موقع الواحة للعلاج الطبيعي:متى أمكن التداوي بالغذاء والحمية لا يعدل عنه إلى الدواء

متى أمكن التداوي بالغذاء والحمية لا يعدل عنه إلى الدواء

 

لمحة تارخية عن التداوى بالرقى

ليعلم جميع الأخوة والأخوات من المسلمين والمسلمات أن الرقية ليست شيء حديثا جاء بمجيء الاسلام و انما هي شيء موجود من قبل مجيء الاسـلام وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى هذه الأمة.


ولذلك لما دخل الناس في دين الله أفواجا بمبعثه عليـه الصلاة والسلام قال بعض الصحابة والصحابيات يا رسول الله انا كنا نسـترقي قبلالاسلام فـهلا رخصت لنا؟ فأجابهم بأن يعرضوا عليه رقاهم فرخص لهم الرقي ما لم يكن فيـها شرك. هـذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد كانت الرقى معروفة قبل الاسلام، في عهد أبي الأنبياء والرسل خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام، وكذلك عند اليهود و النصارى بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عندما أراد أن يرقي الحسن والحسين رضي الله عنهما أرقيكما بما رقى ابراهيم بنيـه (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومـن كل عين لامة).


والعرب أيضا كانت تعرف الرقي فهذا ضمادا يسرد علينا قصة اسلامه فقد روي الامام مسلم في صحيحه عن سعيد بن جبـير عن ابن عباس أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنؤة وكان يرقي من هذه الريح،فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: أن محمدا مجنون. فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي . قال : فلقيه ، فقال يا محمـد اني أرقي من هذه الريح ، وأن الله يشفي علي يدي من شاء ! فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه : ( أن الحمد لله ، نحمده ونستعينه، من يهده الله فـلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك لـه، وأشهد أن محمد ا عبـده ورسوله، أما بعد: قال فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء ، فأعادهـن عليه رسول الله ، صلى الله عليـه وسلم ، ثلاث مرات. قال فقال: لقد سمعت قول الكهنة : وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء !!! ولقد بلغن ناعوس البحر. قال فقال: هات يدك أبايعك على الاسلام. قال: فبايعه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعلى قومك، قال: وعلى قومي، قال: فبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سـرية فمروا بقومـه. قال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم أصبتم منهم مطهرة. فقال : ردوها! فان هؤلاء قوم ضماد. وأيضا ما رواه الامام مالك: (عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن ابا بكر الصديق
رضي الله عنه دخل على عائشة، وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكـر رضي الله عنه، أرقيها بكتاب الله، أي بالتوراة وهذا دليل جلي واضـح على أن لأهـل الكتاب رقى يرقون بها، ومن المعلوم لو لم يكن الأمر كذلك لمـا قـال أبو بكر لليهودية ذلك. والأدلة في ذلك كثيرة جدا.

وتعريفا للرقية نقول وبالله التوفيق :
هي العـوذة ، و التعويذ ، والمعوذتين بمعني الواقيتين، وهي الوقاية. وقال في اللسـان: والرقيـة العوذة والرقية هي التي يرقي الانسـان نفسـه أو غيـره، وفي مجملها الطلب من الله والتعوذ بالله من شر كـل ذي شر ويكـون ذلك اما بذات الله عز وجل أو بأسمائه الحسنى أو بصفاته العلى تبارك وتقـدس وتعالـى.


والرقية هي:


الألتجاء الى الله والاعتصام به و اللوذ بجنابه ليقينا من كل خوف ومن كل بلاء ومن كل داء، وكل ذلك طلبا للشفاء الذي لا يملكه أحد
سواه، وكون أن القران الكريم كلام الله وهو صفة مـن صفات الكمال الذي لا ينبغي أن يكون لأحد الا لله سبحانـه وتقـدس وتعالى، فهو كلامه الذي تكلم به ونحن أمة القرآن، لذا نقرأه ونرقـي به وهو القائل عز وجل (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنيـن ولا يزيد الظالمين الا خسارا) .

اذا من هذا المنطلق يمكن لأمة محمـد صلى الله عليه وسلم أن ترقي ويرقي لها طالما أن المستخدم في الرقية كلام الله، أو ماثبت من كـلام رسول الله صلى الله عليه وسلـم، من ادعية الاستشفاء. مثل قوله عليه الصلاة والسـلام
(اللهم رب النـاس أذهب البأس، أشف أنـت الشافي لا شفاء الا شفائك شفاء لا يغادر سقما)


وكون أن الانسان منا يرقي نفسه أو يرقيه غيره ليـس منافيا للتوكل بل هو من التوكل والأخذ بالأسباب، مادمنا نعتقد أن الله هو الشافي وهو المعافي وأن لا أحد من بشر أو حجر أو شجر أو جن أو ملائكة ، يملك الشفاء الا الله عز وجل، ولنعلم جميعا أن الشفاء لو كان يملكه أحد غيـر الله
لأصبح الناس رهينة عنده، ولأذل بعض الناس بعضا.و لكن الله حكيم عليم خبير بعباده.


لذا وجب على كل مسلم ومسلمة التوجه الى الله وعدم تعليـق قلوبهـم بغيـر الله سبحانه وتعالى، وليرقي كل انسان نفسـه وأهل بيتـه، والأم علـى نفسهـا وعلى أبنائها، فان الرقية الشرعية ليست حكرا على أحـد. وكمـا أسلفنا أنه يجب على الانسان المسلم الاعتماد على المولي عز وجل ويعلم أن ما أصابـه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. والشفـاء يقينـا بيد الله كما
قال عز وجل (واذا مرضت فهو يشفيـن) وقـول النبي صلى الله عليه وسلم "اذا أصاب الدواء الداء برء الانسان باذن الله" فبهذا يصيـر الشفاء بالله لا بالدواء.


نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يشفي مرضي المسلمين ، شـفاء عاجلا وبرء تاما غير آجل انه سميع مجيب.

المصدر: منتدى الحصن النفسي
alwa7a

وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحِمية، لم يُحاوَلْ دفعه بالأدوية

  • Currently 128/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
43 تصويتات / 454 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2010 بواسطة alwa7a

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

903,378