موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

وغداً تبدأ الدراسة..توجيهات ونصائح إلى كل طالب وطالبة!!

ها نحن قد عدنا من إجازتنا، ما بين محمل بالحسنات، و آخر محمل بالسيئات، و ها نحن نستقبل عامنا الدراسي الجديد، و ها هنا وقفات أردت أن نقفها جميعا، لعل فيها ذكرى للذاكرين.

الوقفة الأولى:

أنه ليس من نافلة القول أن نذكر الجميع بالإخلاص لله في عمل من أعظم الأعمال، وأشرفها ألا وهو طلب العلم، وأن ننوي بهذا العلم نفع الإسلام والمسلمين.

فليراجع كل واحد منا ما هي نيته وما هو قصده بطلب العلم؟

وعلينا تذكير أبنائنا بذلك بين الحين والآخر، ولا يكن هم أحدنا هو الدنيا فقط، وطلب الوظيفة.

فو الله إن العبد إذا طلب الآخرة جاءته الدنيا والآخرة، ومن طلب الدنيا فاتته الآخرة ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له.

الوقفة الثانية:

نرى كثيراً من الآباء عند شراء مستلزمات المدارس ما بين إفراط وتفريط، فهناك أب لا يبالي بما يشتري لأبنائه ولو كان في ذلك إسراف وتبذير، بل لا يسال أبنائه عن مدى حاجتهم لتلك الأشياء، وفي المقابل نرى بعض الآباء يقتر على أولاده ويشدد عليهم في شراء تلك الأشياء، وربما تضجر وتأفف من كثرة طلبات أبنائه.

فأما الأول فأقول له: اتق الله، واعلم أنك مسئول بين يدي الله عن كل ريال تنفقه، فيا لله من الريالات بل الآلاف التي سوف تسأل عنها والتي ربما تكون سبباً في حجبك عن الجنة.

أخي:

إن الله لا يحب المسرفين، والله جعل المبذرين إخواناً للشياطين، فلماذا يا أخي لا تقتصد في شراء تلك المستلزمات، لماذا لا تسأل أبناءك هل هذه الأشياء مطلوبة حقاً، وإذا كانت مطلوبة هل يمكن أن نشتري أشياء جيدة ونوفر بقية المبلغ لمن يحتاج إليه.

وأما ذلك الذي يقتر على أبناءه فأقول له: ألا تعلم أن كل نفقة تنفقها تبتغي بها وجه الله يكتب الله لك بها حسنة كما ورد ذلك في الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -، بل وجعل الصدقة على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم، فلنحتسب كل هذه النفقات على أولادنا عند الله - سبحانه -.

الوقفة الثالثة:

احذر أيها الأب الكريم من عدة مخالفات يقع فيها كثير من الناس، وهي ربما أصبحت عند كثير من الناس أمراً عادياً وقد تكون من كبائر الذنوب:

1- شراء الأشياء التي تشتمل على بعض المحرمات ومن ذلك شراء الأشياء بها صور لذوات الأرواح: فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة )) متفق عليه من حديث أبي طلحة، فهل ترضى أن تحرم من دخول الملائكة إلى بيتك.

بل إن أصحاب الصور ومن يرضى بها؛ داخل في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( أن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: احيوا ما خلقتم )) متفق عليه من حديث عائشة.

وفي حديث ابن مسعود في الصحيحين: (( إن اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )).

وبعض هذه الصور تحمل صوراً لأهل الشرك أحياناً، وإذا بابن الإسلام يحمل فوق حقيبته أو دفتره صورة لمشرك، أو عقيدة من عقائدهم.

أخي:

أنا أعلم أنك سوف تقول بأن وجود مستلزمات مدرسية بدون صور أصبح شيئاً نادراً.

فأقول لك بأنه - ولله الحمد - لا يزال يوجد أشياء بلا صور، ولا تنس ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

فإذا اضطررت إلى هذه شراء هذه الأشياء التي بها صور لذوات الأرواح، فهناك - والحمد لله - ما يمكنك من طمسها بدون أن يحدث فيها عيباً، بل ربما زادها جمالاً، والمكتبات مليئة بها.

هذه هي سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث علي قال لأحد أصحابه: (( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)).

ومن ذلك العباءات المخصرة والمطرزة، والملونة نحوها.

فاحذر يا أخي من شراء شيء محرم حتى لا تتعرض لسخط الله - تعالى -.

2- الاختلاط بين الرجال والنساء في الأسواق والمكتبات:

إن مما يؤسف له أن ترى كثيراً من المسلمين في أول أسبوع من الدراسة وقد أخذ أهله فزج بهم في زحمة الأسواق والمكتبات، حيث ترى اختلاط الرجال بالنساء، والشباب الذين أكثرهم ممن لا يخاف الله بالشابات.

فيا عبد الله: اتق الله وكن غيوراً على محارمك، وليس هذا والله من باب الشك والريبة، أو عدم الثقة بالأهل، ولكنها الغيرة المحمودة التي يحبها الله، ولا خير في رجل لا يغار على أهله.

عليك أن تشتري بنفسك هذه الأشياء، فإن لم تستطع فعليك بالذهاب مع أهلك، ولا تحتج بكثرة المشاغل، فإني أعرف رجلاً وكيلاً لوزارة ومع هذا لا يذهب بأهله إلا هو.

وعليك أن تختار الوقت والمكان الذين يقل فيهما الزحام.

الوقفة الرابعة:

أخي الحبيب؛ هل تذكرت وأنت تشتري لأبنائك هذه المستلزمات أبناء جيرانك؟، وإخوانك من المسلمين ممن حرموا من المال؟.

هل تذكرت وأنت ترى البسمة على شفاه أبنائك، كم من أبناء المسلمين من حرم هذه البسمة؟.

هل تذكرت وأنت ترى أبنائك يأتون إليك وكل واحد يطلب طلباً - وأنت تعدهم بتحقيق تلك الطلبات - أبناء جيرانك وقد أتوا إلى أبيهم وكل واحد يطلب طلبه والأب يحبس دمعاته من عينيه حتى لا يراها أبناؤه؟.

أخي:

اعلم بأن من أعظم الصدقات سرور تدخله على أخيك المسلم (( كما ثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا )) (الصحيحة 1494).

فبادر يا أخي وتصدق بشيء من مالك، أو بشراء بعض المستلزمات والأدوات المدرسية وإهدائها إلى جيرانك.

فيا لله كم من الفرحة، وكم من السرور سوف يدخل على قلب ذلك الطفل، وذلك الأب، الذي ربما كتب الله لك به التوفيق والرضا إلى يوم تلقاه.

أما غفر الله لامرأة بغي سقت كلباً، فكيف بمن يتصدق على مسلم مؤمن؟

و لو أن كل واحد منا عندما يشتري هذا الأدوات لأبنائه، زاد فيما يشتري، ثم تصدق بذلك، أو اشترى أدوات تكفي لشخص واحد، لسُدت حاجات كثير من أبناء المسلمين.

فإن عجزت يا أخي عن هذا، فلا أقل من أن تبادر الآن بتصفية ما تبقى من ملابس وأدوات ومستلزمات قديمة، فتتبرع بها ما دامت بحالة جيدة، أو أعطيتها إمام مسجدك ليوصلها لمن يستحقها.

ولا تقل: إنها قديمة أو ذلك شيء قليل، أو سأفعل لاحقا، فكل هذه من تثبيط الشيطان.

فكم من الحسنات في هذه الأشياء وأنت لا تدري.

جاءت سائلة إلى أم المؤمنين عائشة تطلب طعاماً.

فلم تجد إلا حبة عنب واحدة، فتصدقت بها.

فعجبت مولاتها (خادمتها) من ذلك.

فقالت عائشة: كم من مثاقيل الذر في هذه العنبة (أو كما قالت).

( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)

أسأل الله أن يوفقنا أجمعين لمل يحب و يرضى، و صلى الله علي نبينا محمد و آله وصحبه و سلم.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,670,276