ديوان رواحل عشقي للشاعرة أميرة عبد العزيز

الذات والوجع الشهى والاغتراب

قراءة فى ديوان رواحل العشق

للشاعرة / أميرة عبدالعزي

زبقلمحاتم عبدالهادى السيدرئيس رابطة الأدباء العرب______________________________________________

 

 


ما الذى تبحث عنه " أميرة عبدالعزيز " فى ديوانها رواحل العشق ؟ وأى راحلة ستسافر على ظهرها لكى تجد العاشق الذى تبحث عنه ، أو تجد العشق فى أى مكان واتجاه تتوجه اليه ؟ان العنوان اللافت يحيلنا الى متاهة شاعرة تبحث عن العشق والحب وعن العاشق المحب فى العالم المتسع الأرجاء ، لذا نراها راحلة تائهة تبحث عنه فى البلاد وتناجيه ذلك العاشق الذى يعزف على أوتار قلبها لحن الهيام والدفء والراحة المشتهاة ليريحها من وجع الروح ليكون لها المرفأ والدفأ بعد سنوات الصقيع والبعد واللوعة والاشتياق ، تقول :وحدكَ أنتتعزف على أوتار قلبي..وكأنك نغمات تراقصني..أغرق أنا وقلمي في حبريأبحث عن حروفأبوح بها ..انها تبحث فى حيرة وتتسائل عن بعاده وهو الذى أسكنته داخلها وفرشت له القلب قطيفة ليستريح على خيوطها ويركض كيف يشاء .. انهداخلها وفى بؤبو قلبها الآسن بالوجع الشهى الزاعق ، تقول :كيف تخرج مني؟كيف أهرب منكوأنت داخلي؟يا رجلا صنعمتناقضات حياتي..يا وجعي أنت و قلمييا فرحي وحزني..انها تبحث عنه بينما هو يخاطبها بلغة الروح بعيداً عن قاموس المعانى المعجمية، لغة العشق التى تسيّل البلور على جزيرة المرمر وتطلق للكستناء البرىّ مساحة ليزعق فى الكون والعالم بالحب حيث العطور تضوع بأجمل سقسقات الزرع ، وتلألأ الأنوار القزحية ، تقول :لا تُحدثيني عن القاموسناشدتُ قلمي...تَوقفْ قليلاًنَتبضعُ من قاموسِ اللغةونفتتح موسمايصيغ الدررسَخرَ مني...أيُ لُغةٍ تقتنين ..؟أنا أتحدثُ لُغةَ الأرواحلنْ تَجديها في القاموسابحَثى عنْ مُروجِ السحابو الحقي بي ..سَتنزِلُ هُناكَ نجماتٌ تَملأالآفاق حَمائمُ المقلتسبح حورياتُ الجِنانِتُغطي الضفافبجَدائلٍ ذَهبيةٍ ..نَسجتها شمسُ الصبيحةوظَفرتها شمسُ الغروباستقبلي نَسائمَ الفجرتَعزفُ سمفونية ..عصافيرِ الجنةتارةً تُغردوتارةً تمطر على ثكلاهاعليلاً عند الهجير..انها اذن لغة الأرواح التى تذيب الجمال فى بوتقة العشق ، تلك اللغة التى لم تكتب بعد ولا تستطيع فرشاة تصوير جمالها ولؤلؤها الفتّان ، انها لغة التخاطب الروحى عبر اكسير أثير الحب الممتد بين قلبين عاشقين مخلصين للحب والحياة، انها لغة النور للكائنات التى تريد مزج النار والنور معاً فى اصيص الوهج الخارج من قيظ اشتعال البنفسج لجسدين تواقين للقاء يجمعهما تحت سماء قمر يصدح لهما فى الليل أجمل ألحان ليضم العاشق محبوبه ويتوالى الصمت الآسن لقطاف فاكهة الشمس الطازجة ، حيث النجوم توزع حلوى الحب على عشاق المساء وحيث القمر يخفت من ضوء انعكاساته ليظلل العاشقين بغلالة الحب السرمدية السيموطيقية التى تسع الوجود الكونى ليسمقا فى عالم الحلول والاتحاد لتمتزج الأحاسيس ولا صوت وقتها الا لنبضات العشق وشهقات المحبين الاتية مع وقع خرير الشلالات النابضة بالدفء الممتد الوسيع ، تقول :تعالي أُريكِ لُغة القلمانظُري إلى النحلةتجمع الجيوشلتَحمي قصرَ الملكةمن الطُغاتِ الحُمرْانظري إناثَ النَحلكيفَ عقرنَ أنفسهُنوصرت عساكر لأم النحلكيفَ تَنصهرُلتَصيرَ خلائلَ الشمسانظري كيف ينثر قوسَ قزحألوانهِ على الربيعانظري ..كيفَ يَصيرُ سوادُ مداديأبيضا في القلوبفلا تُحدثيني عنْ القاموس .
وفى قصيدتها " كتابى " نراها تناجى عاشقها الذى فتحت له كتاب قلبها الدافق بالحب فبدأ يعدد لها الثغرات والأشياء الماضية وكأنها تلوم ذاتها بصدقها معه ، لذا هى تصف قراءته لكتاب قلبها بالعشوائية لأنه لم يستطع أن يسبر أغوارها ويطّلع الى جوهرها ، ولو نظر الى عيونها لوجد جميع عبارات الحب الصافية لكنه أراد أن ينبش فى الماضى ولا ينظر لتلك العيون البراّاقة التى تنظر اليه بألق وسموق بينما هو غارق فى الشد والضم والوقوف عند الأشياء الصغيرة لذا فهو ليس عميقاً فى الحب لأن الذى يحب يغفر كل الخطايا والذنوب ولايرى غير الوجه المشرق لمحبوبته ، تقول :هاأنتَ فتحتَ كتابي ..!بدأتَ تتصفحُ الثغراتْحيثُ تتساقطُ الحروفْوتنامُ على هامشِ الكلماتْ...وقفتَ بين السطورْوخلف المربعاتْتضيعُ النقاطْتتمردُ الحركاتْ مكسورة الجناحكيف تطيرُ وقد كَسَوتُ كل لام اللّومجميع الشدّاتْ... ؟قِراءتكَ عشوائيةْ... !!!مُذكراتي ليستْ في العباراتْبل في عيوني التي تُخاطبكَ بأقوىاللغاتْ.وفى قصيدتها " ركّز معى "- وهى من القصائد الأكثر روعة وبساطة فى التعبير -الا أنها تؤسس لتدشين لغة رصينة بها نوع من الحلم ، فهى تطلب منه أن يرّكز معها ويشاركها الحلم فى الرقص والهيام والاستمتاع بالحب الهامس على ايقاعات سحر الموسيقا والأضواء الخافتة، لذا نراها تخاطبه بصيغة الأمر " ركّز " ، أغمض عينيك " ، مدّ يديك " ، خذ يدى " ، " اسمع لحنى " ، راقص روحى " وهو أمر أنثى واثقة بمحبوبها ، تشكّله حيث تريد عجينة فى مشكاة الجمال،تقول : أغمِضْ عينيكْمُد يَدكْخُذ يدي ..اسمَعْ لحنيراقصْ روحيإني أُراقصُكَ بكلِ الألوانْإني أُلاعبُ روحك وأداعبُها ..كطفلةٍ صغيرةٍ تَلعبُ مع الحَماماتْوالفراشاتْ.
انها تتدلل على عاشقها كطفلة تسامر الفراشات والحمائم ، وهى تغازله وتريد منه أن يتحرك معها ليتناغما ليشكل انسجامهما لوناً للحب يتماهى مع ألوان قوس قزح الزاهية، كما أنها تخبره بألا يتراخى فى الأمر فلن يندم معها أبداً وكأنها أعدت للحب الفراش والمتكأ وعليه فقط أن يسايرها لعبة الحب الرائعة التى رسمت خيوطها بعناية ، وفى هذا حلم أنثى متعطشة للحياةوالحب ، تقول :ألا تَستنشقُ الورودَ التي فَرشتُ لكْلتَسلُكَ الطريقَ إليََلتَعبُرَ معي قوسَ قزحْمُد يَدكَ ..رافقني ..نُخبرُ دوائرَ سطحِ القمر ..عن أجملِ السنين ..الماضي الحاضرمعراجُ الحنين ..أنفسنا هُناك ..مُعلقةٌ فيهابق مُغمض العينينقلْ لي :أيُ سنواتكَ خَلدتِ القمرْ??أيُها رَسمت قلبييَنبضُ براءةًيَبحثُ عنكْ ؟؟تَبحثُ عنه .. !!تلقاه ..تلقانيفقط مُد يَدكْ ..و لنْ تَعودْ وحيداً.
ان الشاعرة / أميرة عبدالعزيز تتبسّط فى لغتها الصافية الفطرية الخارجة بصدق عاطفة تنبض بالحب دون تكلف أو استخدام للغة معقدة ، ومع تلك البساطة الا أنها لغة منتقاة كأزهار تختارها بعناية من حديقة اللغة المليئة بالكنوز والتعبيرات السامقة ، وكأنها فى واحة للجمال تكسوها بأنوثتها الطاغية وفتنتها ، وترشّها بعطر العشق الذى يضوع من مزهريات الجمال الكونى ، فغدى شعرها على بساطته صافياً كنبع غزير يطفح بالحب ويدفق بالعشق على العالم والكون والحياة .ومع ذلك نراها تبحث عن ذاتها وتحاول التمرد على المحبوب لكنها تتكسر مثل أشعة الشمس على صخرة العشق ، تحاول جاهدة أن تخرج عن مألوف اعتيادها لتتمرد عليه لكنها واقعة فى غرامه لا محالة فلا مجال للتمرد وان حاولت ذلك فمقاومتها أكثر ليناً وأوهن من بيت العنكبوت ، تقول :تَمَردْ يا قلبي !!فالثوراتُ منبعُها العُروقُالجَريئةتمَردْ فالحَنينُ في ذاكَ الصرحدونكَ حَبيسأو مُتْ وأحلامُكَ شَهيدةأتوقُ إلى جَوارحٍ تَنتفضُ ..لتَتنحى العُقولُ عن مناصِبهاولودَقيقةتَمردْ وانتزعْ من الظَلامِخَوفَتلكَ الطِفلةُ البَريئةاهٍ يا ليلُ لو تدري ..!!انها تتشرنق داخله وتنسج حوله الخيوط ، ليست شباكاً بل خيوطاً واهية مثل خيط العنكبوت وتحاول أن تنسج مملكة للحب ولكنها لا تدر ، وربما تدرى كذلك بأن هذه المملكة يمكن أن تختفى مع أول اعصار لهبوب ريح ، أو زخة مطر أو نفث للدخان ومع ذلك فهى تتشبث بهذه الخيوط الواهنة وتنسج حولها رداء للحب تغلّفه بروحها الهائمة فى محراب الجمال النورانى العذب ، لذا لاغرو أن تشبه نفسها بالعناصر الأربعة : الماء ، والنار، والتراب ، والهواء ، لتخبره بأنها تملك الأرض والسماء فلا يمكن له أن يفر من أى اتجاه وهذه صورة بديعة لامرأة تتشبث بالحب وبحبيبها وتعرف كيف تحاصره من كل مكان وفى كل اتجاه فوق الأرض والسحاب وتحت الماء والأشجار ومع هبوب الريح وداخل البحار والمحيطات ، انها امرأة الأسطورة التى تقفل الدنيا وأبوابها لتسجن عاشقها فى ملكوتها هى فقط دون سواها وفى هذا أثيرية للحب والعشق لم نشهدها وتدلل الى عاشقة تغوص فى العشق حتى النخاع واللحم والعروق ، تقول :خُيوطُ العنكَبوتِتُحَاصِركْ، تُكَبلُكْفي كُلِ زَوايا الحُروفْللعِشقِ مَقاعِدُ في قلبيعُروشٌ تَتوارثُ عبرَ العُصُورْليسَ لهُ مقبرةٌليسَ لكَ مَفرْزَمنُ حُبي لا يَشيخْلا يَموتْحبي تَحدجَفَاؤكِ يَزيدُ إصرَاريإنْ قُلتَ عنكَ أبعدْ ...أطْوي الأرضتَصير أبعدُ الأماكن أقربُهاإليكْلستُ أي امرأةأنا قَدرُكْأنا العَناصرُالأربَعةْلَهيبُ الشَوق نارييَطفِئهُ بحرُ دُموعيأو يُغرقُكْ ...هَواءُ رئتكَ أنا !أو تُرابُ قبركْ.ان الديوان قائم فى بنيته الموضوعية على عنصرين : العاشقة التى تصارع طول الوقت فى وصف العاشق وتطويقه بالحب ، والعاشق الذى لا تظهر ملامحه مطلقاً ، فتكتف الشاعرة بالبوح اللذيذ لتتحدث وتبوح لنا عن مشاعرها تجاه العاشق فتصف حالاته وأحواله دون أن تدخلنا الى ماهيته وتلك خبرة أنثى تغار حتى من القارىء على المحبوب وهى فصاحة شاعرة تؤطر للذات مرجعية للبوح وتنطلق الشعرية لديها بسرد متصل حميم وبوح لصفات ذلك العاشق المهصور الأسيرفى حبها والقابضة على جمرفؤاده فلا يكاد يبين الا اليها وان وصفت كل أحواله وأطلعتنا عليها ،ولكن جاء ذلك من خلال مشاعرها كأنثى نحوه وكأنها تطرح وجهة نظرها فى الرجال عموماً وفى عاشقها بصفة خاصة .اذن هى قصائد الذات / الأنثى مقابل الآخر / الرجل الذكر ، لذا لا مندوحة أن تصرح بذلك وتعلن فى قصيدتها تاء التأنيث انحيازها للأنثى / الأنا التى تثور أخيراً بل ونراها تحذر الرجل من عدم الدخول معها فى مباراة وكأنها أصبحت بفعل التجربة أكثر شراسة بعد دربة بدأتها بالحب الذى كان كخيوط العنكبوت الواهية فلما تمكنت منه وأحكمت شباكها حوله بدأت فى التحذير واملاء الشروط والأوامر ، أوامر الحب العنيف لأنثى تدافع عن أنوثتها حتى آخر قطرة فى عمر الكون ، تقول : لا القلمُ سيفي ..ولا البحورُ شِعري ..ولا حتى لساني صديقي !!....لكن أُنوثَتي ثَورتي ..وقَلبي في يدي ..وأنتَ لا أنصَحُكَ أن تكونَ عدوي !!لستُ ممن يرونَ أن التاءَ تسقُطُتحتَ أقدامِ الذُكورةْبل قرأتُ التاريخ ..عبرت الخرائط ..وعلمتُ أن الحدودَ تقفُ عندَأهدابيوالسيوفُ تُسنُ برموشيثم نراها تتباهى بذاتها فتصف نفسها ببنت الزهراء وسليلة الشرفاء التى لايذهب دمها هدراً لأن وراءها من يحميها ، وهى فوق ذلك تقدم دمها وعروقها طوعاً لحبيبها الذى يملك قلبها وتركن الى دفء روحه ، بل أنها تشترط عليه بأن يقدم ولاءه وأن ينحنى لها احتراماً وهى من جانبها ستبادله هذا الولاء بولاء أكبر لأنه الرجل ، ولكنها مع ذلك تحتفظ باعتزازها للتاء المؤنثة ، أى الى أنوثتها كامرأة تضع الحب تاجاً لمن يقدم لها الحب عبى طبق الاخلاص ، تقول :أنا بنتُ الزهراء ..سَليلةُ الشرفاء ..لا يُهدرُ دمي ..بل أقدمه والعروق طوعاًلمن يَملكُ قلبي.....إن تَنحني ولاءًأُقدمُ ولائي ..وأكثرُ منه عهدي.....إن تكُ أبي ..سَعيتُ لرضاكْوأُقَبلُ الأيدي ......إن تكُ أخي ..فأنا أصلُ رحميحتى ألجَ قبري .......إن تكُ زوجي ..سأتجنبُ لعنَ الملائكةِ لي....إن تكُ إبني ..أستبدلُ كبدي إياك يا كبدي......هذا عهدي أنا !!!فما أنتَ صانعٌ بالأربع؟!!ليسَ ما شَرعَ لكَ الرحمنُبالعدد قصديبلِ الأمُ الأختُ الزوجةُوالابنةُ..انها اذن المحبة المخلصة فهى تكره الخيانة وتعطى نفسها لعاشقها وكأنها تذكرنا بقول الشاعرة المتصوفة رابعة العدوية :أمكّن عاشقى من صحن خدى وأعطى قبلتى من يشتهيهافهى تعطى اذا كان هناك عطاء ، وتمنع اذا لم تجد الاخلاص والحب ، فالمقابل مساوق لديها والحب والحياة معادلة ، فالمحب العاشق ، غير المحب الحانى ، والمحب الطفل ، وكل بثمنه ، وهى لا تسلم خاتمها الا بثمنه ، وثمن وردتها غال وثمين .انها شاعرة العشق بكل المقايسس ، تبحث عن حدود لدائرة العشق لتكتمل بعاشقها بعد أن أصبحت نصف دائرة هى محورها ، لذا فهى تتسائل طول الوقت عن هذه الحدود لمملكة العشق ، هل هى فى قيود الزواج ،أم حين اللقاء ؟ أم ماذا ؟! ... لذا نراها تبحث فى خريطة الحب العربى عن هذه الحدود فلا تجدها الا فى العشق المحظور بهالات من التحريم والقيود المجتمعية ، تقول :أين تكتمل حدود العشق ؟؟هل تكتمل ..حين تجد العلاقة نفسها محبوسةفي برواز اجتماعي إسمه الزواج ؟أم حين تجدُ نفسها بين أحاسيسالغيرةوفقدان الثقة ؟أم تكتملُ حين يُواجَه بُرْكانالعشقببرودةٍ تفوق القطبين ؟عن ماذا تبحث ياقلبي ؟؟هل تريدُ أن تغيرَ خريطة العشق ؟أم تريدُ أن تحذفَ الحدود من أرضه ؟أبحث في خريطة العالم العربيإذا استطعت أن تلغيَ الحدود .. !!وكأنك يا قلبي اتفقتَ أنتَ ووطنيعلىعشق واحد....العشق المحظور .انها الشاعرة التى تجمع بين المتناقضات لكنها لا تمزج بينها بل تتركها على علاتها لتقيم معها علاقة حميمة فى شهر عسل علها تتصالح مع نفسها لذا نراها تزوج الماضى بالحاضر ،واليأس بالأمل والحلم بالواقع لتنسج لحياتها معنى وجودها السيموطيقى ولكن هيهات لها أن تجمع الأضداد وهى التى حاولت أن تقبع فوق النجوم لتقيم للحب مملكة وللعشق أسطورة ، أسطورتها كذات باحثة عن الجمال والحب ،تقول :سأقيم عرساًبالأبيض والأسودلن ألون الحزن أبيضاًولا الفرح أسوداًسأزوج الماضي بالحاضرواليأس بالأملوالحلم بالواقعوأنا سأذهب ونقيضيفي شهر عسلعلّى إذا عانقتجانبي المظلمأجد الجانبالمنير.......!اهذا وتعترف الشاعرة فى النهاية بأنها أرهقت الشوق وملأت الدنيا آهات من أجل أن يسمع العالم ويسمع عاشقها نبضها فيجيئها على جواد الريح لينتشلها من الدوامة التى باتت تؤرجح روحها التى أصابها دوار العشق وباتت على وشك الانفلات من الجاذبية لتصبح مجذوبة لعشق لا يجىء ولعاشق فرشت له رداء أنوثتها على مائدة الريح ليجىء لينتشلها من العذاب فهو الملجأ الأخير الى قلبها وهى اللاجئة التى أضناها البوح والوجع الشهى ، انه اللجوء العاطفى للرجل بعد أن أرهقتها تاء التأنيث لتعترف فى النهاية أن اكتمال الأنثى بوجود الرجل وأن الحياة رجل وامرأة يجمعهما بيت للحب متسع وفسيح ، تقول فى قصيدتها " أرهقتُ الشوق وملأتُ الأفق آهات" :بالله عليك هل تدرك ما أنت بيصانع.... أختبئ منك في أحضانأوراقي....جدها لطيفك تحنّ بالمناجاة....لم يبق لي إلا إليك اللجوء....لعلي لديك أنجو من الملاحقةوفى النهاية نحن أمام شاعرة نسجت من حروف قلبها أوراق النور لعاشقها وطلبت منه حق اللجوء العاطفى لطائرة قلبها المرابضة فى مطار الشوق فهل يستجيب العاشق ويأتيها بعد أن ظلت تصرخ فى برّية الوجود السيموطيقى لتنشأ علاقة مزاوجة بين العشق والكون وبين العاشقة والحب وذلك العاشق الذى لايجىء. انها الشاعرة التى تؤطر للحب مساحات تنسجها ببوح أنوثتها الطازجة المتعطشة لارتواء من نبع بحيرة الحب والحنان للرجل الذى أقلق مخيلتها وجعلها تسبح فى العالم كذرة تؤرجحها الريح أو قطرة محبة فى بحر متلاطم الأمواج.ان الشاعرة / أميرة عبدالعزيز قد نسجت أسطورتها من خلال العشق السامق الباذخ وضمخت حروفها بالعطر الشهى فاستحقت أن تلقب بالملكة العاشقة الجميلة وبأميرة العشق التى تنسج لنا ولقلبها أزهى المعانى بأسلوب بسيط غير متكلف وبصور سامقة بديعة دللت عليها ونسجت على غلالتها أصدق المعانى لعالم الحب السامق فى الكون الممتد اللامحد والشفيف الباذخ والجميل أيضاً .
حاتم عبدالهادى السيدرئيس رابطة الأدباء العربمصر 

المصدر: الذات والوجع الشهى والاغتراب قراءة فى ديوان رواحل العشق للشاعرة / أميرة عبدالعزيز بقلم حاتم عبدالهادى السيد رئيس رابطة الأدباء العرب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة amira-abdelaziz

ساحة النقاش

أميرة عبد العزيز

amira-abdelaziz
شاعرة وكاتبة ورئيس رابطة إبداع العالم العربي والمهجر باريس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,167