موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

أعجوبة عصره !

الشيخ حافظ الحكمي

 سمّاهُ أبوه "حافظ" ولم يدْر أنه سيكون حافظًا بحق، كان خادما مطيعا لوالديه، قريبا منهما، يرعى غنم أبيه، ولم يكن والده يأذن له بالابتعاد عنه ،

 ذهب أخوه "محمد" للتعلم في الكتاتيب، وبقي "حافظ" في رَعْي الغنم، لكنه صار يتعلم من أخيه ما يأخذه في الكتاتيب، حتى أتقن القراءة والكتابة ..

 وما إن أتقن القراءة حتى بدأ يستعير الكتب ويقرأها، ولنُدرة الكتب ذلك الوقت؛ فما كان يسمع برجل لديه كتاب إلا ويذهب له أو يرسل أخاه لاستعارته ..

 رأى كتابا لغويّا اسمه "لاميّة الأفعال" فحفظه ليتحدى به رُعاة الغنم في السجع، ولم يكن يفهم معانيه! ولم يخطر بباله أنه سيكون له شأن في الشعر ،

 في هذه الأثناء أرسل مفتي المملكة الشيخ "محمدُ بن إبراهيم " الشيخَ "عبداَلله القرعاوي" لمنطقة الجنوب؛ للدعوة إلى الله وتعليم الناس ..

 ذهب " محمد " للشيخ القرعاوي لاستعارة الكتب لأخيه "حافظ" الذي أرسل معه خطابًا جميلا خطًا ومضمونًا، ضمّنه بيتين مِن نَظْمه، وكان في الـ 16 من عمره !

 والبيتان هما:

إنّ الذي رقمَ الكتابَ بكفّه ☆ يُقْري السلامَ على الذي يقراهُ
وعلى الذي يقراهُ ألفُ تحيّة ☆ مقرونة بالمِسْكِ حينَ يراهُ

 ولما قرأ الشيخُ القرعاوي الكتابَ تعجّب وأخذ يُقلّبه ويُردّد: بالله؛ هذه كتابةُ راعي غنم؟!
ثم قال لمحمد: سنزوركم ! فرحل لزيارة هذا الفتى ،

 ولما رأى القرعاوي ذلك الفتى؛ أعجب به وقرّر المكوث في القرية لأجله! فبقي أياما حتى ألحّ كبار طلاّبه عليه بالرجوع، فرجع وبقي حافظ مع والديه ..

 أراد الله تعالى أن يموت والدا الشيخ حافظ في سنة واحدة، وكان وحينها في الـ 18 من عمره؛ فرحل مباشرة للشيخ القرعاوي ولازمه ملازمة شديدة ..

 لاحظ شيخه عليه النبوغ والذكاء ؛ فأراد اختباره، حيث طلب منه أن يجمع خلاصة ما تعلمه من الكتب! وما علم القرعاوي أنه يستثير بَحْرًا هادِرًا ..

 فكان من ذلك الفتى ذي الـ 20 عامًا؛ أنْ ألّف منظومة فريدة في التوحيد؛ أذهلتْ مَن بعده!
سمّاها "سُلّم الوصول إلى علم الأصول" بلغت 290 بيتًا ، ثم عاد وشرح منظومتَه وهو في الـ 24 من عمره ..

 ومن الأدلة على ذكائه؛ أنه حفظ القرآن الكريم في شهر رمضان! فكان يحفظ الجزءَ في النهار، ويَؤمّ الناس به في الليل!

 ألّف كثيراً، وفي شتى الفنون، ومن أشهر كتبه "سلّم الوصول" في التوحيد، و"السبل السويّة" في الفقه، والمؤسف أن كتبه لم تنل الشهرة التي تستحقها ..

 آخر معلومة أختم بها سيرته العطرة؛ وأنا متأكد أنها ستُذهل الجميع! أنه توفي وله من العمر 35 عامًا! كل هذا المجد والمكانة حصّلها في عمر قصير ..

 العلامة حافظ بن أحمد الحكمي؛ أحد أعلام جازان، ولد 1342 هـ، وتوفي 1377 هـ، عن 35 عامًا، ترك إرثا عظيمًا، وعلمًا غزيرًا، ومؤلّفاته شاهدة له ..

رحمه الله وغفر له.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 367 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2015 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,670,521