نتوجه نحن أبناء مصر بنداء عاجل للسيد عصام شرف رئيس مجلس الوزارء لمحاسبة المقصرين في جهاز الشرطة والذين تهاونوا في حق أمن مصر منذ اندلاع ثورة يناير والتي راح ضحيتها خيرة شبابها ، حتى أحداث الفتنة الطائفية التي شهدها حي امبابة والتي أطلق عليها البعض "حرب امبابة" التي كادت أن تنتهي بحرب أهلية بين كل من الفريق السلفي والقبطي مما أسفر عن إشعال نار الفتنة التي لحقت بالكنائس من جراء الفراغ الأمني الملاحظ للعيان ، فقد أخفقت الشرطة للمرة الثالثة في حق مصر ، فتارة عندما صوبت أسلحتها نحو صدور الشعب ، وتارة عندما تبخرت في غفوة عين ، وتارة عندما فشلت في إدارة أزمة الفتنة الطائفية ، وكما اعتادت الإلقاء بكامل المسئولية علي الجيش لتدارك الأمر ، الأمر الذي كشف علي الفور أن جهاز الشرطة قد أصابه فيروس يدعي (auto run )) وهو فيروس ينتشر بسرعة فائقة ليلحق الضرر بكامل الملفات المثبتة علي "الهارد ديسك" ومن ثم تعطيل مهامه المسئولة عن تشغيل الحاسوب ، مما يتسبب في "التهنيج المستمر" ويعيق التعامل مع أي مشكلة تظهر علي شاشة الشارع المصري ، الأمر الذي يتطلب علي الفور بأمر" فورمات للسوفت ويير" المحمل من قبل القرية الذكية ، وضرورة الحاجة لتحميل نسخة "ويندوز" أصلية والابتعاد عن النسخ الجاهزة مع مرعاة تحميل "أنتي فيروس" كجدار عازل للحيلولة دون وصول الفيروس لملفات الويندوز الجديد ، ويراعي تحديثه أولا بأول من رئاسة مجلس الوزراء .
ومن الملاحظ لنا أن جهاز الشرطة يعتقد أنه يعمل بعقد عمل محدد المدة و إن جاز التعبير فلماذا لم يخطرنا بأنه قد انتهت مدة العقد ، حتي يتسنى لنا سرعة تعبئة اللجان الشعبية من جديد والتي برعت في الحفاظ علي الأمن والممتلكات الخاصة والعامة بدروعها البشرية رغم عدم توافر الخبرات الأمنية لديهم مقارنة بالخبرات التي يكتسبها طالب الشرطة بأكاديمية مبارك للعلوم الشرطية .
وهناك سؤال يراودني طرحه علي مسامع الجميع بين الحين والآخر : أين ذهبت عين مصر الساهرة التي اعتدنا سماع أخبارها في صباح كل يوم بوسائل الإعلام المختلفة نحو الإنجازات العملاقة التي حققتها الشرطة في الحفاظ علي الأمن والامان ، والتأكيد دوماً بأن "الأمن مستتب" أليست مصر يا رجال الشرطة التي كنتم تحمونها من مثيري الشغب والمسجلين الخطرين علي الأمن العام هي مصر ما بعد الثورة ، أليست مصر التي حلفتم يمينكم لحظة تخرجكم علي الحفاظ علي الوطن وسلامة أراضيه ، هي مصر التي تنهب ويروع أطفالها ونسائها وشيوخها من قبل المروعين ومثيري الذعر حتي الآن ، وان غفر لكم التاريخ تحالف البعض منكم مع الشيطان بعد تحرره من قيوده الحديدية مما أثار الهلع في قلوب الأمهات والأطفال لحظة هتك عرضهم ونهب أموالهم من الأيدي الخفية للمارد المقيد الآن بسلاسل مصنوعة من دماء الشهداء وغسيل الأموال ، فلم تغفر لكم دموع الأطفال والأمهات ودماء الشهداء التي روت الأرض التي أصابها البوار ، فالأمر اصبح في غاية التعقيد واكثر بكثير من تغيير شعارات وتوجيه إستمالات دعائية من إدارة العلاقات العامة والإعلام بعد إفاقتها مؤخراً من غرفة الإنعاش في محاولة منها لتحسين صورتها الذهنية التي تدهورت وترهلت علي مدار العقود الثلاثة الماضية ، فلم تتحسن الصورة الذهنية بمجرد حملة دعائية علي غرار حملة الضرائب الشهيرة ، ولن تتحسن الصورة الكاملة إلا إذا عادت مصر بلدا للأمن والامان ، وتبدلت دموع الأطفال بضحكات مصدرها عودة الابتسامة علي وجه أمهاتهم من جراء الشعور بالطمأنينة لعودة الأمن والامان . اسلمي يا مصر .
علي فرجاني
ساحة النقاش