الأحلام الليلية فاتنة الناس دائماً . ففيها وفي خفايا الليل تنبعث الحقائق العميقة وتظهر رغباتنا المطمورة وصعوباتنا الخفية ...ولا أعتقد أن ثمة أحد بوسعه أن يعتقد في عصرنا هذا أنها أكذوبة فإذا كان يبدو أن عدداً من الأحلام ليس لها أي مدلول فإن غالبيتها على العكس من ذلك ويجب أن نحملها على محمل الجد فليس هناك ثمة حلم لا يحوز على مدلول خاص لأن لكل ما ينجزه موجود إنساني مدلولاً. فالحلم صميمنا المطلقة وعرينا الكلي . فأعمق أعماق شخصيتنا تطفو فيه، وبينما يجرنا في شعابه نبقى نحن ساكنين . فالحلم هو مسيرتنا الأكثر اتصافاً بالسرية؟ وسلوكنا الأكثر اتصافاً بالأصالة.
ولكن هل هناك فائدة منها ؟
الأحلام ضرورية بصورة مطلقة للتوازن العقلي والسيكولوجي . وهي أساسية كالتغذية والنوم سواء بسواء . فالحلم هو ضرب من التنفيس السيكولوجي . إنه قبل كل شيء " صمام " لإندفاعات عديدة مقموعة خلال النهار ، فهو يتيح تحرير الهموم والعداوات والفظاظات والآمال والمطالب والرغبات . إنه على وجه الخصوص يعيد إلى السطح صعوبات داخلية ويوحي إلينا على الغالب بحلول وذلك بواسطة هذه الناظمة الآلية الهائلة التي تتصف بأنها لاشعورنا .
فالحلم هو مخبرنا السري وعميلنا الأعظم فائدة . إنه يمثل عزلتنا الكلية . فنحن في الحلم نواجه أنفسنا دون غش ممكن ، ولا شيء موجود فيه غير أنفسنا وهكذا نفهم بصورة مسبقة إلى أي حد يتسم بالأهمية أن نفك رموز الأحلام حتى نفهمها ونصغي إلى رسائلها.
ساحة النقاش