موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

محمد علي يوسف

· 

وتلك الطبقية المقيتة لا محل لها في واحات الهداية المظللة بظلال الأخوة الإيمانية الوارفة، والتي لا تميز غنيًّا ولا فقيرًا ولا قويًّا ولا ضعيفًا ولا سيدًا ولا عبدًا ..
الكل أمام الهداية سواءً كأسنان المشط، لا يتفاضلون إلا بقبولهم لهدى الله الذي أنزل إليهم ..

{وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}

{وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}

أفيطردهم لأنهم فقراء؟!
هل تطلبون دينًا طبقيًّا لا مكان فيه للبسطاء؟!
وحتى لو كنتم تتهمونهم بالسفول والدنو، فقد أقبلوا على الله وأنابوا إليه، فهل نقطع عليهم طريق هدايتهم بسبب رقة حالهم؟! أي منطق هذا؟!
بل أي ظلم وأي تجبر؟
و كـأنكم أيها الأكابر الأغنياء ترون أن أولئك البسطاء لا يرقون لمنزلة البشر، ولا يستحقون عيشًا كريمًا لا في الدنيا ولا حتى في الآخرة،
الذين قلتم عنهم إنهم أراذلكم، وازدرتهم أعينكم، هم بشر أيضًا مثلي ومثلكم،
لا فضل لأحدنا على الآخر إلا بما يعلمه الله في نفسه من التقوى،
أنتم أيها الكبراء من زعمتم لأنفسكم فضلًا على غيركم،
وهكذا حال المستكبرين في كل زمان،
يرمون من يدعونهم إلى الخير بتهمة التكبر والرغبة في الرياسة عليهم، والحق أنما ذلك داؤهم وتلك آفتهم، وكما قال الأولون: رمتنى بدائها وانسلت ..

إنه الكبر الذي تمكن من نفوسهم 
والعلو الذي استشرى في مجتمعهم فاستحقوا أن تطهر الأرض منهم، ويغسل ظاهرها من تعاليهم 
وليأت جيل جديد قد طَهُرَ من تلك الأفكار المريضة 
ولينشأ مجتمع لا مكان فيه لتفاضل بجاه أو بمال أو بنسب أو بمنصب

ولو كان هذا النسب لأقربكم إلى الله 
ولو كان نسبًا مباشرًا لنبي ورسول 
ولو كان ابن نوح نفسه فلن تغنيه بنوَّته من الله شيئًا

إنه المعيار الذي لم يعرفه الهالكون في الطوفان 
لم يعرفه الغارقون في أمواج العلو والاستكبار

معيار التقوى والعمل الصالح

المعيار الذي من دونه لم يغن نوح عن ولده وزوجه،
ولم يغنِ لوط عن امرأته،
ولم يغنِ إبراهيم عن أبيه،
ولم يغنِ محمد عن عمه،
بل حتى ابنته التي هي من خير نساء الدنيا؛ قال لها: (اعملي فلن أغني عنك من الله شيئًا)!
ابنته التي قال يومًا أنها لو سرقت -وحاشاها أن تفعل- لَقَطَعَ يدها

هذا هو معيار التفضيل الحق، ومناط النجاة الوحيد الذي كان ينبغي أن يظهر في الأرض، وأن تطهر المعمورة من خلافه، فتغسل من أدران الطبقية والتعالي والتفاخر بالأنساب والأموال، التي جُعلت ردحًا طويلًا من الزمان حائلًا بين المتكبرين وتوحيد ربهم، وأغرقتهم في بحار الشرك، قبل أن تغرقهم أمواج الطوفان المتلاطمة العاتية

سورة ‫#‏هود‬ 7
‫#‏مدارسة_اليوم_الحادي_عشر‬

من كتابي ‫#‏طرقات_على_باب_التدبر‬
‫#‏رمضان‬
‫#‏تدبر‬

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2015 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,409,838