العديد من الآباء يرتكبن خطأ كبيرا في حق أطفالهم، من الذكور خاصة، بتدليلهم وعدم إشراكهم في بعض المهمات المنزلية إلى حد أنهم يكبرون وهم يعتمدون على الآخرين اعتمادا كليا ـ وبالمقارنة بين أطفال اليوم وأطفال السابق نجد أنهم قلما يساعدون في أمور البيت بصورة عامة ، فهم إما مشغولون بأداء واجباتهم المدرسية أو مع أصدقائهم وألعابهم الخاصة هذا سبب ولكن السبب الأساسي هو أن الآباء يعاملون أبناءهم على أنهم «استثمار عاطفي» وليسوا استثمارا اقتصاديا كما كانوا في الماضي حين كانوا يعتمدوا عليهم في كل شيء أن آباء اليوم يؤذون أطفالهم أكثر مما يساعدونهم، لأنهم ينسون أن دورهم هو تعليمهم كيف يواجهون الحياة ويتحملون المسؤولية عندما يكبرون والقيام بالمهمات المنزلية له دور كبير في تعليمهم معنى المسؤولية وأن العلاقة بين أفراد العائلة هي علاقة تعاون ومشاركة وليست علاقة تواكل، لذا يجب على الآباء تدريب أبناءهم منذ صغرهم على القيام ببعض المهمات المنزلية، فهذا سيعطيهم شعورا بالمتعة في البداية وكأنهم يلعبون لعبة مع الكبار، ثم يتطور إلى شعور بأنهم يساهمون بشيء مهم المهم أن يتذكر الآباء أن الأطفال في سن مبكر غير مبرمجين لكي يأخذوا هذه المهمات مأخذ الجد، فكلما كان لها جانب المتعة كانت جذابة ومحفِزة لهم وبمجرد أن يشعر الآباء بأن الأطفال بدأوا يملون ويحاولون التهرب من هذه المهمات، عليهم أن يتعاملوا معهم بمرونة من دون صراخ أو تأنيب، لأن هذا الأسلوب لن ينفع، وبالتالي ينصح التربويون بالحافز المادي بهذا الخصوص ، خاصة إذا كانوا يوفرون للحصول على لعبة جديدة أو ملابس أو ما شابه، أما إذا كان المال غير مدرج وغير مقبول بالنسبة للبعض، فبالإمكان تحفيزهم بأخذهم إلى مطعمهم المفضل أو لمشاهدة فيلم في السينما أو بشراء كتاب جديد أو بالسماح لهم باستقبال أصدقائهم في البيت ولا يجب اعتبار هذه النقود أو الدعوات رشوة، بل هي محفز إيجابي يعلمهم أنهم قبل أن يأخذوا يجب أن يعطوا، وهذا بحد ذاته درس مفيد في الحياة