يقول الله تعالى في سورة يس: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ) (يّـس32،34)
أقر الله سبحانه في هذه الآية انه هو الذي يحي الأرض وهو الذي يخرج الحب ويجعل الجنات ويفجّر الأنهار. فهو المزارع الحقيقي على الإطلاق والإنسان مجرد وسيلة. فالله سبحانه نسب الثمر إليه فقال "من ثمره"، إذن فهو المالك الحقيقي وفي الآن نفسه أكد على حقيقة أخرى وهي دور الإنسان وأهمية جده واجتهاده فقال : وما عملته أيديهم".
إذن فهذه المعادلة هي التي تقوم عليها فلسفة النظام الزراعي وأبياته : الله هو المزارع الحقيقي والإنسان عليه أن يتعاطى كل الأسباب بجده وجهده وعقله لإنجاح هذه العملية. فلله الأمر من قبل ومن بعد. وهذا ما يقره حتى غير المسلمين والباحثون في العلوم الزراعية، فيقولون إن القطاع الزراعي جد مرتبط بالكوارث المناخية والظواهر الطبيعية. ونحن نقول مرتبط بالقدرة الإلهية، ويؤكد الله سبحانه هذا المعنى في العديد من الآيات، في نبرة من التحدي، لترسيخ هذا المفهوم في نفوس العباد.
- ( أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُون أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ {65} إِنَّا لَمُغْرَمُونَ {66} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُون)َ (الواقعة 67-69)
- (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (النمل:60)
والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأي آلاء ربكما تكذبان" (الرحمان 11-12 ).
2- النشاط الزراعي تميل إليه نفوس الناس: يقول تعالى في سورة آل عمران:"زين للناس حب الشهوات من النساء، والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث." ( الآية 14)
فالنشاط الزراعي تميل إليه النفس البشرية بحكم الفطرة التي فطرت عليها. لذا فإن من أقدم الأنشطة الاقتصادية في تاريخ البشرية هي الزراعة وتربية الماشية.
3- الماء هو الركيزة الأساسية لأي نظام زراعي:
فعملية إحياء الأراضي واستصلاحها ترتبط بتوفر عنصر الماء أو عدمه.
- وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا {14} لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا {15} (النبأ 15-16).
- وأنزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد. والنخل باسقات لها طلع نضيد". ق 9-10.
- "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الأنبياء 30.
وفي هذا المجال مظاهر إعجازية هامة ذكرها العديد من العلماء واطالوا شرحها وأطلقوا عليها اسم الظاهرة المائية وعملية الإحياء.
4- التنوع في المحاصيل النباتية
يقول تعالى في سورة المؤمنون" الآية 18-21 (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ َإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون18، 22)
ويقول تعالى في سورة النحل: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل).
لقد بينت هذه الآيات ان النظام الزراعي في القرآن مبني على تنوع المحاصيل والمنتجات النباتية. ومن الأصناف التي ركزت عليها هذه الآيات: الزرع والزيتون والنخيل والأعناب. فهذه الأنواع تمثل مختلف الطبقات النباتية: العشبية، والجنبية والشجرية. وتواجد هذه الطبقات في النظام الزراعي يمكن من التوازن الايكولوجي في هذه النظام البيئي.
المصدر: منتدى النيل » مقالات عامة
الزراعة في القرآن والسنة
نشرت فى 8 مايو 2014
بواسطة alyelgamal2002
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,059