<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml> <w:WordDocument> <w:View>Normal</w:View> <w:Zoom>0</w:Zoom> <w:PunctuationKerning/> <w:ValidateAgainstSchemas/> <w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid> <w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent> <w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText> <w:Compatibility> <w:BreakWrappedTables/> <w:SnapToGridInCell/> <w:WrapTextWithPunct/> <w:UseAsianBreakRules/> <w:DontGrowAutofit/> </w:Compatibility> <w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel> </w:WordDocument> </xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml> <w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156"> </w:LatentStyles> </xml><![endif]--> <!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"MCS Jeddah S_U normal\."; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;} @font-face {font-family:"Arabic Transparent"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} a:link, span.MsoHyperlink {color:blue; text-decoration:underline; text-underline:single;} a:visited, span.MsoHyperlinkFollowed {color:purple; text-decoration:underline; text-underline:single;} @page Section1 {size:595.3pt 841.9pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0; mso-gutter-direction:rtl;} div.Section1 {page:Section1;} --> <!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

<!--[if gte vml 1]><v:shapetype id="_x0000_t75" coordsize="21600,21600" o:spt="75" o:preferrelative="t" path="m@4@5l@4@11@9@11@9@5xe" filled="f" stroked="f"> <v:stroke joinstyle="miter"/> <v:formulas> <v:f eqn="if lineDrawn pixelLineWidth 0"/> <v:f eqn="sum @0 1 0"/> <v:f eqn="sum 0 0 @1"/> <v:f eqn="prod @2 1 2"/> <v:f eqn="prod @3 21600 pixelWidth"/> <v:f eqn="prod @3 21600 pixelHeight"/> <v:f eqn="sum @0 0 1"/> <v:f eqn="prod @6 1 2"/> <v:f eqn="prod @7 21600 pixelWidth"/> <v:f eqn="sum @8 21600 0"/> <v:f eqn="prod @7 21600 pixelHeight"/> <v:f eqn="sum @10 21600 0"/> </v:formulas> <v:path o:extrusionok="f" gradientshapeok="t" o:connecttype="rect"/> <o:lock v:ext="edit" aspectratio="t"/> </v:shapetype><v:shape id="_x0000_i1025" type="#_x0000_t75" style='width:198pt; height:162pt'> <v:imagedata src="file:///C:\DOCUME~1\DR-ALY~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_image001.jpg" o:title="Copy of haidehaid233@oovoo"/> </v:shape><![endif]--><!--

          على جمال الدين ناصف

             بورسعيد -  مصر

                                                 يكتب :

إنسان من نوع خاص ..!!

   

 

     عرفته صخرى الوجه صلب الجبين ،  لم يعرف وجهه يوما حمرة الخجل ، ولا برقع الحياء،  لا يتوقى شيئا ، و لا يبالى ما يقول .  إن كان لكل الناس وجه و لون ولسان ، فلهذا المخلوق أوجه و ألوان و ألسنة .  تجده صديقك و عدوك حسب الظروف الخارجية ،  لا حسب ما يصدر منك ، و هو مادحك و ذامك  حسبما يدور فى المجلس ،  لا حسب رأيه ، تجده عابس لك يوما ، و باسما لك يوما وحسب ما يقدر هو أنه فى مصلحته ،  لا حسبما تستحق أنت  منه ، له حاسه زائدة عن حواس الناس الخمس هى سر من اسرار نجاحه المزعوم ،  و لهذه الحاسه خصائص فهو يدرك بها أى شخص صاحب  منصبا رئاسيا ليحول نفسه وفق صاحب المنصب و الجاه ،  و يتجهم لأعدائه ،  و يقترب من أحبابه ،  و يشم بها مواطن المال فى كل الاحوال ، و يرى بها من يجلب له النفع ،  ويؤقلم وفق ذلك نفسه ، فيتشكل بأشكال فى منتهى الظرف و الطلاوة ،  فإذا عدوه اللدود بالأمس صديقه الحميم اليوم .  و يعرف بها فى مهارة عجيبة موضع الضعف من كل إنسان يهمه أمره ..! فإن كان يعبد النساء حدثه أعذب الحديث فى النساء و الجمال و حسن الشكل ، و بدع المحاسن ، و جمال الملامح ، و أخذ يستعرض له نساء البلد ،  و أية حوراء العنين ، كحلاء الجفون ، ساجية الطرف ، فاترة اللحظ ،  و أية أسيلة الخد ممشوقة القد ،  و أية بيضاء اللون ، شقراء الشعر ،  زرقاء العين ، و أية سوداء العين ، سمراء اللون ،  سوداء الشعر ، و أية ممتلئة البدن ، ضخمة الخلق ، شبعى الوشاح ، و أية دقيقة الشبح ،  نحيلة الظل ،  مرهفة الجسم ، و تفنن فى ذلك ما شاء أن يتفنن حتى يملك عقله ،  و يستعبد هذا العقل  ، فإذا هو يصبيح طوع بنانه و مستودع أسراره .

 

       و آه ...  و إن كان سكيرا حدثه الحديث الممتع فى الشرب و الشراب ، والكؤوس و الأكواب ، و آداب النديم ، وروى له أحسن الشعر فى الخمر ، وحثه عما يمزج و ما لا يمزج ، و خير الخمور و مواردها و تواريخها ،  ثم تراه يتعرف على ما يستحسنه صاحبه ،  فأفرط فى مدحه و أدعى الاعجاب به ، و أنه لا يفضل عليه غيره ،  و أن ذوقه من ذوقه و شرابه من شرابه و مزاجه من مزاجه ،  و أسكره من حديثه كما أسكره من كأسه ،  فإذا هما صديقان و ثقت بينهما الكأس و الطاس . 

 

و آه ... لو كان شرها فى المال حدثه عن الضياع و محاسن الأراضى و كيفية استغلالها ، و العمارات و جباياتها ،  و أخذ يوزازن بين أنواع العقار و كم فى المائة يمكن أن تغل من الايراد ، و أعانه فى  مشكلاته ، و بذل له كل أنواع معونته ، فوجد فيه صديقه النافع و خليله المواتى .  هذا و قد تهديه حاسته أن يعمد إلى عدد من الرؤوس الكبار ذو النفوذ فينصب لهم حبالته ،  و يوقعهم فى شبكته ،  بما يبذر من حب ذى أشكال و ألوان ،  فإذا تم له ذلك خضع الصغار من تلقاء أنفسهم و طوع إرادتهم ،  و ضرب لهم مثلا بقضاء حاجات لبعضهم ما كانت لتقضى من غيره ، فيصبح مقصد الجميع ، و محيط آمالهم و موضع الرجاء منهم ،  يعملون كلهم فى خدمته على أن ينالوا شيئا من جاهه ،  فإذا هو أصبح سيد على الصغار و الكبار ، و إذا هو يصبح عظيم حيث كان ، يقابل بالاجلال و الإعظام ، و يتملق من أتباعه و إخوانه ، و يحسب له حساب  فى دائرته و أوسع من دائرته بكثير. 

 

        و بجانب هذه الحقائق القليلة قدر كبير من التهويل ، تراه يزعم أنه فى كل ليلة جليس الكبراء ،  كم يتغزلون فيه و يطلبون القرب منه ،  و هو يتأبى عليهم و يبتعد عنهم ،  فهو لو شاء لكانت إشارة منه  ترفع من شاء إلى أعلى عليين ، و يخفض من شاء إلى أسفل سافلين ،  الوزارة فى يده ،  و أن الوزير لا يتخلى عنه لحظه ،  حتى تراه يتضايق من شدة إعتماد الوزير عليه فى كل شئ.  هو يستغل هذا كله فى قضاء مصالحه ، فطلباته ناجزة نافذة ، و المستحيل لغيره جائز له ،  و الاموال تكال له كيلا ،  و الهدايا تنهال عليه إنهيالا ،  و مع ذلك لا يشبع ، فكلما نال مطلبا تفتحت له مطالب ، فهو فى طلب دائم ، و من بيدهم الأمور فى إجابة دائمة .

 

        و من المستغرب له أن الناس يكرهونه من أعماق نفوسهم ،  و يمقتونه من صميم قلوبهم ،  و يرون فيه السخافة مركزة ،  فإن لقوه فترحيب و تهليل ،  و إعظام و ملق ،  يتسابقون فى بسط السنتهم فه بالسوء غائبا ،  و يطنبون فى مدحه حاضرا ،  فهو معذور إذ يشعر أن الناس مجمعون على حبه .  فهو فى هذا ينتفع بإعظامهم و إجلالهم ،  و لا يضره كرههم الذى لا يعدو قلوبهم ، فكرههم لأنفسهم ،  و إعظامهم له ،  و ماذا يضره كره محتقن و خير منه حب مصطنع ؟  و ماذا أيضا يضيره سب صادق فى إسرار ، و خير منه مدح كاذب فى إعلان ..!!

 

          فهل ترى أن هذا الانسان بمقاييس النجاج ناجحا ؟  فإن كان النجاح بقضاء المصالح و الأغراض و الحصول على المال فحسب ، لكان السارق الذى يجيد السرقة و يفلت من العقوبة ناجحا ،   و كان من يتاجر بشرفه و عرضه ناجحا ،  فهذا الانسان من هذا النوع الخاص ، فإن قسته بمقياس أخلاقى لم تجده شيئا ،  إن قسته بمقياس الفضيلة الباتة الحاسمة لم تجده  فاضلا ،  و إن قسته بمقياس السعادة  لم تجدة سعيدا ، إنه يتمتع و يأكل كما تأكل الأنعام ، فإن كان الحمار أو الخنزير سعيدا فهذا سعيد ،   و أين منه لذة ذى الضمير الحى ؟  ينعم بموافق الشرف و النبل ، ويلذهما لذة لا يعدلها ما ذكرنا من مال و جاه ؟  فالرجل الفاضل تراه سعيدا فى آلامه ،  لأنها آلام لذيذة خصبة ،  تجدها كالنار تنضح النفس ولا تحرقها ،  أما لذة هذا الانسان ذى النوع الخاص قسم فى دسم ، و نار تحرق ولا تنضج ،  و بعد قليل من حياته يفقد حتى لذة المال و الجاه ،  و تصبح لذتهما كلذة من يتناول الحلوى صباح مساء تتهوع نفسه و تنقبض شهيته ، فإن اللذة الباقية الدائمه هى لذة الروح لا الجسد ،  و من العجيب فى أمر الروح أن لذتها لذة صافية , ألمها  ألم مشوب بلذة . ثم لذة هذا الانسان إن صح ان نسميه انسان ،  لذه مشروطة بشروط ، من بينها انه يعتقد أن لذته مرتبطة ببقاء صاحبة فى الوزارة ، وحميمه فى منصبه ،  و حتى نجاح هذا الشخص فى أمة عنوان فشلها و سوء تقديرها ، وضعف الرأى العام فيها ،  فهو مثل سيئ يشجع البذور السيئة على النماء و البذور الصالحة على الخفاء .

 

يارب

إذا أعطيتنى مـــالا لا تـأخذ سعادتـــــى

وإذا  أعطيتنى قــوة         لا تــأخذ عقلـــــى

وإذا أعطيتنى نجاحـا          لا تــأخذ تواضعــــى

وإذا أعطيتنى تواضعا   لا تأخذ إعتزازى بكرامتـى

 

 

مع تحيات : على جمال الدين ناصف

[email protected]

[email protected]

[email protected]

 

المصدر: على جمال الدين ناصف
alynassef

على جمال الدين ناصف - بورسعيد

  • Currently 134/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2010 بواسطة alynassef

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,074