<!--<!-- <!--
يهدينا الله عز و جل في القرآن الكريم الى كيفية التعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه)، حيث أنه يمكن تلخيص هذا الأمر في الخطوتين التاليتين:
الخطوة الأولى: يمكن استنتاج الخطوة الأولى من آية 36 في سورة فصلت:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
حيث يعلمنا الله عز و جل أنه عندما تأتي للإنسان أفكار من قرينه فعليه أن يستعيذ بالله عز و جل من الشيطان الرجيم. و معنى ذلك هو أن يتذكر الإنسان عندما يستعيذ بالله أن مصدر هذه الفكرة التي أتته هو قرين الإنسان (شيطانه) و ليس نفسه، و بالتالي لا يلوم نفسه على سماع هذه الفكرة و أن الله عز و جل لن يحاسبه عليها. و لكن سيحاسب الله الإنسان فيما إذا صدقها و عمل بها أم لا.
الخطوة الثانية: يجب على الإنسان بعد الاستعاذة تطبيق الخطوة التالية و التي يمكن تعلمها من سورة البقرة (آية 168):
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
يعظنا الله عز و جل في هذه الآية الكريمة أن لا يتبع الإنسان خطوات الشيطان، و معنى هذا هو أن لا يوافق الإنسان قرينه على الأفكار التي يسمعها له في عقله و أن لا ينفذها. و هذه التوجيهات من الله عز و جل نجدها في هدى محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف التالي:
حدّثنا يحيى بنُ بُكَيرٍ حدَّثنا الليثُ عن عُقَيلٍ عن ابنِ شهابٍ قال: أخبرني عروة بنُ الزُّبَيرِ قال أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا ؟ من خَلقَ كذا ؟ حتى يقول: من خَلقَ ربَّك ؟ فإذا بلَغَهُ فَليَسْتعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ». (صحيح البخاري)
و بالتالي يمكن الاستنتاج أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه) هي تذكر الله عز و جل و تذكر أن مصدر الأفكار التي تحتوي على السوء، الفحشاء، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان هو الشيطان و ليس نفس الإنسان. و من ثم يجب على الإنسان أن لا يفكر في هذه الأفكار و أن لا يدخل في حلقة شرسة من نفيها و التفكير فيها. و يجب على الإنسان أن يفكر في الأمور التي يريد هو أن يفكر فيها و أن لا تهمه وساوس و أفكار الشيطان.
ساحة النقاش