على الرغم من تمتع الجماهيرية الليبية بمساحات شاسعة من المراعي الطبيعية إلا أن حجم الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء لا يكفي لسد احتياجات الاستهلاك المحلي وبالتالي انخفاض متوسط نصيب الفرد الليبي من البروتين الحيواني المنتج محلياً حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني في الجماهيرية حوالي 68% وذلك خلال الفترة (2003-2006)، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة، وفي ضوء توافر مقومات الإنتاج الحيواني يمكن التعرف على مدي ربحية مشروعات تربية وتسمين الأغنام بشعبية المرج باعتبار الأغنام أهم الأنواع المنتجة للحوم الحمراء وإمكانية تعميم تلك المشروعات على مستوي الجماهيرية لزيادة إنتاج اللحوم.    

استهدف البحث إلقاء الضوء على إنتاج الأغنام والأعلاف في الجماهيرية بصفة عامة ثم دراسة التحليل المالي لإدارة مزارع تربية وتسمين الأغنام بشعبية المرج لعينة مختارة مكونة من 100 مزرعة تقوم بتربية وتسمين الأغنام تم تجميع بياناتها عام 2008 من خلال استمارة استبيان وذلك للتعرف على مدي ربحيتها وإمكانية تحقيقها للكفاءة الاقتصادية وأثارها على الاقتصاد القومي الليبي معتمداً في ذلك على استخدام معايير التحليل المالي.

          وتوصل البحث إلى بعض النتائج  الهامة والتي قد تفيد واضعي السياسة الاقتصادية في هذا المجال منها ما يلي:

(1) زيادة أعداد الأغنام وكمية اللحوم المنتجة منها سنوياً مما يشير إلى اتجاه الجماهيرية نحو الاهتمام بزيادة الإنتاج الحيواني والاستفادة من الإمكانات المتاحة لسد الفجوة الغذائية بين إنتاج واستهلاك اللحوم الحمراء.

(2) حققت جميع الفئات الحيازية لمزارع تربية وتسمين الأغنام الكفاءة الاقتصادية في إنتاجها نظراً لأنها تحقق أرباح تزيد عن تكلفة الفرصة البديلة استناداً إلى معايير التحليل المالي وأكثر الفئات الحيازية أرباح كانت الحيازات الكبيرة مما يعني أنه بزيادة حجم الحيازة أي زيادة أعداد الأغنام بالمزرعة تزداد الأرباح.

(3) ارتفاع قدرة مزارع تربية وتسمين الأغنام على مواجهة التغيرات التي تحدث في كل من الإيرادات والتكاليف نتيجة التغيرات السعرية التي تطرأ على عناصر التكاليف والإنتاج استناداً إلى تحليل الحساسية.

          ويوصي البحث بضرورة الاستفادة من مقومات الإنتاج الحيواني في الجماهيرية وذلك من خلال الاهتمام بتنمية وتطوير المراعي الطبيعية وزيادة إنتاجيتها لرفع مساهمتها في سد الاحتياجات الغذائية من الأعلاف اللازمة لتغذية الحيوانات، والاهتمام بتحسين السلالات المحلية من الأغنام لزيادة إنتاجية الوحدة المنتجة من اللحم والصوف، والاهتمام بإنشاء مراكز لدراسات الجدوى الاقتصادية لتبني فكرة إقامة مشروعات ومحطات لتربية وتسمين الأغنام.