بسم الله الرحمن الرحيم ...

كجزء مهم من حرب الإسلام وأهله أن يحارب الإسلام
عن طريق أهله .. من بني جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا ..
ومن أساليب الحرب التي تبغي تشويه الإسلام حتى في قلوب
متبعيه حرب تشويه المصطلحات الشرعية وإفساد وقعها في قلوب
الناس حتى المسلمين منهم .. ولنضرب أمثلة على ذلك...

***

مصطلح الجهاد : 

مصطلح شرعي هو ذروة سنام الإسلام كما أخبر النبي عليه السلام .. لكن تلقاه اعداء الإسلام وبدأوا يدرسونه .. من هنا ظهرت 
فكرة الجماعات الجهادية .. التي لا تجاهد العدو من دار الحرب ولا تجاهد النفس وشهواتها ..بل تجاهد المسلمين أنفسهم .. 
دعمت الولايات تلك الجماعات واستغلتها في حرب الروس ثم استغلتها
في تشويه الإسلام وصورته عن طريق وصمه بالإرهاب والعنف ..
وليس من قبيل الصدفة أن يكون فكر تلك الجماعات هو تطهير بلاد
الإسلام من حكامهم ..لا من عدوهم المحتل لأرضهم .. لأن هؤلاء الحكام في زعمهم كفار وعملاء للغرب ولليهود .. والنتيجة فتن ومحن
وشقاق وتفجير وتدمير وخسائر في الأرواح وياتي المستعمر الحقيقي
ليحصد كل شئ في نهاية الأمر..
بن لادن في الأفغان ..نضرب الأفغان .. بن لادن
دخل باكستان ..نضرب باكستان .. وهكذا صاروا مسمار جحا للغرب
ولم يقدموا للأمة شئ ..لم يحرروا بلداً .. لم يكسروا عدواً .. بل مهدوا
للعدو احتلال المزيد .. سواء كان بقصد وعمالة صريحة أو بجهل ..
وضلال وهوى ...
وأبداً لم يحرر الأقصى بجماعات وفصائل متناحرة منحرفة العقيدة
والمنهج ..بل حرر بملوك الإسلام العظام ..جهاد وراية معلنة على
العدو المحتل ..لن يحرر بتكفير الحكام والمحكومين بغير حق وإيقاع البلاد والعباد في فتن يستغلها المحتل أسوأ استغلال ..وحكام المسلمين من جنس أعمالهم فكما تكونوا يولى عليكم .. وسبيل تغيير الراعي الفاسد هو امتناع الرعية عن الفساد فيولي الله عليهم من يصلح لهم دينهم ودنياهم ..

***

مصطلح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :


هو أصل من أصول الإسلام العظيم وبسبب تركه لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم .. وبسبب تركه يضرب الله قلوب العباد بعضهم ببعض ..وبسبب تركه يعم العقاب الأمة الصالح
مع الطالح لكثرة الخبث ...
كيف تحول ذلك الأصل الأصيل إلى سبة ..يتسارع الناس بدفعها إذا ما اتهموا بها ..صار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تهمة يتبرأ منها
حتى الدعاة ..المنتسبين للعلم والسنة ..
لماذا ..؟
لأن الأمر بالمعروف يتعارض مع المبادئ الوافدة .. من حرية الانعتاق
من الدين بالكلية .. حرية الفسق والفجور والخنا ..
فكيف ستنكر المنكر وتأمر بالمعروف وتعارض مبادئ الحرية والرأي
والرأي الأخر..لاشك يسقط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحيا
حرية الرأي ..
كما أن تلويحك بهذا الأصل العظيم .. سيصرف الذهن إلى صورة ذهنية
تم ترسيخها في عقول الناس عن هذا الأصل العظيم كما فعل بأصل الجهاد العظيم ..وعن طريق المنتسبين للعلم والدين زوراً وبهتاناً ..
أول ما تذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيتطرق للأذهان صورة الملتحي العابس الذي يرتدي جلباب أبيض قصير ويلوح بسيف أو بسلسلة من حديد يهشم بها واجهة متجر يبيع الخمور او أفلام الفيديو .. صورة متعمدة..
لا للتنفير من فكر فاسد استعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استعمالاً فاسداً يعد هو نفسه منكراً ..لكنه تنفير من ذلك الأصل نفسه الذي مدحت به الأمة .. كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...الأيات ..
كما أنه تنفير من الهدي الظاهر لا ممن يظهرون الهدي الظاهر وهم في الباطن على عقيدة وفكر الخوارج ..
والسبب في هذا يعود لثلاث أشياء في حدود علمي ..
الأول : تصدر من ليسوا بعلماء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فيتسببون فيما هو أنكر ..
الثاني : اصطياد اعداء هذا الدين في الماء العكر فهم يستغلون أولئك
الأمرون الناهون بجهل من أجل تشويه الأصل العظيم ..
الثالث : الجهل العام المنتشر في الأمة والذي يجعل الناس يقعون فريسة
تارة للمنتسبين للعلم وهم جهال فيساهمون في تشويه الأصل الأصيل
عن جهل وتارة لأولئك الذين يشوهون أصول الدين متعمدين فيتحولون إلى بوق سوء يطعنون في أصول الإسلام العظيم ..ولله الأمر من قبل ومن بعد ..


***



مصطلح الشريعة الإسلامية :

هي كل ما تعبدنا به الله من الأعمال الصالحة الظاهرة منها والباطنة
لكنها عند الجماعات الحركية والحزبية تم حصرها في الحدود ..
والسبب ..حتى يتسنى لهم حمل الناس على الثورة ضد الحكومات التي لا تطبق الحدود الشرعية بعد ان جعلوها – أي الحدود – أصل الدين وأساسه - من ثم يحدث الانقلاب المنشود الذي يصل على أثره الداعون إلى تطبيق الحدود فلا نرى منهم بعدها لا حدود ولا غيره ..
فالحدود هي ما حده لهم حسن البنا ..والإسلام هو ما سطره لهم حسن البنا .. وهو الرأس الذي يعود إليه كل حركي أو حزبي وأول من سن سنة التحزب والعمل السري في بلاد الإسلام ومن دعوته انبثق الشر المستطير ..جماعات واحزاب ما انزل الله بها من سلطان .. وليس هذا موضع لبسط تلك المسألة .. المهم ..
تم تشويه كلمة الشريعة وتطبيقها بعد أن صورت للناس على أنها قطع يد ورجم وجلد ألخ .. وأين أصول هذا الدين العظيم ..؟
أين التوحيد ..؟ أين العقيدة التي مات عليها الصحابة .. ؟
لاشك ان الحدود هي من دين الإسلام ويجب على الحاكم المسلم أن يحكم بين رعيته بما انزل الله ومن ترك حكم الله لهواه عاصياً فسق ومن تركه مستحلاً كفر وخرج من ملة الإسلام .. لكن ..
هل من الحكم بما أنزل الله حصر الدين في الحدود ..؟
لكنه الكيد لهذا الدين من قبل أعدائه مستغلين الخونة والمغفلين في تشويه
معالمه السمحة وصبغها بالدماء .. وكأن لا هم للمسلمين إلا قطع الاعناق
والأيدي وجلد الظهور .. ويحسبون الأمر سهلاً .. وكم عملت وسائل الإعلام الصهيوماسونية على تشويه صورة الحدود الشرعية في أفلامهم
وبرامجهم .. يصورون للناس أن المسلمين همج دميون ..إذا سرق منهم سارق لقمة يسد بها رمقه اجتمعوا عليه وقطعوا يده ..وليس هذا من ديننا في شئ .. لكنه التشويه .. فللسرقة نصاب لابد أن يبلغه السارق حتى تقطع يده ..ولا يقيم الحدود إلا ولي الأمر المسلم ومن ينوب عنه لا كل من هب ودب .. ليس من ديننا أن يقيم الجهلة الحدود وليس من ديننا تعليق المجرمين كالذبائح والتمثيل بجثثهم .. هذا لا يجوز في دين الإسلام العظيم الذي يشوهه الجهلة ..والخونة ..بل لا يجوز التمثيل بالأعداء الكفرة الأصليون .. فكيف يفعل هذا في المسلمين ..؟
والادهي والأمر اننا صرنا في بلاد الإسلام نستفتى على تطبيق الإسلام
ولله الامر من قبل ومن بعد ..وصرنا معسكرين .. معسكر إيمان ومعسكر كفر .. أيحدث هذا في بلاد الإسلام ..؟!!
يالله العجب ..
لكنها ثمرة جماعة فرقت الأمة واستشرت فيها كالسرطان .. وهذة عقوبة
من عصى الله ..أبى الله إلا أن يذل من عصاه .. وكما تكونوا يولى عليكم
وحكامكم أعمالكم .. أعمالكم تظهر في صور حكامكم ..
وعلى الأمة أن تتوب فما وقع لم يقع إلا بذنب ..
ولن يرفع إلا بتوبة
وعمل صالح .. 

***


مصطلح السلفية :

نسبة إلى السلف الصالح وهم الرعيل الأول ومن تبعهم بإحسان من أهل
القرون الثلاثة الأولى التي زكاها النبي عليه السلام ..
والسلفية هي السير على نهج السلف وعقيدتهم وفهم الدين كما فهموه
وتقديم قولهم على قول غيرهم وعدم سلوك طريق غير طريقهم وهذة
المعاني الجميلة التي لا يختلف عليها المسلمين في غالبهم إجمالاً
تم تشويه المصطلح الذي يعبر عنها اختصاراً ( السلفية ) وتحول إلى
وصمة عار على جبين من ينتسب إلى السلف بسبب انتساب بعض
المنحرفين للسلفية فصارت علماً عليهم لا على السلف .. وصرت إذا
قلت سلفية قالوا انت تبع الحزب الفلاني والشيخ الفلاني وجماعة فلان
صارت السلفية حزبية بغيضة وعلماً على أهل الأهواء والبدع
وهذا يأتي على عين أعداء الإسلام .. فقد نجحوا بالدس في تشويه
الراية التي رفعها أئمة عظام لإعادة المسلمين إلى الإسلام الصافي
على طريقة سلفهم والذي به يعودون إلى الأيام الخوالي في مقدمة الركب
والعالم كله يلهث في اللحاق بركبهم .. فأيقن العدو ذلك فعمل على وأد تلك النهضة التي ظهرت بين صفوف المسلمين بعد قرون من التغييب والتغريب .. ونجح إلى حد كبير .. لكن .. لا خوف على المنهج .. الخوف على من انتسب إليه ثم انحرف عنه .. إن لم نلتزم الطريق سيستبدلنا الله .. وهذة سنته في كونه .. فدينه منصور بنا أو بغيرنا 
والتاريخ والأيام تشهد بسنة الاستبدال .. حينما تولى العرب استبدلوا
وفيهم نزل الوحي وبه قامت حضارتهم .. ثم تولوا فاستبدلوا بالترك
الذين لا يجيدون اللسان العربي .. لكنهم حملوا على عاتقهم لواء هذا
الدين الحنيف .. فظهروا على العرب وسادوهم .. ثم لما فشا فيهم ما
فشا في سابقيهم استبدلوا وصاروا في ذيل الأمم وانتهى الملك العاض ودخلت الأمة في مرحلة الملك الجبري والذي سينتهى بالعودة إلى الخلافة على منهاج النبوة كما أخبر النبي عليه السلام وسيقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم .. وبعيداً عن الاستطراد
وعودة إلى العنوان الرئيس وهو مصطلح السلفية .. فأقول :
السلفية هي ما عليه أهل السنة والجماعة ..الجماعة وليس الجماعات والفرق والأحزاب .. السلفية منهج علمي ودعوة مباركة وتصفية وتربية
وليست حركة مسلحة ولا حزب سياسي يفرق الأمة ويسعى للسلطة ..
السلفية هى قال الله قال رسوله قال الصحابة .. لا قال الشيخ القيم على
الجماعة ولا مرشدها ولا قال رئيس حزبها ..وإلى الله المشتكى
والله الموعد والمستعان وعليه التكلان ...