<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-bidi-font-family:Arial;} </style> <![endif]-->
ناقش ..... وتأمل .....
هل توجد مراهقة شرسة؟
في الحقيقة لا توجد مراهقة شرسة، بل توجد مراهقة صعبة ونحن نخلق صعوبتها، وهذا يعود إلى شخصية المراهق، وطريقة تعامل الأهل والمجتمع معه
هل يوجد عالم خاص للمراهق يسعى إلى خلقه؟
نعم يوجد ، فالمراهق يسعى لخلق عالمه الخاص مع أصدقائه، وآماله، وأفكاره، والأهل آخر شيء يفكر فيه المراهق ويسعى للاحتكاك معه، لذا يجب على الأهل خلق الجو المناسب والمتفاهم، حتى لا تزداد الفجوة بين الأبناء والأهل
لماذا تحدث الاضطرابات النفسية عند المراهقين وما هي النتائج المترتبة عليها؟
المراهقة هي فترة عاصفة من حياة الإنسان تتميز بالتقلبات المزاجية، والفوران الداخلي والتمرد، ومعظم الشباب يمرون بهذه الفترة دون مشكلات حقيقة، وبعض التأثيرات تعود لعوامل هرمونية، وأخرى تعود لعوامل شخصية ومجتمعية نتيجة التغير الكبير والسريع الذي
يحدث في شكل الإنسان، وبداية ظهور معالم الرجولة، والأنوثة، وكيفية تعامل المراهقين مع الكبار،
وأيضاً تعامل الكبار مع المراهقين الذين لم يعودوا صغاراً، هذه الفترة تتميز بالحيرة، وعدم الوضوح من وجهة نظر الطرفين ولا يعرف كلاهما كيف يتعامل مع الآخر، وأهم مشكلة تواجه المراهقين هي ما يعرف بأزمة الهوية، أو معرفة من هو، وإلى أين يسير، وهي فترة للتجريب يختبر فيها المراهق بدائل سلوكية واهتمامات، وثقافات، وأفكاراً مختلفة وصولاً لتشكيل مفهوم خاص لشخصيته
وإذا كان لدى الآباء والمعلمين مشروع متوحد من القيم، والسلوكيات، والأفكار، أو حتى إذا كان الأسلوب متقاربا يكون الأمر سهلاً ،مثلما يحدث في المجتمعات البسيطة حيث النماذج القابلة للتقليد، ولكن في المجتمعات الكبرى المعقدة يواجه المراهقون باحتمالات غير محددة في كيف يكون سلوكه وما هي اختياراته وتكون الاختلافات بين المراهقين كبيرة بين بعضهم البعض
بشكل نموذجي يجب أن تنتهي أزمة الهوية، وإذا حدثت في بداية العشرين من العمر حتى يستطيع المراهق تحمل مهامه في الحياة بمنهجية واضحة وسلوك ذي قيمة ثابتة وشخصية لها ملامح خاصة قد تتغير بعضها مع التقدم في العمر وتراكم الخبرات،
وإذا حدث ولم تنته أزمة الهوية باختيارات محددة يتخبط الإنسان، ولا يكون لديه منهجية واضحة، ولا أسس ثابتة يقيم بها مع نفسه، ومن حوله، ويكون أكثر عرضة للضياع، وأقل قدرة على الانجاز، والنتائج المترتبة على عدم مرور هذه المرحلة بسلام، وحدوث مشكلات
حقيقية، هي عدم سقوط المراهق في مستنقع الإدمان أو جنوحه لخوض تجارب جنسية أو حياتية لا يتحملها عمره، تؤدي في النهاية للمعاناة من أمراض نفسية، أو عضوية تصاحبه بقية العمر، ما لم يتم التعامل معها طبياً بأقصى سرعة ممكنة
كيف يمكن أن يتعامل الأهل مع المراهقين؟
لابد من تبني فكر أكثر ديمقراطية من قبل الأهل، والمدرسة، والمجتمع، فهذه قيم العصر حيث كان آباؤنا يتحكمون فيما يدخل أدمغتنا بالسيطرة على ما نقرأ، ونشاهد، ومن هم أصدقاؤنا، إذ كانت الرقابة ميسرة وكانوا يستطيعون توصيل المعلومة لنا، وكان الآباء لديهم الوقت لغرس القيم ومراجعة السلوكيات، أما الآن فلا بد من تطوير دورنا حتى لا نهمش الدور الذي نلعبه في تشكيل عقل، ووجدان، وثقافة الأطفال، إذ أنه لم يعد دور الرقيب ممكناً ومناقشة المعلومات والكم الهائل من المعارف التي تدخل عقل المراهقين، ومحاولة دخول بعض المعلومات التي تصل إليه في وقت غير مناسب
والمطلوب تغيير وتطوير أدوات الآباء فالإلمام بالكمبيوتر، وتعلم اللغات، والانفتاح على الثقافات الأخرى أصبحت من الضروريات حتى نستطيع مواكبة الأبناء وإرشادهم، والاقتراب الشديد من أبنائنا، ومصادقتهم ومصارحتهم تساعد على تصويب الأخطاء أولاً بأول
والتوجيه في الوقت المناسب يجنبهم الكثير من التجارب الفاشلة والصعبة، والتركيز على القيم الدينية، وتعليمها لأطفالنا منذ الصغر ، والاهتمام بالرياضة، وان يكون للمراهق هواية
يمارسها في النادي والمدرسة والبيت بما يتناسب مع قدراته وميوله، وغرس قيم الحب، والجمال، والنبل، والشجاعة، وحب الوطن، وحب الخير، ونصرة الحق والقيم الأصيلة
ساحة النقاش