تحضيراً لأسبوع الأصم العربي الـ 37 ...تعزيـز فـرص العمل الحر وتكوين التعاونيات
مجتمع
الأثنين 12-3-2012
لقاء - علاء الدين محمد
يعد أسبوع الأصم العربي أسبوعاً حقوقياً مكثفاً وتظاهرة إعلامية شاملة للتعريف بالصم والوقاية منه.
وكذلك التعريف بالأصم وقدراته ووسائل رعايته وتربيته وتأهيله وقنوات تواصله اللغوي النطقي والاشاري بين أقرانه ومع المجتمع وتوجيه وسائل الإعلام لتسليط الضوء وشرح حقوقه الأساسية الصحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتأهيلية.
يأتي أسبوع الأصم السابع والثلاثون في السنة الدولية للتعاونيات 2012 التي انطلقت في العالم تحت شعار (المؤسسات التعاونية تسهم في بناء عالم أفضل) من أجل تسليط الضوء على عمل التعاونيات وأهمية دورها في تمكين النساء والشباب والأشخاص ذوي الاعاقة وكبار السن ويسبب ارتكازها على مبادئ وقيم العون الذاتي والمسؤولية الاجتماعية والمساواة الأمر الذي يعزز فرص الاندماج الاجتماعي وتلاحم ورفاه المجتمع حيث تقام الفعاليات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.
حول هذا الموضوع كانت لنا وقفة مع أمين سر الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم الدكتور غسان شحرور.
التعاونيات وأهميتها
حيث أوضح أن المقصود بالتعاونيات هي عبارة عن مؤسسات اقتصادية يملكها أعضاؤها وتعمل على تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لذوي الإعاقة ولمجتمعاتهم المحلية يديرونها ويراقبونها بشكل جماعي وفق نظام معتمد وهي تنتشر في مجتمعاتنا على نطاق ضيق منذ عدة عقود نذكر منها التعاونيات الزراعية والصناعية والاستهلاكية والسكنية وغيرها وهي تقدم فرص عمل كريمة للعاملين من جهة وتقدم السلع والخدمات التجارية بأسعار مدروسة للمجتمعات المحلية والمجتمع بشكل عام الأمر الذي يزيد من أهميتها والحاجة إليها يوماً بعد يوم وخاصة مع انتشار ثقافة الاستهلاك والاستغلال والاثراء السريع الذي لا يعرف فيه البعض إلا الربح والربح فقط.
تشكل التعاونيات هذه فرصة أمام الحكومات والقطاعين الأهلي والخاص ووسائل الإعلام لمراجعة الإنجازات والتحديات والاستفادة من التجارب الوطنية والإقليمية والعالمية الأمر الذي يؤدي إلى التوسع في إنشاء التعاونيات وتعزيز عملها ولاسيما تلك التي تمكن المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة والتي تضع على رأس أولوياتها تحقيق الجدوى الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية وتجعل منهما جناحيها القويين اللذين يحلقان بها إلى مجتمع المساواة والتنمية المستدامة.
دراسة وتقييم الواقع
وعن أسبوع الأصم العربي لهذا العام أشار د. شحرور إلى أن هناك حاجة ماسة لدراسة واقع التعاونيات وأنواعها على امتداد وطننا العربي ولاسيما تلك التي يسهم الأشخاص الصم وجمعياتهم في إنشائها وإدارتها وتسويق منتجاتها وتقويم عملها من أجل تحقيق أهداف تمكنهم من حقوقهم في حياة كريمة جنباً إلى جنب مع أبناء مجتمعاتهم وأضاف لابد أيضاً من مراجعة وتحديث تشريعاتنا الوطنية والاستفادة من مواد الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة أنها وضعت آلية تنفيذ ورصد ومتابعة على الصعيدين الوطني والدولي وتؤكد مشاركة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة ومنها منظمات الأشخاص الصم في آليات رصد تنفيذها من أجل تعزيز حقوقهم وحمايتهم وحفظ كرامتهم.
ودعا د. غسان شحرور بمناسبة هذا الأسبوع إلى تعزيز الدراسات حول واقع العمل بين الأشخاص الصم ولاسيما على مستوى المراكز المتخصصة الحكومية والأهلية والخاصة، ودعم برامج التأهيل المجتمعي الذي يكفل مشاركة قوية للأشخاص الصم في اتخاذ القرارات الإنمائية في مجتمعاتهم المحلية كما ندعو إلى الاستفادة من توصيات مؤتمرات وندوات الاتحادالعربي للهيئات العاملة مع الصم التي طرحت أكثر من مرة هذه الجوانب المهمة في وطننا العربي، وأضاف نأمل أن يشكل هذا الأسبوع مناسبة للاحتفال في الوطن العربي بانجازات الأشخاص الصم ونجاحاتهم، ومناسبة لتكريمهم وتعزيز دورهم، وعرض التحديات والصعوبات التي تواجههم وسبل التغلب عليها، ومناسبة أيضاً لعرض الجهود والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينهم والنهوض بواقعهم نحو الأفضل.
الحق في العمل الملائم
وأكد د. شحرور أنه لا يمكن تجاهل هذا الحق في كل برنامج عمل شامل ومتكامل يسعى إلى تمكين الأشخاص الصم من المشاركة بفعالية في مجتمعاتهم المحلية، فالعمل يعني الكرامة لكل إنسان والمكانة الاجتماعية وهو مكون مركزي في بناء صحتنا الجسمية والنفسية، ونظراً لأهمية حق الأشخاص الصم في العمل ينبغي دائماً التأكيد على ضمان ظروف عمل عادلة وملائمة، على قدوم المساواة مع الأخرين، لذلك سعى الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم شأنه في ذلك شأن العديد من جمعيات الصم إلى التشديد على هذا الحق، وجعله على قائمة أبرز الأولويات من خلال مطالبته التي لم تنقطع ببناء بيئة ممكنة للأشخاص الصم بكل جوانبها التشريعية والتأهيلية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وأضاف لقد بدأ تسليط الضوء على هذه الجوانب منذ الأسبوع العربي الأول للأشخاص الصم الذي أطلقه الاتحاد في عام 1976- وكذلك الأسبوع السادس عام 1981الذي ركز على التأهيل المهني للصم، والأسبوع الثامن عام 1983 الذي رفع شــعار دور الرعايـــة والتربية والتأهيــل والتشغيل في دمج الأصم في المجتمع والأسبوع السادس عشر عام 1991 عن مشاركة الأصم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأسبوع الحادي والعشرين عام 1996 وشعاره نحو التسيير الذاتي للصم العرب والأسبوع الخامس والعشرين عام 2000 الذي نادى بتأمين فرص عمل للصم أما أسبوع الأصم الثامن والعشرين في 2003 فقط سلط الضوء على أهمية توافر فرص عمل لائقة للصم من خلال إيجاد مشاريع صغيرة في مجتمعاتهم المحلية وكذلك هو الحال في العديد من الأسابيع الأخرى.
البريد الإلكتروني - الدكتور غسان شحرور
ساحة النقاش