دراسة اقتصادية قياسية لمُحددات الناتج السمكي لمراكب الصيد الآلية في محافظة الإسكندرية<!--EndFragment-->
أ.د/ أحمد محمد فراج قاسم د/ محمد فوزي محمد الدناصوري رئيس بُحوث باحث م/ نورا ممدوح عيسى محمد باحث مُساعد
معهد بُحوث الاقتصاد الزراعي- مركز البُحوث الزراعية
المُلخص والتوصيات
على الرغم من وفرة الموارد الإنتاجية للثروة المائية في مصر إلا أنها غير مُستغلة بالكفاءة الإنتاجية في مجال إنتاج الأحياء المائية، حيث تتسم مُعدلات الناتج السمكي في مصر بالانخفاض النسبي مما يُؤثر بطبيعة الحال على الفجوة الغذائية والاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ونصيب الفرد من الأسماك في مصر، وبالرغم من أن مُحافظة الإسكندرية تمثل ثاني مُحافظات مصر من حيث عدد مراكب الصيد الآلية على مُستوى الجمهورية إلا أنها هي الأخرى مواردها غير مُستغلة استغلال أمثل وتُعاني من ضعف الكفاءة الإنتاجية والاقتصادية للإنتاج السمكي.
استهدف البحث بصفة رئيسية التعرف على أهم مُحددات الناتج السمكي لمراكب الصيد الآلية التي تستخدم حرف الشانشولا، الجر، السنار، والكنار في مُحافظة الإسكندرية، وقد اعتمد البحث في تحقيق أهدافه على استخدام كُل من التحليل الاقتصادي الوصفي والكمي للمتغيرات الاقتصادية موضع البحث وذلك من خلال الاعتماد على البيانات الأولية التي تم تجميعها من خلال استمارة استبيان لعينة عشوائية من مراكب الصيد الآلية العاملة بحرف الشانشولا، الجر، السنار، والكنار في كُلٍ من الميناء الشرقي بمُحافظة الإسكندرية وميناء أبو قير خلال موسم (2014/2015)، حيث بلغ قوامها 120 مركباً.
وقد توصل البحث إلى مجمُوعة من النتائج المُرتبطة بالناتج السمكي لمراكب الصيد الآلية في محافظة الإسكندرية، وتتمثل أهم هذه النتائج فيما يلي:(1) حققت مركب الشانشولا أعلى مُؤشرات لمُستوى الكفاءة الإنتاجية والاقتصادية (مُتوسط الناتج السمكي، صافي العائد، القيمة المضافة، الأربحية النسبية، نسبة الإيرادات إلى التكاليف، مُعدل العائد على الجنيه المُستثمر) في الناتج السمكي مُقارنةً بنظيرتها في الحرف الأخرى موضع البحث، يليها في الترتيب مركب الجر، ثم مركب السنار، وأخيراً في الترتيب مركب الكنار، (2) يُؤدي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية بمركب الشانشولا والمُتمثلة في كُل من: (عدد العاملين على المركب، كمية الغزل المُستخدم، كمية حبال الشد المُستخدمة، كمية الوقود والزيوت المُستخدمة) إلى زيادة مقدار الناتج السمكي بحوالي 0.45 طناً وبقيمة نقدية بلغت حوالي 4.17 ألف جُنيهاً وصافي عائد بلغ حوالي 1.82 ألف جنيهاً، (3) يُؤدي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية بمركب الجر والمُتمثلة في نفس الموارد السابقة إلى زيادة مقدار الناتج السمكي بحوالي 0.42 طناً وبقيمة نقدية بلغت حوالي 3.82 ألف جُنيهاً وصافي عائد بلغ حوالي 2.10 ألف جُنيهاً، (4) يُؤدي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية بمركب السنار والمُتمثلة في كل من: (عدد العاملين على المركب، المشنات، عدد السنار، كمية الوقود والزيوت المُستخدمة) إلى زيادة مقدار الناتج السمكي بحوالي0.45 طناً، وبقيمة نقدية بلغت حوالي 4.12 ألف جُنيهاً وصافي عائد بلغ حوالي 2.04 ألف جُنيهاً، (5) يُؤدي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية بمركب الكنار والمُتمثلة في كل من: (عدد العاملين على المركب، كمية الغزل المُستخدم، كمية الوقود والزيوت المُستخدمة) إلى زيادة مقدار الناتج السمكي بحوالي 0.37 طناً وبقيمة نقدية بلغت حوالي 3.47 ألف جُنيهاً وصافي عائد بلغ حوالي 1.57 ألف جُنيهاً، مما يُشير إلى أن مراكب الصيد الآلية موضع البحث أمامها فُرصة لزيادة إيراداتها باستخدام الحجم الأمثل من عناصر الإنتاج المستخدمة فعلاً، (6) يُؤدي تطبيق استخدام الحجم الأمثل للموارد الاقتصادية التي ثبتت معنوية تأثيرها بمنطقة البحث إلى زيادة الناتج السمكي لمراكب الصيد الآلية في محافظة الإسكندرية بحوالي 290 طناً، وزيادة عوائد مراكب الصيد بحوالي4.71 مليون جُنيهاً، وزيادة أرباح المراكب بحوالي 1.91 مليون جُنيهاً.
وفي ضوء النتائج التي توصل إليها البحث، فإنه يُوصي بضرورة الاهتمام بقطاع الصيد الآلي المصري وتنميته وتطويره اقتصادياً عن طريق: (1) تحسين مرافق قطاع السمك السكندري مثل: الميناء، مصنع الثلج، مخازن التبريد، الحوض العائم ...الخ، (2) زيادة توريد آلات ومُعدات الصيد بأسعار مُناسبة، (3) تنشيط نظام الرعاية الصحية للصيادين، (4) تفعيل وتنشيط الأسعار المدعُومة للزيوت والشُحوم والمُنتجات البترولية، (5) تبني مُستويات مُختلفة لتدريب الصيادين.
ساحة النقاش