كنوز المعرفة

موقع يهتم بالنفس البشرية وسبل تنميتها

 

 


أصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة و خطيرة في المدارس، وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، والتنمر هو عبارة عن استقواء طالب أو مجموعة من الطلاب على زميل لهم في الصف أو المدرسة، مضايقته جسدياً أو معنوياً. وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر في مدرسته،فعلى الأهل أن يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.


كيف تعرف أن طفلك يتعرض للتنمر
يعرف التنمر بأنه تعرض الطفل المتواصل لمحاولات هجوم كلامية أو جسدية أو جنسية أو تخويفية، وتشمل:
1- الضرب، أو اللكم، أو الركل.
2- تخريب ممتلكات الطفل.
3- إطلاق لقب على سـبيل السخرية والاستهزاء.
4- الإغاظة.
5- التعنيف.
6- التمييز العرقي.
7- نشر شـائعات خبيثة.
8- الإقصاء عن المجموعات أو النشاطات.
9- تهديدات بالبريد الالكتروني.
10- التحرش بواسطة الهاتف.
كما أصبح التنمر الجنسي منتشـراً بين طلاب المدارس، وقد يشـمل:
1- نكات أو تعليقات جنسـية.
2- إطلاق تسـميات جنسـية.
3- نشر شائعات جنسـية.
4- ملامسـة الطلاب بطرق جنسـية غير مناسـبة.
5- محاولة خلع الملابس.


يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، الحمامات، الممرات، الكافيتيريا، الملاعب، حافلة المدرسـة، أو أثناء المشي من أو إلى المدرسـة، ويتزايد في هذه الأيام عبر الانترنـت، فيسـتعمل الطلاب صفحات خاصة على الانترنت أو بريد الكتروني أو غرف الدردشة لنشر الإشاعات والصور المسـيئة للتهديد والتخويف.
ويقع الأولاد والبنات ضحية التنمر بنفس النسبة، ويتعرض الأطفال الأصغر سناً للتنمر، أكثر من الأطفال الأكبر سناً.
وقد حددت الأبحاث أسباباً تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للتنمر من غيرهم، فالمتنمرون يبحثون عن الأهداف السهلة، وخصوصا الأطفال السلبيين والضعفاء، مثلا:
1- ليس لديهم قدرات بشكل واضح.
2-المنعزلين اجتماعيا.
3- أصحاب البنية الجسمية الضعيفة.
4-لا يمارسون الرياضة.
5- يبكون بسهولة ويسهل استفزازهم.
6- لا يشعرون بالطمأنينة أو خجولين.
7- يتعلقون بالكبار أكثر من أنداهم.
ومن ناحية أخرى، وفي حالات نادرة يمكن أن يستهدف المتنمرون الأطفال العدوانيين والاستفزازيين، ويمكن أن يشمل:
1- الأطفال الذين لديهم مشاكل في التركيز في المدرسة
2- مفرطي الحركة
3- الغير ناضجين
4- الذين ينفجرون عاطفيا بسرعة أو لديهم عادات مزعجة.
5- الغير محبوبين من الأطفال الآخرين أو البالغين.
6- سريعي الاستثارة والذين يحاولون الرد على الإهانة.


عواقب التنمر
للتنمر تأثيرات صحية واجتماعية وتحصيلية ونفسية خطيرة على الأطفال، مثل:
1- ارتفاع نسب تعرضهم للاكتئاب، والقلق، والانتحار، واضطرابات نفسية أخرى.
2- محاولة حمل أسلحة إلى المدرسة بهدف الدفاع عن النفس.
3- التغييب عن المدرسة بسبب الشعور بعدم الأمان.
4- ضعف التحصيل الدراسي بسبب القلق والخوف.
5- ضعف التقدير الذاتي، وارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب، وأنواع أخرى من الاضطرابات العقلية في سن الرشد.
6- عدم القدرة على السيطرة على النفس أثناء الغضب، أو سلوك تدمير الذات.
7- احتمال الإصابة ببعض الأعراض المرضية المجهولة الأسباب: كالصداع، والآم المعدة.


كيف نمنع التنمر؟
لا تنتظر أن يتعرض ابنك للتنمر حتى تناقشه أو تأخذ إجراء ما، ولا تنتظر منه أن يخبرك، وغالباً ما لا يفعل ذلك


وهناك عدة طرق لمنع التنمر، ومنها الإجراءات التالية:

·       اسأل الطفل سؤالاً مباشراً حول تعرضه للتنمر.

·       تحدث مع الطفل عن أصحابه، ومرافقيه في الملعب وحافلة المدرسة.

·       علّم الطفل الثقة بالنفس، والمرونة، وكيف يطور مهاراته الاجتماعية ليقلل من كونه

   هدفاً سهلاً للمتنمرين

·       ساعده على الاشتراك بنشاطات المدرسة لمساعدته على زيادة تقديره لذاته مثل: الرياضة، أو الموسيقى.

·       تواصل مع إدارة المدرسة والمرشد التربوي لحصر المشكلة وحلها.

·       وإذا تعرض طفلك للتنمر؛ قيم الوضع بسرعة وبهدوء، اجمع المعلومات عن الوضع، واتخذ الإجراء المناسب، فالأطفال يحتاجون لمعرفة انك تأخذ الأمور على محمل الجد، وستساعد في الحد من معاناتهم بعمل ما يلي:
1- شجع الطفل على التحدث عن معاناته، وكن ودوداً، ولا تظهر الأسى فتزيد الأمور سوءا.
2- اشعر الطفل بأنه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض أن طفلك فعل شيئا ليثير أو يزيد التنمر المدرسي ضده، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
3- ادعم مشاعر طفلك، فبدلاً من إهمال قلقه، أو إخباره بأن الأمور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: أتفهم انك تمر بأوقات صعبة، ولكن دعنا نحأول معالجة الأمر معاً.
4- اسأل الطفل إن كان لديه أفكاراً حول طريقة وقف هذا التنمر.
5- لا تشجع الانتقام.
6- علم الطفل مهارات الأمان عندما يتعرض للتنمر، بما في ذلك اللجوء إلى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازماً، واستعمال المرح والأساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الأوضاع الحرجة، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
7- استعن بإدارة المدرسة، أو بالأخصائيين من اجل طفلك إذا أصبح الخوف والقلق ظاهراً بشكل كبير.
8- اجمع اكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف كيفية وأين يتم التنمر، ومن تورط فيه واسأل الطفل إن كان الأطفال الآخرين أو البالغين قد شهدوا الحوادث.
9- تحدث إلى معلمي الطفل والمدراء لإيجاد حلول سريعة، ولا تتصل بأهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشأن الحساس.
10- إذا تعرض الطفل إلى الاعتداء الجسدي، أو بالتهديد بالأذى، فيجب إعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد إمكانية تدخل الجهات الأمنية.

علم طفلك مهارات معالجة التنمر، وكيف يواجهها، بتعليمه المرونة وكيفية تحمل الأوقات الصعبة، وفيما يلي ما يمكن تعليمه للطفل:
1- لا تستجب للمتنمر، فهم يستسلمون عندما لا يجدون اهتماما.
2- لا تبادر بالشجار والقتال.
3- تدرب على ما ستقوله للمتنمر مثل: أريدك أن توقف هذا العمل فوراً.
4- اظهر الثقة بالنفس، وتكلم ورأسك مرفوع للأعلى.
5- لازم صديقاً قوياً ومحترماً، في حافلة المدرسة، والكافيتيريا، بين الحصص، وفي الطريق من والى المدرسة.
6- تحدث إلى البالغين: كالوالدين، والمعلمين، والمدير، والمرشدين التربويين، للمساعدة على التخلص من التنمر.
7- احرص على التواصل مع الزملاء الودودين والداعمين لك، والذين سيشملونك بنشاطاتهم.
وأخيرا، لا تتوقع أن يعالج طفلك التنمر بنفسه، فالتدخل المبكر لحل المشكلة يمنع المشاكل الدائمة، مثل: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض تقدير الطفل لذاته.
واعلم أن لكمة على العين، أو أنفاً نازفاً قد يشفى بسرعة، إلا أن الجروح النفسية والعاطفية الناتجة عن التنمر ستستمر مدى العمر

 

- تأثير التنمر
- يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر مشكلات عدة تؤثر في حياتهم الاجتماعية والعاطفية، وفي أدائهم الأكاديمي .

وقد يحاول بعض ضحايا هذا السلوك الانتحار للتخلص من جحيم المضايقات. ففي اليابان، أفيد عن انتحار سبعة أطفال في نهاية العام 2006، بسبب مضايقة زملائهم المدرسة لهم.

لذا هذه دعوة لأخذ شكوى أبنائكم على محمل الجد .. بل ومتابعتهم ومتابعة أمور حياتهم من كافة النواحي .. وبالتفصيل

amalabuahmad

لا حدود للأمل ... لا نهاية للعمل

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2011 بواسطة amalabuahmad

ساحة النقاش

آمال أبو احمد

amalabuahmad
موقع نفسي تربوي تعليمي يتناول كل ما يمس الجانب النفسي والاجتماعي للفرد بالدراسة والتحليل وبطرح بعض الحلول المساعدة للارتقاء بالفرد نحو حياة افضل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,187