قصيدة" يا رَجُلا يعشقَ مرةً وألف" للشاعرة / أميرة عبد العزيز
معارضة قصيدة "أحتاج إلى لغة أخرى" للشاعر / محمود حسن
التي تتواجد في المشاركة رقم3
يا رَجُلا يعشقُ مرةً وألف
لا تَقُلْ قصيدَتِي بِكْرٌ
وقَوَافِيها بحُرُوفِكَ عَوَانِس
كيفَ خُلِقَ القَمَرُ الفِضِّيِ
لغَيْرِ عُيوني وكيفَ صارتْ
رُمُوشِي في معْبَدِكَ مَكَانِسْ...؟
أَيُّ إِزْميلٍ أيُّ حجرٍ أيُّ مَرْمَرْ
نَقَشَ شِفَاهً غيرَ التِي
بِقُبْلتِي تَهْمِسُ
أيُّ وهْمٍ احتاجَ لغةً أُخْرى
فصارَ لغيرِيَ الحصانُ والفَارِس
يَا كُلَّ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ
هلْ يُؤتَمَنُ شعراءُ زمنٍ
تَتَكَرَّرُ فيهِ نَفْسُهُا المَشَاعِرْ...؟
يَا رجلاً يعَشِقُ مَرَّةً وألفْ
يا رجلا يعشقُ مرة وألف
أيُّ النِّسَاءِ أحرقت بواخِرَهَا
أيُّ النِّسَاءِ بَسَطَتْ أجْنِحَتَهَا
وأيُّهُنَّ قطَّعْتَ أَوْرِدَتَهَا
يا رجُلاً يعَشِقُ مرَّةً وأَلْف
كُنْ طيراً كُنْ حُلْماً
كنْ ما شئتَ
ولا تَكُنْ أحزَانُكَ لغيرِ حِضْنِي
ولا يضمَّ قلْبُكَ غيرَ طَيْفِي
يا رجلاً يعْشَقُ مرَّةً وأْلَف
فِي نَبْضِكَ شِعْرٌ
مِصْباحٌ
لُؤْلُؤ
وَجَوْهَرَتَان
لَيْتَهُمَا فِعْلًا مِرْآَتَان
لِتَرَى رَجُلًا
قَتَلَهُ زَمَنُ الَّرْيحَان
رجلًا غَرِقَ فِي العِشْقِ
مُنْذُ زَمِنِ الرَّشِيد
وما زالتْ قَوَارِبُه تُلَمْلِمُ الَأشْلاء
يا رجلاً يعْشَقُ مرَّةً وأْلَف
ما سمعتَ عزفَ أُغْنيتي
ما لمحتَ ساكنَ أَعْيني
أيَا معشوقَ البيْداء
هلْ بلغتْكَ رَواحِلِي
ومَا أنْهكَها
وهلْ وصلكَ شيءٌ منَ الأمِيريَّات
لستُ امرأةً تعشَقُها
لستُ لغَتكَ المفْقودة
لستُ المفرداتِ التي عبَّرْتَ بها
أنا بحٌر غَرقَ فيه فرحٌ و حزن
وأنتَ
أنتَ الفاصلُ بينَ الموتِ والحياة
أوَ لستَ تدْرِي منْ أيِّ الرَّحيقِ يُخْلَقُ الحُورُ
اوَ لست تدري كم مرة تكَّررْتُ
يا قَتيلَ السُّنْدس
والفلُّ والعَنْبَر
وما ملكتْ يمْناكَ
يا رجلاً يعشقُ مرةً وألف
ما مددتُ لكَ يَدِي
وما علَّق الزمنُ ساعة لبَندُولك
وما اهتزَّ الصُّوفِيُّ إلا لإبْتِهَالاتِي
يا بعضَ يُوسُف
يا جبينَ ثُغُورِ العَاشِقَات
يا رجلاً يعشقُ مرةً وألف
كمْ مرَّةً يهْوى القَلْب
كمْ أبْصَرتْ عيناكَ غيْرِي
ومتَى وُلِدتَ
حتَّى أعْلَمَ عَدَدَ عُقْمَ سِنِينِ الَأشْعَار
يا شَاعراً هوَى مرَّةً وآلافَ المَرَّات
أحتاجُ لكيْ أنظَر فِي عينيكَ
أنْ أعْتَزِلَ العْشِق
أحتاجُ لرواحِلَ أُخْرَى
كيْ أعبرَ صحراءَ قلبِك
أيُّ رجلٍ أنت
ومِنْ أيِّ الصُّخُورِ يُخْلَقُ الرِّجَال
يا رجلاً يعْشَقُ مرَّةَ وأَلْف
فيمَ مَجِيئِي
و مَا بِوُسْعِي غَيْرُه
و لمَ بُكَائِي
لا شعركُ بِكْرٌ
لا نبضُكَ بِكْرٌ
ولَا انْتَظَرْتُكَ
سنينَ ولَا أَعْوَامْ
يا رجلاً عَشِقَ امرأةً آلافَ المرَّات.
أميرة عبد العزيز
قصيدة "أحتاج إلى لغة أخرى"
للشاعر / محمود حسن
أحتَاجُ إلى لغٍة ُأخْرَى
أحتاجُ لكىْ أعْبُرَ هذا النهرَ لِمُفْرَدَةٍ أخرى
أحتاج ُ لكىْ أكتبَ شعرا
أن أنظرَ فى عيْنَيكِ
لا أدْرى كيفَ أتيْتَ
أو منْ أَىِّ رحيقِ الزهرِ خُلِقْتِ
لكنِّى أعلمُ أنَّكِ وحْدَكِ أنْتِ
يا امْرَأةً لا يُمْكِنُ أنْ تُخْلَقَ...
.. إلَّا مرَّه
لاَ تَتَكَرَّرْ
يا امْرَأَةً لا يمكِنُ إِلَّا أنْ..
أَعْشَقَهَأ
يا زَهْرَة أُرْكِيدٍ
يا نَسْمَةَ فُّلٍ أوْ عنْبَرْ
يا سُنْدُسَتِى
وَزَبَرْجَدتِى
ياَ كُلَّ الشِّعرِ العَرَبِىِّ
وكلَّ الشِعْرِ المُتَحَوِّر
أَحْتَاجُ إِلى لُغَةٍ أُخْرَى
أحتاج إلِى إِزْمِيلٍ منْ نوعٍ خاصْ
أحتاجُ إلى حَجَرِ المَرْمَرْ
كىْ أَنْقُشَ عَيْنَكِ عَلَيْهِ
كىْ أرْسٌمَ فىِ سَنْتِيمِترٍ شَفَتَيْكِ
أحْتَاجُكِ أنْتِ
أَحتَاجُ يَدَيْكِ لِتَنْبِضَ بيْنَ يَدَىَ ..
فَأَهْتَزَّ كمَا يَهْتَزَّ البَنْدُولُ بِسَاعَةِ حَائِطْ
أَهتَزَّ كمَا يَهتَزُّ الصُوفىّ بسَاعةِ نَشْوَهْ
أحتَاجُ لِحِضْنِكِ يحْمِلُ عنِّى
رأْسِى المُثْقَلَ بالنَّكَدِ الأَبَدىِّ وبالْحُزْنْ
أَحْتَاجُ لِثَغْرِكِ يطْبَعُ ...
... فَوْقَ جَبِينِى قُبْلَةَ بَعْثٍ حُلْوَهْ
أحْتاجُ عُيُونَكِ..
أَحتَاجُ رُمُوشَكِ
أحتَاجُ وُجُودَكِ كُلَّه
وَأُحِبُّكِ...
..... يا امْرَأَةً
خلَقَ اللهُ القَمرَ الفِضِّىَ لِعيْنَيْهَا..
كىْ تَنْظُرَ كُلَّ مَسَاءٍ فيهِ ...
فَيُبْصِرَ عيْنَيْها الكَوْن ...
فيسجَدَ للهِ على صَنْعَتِهِ
أحتاجُ إلِى لُغَةٍ أُخْرَى
أوْ بالأَحْرَى
أحتَاجُ إلى مُعْجِزَةٍ كُبْرَى
كىْ أعبُرَ جسْرَ الّلَاحبِّ إلى الحبّْ
كىْ يتَبَرْمَجَ هذا الْقَلْب
حتىَّ لا يعرِفَ غيْرَ هَوَاكِ ...
... ولاَ يُبْصِرَ غَيْرَ عُيُونِكْ
وَأُحبُّكِ أَنْتِ
ياَمَنْ أتَحَوَّلٌ فيكِ إلى
مَخْلُوقٍ آَخَرْ
لاَ أَعْرِفُ إنْ كُنْتُ أسِرُ
أمْ كُنْتُ أَطِيرُ
إِنْ كُنْتُ أَنَام وأَحْلُمُ
أَمْ أَنِّى فِعْلاً
بَيْنَ يَدَيْكِ
مِنْ عامٍ لَمْ أَكْتُبْ شِعْراً
منْ عَشْرَةِ أعوامٍ لَمْ أَكْتُبْ شِعْرا
منْ ساعَةِ ميلادِى ...
... لمْ أَقْطِفْ زهْرَاً
يا امرَأةً أعْشَقُهَا
قدْ جئْتُكِ فى شِعْرِى بِكْراً
فى نبضِى بِكْراً
فى قلْبِى بِكْراً
لمْ يلمَس قلبى ِ
أونَبْضى
أوْ شِعْرِى قبْلَكِ إنْسٌ أوْ جان
هاتانِ العَينَانْ
لؤْلُؤتَان
مصْباحَان
جَوْهَرَتَانْ
مِرْآَتَان
أعْرِفُ بِهِمَا كيْفَ يَكُونُ نَعِمُ اللهْ
يا امرأةً نَقَلَتنى من زمنٍ أُنْكِرُه
ينْكِرُنِى
لِزَمَانٍ أعْرفهُ
يَعْرِفُنِى
لوجُودٍ تَعْشَقُهُ الرُّوح
لِحَدَائِقِ ورْدٍ بَلَدىٍّ وَ بَنَفْسَجْ
لِحَقيقةِ حبٍّ
عِشْقٍ
يَفْهَمُهَا القَلْبُ فَيُثْلَجْ
أنْتِ الحدُّ الفَاصِلُ ما بيْنَ الحُزْنِ ....
وبيْنَ بدَايَاتِ الفَرَحِ
أنتِ الفَرَحُ
واللهِ
أنْتِ الفَرَحُ
لستِ امرأةً
يا امرأةً أعْشَقُها
بلْ أنْتِ اللغَةُ المفْقودَة
أنتِ الشىءُ المُتَواجِدُ بينَ شِفاهىِ
لكنِّى لا أَنْطِقُهُ
أنتِ الشيءُ المحْسُوسُ بِجَسَدِى
لكنِّى لا أَلْمَسهُ
أنتِ المُفْرَدةُ المفْقودَة
فلِماذا تَبْكِينَ الآنَ بِحضْنِى ؟!
ولِماذَا جِئْت إِذَنْ ؟
محمود حسن عبد التواب
ساحة النقاش