامرأة في السر، وهو ما أشارت إليه الاستعارات- ختل: بمعنى الحذر والتخفي- الذيب: ويعني به الرجل- عناق: رمز للمرأة. أما النص الثالث عشر فهنا التعريض بالرجل المسن الذي أصبح غير قادر على معاشرة النساء جنسيا، وفيه يطرح البديل "الثني" الشاب في مقبل العمر، ويقول إن هذا الكبش "لا فيله وخم"، والوخم مرض يصيب الكبش عندما يصبح كبيرا بالسن. وهاتان أغنيتان من أغاني جز الغنم وردتا على شكل حوار بين رجل وامرأة، سؤال يطرحه الرجل في ريبة وشك، وجواب ترده المرأة تؤكد فيه كيف أصبح حال الرجل:- 1- الرجل "بَرَمْ الْكَبَشْ رَأسهْ دَاخْ فَقَدْ رَبَاعْيَهْ مَايْ فِي الْغَلَمْ". 2- المرأة "طَاحَنْ قُرُونْ الْكَبَشْ بَدَي نَعَجَةْ مَا عَادْ فَادْنِي". سؤال وجواب الأول فيه استفسار عن خروج المرأة من بيتها فيه حيرة وشك غير قاطع "رأسه داخ".. فقد رباعية ماي في الغلم- وترد المرأة الجواب في سرعة خاطر وحضور بديهة تعريضا بما آل إليه حال الرجل. وهنا نقف على حادثة ربما وقعت فعلا في الحياة، غير أني استبعد أن يحدث هذا في مجتمع البادية النقي الطاهر حتى ولو أن هذين النصين قيلا في تلك البيئة بالطبع لارتباطهما بتلك الممارسة جز الغنم الذي هو من سمات أهل البادية، وأرى أنهما وردا على سبيل المداعبة والتندر ليس إلا وفيهما من الطرافة وقوة السبك، ورشاقة العبارة، وسهولة اللفظ ما جعلهما على الألسنة عبر الأجيال، وإن كان فيهما من التطرف الأخلاقي ما لا يحدث في الحياة إلا نادراً. ز- وسم الإبل: هذه ممارسات عملية يقوم بها مربو الأغنام والإبل، وهم في الغالب من أهل البادية، وجز الغنم ضرورة طبيعية لابد من القيام بها، أما وسم الإبل فهو واجب يفرضه العرف، حيث يكون وسمها بعلامات فارقة تميز بين ما يملكه كل من الذين يربونها، والوسم في حد ذاته علامات توضع على رقبة البعير أو على أنفه أو أحد قوائمه، وهو عبارة عن كي بالنار يترك أثرا يعرف بالوسم، ويختص كل مالك لقطيع من الإبل بشكل خاص، يسمى "عزيله"، والبعير الذي لا وسم له يسمونه "أرنب" باعتبار أنه مثل الأرنب التي في البراري، وهي من الحيوانات المتوحشة التي تعيش في الصحراء حيث توجد الإبل، ويندر أن تجد بعيرا دون وسم، إلا إذا ضلت أمه عن القطيع قبل أن يولد، أو بعد ولادته بشهور أي قبل فصل الوسم وهو وقت الشتاء، وقد يكبر هذا البعير وينفصل عن أمه، فيصبح أرنبا حيث لا وسم له، ولكن في البادية ونتيجة للفراسة التي يتمتع بها بعض الناس، يتعرفون على الإبل الضالة والتي ولا وسم لها من لونها وشكلها وتركيبة هيكلها، ومضان ورودها على الماء، وأماكن مراعيها والوسم له أشكال عديدة، متعارف عليها عند أهل البادية في ليبيا من مربي الإبل، ويفصلون بينها بأسماء توارثوها عن سابق عهد مثل: "البو ماضي والعرضاوي"، ولكل قبيلة وسم خاص بها، ولكل لحمة أو أسرة أو عشيرة كذلك، وأحيانا توضع علامات فارقة بين ما يملكه الإخوة من الإبل أو الغنم، والوسم تختص به الإبل والغنم فقط أما البقر فلا وسم له لأنه لا يربى في قطعان كثيرة العدد، وإن وجد فهو في حظائر لا يبرحها فلا يخاف عليه من الاختلاط بغيره، ولا يذهب بعيداً في الصحراء
عدد زيارات الموقع
20,837
ساحة النقاش