موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

التدريس مهنة نبيلة 

 فأين النبلاء ؟

...............................................................

 

قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا

 

بقلم : سعد رجب صادق
..........................

لا شك أن التدريس مهنة نبيلة ، وعلى مر التاريخ البشرى كان الأنبياء والفلاسفة والحكماء هم المعلمون الأوائل ، فنوح عليه السلام لبث فى قومه ألف سنة الا خمسين عاما ( ولقد أرسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما..) العنكبوت 14، يعظهم ويعلمهم ويربيهم ، ويصبر على أذاهم ، ويجرب الوسائل المختلفة لهدايتهم ، وانارة عقولهم ، وتحمل موسى وعيسى عليهما السلام عنت اليهود وعنادهم ، وسفههم واصرارهم على الانحراف والعصيان ، وكذلك كان محمد (ص) فى دعوته لقريش وغيرها من قبائل العرب ، حاورهم وناقشهم ، وجادلهم بالحجة والبرهان ، وراعى ظروف كل واحد منهم ، ووضعه ومكانته الاجتماعية ، وتحمل فى سبيل ذلك الجهد والمشقة ، صابرا غير قانط ، ولينا غير فظ ولا غليظ ، وعلى نفس المنهاج سار كثير من أعلام البشرية ومصلحيها ، لا يبغون نفعا ماديا ، ولا فائدة دنوية ، وانما كل مرامهم انارة العقول ، وجلاء الأفهام ، وتوسيع المدارك ، وكشف الغشاء عن الأبصار والبصائر ، وتوجيه الناس لطريق الحق والعدل والخير ، ولكل تلك الصفات النبيلة فى مهنة التدريس ، فانها المهنة الوحيدة التى يلزم أن يحبها صاحبها حبا جما، ويمارسها باخلاص وعاطفة جياشة ، وينظر اليها على أنها رسالة وليست وسيلة ارتزاق ، فاذا افتقد التدريس تلك الشروط والمواصفات ، افتقد جوهره ، وتشوهت رسالته ، وضاعت منه لذة الاحساس بثماره العقلية والفكرية ، وأصبح كغيره من الحرف والوظائف ، ليس الا مبادلة لوقت وجهد المرء براتب يعينه على متطلبات الحياة .أولا : مواصفات المدرس الجيد


أصدرت منظمة اليونسكو UNESCO فى عام 1996 كتابا بعنوان? What Makes a Good Teacher ، ويتناول مواصفات المدرس الجيد ، والكتاب متعة ذهنية ، وجولة تحسبها من الخيال اذا ما قارنتها بما عليه حال مدرسينا وأساتذتنا ، وقد استفاض الكتاب فى تعديد ما يجب أن يكون عليه المدرس ، وأضاف الى ذلك بعدا آخر عير محسوب فى نظامنا التعليمى ، وهو رأى الطالب نفسه ، باعتباره المتلقى لما يطرحه المدرس عليه من معلومات وأفكار، وقد ساهمت فيه آراء 500 تلميذ فى المرحلتين الابتدائية والاعدادية ، من 50 دولة مختلفة ، ويمكن تقسيم تلك المواصفات الى الآتى :

1- مواصفات أكاديمية 
المدرس الجيد لا بد أن يكون على درجة عالية من الفهم والالمام فى مجال تخصصه ، والمقدرة على توصيل المعلومة مهما كانت معقدة بأسلوب سهل وبسيط ، واستعمال وسائل التدريس وأساليبه المناسبة للموضوع ، مع نهم دائم للقراءة ، ومعرفة وفهم للجديد من الأبحاث والدراسات والاضافات الحديثة ، وكذلك التطورات فى طرائق التعليم وفنونه.

2- فن التواصل 
بدون المقدرة والكفاءة فى التواصل مع الطلاب ، يفقد المدرس أهم أسلحته ، ولا تشفع له عندئذ معرفته الأكاديمية ، أو غيرها من الملكات والمواهب ، لأن التدريس فى حقيقته هو فن التواصل communication مع الطلاب ، ولذا يلزمه فهم التركيب النفسى للطالب فى المراحل العمرية المختلفة ، وكذلك فهم الظروف الاجتماعية وغيرها من العوامل التى تؤثر على الفهم والاستيعاب .

3- فن الادارة
اذا كان الجانب الأكاديمى مهما لشرح المعلومة بأفضل الطرق ، والجانب التواصلى مهما لتوفير الحالة التى يتلقى فيها الطالب من معلمه ، فان فن الادارة هو الذى يسيطر على ذلك كله ، ويضع له الضوابط والقواعد التى تنظم علاقة الطالب بمدرسه ، وبغيره من الطلاب ، وتوفر فى النهاية جوا مدرسيا صحيا يؤدى فيه الجميع أدوارهم بانتظام ، وبعيدا عن الفوضى والاضطراب ، ولذا يلزم المدرس الجيد أن يكون قادرا على ادارة الوقت time management، وتوزيع الأنشطة المختلفة فى الحصة أو المحاضرة ، وكذلك على مدار العام أو الفصل الدراسى ، وهى خاصية مهمة لأنها ستؤثر فى سلوكيات الطالب فى حياته الدراسية والحرفية بعد ذلك ، ويلزم المدرس الجيد أيضا أن يكون قادرا على فرض النظام disciplinarian بدون تفريق بين طالب وآخر ، وهو أيضا ما يطبع فى ذهن الطالب فى حياته الدراسية وبعدها الاحساس بالعدل ، واحترام اللوائح والقوانين ، وعدم المحاباة أو المجاملة ، ومن فنون الادارة أيضا استخدام أنسب الطرق ، وأكثرها دلالة فى وضع الامتحانات ، وغيرها من أساليب تقييم الطالب evaluation، بما يراعى الحرفية ، ويبتعد عن ادخال العوامل والاعتبارات الشخصية.

4- الابداع 
المدرس الجيد ليس ماكينة تردد المعلومة عاما بعد آخر ، بطريقة رتيبة ومملة ، وانما هو شخص يخرج عن النمطية ، ويجتهد فى التغيير والتجديد والابداع creative ، ويقدم ذلك بتفان ، وعاطفة جياشة passionate ، وبدون ذلك لن يكن مستحثا ولا مستحفزا ولا مثيرا لملكات الطالب وقدراته inspirational ، وهو الغرض الحقيقى من التعليم ، فالتعليم الجيد ليس تلقينا ، وانما كل ما يفتح مدارك العقل البشرى ، ويدفع به للتفكير والخيال.

5- مواصفات أخرى
ما ذكرناه سابقا هى المواصفات الضرورية الواجب توافرها جميعها فى المدرس الجيد ، غير أن هناك مواصفات أخرى كثيرة معظمها ينضوى تحت السلوكيات الانسانية العامة ، والهامة فى نفس الوقت لتيسير العملية التعليمية ، وجعلها متعة واشباعا ذهنيا واجتماعيا ، ومنها التفاعل بين المدرس وطلابه عقليا ، وفى الأنشطة المختلفة ، واعطاء الطالب الاحساس بالثقة ، ومعاملته بود ومحبة وصداقة ، ولا بأس من أن يكون المدرس متفكها فى بعض المواقف sense of humor ، مع تجنب احباط الطالب ، أو السخرية منه ، واتاحة الفرصة له دوما للسؤال والاستفسار ، واعطاؤه المثل والقدوة مهنيا وانسانيا ، والصبر والأناة فى معاملته ، وبذل الجهد والوقت دائما فى الفصل وخارجه بما يضمن الوفاء له باحتياجاته العلمية ، والمساهمة فى حل ما يعترضه من مشكلات نفسية أو اجتماعية ، أو على الأقل ارشاده الى المصادر التى تقدم له العون والمساعدة ، وألا يجد حرجا فى التعلم من طلابه والاستفادة منهم ، وغير ذلك الكثير مما يدركه المدرس المحب لعمله خلال تجربته واحتكاكه ورحلته التعليمية على مدار الأعوام.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 870 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2012 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,426,855