جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
<!--<!--<!--
وتسجيل 9 أنواع من النباتات التي لها القابلية على امتصاص وتمثيل العناصر الثقيلة مثل (الكادميوم، النيكل، الزنك، الكروميوم، الكوبالت، الفانديوم، السيزيوم)، هذه النباتات تعيش على تكوين جيولوجي يسمى (الصخور السرنبتينية)، الموجودة في الشمال الشرقي لكوردستان العراق وهذا التكوين يمتد تحديدا من المنطقة الممتدة من (بنجوين) الى (رواندوز) مرورا بمنطقة (ماوت) على شكل شريط بطول 200 كيلومتر وبعرض كيلومتر واحد
وجاء هذا التشخيص والتسجيل لهذه النباتات ولأول مرة في اقليم كوردستان العراق ضمن أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها الطالب محمد رؤوف حسين التدريسي في القسم البايلوجي بكلية العلوم في جامعة السليمانية، وعن اهمية هذا البحث تحدث الينا الدكتور محمد رؤوف حسين قائلاً: قمت بدراسة الغطاء النباتي على الصخور السرنبتينية في الشمال الشرقي لكوردستان العراق والذي استغرق العديد من الشهور وبأشراف البروفيسور الدكتور أوميد نوري محمدامين الاستاذ في قسم المحاصيل الزراعية في كلية الزراعة في جامعة السليمانية حيث تبين لنا بعد اجراء البحوث والتحليلات والفحوص المختبرية على قابلية النباتات بامتصاص وتمثيل العناصر الثقيلة مثل (النيكل، الزنك، الكادميوم، الكروميوم، الكوبالت، الفانديوم، السيزيوم)، حيث وجدنا أنها تمتاز بتفوقها على عملية الامتصاص للعناصر الثقيلة أعلاه بنسبة أكثر من 24 ألف جزء بالمليون مقارنة مع النباتات الاخرى التي لاتتجاوز قابليتها للامتصاص الـ 20 جزءاً بالمليون.ويمكن زراعة هذه النباتات بصورة مكثفة للحصول على المعادن الثقيلة تلك، وكذلك يمكن الاستفادة منها في تنقية الترب الملوثة وجعلها صالحة للزراعة كما تم تثبيت آلية لغرض التمييز بين النباتات السامة وغير السامة لغرض تفادي وتجنيب تناول هذه النباتات من قبل الحيوانات التي ترعى في هذه المناطق مثل الاغنام والابقار والماعز التي تنتج الحليب واللبن واللحم واحتمال انتقال هذه التأثيرات السمية للانسان.
ولغرض الاطلاع على المزيد من المعلومات حول أهمية مضمون اطروحة الدكتوراه للطالب محمد رؤوف حسين وأهمية النباتات التي تم تشخيصها في الاطروحة أعلاه التقينا مع المشرف على أطروحة الدكتوراه البروفيسور الدكتور أوميد نوري محمد الاستاذ في قسم المحاصيل الزراعية في كلية الزراعة في جامعة السليمانية حيث أوضح قائلاً: ان موضوع أطروحة الدكتوراه وتسجيل نباتات تستطيع أمتصاص وتمثيل عناصر معدنية ثقيلة في اقليم كوردستان هو الاول من نوعه على نطاق اقليم كوردستان والعراق.
اذ توجد تكوينات جيولوجية تسمى (السرنبتاين) في مناطق محددة في العالم وهي: (نيوزلندا، أستراليا، جنوب شرق آسيا، امريكا الشمالية، كوبا) ومنطقة حوض البحر الابيض المتوسط التي تشمل (البرتغال، ايطاليا، اليونان، تركيا، اقليم كوردستان العراق) وهذه التكوينات الجيولوجية المسماة –السرنبتاين- تتكون من سليكات (المنغنزيوم المائية) وتحتوي على كميات كبيرة جداً من (النيكل، الكروم، بالدرجة الرئيسية والكوبالت والزنك، والفانديوم والسيزيوم والشرونتيوم بدرجات أقل. البحوث العلمية التي تم أجراؤها في هذه المناطق التي تنتشر فيها هذه التكوينات الجيولوجية تؤكد على وجود نبات طبيعي يستطيع النمو والعيش على هذه التكوينات الجيولوجية وله القابلية على امتصاص وتمثيل كميات هائلة من العناصر المعدنية الثقيلة المذكورة، وفي العقدين الاخيرين ونتيجة البحوث التي تم اجراؤها تم أستحداث أقسام للعلوم التي تعنى بهذا النوع من النباتات وهي:
الأول/ علم المناجم الحية وهو (زراعة هذه النباتات على هذه التكوينات).
هذه النباتات تقوم بأمتصاص الزنك او النيكل بعد تكملة دورة حياته السنوية وبعدها يتم حصاد هذا النبات وتجفيفه وحرقه للحصول على الرماد المتبقي وفائدة الحرق التخلص من المواد العضوية وتنقية العناصر المعدنية بعد ذلك.
الثاني/ تنظيف البيئة من العناصر المعدنية الثقيلة السامة في التربة والمياه من خلال زراعة هذه النباتات التي تستطيع أمتصاص وتمثيل العناصر المعدنية الثقيلة وبالتالي يمكن حصاد هذه النباتات التي تحتوي على كميات من العناصر الثقيلة وتنظيف المياه منها.
الثالث/ علم البحث عن الاثار عن طريق الاستدلال للنباتات التي تنمو في المواقع الاثرية حيث ان المخلفات الاثارية المعدنية التي تأكسدت بمرور الزمن وأطلقت كميات هائلة من العناصر المعدنية والتي تفضل هذه النباتات النمو فيها.
الرابع/ (جيو باطني) او النباتات الجيولوجية يستفاد من الاستدلال بتواجد نباتات تعيش على عنصر او عناصر معدنية يمكن ان تدل على وجود تكوين جيولوجي يحتوي على عنصر معين.
وفي سؤالنا عن مدى تأثير الامطار على هذه التكوينات الجيولوجية أجاب البروفيسور الدكتور أوميد نوري محمد أمين قائلاً: عند تساقط الامطار بكميات كبيرة في هذه المناطق تؤدي الى تعرية هذا التكوين الجيولوجي وغسل هذه العناصر وانتقالها الى الترب الزراعية في قرى المنطقة مما قد يؤدي الى تسممها وعليه نقترح: مواصلة هذا النوع من البحوث التي تخص تلوث التربة والمياه والمراعي الطبيعية التي قد تؤدي الى تسمم الحيوانات الاليفة وساكني القرى ومستخدمي المنتجات الزراعية والفواكه والالبان واللحوم.
كما نقترح انشاء معهد متخصص للدراسات البايولوجية البيئية والجيولوجية لدراسة مشكلات المنطقة من ناحية تلوث التربة والمياه ونباتات المراعي وحالات التسمم للحيوانات وساكني القرى. كما نقترح تسييج هذه المنطقة لغرض دراسة امكانية ووضع آليات لاستغلال هذه المناجم الحية النباتية، وان تتوجه الاقسام العلمية التي لها علاقة بهذا النوع من العلم الى التعمق والتوسع في دراسة هذا الموضوع.
المصدر: السليمانية- عصمت نامق شري ----.sotakhr.com
الشريف مهندس محمد ابن رجب ابن حجازي الجعفري الرضوي الحسيني استشاري وخبير زراعي
ساحة النقاش