1- تقصير الموظف في عمله وعدم قيامه بكل ما أوكل إليه من أعمال وواجبات وظيفية وما تحتاجه هذه الأعمال من اهتمام وإتقان وموضوعية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه".
2- التأخر عن الدوام بصفة مستمرة أو الغياب المتكرر دون عذر شرعي أو الحضور إلى الدوام في موعده المحدد ولكن دونما إنتاج يذكر حتى نهاية الدوام وما يترتب على ذلك من ضياع لحقوق الناس أو تعطيل لمعاملاتهم والتي ربما يبنى عليها قرارات مصيرية.
3- الانشغال بالأعمال الشخصية على حساب العمل الأساسي من خلال استخدام الهاتف أو الخروج من العمل كلما سنحت الفرصة لذلك أو استغلال الإجازات الاضطرارية أو المرضية وهي ليست كذلك حقيقة، فضلا عن استغلال الانتدابات لأجل أن يحصل الموظف على مبالغ إضافية لزيادة دخله الشهري في الوقت الذي ربما لا تستدعي المهمة التي ينتدب إليها لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام فقط ليستغل الباقي من أيام الانتداب في أموره الشخصية أو الراحة في البيت.
فالبركة إذا لا يمكن أن تتحقق مع راتب لموظف يشوبه التقصير والتكاسل والإهمال في المهام الوظيفية، وإنما في الراتب الذي سيجنيه الموظف من جراء ما يقوم به من أعمال مخلصة تنبع من ضمير يقظ يخشى الله ويتقيه في السر والعلن.
وبما أن المال الحلال جزء لا يتجزأ من الطيبات في الرزق فإن بحصوله يتحقق الارتياح النفسي واستجابة الدعوة من لدن المتفضل بالنعم جل جلاله، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : "اطب مطعمك يا سعد تكن مستجاب الدعوة"، وفي هذا تأكيد على مدى أهمية الكسب الحلال.
أما كون الموظف لم يحصل على مثل هذا التقدير إزاء ما قام به من عمل مخلص فهذا وإن كان يثير في نفسيته وبلا شك مشاعر الألم والإحباط في أغلب الأحيان إلا أن هذا نحسبه من الأمور التي ينبغي ألا تدعو للقلق ما دام الموظف يدرك وبثاقب نظرته أن ما يقوم به من عمل هو واجب عليه، فضلا عن كون هذا العمل الذي يقوم به يمثل عبادة إذا ما أخلص النية فيه لوجه الله تعالى والذي قطعا سيكافئه في يوم من الأيام ممثلا في سعة الرزق والبركة والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وهي المكافأة التي لا يوازيها أي مكافأة من لدن جميع البشر مهما بلغوا من المكانة وعظم التكريم.
ساحة النقاش