الابتسام ،المرح ،الضحك والفكاهة ....كلها استجابات تصدر عن طبيعة واحدة في النفس البشرية المتناقضة حيث تمل الجد والصرامة والعبوس وتبحث عن منفذ للتنفيس عن آلامها وواقعها ولو مؤقتاً لاستعادة التوازن النفسي فهي استراحة واسترواح ، . ولكن لما نخافها ؟ هل نخافها لأنها تعيدنا إلى خطيئتنا الأولى مع تفاحة آدم والعقاب الذي نالته البشر من جرائها وما تزال أم لأننا ندرك بأنها مولود ناقص النمو ، أم لأننا نعيش اليوم " عصر الاكتئاب " ..وأن ضغوط ومصاعب الحياة جعلتنا دائما خائفين فترانا نردد كلما سعدنا أو بكينا
" دارٌ متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا قبحاً لها من دار "
إن الإنسان هو الأشد ألماً بين المخلوقات الأخرى لأنه يعي أنه سيموت ويعي كل ما حوله وهذا ما يفسر ميله للكآبة والحزن أكثر منه للسعادة والفرح فهذا مارك توين الكاتب الأمريكي الساخر يقول : " إن روح الفكاهة ذاتها تجد مصدرها السري في الحزن لا في الفرح ، فليس هناك فكاهة في الجنة ". وأيضا المعري حين قال
" ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البسيطة أن يبكوا "
قد نرى أنها آراء إكتئابية ومتشائمة ولكنها تستحق التأمل والفهم والتفسير
.. ولكن يبقى الإنسان ذلك المجهول .. ويبقى لي أن ادعوكم لقراءة قول الشافعي
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
ولنتذكر أن ساعاتنا كلها لله .. يتولاها ويتولانا .. إن ضحكنا فبخير .. وإن حزنا فإلى أمد .. إن جرنا فله نعود .. وإن ظـُلمنا فإليه المئاب
ساحة النقاش