الموقع الرسمى الخاص بالباحثة\أميرة يونس

موقع خاص بالتاريخ والشخصيات التاريخية

الامير عبد القادرالجزائرى من كبار رجال الدولة الجزائرية فى التاريخ فهو يعد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الفرنسين فى الفترة بين 1832و1847ويعد أيضا من كبار التصوف والشعر وعلماء الدين.                                        نسب عبد القادر الجزائري

هو الأمير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن فاطمة بنت محمد رسول الإسلام –صلى الله عليه وسلم- وزوجة علي بن أبي طالب ابن عمِّ الرسول –صلى الله عليه وسلم، يرجع أصله إلى الأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع.

 نشأة عبد القادر الجزائري

وُلِدَ عبد القادر الجزائري في (23 من رجب 1222هـ= مايو 1807م)، وذلك بقرية القيطنة بوادي الحمام من منطقة معسكر بالجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.                                                            ترعرع فى كنف والديه حيث حظى بالعناية والرعاية وقد قضى المرحلة الاولى من حياته فى طلب العلم سواء فى مسقط راسه بالقيطنة وبها حفظ القران وفى ووهران حيث تتلمذ على يد عدد من شيوخ المنطقة واخذ عنهم مبادى العلوم الشرعية واللغوية والتاريخ والشعر فصقلت ملكاته الادبية والفقهيه والشعرية فى سن مبكرة من حياته زوجه والده فى عام 1823من ابنه عمه لالة خيرة .                                                             والد الامير عبد القادر      

رحلته إلى الحج                                                             كان محي الدين بالإضافة لكونه شيخ الطريقة القادرية ذو مكانة رفيعة بين عامة الناس ومن كبار أعيانهم وقد دفعت آرائه بالحاكم العثماني لوهران إلى تحديد إقامته ببيته وهو ما دفعه للتفكير بالخروج لأداء فريضة الحج والابتعاد عن هذا الجو المشحون. فكان الاذن له بالخروج لفريضة الحج عام (1825م)، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة الأمير عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًّا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام (1243هـ= 1828م)، فكانت رحلة تَعَلُّم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرَّا في قريتهم قيطنة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تعرَّضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكَّنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلًا في (5 من يوليو 1830م)، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكنَّ الشعب الجزائري كان له رأي آخر.  المبايعة                                                                      فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماءغريس عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعونه على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى  ليكونوا تحت إمارته فقبل سلطان مراكش وأرسل ابن عمه علي بن سليمان ليكون أميرًا على المنطقة، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد.

                        

البيعة الأولى

لما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات. اقترح محي الدين إبنه عبد القادر لهذا المنصب وجمع الناس لبيعته تحت شجرة الداردار فقبل الحاضرون من علماء وكبراء ووجهاء القوم، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ ناصر الدين واقترحوا عليه أن يكون سلطانولكنه اختار لقب الاميروكان ذلك في 3رجب 1284 هـ الموافق 17نوفمبر1832 م وهو ابن اربعة وعشرون سنة.

توجه الأمير بعد البيعة إلى معسكر ووقف خطيبا في مسجدها أمام الجموع الكبيرة فحث الناس على الانضباط والالتزام ودعاهم إلى الجهاد والعمل وبعد الانصراف أرسل الأمير الرسل والرسائل إلى بقية القبائل والأعيان الذين لم يحضروا البيعة لإبلاغهم بذلك، ودعوتهم إلى مبايعته أسوة بمن أدى واجب الطاعة.

البيعة الثانيةلما داع خبر البيعة الأولى بادر أعيان ووحهاء ورؤساء القبائل التي لم تبايع إلى المبايعة فتمت في مسجد بمعسكر يسمى حاليا بـ مسجد سيدي الحسان حيث حررت وثيقة أخرى للبيعة وقرئت على الشعب                         وهنااضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة مع الأمير عبد القادر؛ وهي اتفاقية «دي ميشيل» في عام ( 1834م)، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر؛ وبذلك بدأ الأمير عبد القادر في الاتِّجاه إلى أحوال البلاد يُنَظِّم شئونها ويُعَمِّرها ويُطَوِّرها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عَبَّر عنها مُؤَرِّخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا على رأسه تاج من ذهب، دون أن يُصيبه أذًى!!».

علم دولة الامير عبدالقادر

وعندما تولَّى عبد القادر الإمارة كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعبًا، لم يكن لديه المال الكافي لإقامة دعائم الدولة، بالإضافة إلى ذلك كان له معارضون لإمارته؛ ولكنَّه لم يفقد الأمل؛ إذ كان يدعو باستمرارٍ إلى وَحْدَة الصفوف، وتَرْكِ الخلافات الداخلية، ونَبْذِ الأغراض الشخصية، وكان يعتبر منصبه تكليفًا لا تشريفًا، وفي نداء له بمسجد معسكر خطبَ قائلًا: «إذا كنتُ قد رضيتُ بالإمارة؛ فإنَّما ليكون لي حقُّ السير في الطليعة والسيرِ بكم في المعارك في سبيل الله، الإمارةُ ليست هدفي؛ فأنا مستعدٌّ لطاعة أيِّ قائد آخر تَرَوْنَهُ أجدرَ منِّي، وأقدر على قيادتكم؛ شريطة أن يلتزم خدمة الدِّينِ وتحرير الوطن».      وقدجعل الأمير وَحْدَة الأُمَّة هي الأساس لنهضة دولته، واجتهد في تحقيق هذه الوحدة، رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقَّاها من بعض رؤساء القبائل، الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الأمير في تحقيق الوحدة هي الاقتناع أولاً، والتذكير بمتطلَّبات الإيمان والجهاد، لقد كَلَّفَتْهُ حملات التوعية جهودًا كبيرة؛ لأن أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال، ولم تألف الخضوع لسلطة مركزية قوية، وبفضل إيمانه القوي انضمَّتْ إليه قبائل كثيرة دون أن يُطلق رصاصة واحدة لإخضاعها؛ بل كانت بلاغَتُه وحُجَّتُه كافيتين ليفهم الناس أهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدوِّ.

الأمير عبد القادر وتأسيس الدولة
كان الأمير عبد القادر عندما لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يُشهر سيفه ضدَّ مَنْ يخرج عن صفوف المسلمين، أو يُساعد العدوَّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تُساعده في محاربة أعداء الدِّينِ والوطن.

كان الأمير يرمي إلى هدفين: تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحدة. وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصين، ولقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرًا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة -الذي أنشأه- قُضِي على قُطَّاع الطرق، الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدَّوْنَ على الحرمات، فأصبح الناس يتنقَّلُون في أمان، وانعدمت السرقات، ولقد قام الأمير بإصلاحات اجتماعية كثيرة؛ فقد حارب الفساد الخلقي بشدَّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتًّا, ومنع التدخين ليُبْعِدَ المجتمعَ عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرِّجَال؛ لأنَّه كان يكره حياة البذخ والميوعة.

قسَّم الأمير البلاد إلى عدة وحدات: (مليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة (البويرة)، بِسْكِرَة، سَطِيف)، كما أنشأ مصانع للأسلحة، وبنى الحصون والقلاع؛ مثل: (تأقدمات، معسكر، سعيدة). وشَكَّل الأمير وزارته، التي كانت تتكون من خمس وزارات، وجعل مدينة معسكر مقرا لها، واختار أفضل الرجال ممن تميزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسية إلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظَّم ميزانية الدولة وُفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد                                                                                                                     الأمير عبد القادر والكفاح المسلح

وقبل أن يمر عام على اتفاقية «دي ميشيل» نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرَّة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد، ونَظَّم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا؛ وخاصَّة موقعة «المقطع»؛ حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوَّتها الضاربة تحت قيادة تريزيل الحاكم الفرنسي.

ولكنَّ فرنسا أرادت الانتقام؛ فأرسلت قواتٍ جديدة وقيادةجديدة واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير -وهي مدينة معسكر- وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقي فيها حجر على حجر، ولكنَّ الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا إلى تغيير القيادة من جديد؛ ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال بيجو؛ ولكنَّ الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة وادي تافنة، أجبر القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة؛ عُرفت باسم معاهد تافنة في عام (1243هـ= 1837م).

وعاد الأمير إلى إصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع، وتنظيم شئون البلاد، وفي الوقت نفسه كان القائد الفرنسي بيجو يستعدُّ بجيوش جديدة، ويكررالفرنسيون نقض المعاهدة في عام (1255هـ= 1839م)، وبدأ القائد الفرنسي في اللجوء إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العُزَّل؛ فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تُساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، فاضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، فهدد الفرنسيون السلطان المغربي، فلم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكنَّ الفرنسيين ضربوا طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.                                                           وهنا بدأ الأمير سياسة جديد في حركته؛ إذيسارع في تجميع مُؤَيديه من القبائل، ولمَّا أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانية في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشِّيا مع روح صوفيتِهم التي تأبى التدخُّل في السياسة، فقام بعدَّة حملات على مركز التيجانيَّة في عين ماضي التي قاومت هذه الحملات.


وعندما غدر به الفرنسيون سنة (1251هـ= 1835م) وخرقوا معاهدة دي ميشيل، حاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باءوا بالفشل، فاستخدموا أسلوب الحرب التخريبية بتدمير المحاصيل الزراعية،وتدمير المدن الرئيسية، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلَّا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكُش سنة ( 1843م)، ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.

هزم الأمير عبد القادر بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي، فهاجمته العساكر المراكشية من خلفه، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك، وأَسَرَهُ المحتلُّون سنة (1263هـ= 1847م) وأرسلوه إلى فرنسا.

عبد القادر الجزائري الأمير الأسير
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام (1268هـ= 1852م)، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد تولِّيه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابِلَ وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأميرالحديث في كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية؛ مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنا ثانيا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية.

توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام ( 1856م)، وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي، كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.

وفي عام ( 1860م) تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألفًا من المسيحيين؛ إذ استضافهم في منازله.                                                                    كتابات الامير                                                                          ألف في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها) رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة (رسالة إلى الفرنسيين)، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855 م، ثم ترجمها الفرنسي "غوستاف ديغا" إلى لغته في عام 1858 م وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك.

يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء.. وفصل ثالث (في فضل الكتابة)                                        

    وفاة عبد القادر الجزائري

وافاه الأجل بدمشق في 26 مايو 1883م عن عمريناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها، وبعد استقلال الجزائر نُقِلَ جثمانه إلى الجزائر عام (1965م)، ودفن في المقبرة العليا، وهي المقبرة التي لا يدفن فيها إلَّا رؤساء البلاد.                                                           

amirayounis2

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق ومزيد من العلم والمعرفه تحياتى أميرة يونس

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1105 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2014 بواسطة amirayounis2

ساحة النقاش

amirayounis2
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

184,262

حياتى كلهالله

 

من يعجبه الموقع ومحتواه وأراد  التواصل معى يمكنه من خلال [email protected]                               

اذا جالست الجهال فأنصت لهم                            

  واذا جالست العلماء فأنصت لهم                            فان فى انصاتك للجهال زيادةفى الحلم                          وفى انصاتك للعلماء زيادة فى العلم