<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-bidi-font-family:Arial;} </style> <![endif]-->
هل يستطيع الطفل كتمان السر ؟!!
الأطفال جزءٌ هام من المجتمع وهم بطبيعتهم البريئة المنطلقة يتصرفون بتلقائية وعفوية وبلا غضاضة، ولا يتحكمون فيما لديهم من معلومات أو أحداث أو أخبار طالما لم يصلوا لمرحلة من النُّضج، ولم يحصلوا على التعليم والتدريب اللازم؛ لذا قد يوقِعون الأمهات والآباء في حرج شديد بذكر أحداث معينة أو حتى نقل مشاعر الأم السلبية تجاه صديقاتها من خلال تعليقاتها عليهم أو إفشائهم لمعلومات مهمة تجري في بيوت مهمة فيجلب ذلك المشكلات الكثيرة للبيت أو للأمة
وكل البيوت تحتاج إلى كتمان أسرارها والحفاظ على خصوصياتها، ويزداد تأكيد ذلك في بيوت خاصة كبيوت القادة، والسياسيين، والعلماء، والدعاة، والمتعاملين مع شئون الأمة ومصالح الناس.
لذا يجب أن نهتم بتعليم أبنائنا وتدريبهم على كتمان أسرار المنزل من خلال القصص والدراما، والتوجيه الهادئ، والتعليم بالتجربة والخطأ، وتقديم النموذج العملي، وإشباع رغباتهم وحسن استيعابهم:
أولاً: متى يتعلم الطفل الكتمان؟ (المراحل السنية والتحكم في المعلومات)
- الطفل ما قبل 7 سنوات
في هذه الفترة يُظهر الطفل مشاعره ولا يكبِتُها بسهولة، وإدراكه للتحكم في معلوماته وإخفائها ضعيف، ويسهل استدراجه واستخراج المعلومات منه بسهولة وذاكرته قوية، ولكن في الغالب سلوك الطفل يتمحور حول ذاته ولا يلتفت للأمور التي تخصُّ غيره باهتمام.
وتدريبه يحتاج لجهد كبير وأرضية كبيرة من الحب والتوافق والانسجام.. ويمكن البدء في تدريبه بشكل مبسط بالقصص والحكايات وتوضيح المفاهيم، ويجب الاحتراز من ذكر الأسرار المهمة أمامه، وخصوصًا إذا كان الطفل يعيش في أسرة كبيرة وهناك اختلاط في تعاملات كثيرة حتى لا يجر ذلك الكثير من المشكلات من خلال عفوية الطفل، وعدم تقديره لخطورة ذكر المعلومات أو الأحداث أو المشاعر أو التعليقات التي ربما يوصلها بسذاجة فيقول: “ماما امبارح كانت زعلانة منِّك وبتقول عليكي وحشة
ابتداء من عمر 7 سنوات (مرحلة التمييز)
تزداد قدرة الطفل على الإدراك والتمييز ويبدأ السلوك المتمحور حول المجتمع وعلاقات الصداقة، ويستطيع الطفل التحكم في معلوماته وكبت مشاعره، ويمكن تدريب الطفل بشكل جيد وبطريقة أسهل على التحكم في المعلومات.
ثانيًا: لماذا يفشي الطفل أسرار المنزل؟
· لأنه لم يتعلم حفظ أسرار المنزل: لغياب القدوة، وغياب التعليم والتدريب.
· للتنفيس العاطفي في حالة افتقار الطفل للعطف والثناء والتقدير، فيحكي الأسرار للتنفيس، وكمحاولةٍ للفت الانتباه. (الإشباع النفسي والعاطفي يجلب احترام الخصوصية وكتمان السر
· للرغبة في الانتقام من الوالدين لقسوتهم معه، ولكثرة ضغوطهم عليه. (الطفل لا يُفشي سر من يحب(
· أن تكون هناك محاولةٌ للابتزاز من الآخرين، كأن يتلطف إليه أحد ويغريه ويستدرجه ويستخرج منه المعلومات.
ثالثًا: كيف نربي أبناءنا على كتمان أسرار المنزل
أولاً: توفير المناخ الذي يساعد على حفظ الأسرار
التربية على مراقبة الله تعالى في السرِّ والعلن، وعلى الرجولة وتحمل المسئولية، وتوفير المناخ المفعم بالحب والود والاحترام والتقدير، والرفق واللين والتفاهم والانسجام مع الطفل يجعله يحترم الخصوصيات ويحفظ الأسرار، والعكس فغياب مراقبة الله تعالى والقسوة، والغلظة وغياب العطف والتقدير والاحترام قد يُلجئ الطفل لإفشاء الأسرار من باب الفضفضة، وجذب الانتباه أو بوازع الانتقام والعقاب.
كذلك إشباع الطفل وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية بالقدر المناسب حتى لا يكون عرضة للابتزاز والإغراء في مقابل استخراج المعلومات منه.
ثانيًا: تقديم القدوة:
يتعلم الطفل من خلال سلوك الوالدين بعدم إفشائهم لأسرار الغير أمام الطفل، وأن يتعلم احترام خصوصيات الآخرين من خلال سلوكياتنا العملية
ثالثًا: تعليم وتدريب الطفل بطريقة عملية
تعليم الطفل الهدف من الكتمان مع التفريق بين الكتمان والخوف: فالهدف من الكتمان ليس الخوف بل ستر الشئون الخاصة والتدبير والسعي لإنجاح الأعمال
التفريق بين الكتمان والكذب : فالكتمان هو الامتناع اللبق اللطيف عن ذكر المعلومة أو إخفائها دون أن يشعر بها أحد، وأما الكذب فهو تغيير الحقيقة، وأن يتم تعلمه ذلك من خلال بعض القصص والحكايا
التوازن في تعليم الكتمان وتجنب المبالغة: حتى لا يتحول الأمر إلى هاجس بكثرة التحذير وتصبح شخصيته مهزوزة؛ وحتى لا يتعود الطفل إخفاء كل شيء حتى عن الوالدين مع التأكيد على الطفل أن يكون صريحًا مع والديه يعرفهما بكل شئونه؛ وذلك حتى يمكن متابعته وتقويمه
قص عليه قصص تعليمية عن حفظ الأسرار
ساحة النقاش