السؤال
ابني ضعيف في الإملاء، وهو أيضًا ضعيف في القِراءة، فهل ممكن طريقة تقوِّيه بها؟
الجواب
من أصعب الأسئلة التي ترِدُنا تلك التي لا تَزيد عن سطر!
أختي الفاضلة،
كيف يمكن لي أن أُساعدك، وأنا لا أعرف أيَّ معلوماتٍ عن ولدِك، لا عمره، ولا طبيعته، ولا ترتيبه بين إخوته، ولا بيئته؟!
لا أمتلك أيَّ شيءٍ يساعِدُني من المعلومات لأتلمَّس به وضْع ابنِك وأساعدك لمساعدته.
أعَدْتِ لي مشاعري مع اختِبارات الجامعة، حينما كانوا يضعون لنا عنوانًا يسبقونه بـ: تَحدَّثي عن...! وعليَّ أن أُدرج لهم كلَّ ما يَحضرني تَحت هذا العنوان من خلاصة سنةٍ بأكملها!
لكن لا بأس، سأُحاول أن أرسم لك صورةً عامَّة أرجو أن تُفيدَك:بدايةً، عليك بمعرفة السبب، لو كان صغيرًا ببداياته المدرسيَّة، فلا بأْسَ، ذلك طبيعي ويَحتاج تشجيعًا فحسب.
أمَّا لو كان كبيرًا، فذلِك يعني خللاً ما، إمَّا بأسلوب المدرسة، أو برواسبَ بداخله، معرفتُها ستساعِدُك على تَجاوُزها.
لا تقتصِري على مناهج المدرسة؛ بل ازرعي بداخله مُتعة القراءة، ابني له صداقةً مع الكتاب، ابحثي عما يهتمُّ به، وأحضري له قصصًا وكتُبًا مصوَّرة عنْه، ابْحثي معه بين أرفُف المكتبات؛ لتصِلا لغايتِكما معًا.
أشْعريه بالثِّقة، وبأنَّه قادر على تَجاوز مشكلته، فكلُّ طفل قد يمرُّ بها، لا تركِّزي على المشكلة، بل حاولي تشجيعه بالتركيز على مدى التقدُّم الذي يحرزه.
لو كان صغيرًا، ستجدين بِمراكز الألعاب التعليميَّة ما يساعدك، من ألعاب بها أصوات الحروف ورسْمها، تساعد الطفل على التعلُّم بطريقة تجمع المتعة بالتعلم.
"كوني مسترْخية": هذه القاعدة الأولى للتَّعليم، فتوتُّرك سينتقِل له، ويجعله يفقد ثقته بنفسه، وبالتَّالي يقل إنتاجه وحرصُه على تَجاوز الأمر.
اجعلي وقت القراءة والتدرُّب على الإملاء وقتَ متعة له، كأن تكتُبي معه قصَّة يؤلِّفها، وتستمتِعين معه بتخيُّلها، ثم يكتُبُها ويبحث عمَّا يُناسبُها من الصور، اجعليه يبحث عن الكلِمات التي يَختارُها حتَّى يصل لكتابتِها بطريقةٍ صحيحة، ثمَّ أمْليها عليه، واجعليه يكتبها دون أخطاء، بعدها أَشْعريه بثقتِك وفخرِك به، بأن تُوزِّعي القصَّة على مَن حولَك، وتخبريهم أنَّها إنجاز تفخرين به لولدك.
لا تتعجَّلي النتائج، المهمُّ أن تثابري ولا تتوقَّفي عن متابعته، ولا تقارنيه بأحدٍ أبدًا، فابنك نسيج نفسه، قارنيه بنفسه فحسْب، بالتقدُّم الذي يحرزه، ذكِّريه كيف كان وكيف أصبح، وأنَّك تثقين أنَّه قادر - بإذْن الله - أن يصبح أفضل.
اقرأي معه تفسير سورة "اقرأ"، وأخبريه أنَّنا أُمَّة "اقرأ"؛ فهي أوَّل آيةٍ نزلت على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وهي سرُّ حضارتِنا وثقافتِنا، صوِّري له القِراءة كمائدةٍ حافلة، لن يشعر بلذَّتها مَن لم يعايشْها ويتذوَّق لذَّتها.
لا تغفلي أثرَ الدعاء، فدُعاء الأم من أهم أدوات التَّربية التي لا تبلى.
وفَّقك الله، وجعل ولدك من الصالحين المصلحين.
نشكُر لك ثقتَك، ونرحِّب بالمزيد من التَّفاصيل، لو أردت المزيدَ من التَّركيز بالرَّدِّ.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/14142/#ixzz3B97secml
ساحة النقاش