تاريخ من القياديين الناجحين
إن ما نتحدث به نحن كمسلمين، هو تاريخ ريادي شامل بدءا بحياة وقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وانتهاء بآخر سلطان إسلامي كالسلطان عبد الحميد- رحمه الله- وبعده، ممن اتخذ الدعوة والجهاد والتربية وسيلة لإحياء الدين الإسلامي الحنيف.. فنحن نملك كمسلمين كل ما نحتاجه لنربي قياديي المستقبل بإذن الله.
إن ما جاء في شريعتنا الإسلامية صالح لكل زمان ومكان كنظام وقيم وأخلاق، وهذا لا يتعارض مع اقتباس أي وسيلة قيادية حديثة تطور وتصقل القائد، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ولا أعرف قائداً أفضل ولا أقوى ولا أعلم ولا أتقى من الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم- حيث قال الله – عز وجل- عندما زكاه ( وإنك لعلى خلق عظيم) وقال –عز وجل-: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
فأنصح المربين بأن يتأملوا حياته- صلى الله عليه وسلم- ويقتبسوا منها ما استطاعوا ليكونوا وأبناءهم خير قادة بإذن الله تعالى.
استعدادات سبع
القيادة قد قيل فيها الكثير، ومنها ما لديه استعدادات فطرية في الجوانب السبعة الآتية:
1- الناحية الاجتماعية، وأعني بها القدرة على التعرف وتكوين العلاقات وقضاء الحاجات.
2- صلابة العود وهي القدرة على التحمل والصبر وتكرار المحاولة.
3- الاتزان الانفعالي، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- " إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
وقال: " ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، وفي هذا الجانب تفصيل حيث إن النمط العصبي المزاجي الوراثي ينقسم كما بين علماء النفس إلى أربعة: صفراوي، ودموي، وليمفاوي وسوداوي.
وحتى لا نتوه نعبر عنها بألفاظ تربوية مفهومة، إنها أحد خمسة: مقاتل، متفائل، متأمل، متذمر، ومتجمد.. فالموقف اليومي يجعلك تستجيب لأحد هذه الانفعالات.
4- الانبساطية، وهي القدرة على طرح الأفكار والانفعالات دون خوف أو تردد.
5- القوة والسيطرة، وهي باختصار القدرة على إدارة الآخرين والتأثير والتأثر بهم.
6- الخلق والإرادة، فالقائد له ضمير يشعر ويعرف طريق الشيطان وطريق الجنة فنبه ابنك على ألا يكون من أهل الطريق الأول؛ لأنه القائد الأكبر في إضلال الناس.
7- الناحية الفكرية، وهي القدرة على حسن التصرف بذكاء، وحسن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
بالتعلم والتدريب
ولكن نعود لأصل الموضوع ونبين أن أصل هذه السمات فيه جانب فطري كبير، ولكن من الممكن اكتسابها بالتعلم والتدريب والصقل إن أردت أن يكون ابنك قائداً ناجحاً.
نعم هناك علاقة بين شخصية الأب وشخصية الابن، لأنه كما قيل، وأنقل عن الدكتور " طارق سويدان" المتخصص في جانب تنمية المهارات القيادية، إن من الجوانب المؤثرة في شخصية القيادي " القدوات" ودون شك أول قدوة يتعرض لها الابن هي الأب فهو يتأثر به كثيراً، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون مثله.
العدد (84) نوفمبر 2005 ـ ص: 14
إدارة الموقع
التاريخ: 2005-11-01
ساحة النقاش