لست متشهياً لما سيأتي من بيان لحال تلك الفرقة.. الفارقة..

 التي تسببت في دمار للأمة لم تسبق إليه فرقة خرجت على عقيدة

أهل السنة والجماعة.. بل هو حديث متململ.. سأم الكلام وتكراره..

وسأم الجدال العقيم مع أذناب هذا التنظيم .. وأدرانه.. والحق أني قد دفعت نفسي دفعاً للكتابة وهي تأبى علي الاندفاع..

حتى ذكرتها بمبدأ النصح والإرشاد.. وعاقبة السكوت عن قولة الحق والتذكير بها حتى لا تطمس الحقائق معاول النسيان..

  فتحفزت للنهوض بهذا البيان ..

والحمد لله في الأولى والأخرة..

ولعل هذا الأسلوب هو الأنجع مع أبناء هذا التنظيم.. لا نقاش ولا جدال

ولا أخذ ورد.. بل بيان للحق ونصح للخلق.. ودعوة للناس على طريقة

الأنبياء والرسل .. لا على طريقة البنا حسن ..

 

***

هذا البنا الهالك  ( كما يزعم هو ) امتداد لجمال الأفغاني الماسوني المعروف.. أسس جماعته بعد سقوط الخلافة بهدف : عودة الخلافة الإسلامية وجعل السعي للحكم والرياسة من أركان الدين.. كما هو عند الشيعة الروافض..

لكن بمصطلحات الماسون.. أستاذية العالم..

قال البنا في كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 136

من رسالة( المؤتمر الخامس).

:هذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من أركانه  ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد " . 

<!--

والذي مد له يد العون بالتبرعات للقيام بهذا الركن الإسلامي المزعوم كانت نفس اليد التي امتدت بمعاول الهدم

للخلافة العثمانية.. إنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس!..

  يعني ممول هدم الخلافة (عن طريق الدونمة) هو نفسه أول من مول الساعي

لبناء دولة الخلافة من جديد..

وليس هذا وفقط.. كان البنا يأكل على كل موائد الغرب.. فكانت له علاقات

مع دول المحور والحلفاء.. وليس هذا وفقط..

قال العلامة الشيخ أحمد محمود شاكر في "شئون التعليم والقضاء" :
(حركة حسن البنا والإخوان قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها اليهود كما نعلم ذلك علم اليقين....)

الرجل لا يبدو مجرد داعية.. أو مجرد زعيم حزب سياسي.. أنا لا تخيله إلا رجل استخبارات.. له مهمة محددة وجهة تولت تأهيله ثم تحريكه على الأرض..

كان هدفه تكتيل الناس بصرف النظر عن عقائدهم.. لا ولاء ولا براء..

حتى مع من يجهرون صباح مساء بالعداء لهم وبدعوى حربهم.. أعني اليهود مغتصبي بيت المقدس..

يقول البنا في حق اليهود :

فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم،
والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل
بيننا وبينهم اتفاقاً {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلأ بالتي هي أحسن } وحينما
أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية فقال
تعالى {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} 

المصدر : كتاب ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) (1/409)، وعباس السيسي في كتاب (( حسن البنا مواقف في الدعوة
والتربية)) (ص 488).

 

وهذا الكلام ستجده مكرراً عند الشيطان القرضاوي كذلك.. فالأمر مستمر

وهم على العهد الأول..

أما مع الشيعة.. (وهذا نسوقه لمجاهدي الحناجر بخصوص موضوع سوريا

والشيعة العلوية ومن خلفهم إيران المجوس ..)


يقول عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين: "وبلغ
من حرصه ـ حسن البنا ـ على توحيد كلمة المسلمين أن كان يرمي إلى مؤتمر
يجمع الفرق الإسلامية لعل الله أن يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم
وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد وإلهنا واحد ورسولنا r
واحد " . 

المصدر : ( حسن البنا القائد الملهم الموهوب ) ص 78.

و يقول عمر التلمساني " وفي الأربعينات على ما
أذكر كان السيد القمي وهو شيعي المذهب ينزل ضيفاً علىالإخوان في المركز
العام ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب حتى
لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بين المذاهب منفذاً يعملون من خلاله على
تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة
والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق
بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها، والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل
أعداء الإسلام على إشعال ناره، قلنا لفضيلته نحن لا نسأل عن هذا للتعصب
أوتوسعة هوة الخلاف بين المسلمين، ولكننا نسأل للعلم لأن ما بين أهل السنة
والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها، وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا
من البحث في تلك المراجع.
فقال رضوان الله عليه: اعلموا أن السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله
إلا الله محمد رسول الله، وهذا أصل العقيدة والسنة والشيعة فيه سواء وعلى
النقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب بينهما فيها"

المصدر : كتاب عمر التلمساني و هو بعنوان ( ذكريات لا مذكرات ) ص 249 ـ250 .

 

***

ما الهدف الحقيقي لدعوة البنا ؟

وماذا جنت الأمة الإسلامية منذ ظهور دعوته.. ؟

فكما يقال من ثمارها تعرفونها.. والغرس كان لفكرة مضادة لعقيدة المسلمين

فكرة الملك والسياسة والوصول للحكم.. وليت الحكم في نهاية الأمر سيكون

بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. بل الحكم يكون حسب قواعد وأصول حسن البنا.. فالإسلام هو البنا وجماعته..

يقول حسن البنا :  "

موقفنا من الدعوات الأخرى 
وإذ كنتم  كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتى هي أحدا وتستغني عن غيرها ، إذ هي جماع كل خير ، وما عداها لا يسلم من النقص ،
إذاً فاقبلوا على شأنكم ، ولا تساوموا على منهاجكم واعرضوه على الناس في
عز وقوة فمن مد لكم يده على أساسه ، فأهلاً ومرحباً في وضح الصبح وفلق
الفجر وضوء النهار أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفذ تعاليمكم وغير
ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" . 

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 231 .

وهذا الكلام السابق لا ينطبق إلا على شئ واحد ..الإسلام الذي جاء بها محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم ) لا حسن ابن البنا الساعاتي..

خبنا وخسرنا إن  جعلنا دعوة رجل الاستخبارات هذا هي الإسلام ..

ولو كان فهو الإسلام الذي يريده منا الغرب.. الإسلام الأليف الذي يدندن معتنقه وهو يلعق فراءه متلذذاً

بين يدي سيده الأبيض :

هذا الحبيب مع الأحباب قدحضرا *** وسامح الـكل في ماقد مضى وجرى
لقد أدار على العـشاق خمرته *** صـرفاً يكاد سناها يذهب البصرا
ياسعد كرر لنا ذكـر الحبيب لقد *** بلبلت أسـماعنا يامطرب الفقرا 
وما لركب الحمى مالت معاطفه *** لا شك أن حبيب القوم قد حضرا ..

 

طبعاً هذا كان يقوله أستاذهم الأعظم مع فرقة الإنشاد الصوفي في مدح غالي للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (وهو من جملة ضلالاته).. لكنني أراه بعين الخيال

لسان حال ذلك الهر الغافي بجوار سيده الجديد.. السيد الأبيض ..

 

 

***

 

 

إذن فجماعة الخوان هم جزء من خطة الحرب المستعرة عبر القرون بين أمتنا العربية الإسلامية وبين أعدائها التقليديين من فارس (مجوس الشرق) ومن الروم (صليبي الغرب).. تلك الحرب التي تغيرت أساليبها مع امتداد التجارب على مدار التاريخ منذ الحروب الصليبية وصولاً إلى الهزة العنيفة

التي تبعت سقوط القسطنطينية.. وزلزلت أركان الكيان الصليبي وأدت إلى

ردات عنيفة في الفكر الغربي على الجانب الديني ( ظهور البروتستانت وتمردهم على الكنيسة الشاملة)وعلى الجانب المادي ( تطوير أساليب المواجهة مع الشرق المسلم من الصدام المسلح إلى التبشير والغزو

الفكري ) .

وفي المقابل كانت أمتنا تمر بحالة من الدعة والخلود إلى الأرض استثمرها العدو جيداً بعد دراسة وافية ومراقبة شاملة في شتى نواحي الحياة.. واستغلال فترات الضعف والانحلال السياسي والفكري للوثوب على بعض الثغور التي تقع على الأطراف دون التورط في العمق حتى لا يستفز العملاق الغافي وينهض من رقدته وتتكرر مأسأة المواجهة المباشرة بنتائجها المجربة..

 

كان لابد للعملاق أن يمرض من الداخل.. حتى إذا أزفت الأزفة ولاحت

رايات الحرب تخفق.. لم يحرك العملاق ساكناً.. فقط سينظر للمستعمر القديم بثوبه الحديث بنظرة وادعة مستسلمة.. وينتفض جسده شوقاً بعد أن فرغ من ماضيه العريق وتم حشوه بثقافة و فكر عدوه الذي ليس له ماض.. ويخر جاثياً بين يديه حاضناً ساقيه.. مقبلاً قدميه.. وساعتها يصعد المستعمر على ظهر العملاق المدجن ويصيح نافشاً ريشه مثل الديك:

ها قد انتصرنا يا صلاح الدين.............

 

***

 

بعض الألعاب القتالية تعتمد على استخدام قوة الخصم ضده..

هذه القاعدة تطبق بحذافيرها مع أمتنا.. فقد عرف العدو سر قوتها من قديم وهو دينها المنزل من لدن حكيم خبير.. وبدا العمل على استغلال قوة هذا الدين الكاسحة.. لكسح الدين نفسه من صدور معتنقيه..

وقطع الطريق الموصل إليه على الراغبين فيه...

ولم يكن هذا ليحدث من غير تشويه وتحريف لثوابت هذا الدين وتفريق وتحريش بين المسلمين..

باسم الدين تحل عرى الدين عروة عروة.. وتسفك الدماء الطاهرة الزكية.. وتسبى الحرائر وتستحل حرامتهن.. كله في سبيل الله بزعمهم..

يصير الإسلام فرق والفرقة تنقسم لعدة فرق وكل فرقة تكفر الأخرى وتستبيح دمائها وأعراضها.. تأكل الأمة نفسها من الداخل ويطحن أبنائها بعضهم طحناً .. والعدو الأبدي المرابط على الحدود يتلمظ بانتظار الغنيمة السهلة..

ويتربص بأي ظاهرة نهضة قد تلوح من بين غبار الوغى.. ترفع لواء العودة للوراء.. للماضي العريق.. لما كان قبل التفريق والتشتيت ..

للمنابع الأولى الصافية النقية التي لا يزيغ عنها إلا هالك..

فتمتد يد العدو المتربص خفية.. بين الأطراف المتناحرة الغير عابئة بأي تدخل كان.. لتئد تلك النهضة وتشتت دعاتها في كل حدب وصوب..

ثم يعود للمشاهدة والاستمتاع مرة أخرى  بالدماء والأشلاء..

 لكن هذه المرة بدون تشويش..

 

***

 

يجد المسلم العامي نفسه بين طرفي نقيض.. إما أن يصير مسخاً داعشياً أو مدجناً عالمانياً..

والخوان كمقاول محترف لديهم عناصرهم في كلا الطرفين..

بل لديهم عند كل مقام مقال.. فمنهم من يحمل بطاقات انتخابية ويزاحم الليبراليين على أبواب المجالس النيابية .. ومنهم من يرخي لحيته ويقصر قميصه ويتظاهر بالتسنن وطلب العلم الشرعي حتى إذا خلا ببعض الشباب في إحدى حظائر البهائم بث فيهم أحقاده الحزبية بنائية وقطبية ..

ومنهم من  يحمل السلاح في الكهوف والجبال ويكفر الحجر والشجر حتى نفسه ( وهذه هى صورة المسخ الإخواني بعد تجرده من ثياب الواعظين)

وعلى المسلم الوسطي الحق.. الذي يسير على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أن ينتبه ويحذر لدينه وعرضه

ويقبل على العلم والعمل .. العلم النافع والعمل الصالح..

كي لا يلدغ من نفس الجحر مرتين.. وعليه أن يحتفظ بذاكرته قوية عصية

على أفة النسيان..

لا ينبغي أن ننسى تلك الفرقة التي سجلت اسمها بحروف من نار بجوار

فرق الإسلاميين المنحرفين عن جادة الصواب بل فاقتهم في الضلال والإضلال حتى صارت قبلة لكل فرقة منحرفة.. فتجد في جماعة الخوان

من كل صنف ولون من ألوان البدع الكبرى.. فهم على أصل التكفير والخروج نشأوا.. ولأبناء المجوس الرافضة احتضنوا وعلى تقيتهم درجوا

وللمعتزلية ولفرق الكلام البدعية اعتنقوا.. ثم غلفوا كل تلك الضلالات بضلالة أخرى وهى (العمل السري المنظم) وعلى طريقة الحشاشين القدامى ومن حسن الصباح لحسن البنا.. يا قلب لا تحزن..

ثم تأتي الطامة الكبرى.. الخيانة العظمى.. ممالئة أعداء الإسلام على بلاد

الإسلام والعمل بجهد جهيد على تنفيذ مخطط الغرب لتفتيت الأوطان

حتى يسهل بلعها وهضمها فيما بعد (بالسم الهاري)..

وليس على الإخواني بأس إذا ما علا صوته بالتكبير وحلف الناتو يضرب

ليبيا .. لا بأس وهو يطالب الغرب بالتدخل في مصر سوريا.. فالغازي الأمريكي

أوسم بالتأكيد من الروسي.. ولعل هذا الموقف نفسه قد وقفه جدهم البنا بين

المحتل البريطاني والمحتل الألماني.. أيهم ألطف وأظرف و(ابن نكته)

ويستحق أن يشرفنا باحتلاله لنا!

لا بأس على الخوان فهم خوان.. وسنظل نذكرهم بهذا الاسم الفاضح الكاشف وسنظل نذكرهم كذلك بما هو أهم.. صلب المعتقد الإخواني

ومخالفاته وانحرافاته.. كما سطره الخوان أنفسهم في أدبياتهم..

وسنظل نواجههم بسلاح الشرع الأغر.. فالخوان لا يصمدون أمام العلم الشرعي فهم أعداء للعلم الشرعي .. ولا تنشغل أخي المسلم بترهات الخوان

التي يستدرجون بها الناس ليبعدوهم عن أصل وطبيعة الصراع..

أحد الخوان قديماً قام يخطب ويهلل ويندد فسألته سؤال واحد :

ما معنى لا إله إلا الله؟

خر جالساً وانقطع.. ثم بدأ يهلل ويعرض بتكفيري إياه لمجرد أني سألته

سؤال واضح في صلب المعتقد..قلت له : هل قول لقمان لابنه وهو يعظه : يابني لا تشرك بالله ... أن ابنه كان كافراً.. كان يعظه بالتمسك بالتوحيد..

لكن الذي اتضح لكل من حضر تلك اللحظة.. أن الخطيب الثوري الذي يتكلم عن الشريعة والشرعية لا يدري ما معنى شهادة التوحيد التي صار بها مسلما!

هكذا يواجه الخوان في كل مكان.. لا تدخل معه في مهاترات (خبر من هنا وفيديو من هناك .. ثورة أم انقلاب ..إلى أخره ) تعلموا دينكم يا إخوة الإسلام واحرصوا على العقيدة الصحيحة المصفاة من شوائب الفرق المنحرفة.. وزنوا بها المذاهب والأفكار التي تطرح عليكم ..

فتسلموا  دنيا وآخرة..

والحمد لله رب العالمين...

 

 

 

 

amrmuostafa

عمرو مصطفى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 14 نوفمبر 2015 بواسطة amrmuostafa

ساحة النقاش

عمرو مصطفى

amrmuostafa
قصص وروايات ومقالات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

53,831