عندما يصاب الجسم أو النفس بمرض فإن ما نفعله عادة هو التوجه إلى الطبيب، أو على أقل تقدير هذا ما يفعله إنسان اليوم. إلا أن الحيوانات والنباتات لا يجري عليها نفس الشيء بنفس الكثرة ".
" وليس الغرض من كلامي هذا هو التقليل من أهمية دور الأطباء ولا من كثرة الأدوية التي يوصي بها كدد كبيرمن الأطباء لمرضاهم.
-
أعتقد إن الدور والتأثير الذي تؤثر به الروح لعلاج الجسم لم يعد شيئا يدعو إلى التعجب في آخر هذا القرن العشرين حيث تعددت العلاجات النفسية بالنسبة لعدد كبير من أمراض الجسم. وأظن أنه لا زال هناك عمل كبير ينبغي أن ينجز في هذا المضمار وهو أنه كثيرا ما يزال أطباؤنا يعبترون المريض كجسم فقط حيث لا تلعب الروح إلا دورا منفعلا... ".
- <!--<!--
فمن منا لم يجرب في نفسه ذهاب الألم في نقطة معينة من الجسم بمجرد تركيز الفكر بواسطة التفكير حول هذه النقطة من الجسم ولا زلنا نجهل الكثير من قدرة الروح وتأثيرها في سير وظائف الجسم:
<!--إن اللا شعور هو الذي يتكفل بالوظائف الانباثية الرئيسية مثل التنفس والهضم. ولكن هذا لا يعني بأنه لا فائدة
في فتح تجاوب بين الوعي أو الشعور وبين هذه الوظائف اللاشعورية للجسم وذلك من أجل التوازن الجسماني ولكى يحس الوعي بقيام هذه العمليات اللاشعورية، الشيء الذي يمكنه من الانتباه قبل وقوع المرضى إلى اضطراب هذه الوظائف اللاشعورية كما يمكن الشعور أو الوعي من أن ينجح بكيفية أسهل عن طريق التفكير في معرفة مساهمته لإرجاع التوازن إلى عملية لاشعورية أصابها اضطراب، ولقد أوصى حكماء الهند بالنصيحة الآتية: " أحسوا بتنفسكم وانتبهوا إلى أهميته وحاولوا التأثير عليه بواسطة الذات الواعية... "
-
أخذ يتضح في أذهان الاختصاصيين في علم الفيزياء وعلم النفس وعلم الحياة أي البيولوجيا وبعض الفلاسفة أن الفارق الكثيف الواسع الذي كان يفصل سابقا بين المادة والروح والمعنى والمبنى أخذ يتضاءل ويضمحل تدريجيا ولذلك ضاقت الفجوة المفتعلة التي كانت تفرق بين الجسم والنفس وتبادل التأثير بينهما خصوصأ في ميدان الطب وقاية وعلاجا على أساس اضمحلال المادة من الجزئيات إلى الذرات ثم إلى الإلكترونات ومنها إلى مفهوم الطاقة الذي لا يبقى بعده إلا المعاني في التصورات المجردة أو المعادلات الرياضية. وتصبح المادة هنا ليست سوى مجموع علاقات أو نسب تترجم للذهن حركات وطاقات كهربائية مغناطيسية تتفاعل مع بعضها بعضا .
-
فإذا تصورنا مجموعة خلايا الجسم ومكوناتها مركبة من مواد كيميائية وحركات فيزيائية أقصى حدودها في الصغر هي الجزئيات الالكترومغناطيسية ثم الحركة المحضه الخالصة يسهل علينا تطور التشابه بين وظائف الذهن ووظائف هذه المادة الجسمانية اللامتناهية في الصغر وتبادل التأثير بين الذهن والجسم، أي الفكر والمادة، خصوصا في ميدان الطب قصد المحافظة على التوازن الجسماني والنفساني والانسجام داخل الجسم في وظائفه وداخل النفس في وظائفها من جهة كل على حدة وبين الجسم والنفس كوحدة الشخصية الإنسانية من جهة أخرى.
- <!--<!-- <!--
إن ما يسمى بالمدنية اليوم أخذ يتميز بكلمة تلوث البيئة ومنها جسم الإنسان وتلوث النفس، منها قلب الحقائق وتزوير المعرفة والإرهاب الفكري الأديولوجي وعرض صورة الإنسان كحيران.
وطبعا، لا ينتظر أحد تبول العلاج الروحي ورؤية فائدته في هذا الجو العكر و" على قلوب أقفالها "
إن الطب الحديث لا زال يبحث عن صورة الإنسان التي تتلخص في عوامل نفسية حتى لا يتلفظ بكلمة روح بل وبكلمة نفس، و حصرها في عوامل جسمانية هي وظائف الأعضاء من الناحية الفيزيولوجية
- <!--<!-- <!--
وحدة الإنسان ومقوماته:
الإنسان وحدة متناسقة كل جزء منها مسئول عن أعماله كالنوايا الحسنة أو السيئة وكالاعتدال في التغذية وطهارة الجوارح من الخبائث والذنوب والمعاصي والمرض الكبير المجهول أو المنسي على أقل تقدير وهو الجهل الباعث على ظلم النفس وظلم الغير والمعرض لكئير من الأمراض الجسمية والعقلية والنفسية.
أما وحدة الإنسان وصورته في التراث الإسلامي فإنها شمولية تامة تتميز عن غيرها بلم وجمع شتات إنسان الذي تبعثرت مقوماته في الحضارة المادية
<!--<!-- <!--إن الطب الحديث رغم مجهوداته المتواصلة يصرح بعجزه عن حل مشكلة الإنسان وخصوصا العلاقة بين النفس والجسم والروح، ويترك العقل في حيرته وارتباكه في ميدان المعرفة، فكيف يمكن للطبيب أن يطمئن إلى عمله وهو حيران في تصوراته؟.
ساحة النقاش