موقع الشيخ / عبدالله بن فهد الواكد

خطب جمعة - دروس - محاضرات - مقالات - شعر - قصص وروايات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه خطبة جمعة عن محطات البلاء

البلي ستيشن ( البلاء ستيشن )

والألعاب الالكترونية الأخرى

التي دمرت عقول أبنائنا وأنبتت فيها الغباء
وأنشأت لنا سلوكيات مدمرة


اللهم احفظ أبناء المسلمين
خطبة مكتوبة
وخطبة صوتية ( الرابط في الأسفل )
أخوكم عبدالله فهد الواكد



الخطبة الأولى

عباد الله، إنّ الإسلام يسمو بالأمة إلى أرقى المدارج ، وأسمى الدرجات ، يحفّزالأمة لتدرك هذا الرقيّ عن طريق الخلُق الفاضل بانتهاج سبيل المحبة والمودّة وحسن السلوك والمعاملة، والخير الأصيل لا يموت مهما زاحمه الشرّ، والطيّب لا يصير خبيثا مهما زاحمه الخبث، ( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )[إبراهيم:25].
أيها المسلمون ، إن للتوجيه الرشيد ، والتربية المتزنة في حياة الناس أثرًا عظيما ، ونتاجا جسيما ، فكم من العلماء والمربين ، والأطباء والمهندسين ، والناجحين المميزين ، الذين رقو في سلم المجد وانتفعت بهم الأمة ، ولم يكن ذلك كله ، إلا بسبب التربية السليمة ، وكم من أرباب القضايا ، وأصحاب الرزايا ، التي رزأت بالأمة ، وأنهكت المجتمع ، بسبب سوء التربية ، وسوء الراعي ، وتضييعه لهذه الأمانة العظيمة ، فشتان بين من يرعى التربية حق رعايتها ، فيقتطع من وقته جزءا غير يسير ، في سبيل رعاية أبنائه وتربيتهم ، وتوجيههم وإرشادهم ، وبين من جعل التربية ، مشروع تسمين وتخزين ، يغذي أولاده ويمنعهم من الخروج ، يوفر لهم الطعام والشراب ، ويوفر لهم أي شيء يلهيهم به ، ضانا بفعله هذا ، أن هذه الوسائل التي وفرها لهم ، هي خير لهم من الشارع ومن الرفقاء ومن مخالطة الناس ، إن هذا التصور غير صحيح في مجمله ، لأن الوسائل التي يتم توفيرها للأبناء ، دون دراسة لجدواها في المنفعة ، وتقدير لإيجابياتها في التربية السليمة ، لا تقل خطورة عمن يعرض ذريته للهوام والسباع ، أيفعل ذلك عاقل ؟ أيخرج أحدنا بأولاده إلى مكان لا يعلم مأمنته ؟ وإنه يا عباد الله ، ما خرج على الناس أمر مستحدث ، ولا تقنية ولا وسيلة جديدة ، إلا وفي طياتها الخير والشر ، ولكن المسلم الحصيف ، يأخذ من الشيء أحسنه ، ومن الصيد أسمنه ، أما أن يكون أحدنا حاطب ليل ، ما وجد في الأسواق جاء به ، فهذا الذي تضيع به السلوك ، وتتحطم به القيم والأخلاق والفضيلة ، أتدرون أيها الناس ، أن هذه الألعاب التي اكتضت بها المحلات ، إنما هي أدوات لقتل الإبداع والإبتكار عند أطفالنا ، وليت الأمر ينتهي عند هذه الألعاب ، لكن المصيبة فيما تحتويه بعض هذه الألعاب ، وما تتضمنه بعض هذه البرامج ،
أيها الإخوة المسلمون : إن أفلام الكرتون وألعاب القيم بوي والبلي ستيشن ، أو قل البلاء ستيشن ، والتي يندر أن تجد بيتا قد خلى منها ، لهي البلاء والشر والمصيبه ، فهي تضييع لأوقات أبنائنا ، وإفساد لسلوكهم ، وإتلاف لأعينهم ، هذه الألعاب ، ألعاب البلاء ستيشن ، هل اطلع أحدكم على ما يعرض فيها ومن خلالها ، ليعرف حجم المصيبة ، ليعرف ما يشاهده هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشباب فيها ، أتاني أحد الشباب قبل فترة ، شاب أصابته غيرة شديدة ، على دينه وعلى أمته ، وقد صور بجواله بعض الأدوار والمراحل التي تتم من خلال لعبة في البلاء ستيشن ، ليطلع عليها أهل الشأن ، شيء تشمئز منه النفوس الشريفة ، وتنفر منه الفطر السوية ، شاب يطارد امرأة بالسيارة ، ثم يحول بينه وبينها شباب آخرون ، ثم تنشب عراكات وصراعات بينهم ، وبعد أن يتغلب عليهم ، يأخذ هذه المرآة شبه العارية يأخذها بسيارته بعيدا ، فيجردها من ملابسها ، ويفعل بها الفاحشة داخل السيارة ، نعوذ بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هذه اللعبة الساقطة ، التي تعلم النشأ الفساد ، وتدربهم على سبل الرذيلة ، أين المسئولون عنها ، بل كيف يرضى من يبيعها ، ويبيع أفلامها وأشرطتها ، أن ينشر هذا الوباء في مجتمعاتنا ، دون حسيب ولا رقيب ، هل علمنا بها كآباء ، أم لم نعلم بها ،
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
، مثل هذه الألعاب ينبغي أن تمنع من أسواقنا ، وهذه لعبة أخرى رجل يسرق سيارات الناس ، فيضرب هذا ويقتل ذاك ، والشرطة تطارده ، ويضرب كل من قرب إليه ، ساعة بسوط ، وأخرى بسكين ، وثالثة ببندقية ، فماذا كانت النتائج في واقعنا ، الإستهتار والجرأة ، وعدم احترام الآخرين ، واستخدام السكاكين وغيرها ، عند أدنى مشاجرة ، وكثرة القتل ، والتساهل بالأرواح والدماء ، من أين تعلموا هذا ، أليس من هذه الوسائل القبيحة ، ومن هذه الألعاب المدمرة ، ومن هذه الألعاب لعبة درايفر أو السائق ، الذي يقود السيارة بسرعة جنونية ، ويتجاوز الإشارات ، ويصطدم بهذا ، ويتخطى ذاك ، هذه هي ألعاب البلاء ستيشن ، والقيم بوي ، تحطيم للفضيلة ، وتفتيت للسلوك ، وخرق للقيم ، وتهوين لأمر النظام الذي ينظم حياة الناس ، وها أنتم ترون كيف يمارس الشباب هذه السلوكيات في الشوارع وفي الطرقات وعند الإشارات ، يقودون سياراتهم بين الناس ، وكأنهم يقودونها في مضمار الكتروني ، فكانت الفواجع والمصائب ، ، والحوادث التي هلك الشباب في حطامها ، وما يخفى أعظم ، ففي بعضها خلخلة للتوحيد ، وزعزعة للإستقرار العقائدي ، وغرس للعقائد والأفكار الدخيلة ، المصادمة لأصول الإعتقاد وثوابت الدين والشريعة ، كل ذلك بسبب ترك أمور التربية ، لهذه الوسائل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكل مسئول عن رعيته ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ) ولذلك أيها الأحبة المسلمون ، فإن مخالطة الناس ، ومصاحبة الرفقة الصالحة ، وخروج الشاب للشارع ومخالطته للمجتمع ، شيء مطلوب إذا كان تحت رعاية وتوجيه ومتابعة ، فهو خير من هذه الوسائل الهدامة ، التي صنعت وصممت فيها البرامج والألعاب ، لهدم الفضائل فينا ، وما ظنكم بعدو نملكه أمرنا ، ونقول له اصنع لنا ما شئت من الألعاب ونحن سوق رائجة لك ، وعملاء صامتون ، مغلوب على أمرهم ، لذا فإن تضييع القيم والأخلاق ، وتمييع الفضيلة ، تحت هذه التساهلات ، لهو من غش الراعي للرعية ، ودور الأم والأب في الغالب ، هو التقليل من شأن الخطر المحدق ، فنحن والله من هذا المنبر ، نطالبكم جميعا أيها الناس ، نطالب أصحاب المحلات والباعة ، أن يتقوا الله في أبناء المسلمين ، ونطالب الشباب أنفسهم ، بصرف هذه الأوقات الثمينة ، على حفظ كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلب العلم ، ونطالب الآولياء ، بالإطلاع على هذه الوسائل ، والتأكد من صلاحيتها ، ورؤية ما يعرض فيها ، والحيلولة دون استخدامها من قبل إبنائنا وبناتنا ، طالما أن الغالب فيها الشر ، فأبناؤنا هم أمل المستقبل ، فحري بنا أن ننشؤهم تنشئة صالحة ، حري بنا أن نعلمهم القرآن ، ونجعل منهم حفظة لكتاب الله ، وخدما لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نعلمهم العلوم النافعة ، ونوفر لهم الوسائل الطيبة ، وإلا أصبحوا مع هذه الوسائل عبئا ثقيلا على أكتاف المجتمع ، وواجب الراعي ، وولي الأمر ، تجنيبهم سبل الضياع والهلاك ، قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .


الخطبة الثانية

عباد الله :
ثمرة الحياة وزينتها ، هذه الذرية ، قال تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) (الكهف:46)
إن صلحت هذه الذرية كانت لنا عزا وذخرا وبرا ورحمة ، وإن كانت غير ذلك ، أصبحت مصدر شقاء وهم وبلاء وفتنة ، كما شهد الواقع بذلك ، والصلاح تبذل له الأسباب ، والتوفيق عند ذي العزة والجبروت ، والغالب في الوسائل الترفيهية ، عدم الفائدة ، هذا أقل ما فيها ، ولكن الشر ، غالب فيها ، فينبغي لنا ياعباد الله ، أن نستبدل هذه الوسائل ، بوسائل تعليم القرآن وتحفيظ الكتاب والسنة ، ففي الأسواق ولله الحمد كثير من هذه الوسائل النافعة ، وغيرها مما هو غالب نفعه ، ولنتق الله في هؤلاء الذرية الضعيفة ، لأنهم لا يعلمون ضرر ما جلبناه لهم ، إلا حينما يخرجون لأرض الواقع ، ويمارسون هذه السلوكيات المدمرة ، التي اكتسبوها أو أرادوا تقليدها ومحاكاتها ، فتكون المشاكل والمصائب ، نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من كل سوء ، وأن يرحمنا برحمته ، اللهم انلنا بفضلك ومنك شفاعة من أمرتنا بالصلاة والسلام عليه ، نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث قلت سبحانك (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صل وسلم .. اللهم احشرنا في زمرته ، وأوردنا حوضه ، وأسقنا من يده الشريفة مشربا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا

خطبة جمعة صوتية بعنوان
( محطات البلاء - البلاء ستيشن )
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
للإستماع
www.shmmr.net/alwakid/wakid_kh/wakid_kh_10.ram


للتحميل
www.shmmr.net/alwakid/wakid_kh/wakid_kh_10.mp3
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 338 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2011 بواسطة alwakid

ساحة النقاش

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عبدالله بن فهد الواكد

alwakid
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل - المملكة العربية السعودية »

عدد زيارات الموقع

65,215