بسم الله الرحمن الرحيم
الوعي
لم أقراء عن الوعي كثيراً أو معناه اللغوي أو الاصطلاحي. وكون أنني عربي أقراء وأتلكم. فإن معنى الكلمة عندي معروف فيها.
وهنا فمعنى الوعي مأخوذة من الوعاء. وسعت الوعاء أو الإناء هو قدرته على الاستيعاب. فهو يعي بقدر ما استوعب فيه. وبالتالي يستفاد من الوعاء أو الإناء بقدر استيعابه لأنه لا يمكننا أن نأخذ ما هو خارج الإناء الذي لم يستوعبه الإناء. وعليه كلما زاد استيعاب الإناء زادت الاستفادة منه. هذا بالنسبة للآنية. إما بالنسبة للبشر فالوعي والاستيعاب فيقال وعى ويعي و استوعب. فهو وصف يصف به العقل البشري بمدى فهمه واستيعابه لما فيه. وحيث أن الإنسان يتلقى باليوم الواحد بل بالساعة الواحدة الملايين من الكلمات والجمل والعبارات التي تكون على شكل بيانات تصب فيه يحصل عليها بطرق شتى. قراءة واستماع ومشاهده.
ولكن العقل البشري لا يستوعب كل تلك البيانات والمعلومات حيث ينسى الكم الهائل منها. وما يتبقى فيه إلا الجزء الذي يريد الشخص أن يبقيه فيه. ويتذكره. إما بفرض فرض عليه أو لحاجته له هو. وهذا الجزء يبقى فيه محفوظ كما هو نصاً كما في الأدبيات. أو فهم فمهما يمكن استخدامه بحسب فهم القاعدة الأساسية له. كما في علوم الرياضيات.
<!--فمتى يعي الإنسان كل ذلك ؟ إي متى يكون مستوعباً لما يقرأ أو يسمع أو يحفظ.؟
<!--إن الوعي هو الفهم الحقيقي للأمور. للأفعال. للأقوال. للجمل. للعبارات. لكل شيء. فلا يعني لك شيء أن تحفظ نصاً كتاب القانون أو المعلقات السبع, أو كتب السياسة, إلى آخره. وأنت لم تعي ما مضمونها ولا إلى ماذا تشير أو تدل أو تصف.
<!--إن الوعي هو أداة العقل الناضج, الذي يصل بالفهم إلى أقصى مداه. هو تعبير تفسير عن سلامة العقل, وعن صحته, وعن وجوده, يعرف به أي الوعي أن العقل متحرك ومفكر وشغال. فدون أن يعي الشخص يصبح أداه ليس إلا لا يملك نفسه, ولا يحسن التصرف.
<!--السؤال السابق هو هل نعي نحن كل ما نقرأه,؟ كل ما نسمعه,؟ كل ما نشاهده,؟ كل ما نتكلم به.؟
الجواب بالتأكيد سوف يتباين ويتذبذب صعودا وهبوطاً. وهذا هو ما يخلق لدينا المشاكل و الاشتباهات. والاختلافات. والتصورات الخاطئة. إذا الوعي هو وراء كل سوء فهم أو لبس أو مصيبة. هو الذي يقف حالاً بيننا وبين قراراتنا السليمة, وبين سلوكنا القويم.
Ω الوعي هو الحجم الحقيقي لتعلمنا ولعلمنا, هو المحرك الرئيس لسلوكنا واعتقاداتنا. هو سعتنا أنفسنا.
Ω إن الله حين يأمرنا بالتفكير والتفكر ليس إلا أمرا بالوعي بوعيه. لأننا لن نصل إلى المعرفة الحقيقة لأمر ما أو شيء ما إلا إذا وعيناه جيداً. هنا فقط سوف نعرف حقيقته.
Ω إن ما نحتاجه نحن هو أن لا نقبل الشيء كما جاء. ولكن لنا أن نقبله من خلال وعينا له. وعنده سوف تكون مسئوليتنا تجاهه مسئولية عاليه وقوية نابعة من معرفتنا بحقيقته. إما سلبا أو إيجاباً.
Ω فعندما نعي ما مدى أهمية أن نصلي ستكون صلاتنا متقنه, وعندما نعي ما أهمية أن نصوم أن نزكي أن نحج أن نقرأ أن نمارس رياضة, أن نستمع لحالات الطقس, أن نحب أن نصدق أن نعدل أن نصون أن نتعاون أن نتناصح, أن نستشير, أن نعمل أن,, أن أن, سوق تكن كل أخذنا وفعلنا به فعلا يستند إلى القوة في الأداء وفاعلية في العمل.
Ω من أجل مشروع حضاري للأمة الإسلامية, يجب أولاً أن نخلق ونوقظ الوعي في أفعالنا وأعمالنا ودراساتنا وتعلمنا وتعليمنا. يجب أن نوقظ حالات الوعي بما لدينا وما يمكن لنا أن نقدمه ونستطيع فعله. حتى تكون خططنا وإستراتيجيتنا وسياساتنا مبنية على القوة في الأداء والكفاءة في العمل.
Ω ما علينا في خوض أو بناء مشروع حضاري هو أن نرفع نسبة الوعي لدى الأجيال, تجاه الشباب تجاه الشابات, الوعي بكل نواحيه, من وعي الأب بحسن الكسب والرعاية إلى وعي الأم بحسن الطاعة والتربية, إلى وعي الابن بواجب الطاعة البر لوالديه, إلى وعي الأسرة نحو بعضها نحو مجتمعها, إلى وعي المعلم بما يقدمه إلى وعي المسئول عن ما يقوم به. إلى إلى... هنا نخلق جيل متيقظ عارف. يضع أحدهم لبنة في بناء يأتي آخر يضع لبنة أخرى يأتي ثالث ورابع وخامس ويأتي المليون ليكمل ما بدأه الأول. دون أن يهدم أو يحبط أو يتجاهل.
فكما نرى في حاضرنا أن لعدم الوعي أثر كبير وكبير في هدم محاسن الحياة والأخلاق والسلوك. أحدهم يجمع القمامة يأتي أخر بلا وعي يرمي بأخرى خلف ذلك الشخص. وهلم جر من السلوك الذي يفتقر لعدم الوعي.
إنني في نهاية هذا السرد الذي لم يجمل كل شيء حول الوعي وأهميته ومحاسنه وتحدياته. أضع ثلاثون صورة لمعرفة مدى وكيف أعرف أنني واعي والتي هي بالأساس السلوك الإيجابي للإنسان.
كيف أكون واعيا ؟ أو متى أكون واعيا ؟
<!-- عندما تعرف حق ربك عليك تكون واعيا.
<!--عندما تعرف حق دينك عليك تكون واعيا.
<!--عندما تعرف قدر نفسك أنك إنسان خلقه الله وكرمه وقدره تكون واعيا.
<!--عندما تفكر تكون واعيا.
<!--عندما تفسر ما تقرأ وتسمع وترى تكون واعيا.
<!--عندما تحلل صحة تفسيرك تكون واعيا.
<!--عندما تنظر للأمور بعدالة وإنصاف تكون واعيا.
<!--عندما تصل إلى معرفة الحقائق وتعرف الصواب بصوابه والخطاء بخطاءة تكون واعيا.
<!--عندما تلوم نفسك أو لا تبرر لها عن فعل خطاء تكون واعيا.
<!-- عندما تحمد نفسك و تسعد عن الفعل الصواب تكون واعيا.
<!-- عندما تفهم أن على عاتقك تقوم مسئوليات يجب أن تقوم بها تكون واعيا.
<!-- عندما تتحمل تبعات أخطائك تكون واعيا.
<!-- عندما تقاوم الخطاء تكون واعيا.
<!-- عندما تأتي لجميع الأمور حقها تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق أبويك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق زوجك أو زوجتك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق أولادك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق أسرتك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق جارك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق مجتمعك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق وظنك عليك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف حق مهنتك عليك أو تخصصك أو وظيفتك تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف أن الحق أحق أن يتبع تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف أن الواجبات يجب أن تؤديها تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف أن المحرمات أو النواهي يجب أن تتوقف عند حدودها تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف ما هو المهم وما هو الأهم تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف ما هو الصالح وما هو الأصلح تكون واعيا.
<!-- عندما تميز بين الجميل والقبيح تكون واعيا.
<!-- عندما تمارس عملك تجارتك مهنتك وظيفتك بصدق وأمانه وكفاءة تكون واعيا.
<!-- عندما تعرف أن القواعد والتعليمات التي وضعت لتنظم الحياة أو السلوك أو الممارسات يجب أن تلتزم بها تكون واعيا.
إشراقه:
أصنع وعياً بالقانون ولن تجد أحداً خلف قطبان السجن بتهمته المخالفة. الزبير سالم
الزبير سالم الغشيمي 6\10\2011م
ساحة النقاش