<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]--><!--<!--
الانفعال بالناس والأشياء شيء مرغوب وجزء رئيسي من متطلبات الصحة والنضوج. فنحن نفرح ونسر عندما نتوقع تحقيق هدف أو رغبة،
ونخاف عندما نتعرض لخطر ما، وندهش للأشياء الغريبة والمفاجئة، ونحس بالندم للأخطاء التي كان بإمكاننا تصحيحها، ونغضب عندما نجد اعتداءً على حقوقنا أو مكاسبنا، ونحب البعض، ونكره البعض الآخر. فهذه كلها انفعالات محمودة وسوية طالما أنها تحدث في وقتها الملائم وفي الظروف الملائمة. لكننا جميعاً ـ ودون استثناء ـ تعرضنا للحظات شعرنا خلالها بالاضطراب النفسي بكل ما يتسم به من توتر شديد والوقوع تحت رحمة انفعالات قوية تعجزنا عن التفكير الملائم والتصرف الفعال، وتوقعنا في ضروب أخرى من المعاناة والاستثارة الزائدة. ومن مآسي الاضطراب النفسي هو تلك الاستجابات الانفعالية الحادة التي نسميها القلق.وهو يعطل إمكانيات الإنسان على النمو، ويصيبه بالتوتر وعدم الاستقرار بشكل لا يترك له طاقة لمواجهة المواقف الصعبة أو التفكير في حلها بصورة ملائمة.
ما هو القلق؟
القلق حالة انفعالية مركبة,غير سارة تمثل مزيجا من مشاعر الخوف المستمر والفزع والرعب نتيجة توقع شر وشيك الحدوث أو نتيجة الإحساس بالخطر والتهديد من شئ مجهول أو مرتقب ,فالقلق من المشاعر النفسية المضطربة، التي تنتج عنها في الغالب آثار سيئة مثل: التوتر والانقباض والخوف وعدم الطمأنينة والكآبة، كما يشير الأطباء المختصون إلى انه قد تنتج عن القلق آثار مرضية عضوية كاضطراب القلب وتقلص المعدة والشعور بالإرهاق وغير ذلك.
ولابد من التأكيد على إن القول بأن القلق أو ما يشابهه من المشاعر النفسية أصبح ظاهرة من الظواهر التي تميّز العصر الحديث ولا يخلوا منها مجتمع من المجتمعات ,إن مثيرات القلق لها أسباب كثيرة جامع القول فيها إنها غالباً ما تتعلق بالخوف من المجهول أو المستقبل، ومنها: أسباب خاصة كخوف الطالب وقلقه من الامتحان، وخوف الوالدين على أولادهما عند مرضهم وقلقهم عليهم، والخوف من الموت ونحو ذلك.
وهذا القلق يكون محموداً إذا كان وسيلة لدفع الإنسان إلى الحذر والحيطة وإتقان العمل، ويكون سوياً إذا كان في حجمه الطبيعي الذي يحفظ قدرات الإنسان على العطاء والحرص المتوازن، ويكون مذموماً إذا تعدى حدوده وأدى إلى الانطواء وعدم الثقة بالنفس والإحباط مما يؤدي إلى الإعاقة في العطاء وتحجيم القدرات,وهناك أسباب عامة للقلق ومنها يساهم بتحول القلق إلى مرض نفسي يلازم الفرد في معظم تصرفاته.
تقول الباحثة كارن تورني بتحليلها للقلق بوجود ثلاثة عناصراساسية
1- الشعور بالعجز 2- الشعور بالعداوة 3- الشعور بالانفراد والعزلة
وللقلق أنواع ويختلف من حيث الشدة وهذه تختلف من فرد لأخر.
أما أنواع القلق عند فرويد:
قلق موضوعي: وهو رد فعل يحدث لدى الفرد عند إدراكه خطراً خارجياً واقعاً وذلك بوجود إشارة تدل عليه كقلق البحار الخبير حين ينظر إلى سحابة صغيرة في الأفق بأنها تنذر بإعصار شديد.
القلق العصابي: قلق شديد لا تتضح معالم المثير فيه.
القلق الخُلقي: مرتبط بالأنا الأعلى.
أما أسباب القلق على تعددها نستطيع أن نشمل أهمها :
أولاً: الخواء الروحي، وما يتبعه من شعور بالوحدة والضياع والخوف من اليوم والغد.
ثانياً: عندما لا يستطيع الفرد أن يرتقي بقدراته وتطلعاته إلى أن يصل إلى المنزلة الاجتماعية أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع الذي رسمه لنفسه، ولا سيما إذا كان المجتمع الذي يعيش فيه يقيس منازل الناس بقدر ما في جيوبهم، ويحيطهم بهالة من التبجيل والتقدير، فيسيطر القلق على هذا المحروم نتيجة سريان التوتر في أوصاله، وتنسكب الكآبة في جوانحه.
ثالثاً: عدم قدرة هذا الفرد على مجاراة النمط الاستهلاكي السائد في محيط مجتمعه الصغير الأسرة أو الكبير المجتمع الخارجي، فيتملكه القلق، وتنشأ زوابع الكآبة في نفسه.
رابعاً: النزاع والشقاق المتأصل الذي يسود أسرة المريض بالقلق، وكذلك التفكك الأسري، نتيجة الانكباب على المادة، وإهمال أهمية الأسرة المتعاونة المتحابة.
ولا يرتاب عاقل في أن القلق يختلف من مجتمع إلى آخر، بل ومن فرد إلى فرد آخر، أولاً بحسب المعتقدات، وثانياً بحسب نوع ونمط المعيشة الاجتماعية والاقتصادية والعادات والأعراف والتقاليد،
لنستعرض بعض الأخطاء السلوكية التي يمارسها المربون (أباء, أمهات, معلمون) والسلوكيات البديلة:
1- مقارنة الطفل دائما بالآخرين، خاصة أخوته وزملائه.
البديل: ركز على ما يملك الطفل من إمكانيات وبقدرته الشخصية على تنمية نفسه ومواهبه.
2- تذكير الطفل الدائم بأخطائه ونقاط ضعفه، وجوانب النقص منه.
البديل: ركز على ما أنجز الطفل، وعلى ما أحرز من تغير، وشجعه على الاستمرار في حياته.
3- استخدام مشاعر الذنب عند عقابه.."إنك تجرح مشاعرنا". "إنك أناني"، " أن الله سيعاقبك على أفعالك".
البديل: اعرف ما الذي أدى إلى المشكلة وركز على إيجاد الحل الملائم" إنك لم تفعل ذلك لتجرح مشاعرنا ولكنك تريد أن تحصل على اهتمامنا"، "ليس من عادتك الأنانية".
4- التحقير منه ومن إمكانياته ومن قدرته على حل مشكلاته: "هذا رأي طفل"، " لا تتدخل في مناقشة الكبار..الخ.
البديل: أعطه بعض الوقت لسماع رأيه، وناقشه دائما بموضوعية واحترام.
5- لا تركز على التبعية بل شجع على الاستقلال واتخاذ بعض المجازفات.
البديل: احترم علاقاتهم الاجتماعية بأصدقائهم ولا تشعرهم بالذنب, لا تضيق فرص الطفل في النمو المستقل بقولك: "حياتك من غيرنا صعبة"، " لولانا لما وصلتم"، " سرقتكم الحياة ونسيتمونا".
6- أن ترسم أمامهم بتصرفاتك وسلوكك عند مواجهة الأزمات نموذجا لشخصية متوترة عصبية قلقة مثلا: استخدام الحبوب المهدئة، الشكاوي العضوية الدائمة، التعبير بحزن لما لم تحققه في حياتك.
البديل: عند مواجهة الأزمات استخدم أسلوبا سليما قائما على مواجهة المشكلة والتفكير في حلولها والعمل بنشاط لمواجهة أسباب القلق للتخلص منها.. بذلك ترسم أمامهم نموذجا صحيا مختلفا.
7- التدخل المستمر وعدم احترام خصوصية الطفل من خلال مراقبة كل كبيرة أو صغيرة يقوم بها.
البديل: راقب عن بعد ما يحدث للطفل..تدخل عند الضرورة.. لا تجعل الطفل خائفا حتى وهو بمفرده من أنك ستقتحم عليه خلوته.
8- التركيز على الكمال المطلق، على أنه " يجب أن يكون أذكى من الجميع، "وأشطر" و"أقوى" أو "أنبه" من الكل.
البديل: ركز على ضرورة أن يكون مقتنعا في داخله بإمكانياته وعلى مقدار ما يحصل عليه الطفل من رضا أو إشباع بالنشاطات اليومية التي يقوم بها.
9- التركيز القصدي المتعمد على القلق وإثارة الانشغال " هل تعرف كم تبقى على الامتحان".
البديل: لا تركز على إثارة القلق، ركز على ‘إثارة الدافع للعمل وعلى الإنجاز وعلى النشاط
10- الشكوى الدائمة من الحياة أمام الطفل والتذمر.
البديل: تعويد النفس على البحث النشط عن الحلول الإيجابية للمعضلات.
11- القبول بالأعذار، خاصة ونحن نعلم أنها مجرد حجج يختلقها الطفل ليهرب من المسؤولية.
البديل: شجع على المواجهة، وساعد الطفل على أن يحل المشكلة بدلا من أن يهرب منها.
12 - الإكثار من الحديث عن المستقبل " اجتهد وادرس من أجل أن تكون دكتوراً كبيراً، أو مهندساً، أو "غنيا"...الخ.
البديل: ركز على المتعة التي يجنيها الطفل من الشيء ذاته وعلى الأهداف القريبة مثل الشعور بالراحة، والاستمتاع، والاحترام الذي يخلقه النجاح.
13- الدفع المستمر للمنافسة، والتعامل مع الآخرين على أنهم مجرد نماذج يمكن إتباعها أو هزيمتها.
البديل: ركز على العلاقات الإيجابية الدافئة على أنها الهدف، ركز على المشاركة وشجع الطفل على العمل مع الآخرين.
14- الحث الدائم على العجلة، والسرعة والدقة والضغط المستمر في هذا الاتجاه.
البديل: أعط الطفل فرصة لإنهاء العمل، وساعده على أن يخطط جدوله ووقته جيدا.. الاستعجال الدائم يربك ويثير القلق.
15- إثارة أهداف غير واقعية: ستكون دائما الأول، " ستكون أشهر وأحسن طبيب ".
البديل: إثارة أهداف واقعية قصيرة المدى" أعتقد أنك لو خصصت 15 دقيقة يوميا لمذاكرة الحساب، سيرتفع تقديرك عما هو عليه"، غير الهدف عند الضرورة.
16- التخويف المستمر من العالم ومن الخارج: " لا تتحدث مع الكبار"، "لا تلعب لأنك ستتعدى بالمرض"، " لا تنزل المياه لأنك لا تعرف السباحة".
البديل: التشجيع على المجازفات المحسوبة..علمه السباحة بدلا من تخويفه من الماء، اجعله يحيط نفسه بالملبس الملائم في الأوقات الباردة...الخ
17- إظهار الضجر عندما يتصرف الطفل بما يناسب عمره والإصرار على أن يكون أنضج أو أكبر من سنه.
البديل: زود نفسك ببعض الثقافة الملائمة بما يناسب العمر، واجعل الطفل يسعد بالتصرفات الملائمة لسنه، أو حجمه مع أطفال من نفس العمر.
18- العقاب المستمر عند الخطأ.
البديل: إذا كان لا بد من العقاب، وضح السبب فيه، وبين أيضا الطريقة الصحيحة للتصرف أو الفعل المرتَكب.
19- العزوف عن الحوار والمناقشة في أمور حياتهم، واهتماماتهم، ومخاوفهم، والتركيز على النقد، والقفز لإعطاء النصائح الشكلية.
البديل: خصص دائما بعض الوقت لمناقشتهم في مخاوفهم دون سخرية منها، اجعلهم يصلوا للحلول بأنفسهم حتى ولو كنت تعرفها، شجعهم على التعبير عن الرأي والمشاعر أمامك.
20- التردد في اتخاذ القرار أو التأجيل الدائم وإلحاحهم.
البديل: لا تخشى من اتخاذ القرارات وتجنب التأجيل الدائم، أرفض بوضوح وهدوء المتطلبات غير الواقعية، ونفذ ما تعد به إذا كان ممكناً.
مع كل ما تقدم هل حقاً نستطيع أن نبعد القلق عن أنفسنا وعن غيرنا؟!.
ساحة النقاش