<!--<!--<!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:1; mso-generic-font-family:roman; mso-font-format:other; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:0 0 0 0 0 0;} @font-face {font-family:Calibri; panose-1:2 15 5 2 2 2 4 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:swiss; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-1610611985 1073750139 0 0 159 0;} @font-face {font-family:"Traditional Arabic"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;} @font-face {font-family:"AGA Arabesque"; panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:2; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;} @font-face {font-family:"Simplified Arabic"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:20.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-font-family:"Simplified Arabic"; color:black; mso-ansi-language:EN-US; mso-fareast-language:EN-US;} p.1, li.1, div.1 {mso-style-name:1; mso-style-unhide:no; mso-style-link:"1 Char"; margin-top:6.0pt; margin-right:0cm; margin-bottom:0cm; margin-left:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:center; line-height:90%; mso-pagination:none; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:20.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic"; color:red; mso-ansi-language:EN-US; mso-fareast-language:EN-US; mso-bidi-language:AR-EG; font-weight:bold;} p.2, li.2, div.2 {mso-style-name:2; mso-style-unhide:no; mso-style-link:"2 Char"; margin-top:6.0pt; margin-right:0cm; margin-bottom:0cm; margin-left:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; line-height:90%; mso-pagination:none; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:19.0pt; mso-bidi-font-size:18.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic"; color:black; mso-ansi-language:EN-US; mso-fareast-language:EN-US; mso-bidi-language:AR-EG; font-weight:bold;} span.1Char {mso-style-name:"1 Char"; mso-style-unhide:no; mso-style-locked:yes; mso-style-link:1; mso-ansi-font-size:20.0pt; mso-bidi-font-size:20.0pt; font-family:"Traditional Arabic"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic"; color:red; mso-ansi-language:EN-US; mso-fareast-language:EN-US; mso-bidi-language:AR-EG; font-weight:bold;} span.2Char {mso-style-name:"2 Char"; mso-style-unhide:no; mso-style-locked:yes; mso-style-link:2; mso-ansi-font-size:19.0pt; mso-bidi-font-size:18.0pt; font-family:"Traditional Arabic"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic"; color:black; mso-ansi-language:EN-US; mso-fareast-language:EN-US; mso-bidi-language:AR-EG; font-weight:bold;} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; font-size:10.0pt; mso-ansi-font-size:10.0pt; mso-bidi-font-size:10.0pt;} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} --><!--
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اتقاء العين وعلاجها
ويكون ذلك بأمور منها:
* المحافظة على الأدعية، والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء، فقد جاء النص فيها على أن من قالها يحفظه الله ويقيه، وهي كثيرة، ومن أمثلتها: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوذتان، ومثل قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ونحو ذلك.
والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك، وعدم الالتفات إليه، حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوَّذوا ويحرَّزوا بالأحراز والأدعية الشرعية، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي r كان يعوِّذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة»، ويقول:« إن أباكما – إبراهيم – كان يعوِّذ بهما إسماعيل وإسحاق».
* ومن اتقاء العين: أن لا تُظهر المحاسن عند مَن يُخشى منه ذلك، قال الحافظ البغوي في "شرح السنة": "روي أن عثمان بن عفَّان رأى صبيًّا مليحًا فقال: دسِّموا نونته، كي لا تصيبه العين". ومعنى دسموا: أي سوِّدوا نونته، وهي الثقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير.
* ومن اتقاء العين قبل وقوعها: أن يدعو المرء بالبركة إذا رأى ما يعجبه، وذلك بأن يقول: "بارك الله لك فيه" أو: "اللهم بارك عليه" ونحو ذلك. فإن من حكمة الباري وقَدَرِهِ أن الضرر يندفع حينئذ بإذنه تعالى، يدل على ذلك: قول النبي r: «علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة» [رواه الإمام مالك وابن ماجه].
وقال الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله:" قال بعض السلف: من أعجبه شيءٌ من حاله أو ماله أو ولده؛ فليَقُل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله".
قال ابن كثير: "وهذا مأخوذٌ من الآية الكريمة: }وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ{ [الكهف: 39]، وقد رُوي فيه حديثٌ مرفوعٌ أخرجه أبو يعلي الموصليُّ في مسنده".
قلت: فتأمل فيما نقله ابن كثير عن بعض السلف، وأن المرء إذا أعجبه شيءٌ من حال نفسه أو ماله أو ولده أن يقول ذلك، فكيف الظن إذا أعجبه حال غيره، أو مال وولد غيره، لا ريب أنه أولى وأجدر أن يذكر الله تعالى وأن يدعو بالبركة: ما شاء الله.. بارك الله.
والواجب على من ظن من نفسه أنه يصيب بالعين، أن يتقي الله ويتجنب ما يُفضي به إلى ذلك، بأن يكثر من ذكر الله، ويبارك للناس، وألا يحسدهم على ما آتاهم الله، فإن إذا حسدهم فكأنما يعترض على ربه، وذلك خسران مبين، علاوة على ما يكون في قلبه من الوحشة والكآبة والحزن.
* ومما تعالج به العين – بعد وقوعها – الرقية الشرعية: التي دلَّ عليها الشرع المطهَّر، مما جاء في الكتاب والسنة، مثل: الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين. وهكذا ما صحَّ عن النبي r، ومن ذلك رقية جبريل للنبي r، وهي قوله: «باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك»، ونحو ذلك مما هو مُبَيَّن في موضعه.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "ومَن جرَّب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة غليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربه».
ومن علاج العين: ما جاء بالنَّصُّ عليه فيما صحَّ عند مالك وابن ماجه وغيرهما عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: مرَّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف – يعني أباه – وهو يغتسل، فقال: لم أَرَ كاليوم، ولا جلدَ مُخْبأة – يريد بذلك نضارة جلده وصفاء بشرته كالفتاة العروس التي لم ترها العيون، ولم تبرز للشمس فتغيِّرها – قال: فما لبث أن لُبِطَ به – أي صرع وسقط على ألأرض – فأتي به النبي r، فقيل له: أدرك سهلاً صريعًا، قال: «تتهمون به؟». قالوا: عامر بن ربيعة، قال r: «علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فَلْيدع له بالبركة»، ثم دعا بماء، فأمر عامرًا أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه على المرفقين، وركبتيه، وداخلة إزاره، وأمر أن يُصبَّ عليه. قال الزهري: «وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه، وفي بعض الروايات: أنه قام ليس به بأس».
وفي الحديث بيان لعلاج العين، وذلك بأن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده، وخاصة مما يلي الوَرْك، ثم يُصَبُّ على المعيون من خلفه.
ولذا جاء عند مسلم قوله r: «وإذا استغسلتم فاغسلوا» والمعنى إذا طُلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك.
قال الحافظ أبو بكر بن العربي رحمه الله: "إن توقَّفَ في هذه الكيفية من علاج العين متشرعٌ قلنا له: قل الله ورسوله أعلم، وقد عضدته التجربة وصدَّقته المعاينة، أو توقف فيه متفلسفٌ فالرد عليه أظهر؛ لأن عنده أن الأدوية تفعل بقواها، وقد تفعل بمعنى لا يُدْرَك".
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله:" هذه الكيفية لا ينتفع بها مَن أنكرها، ولا من سَخِرَ منها، ولا مَن شكَّ فيها، أو فعلها مجرِّبًا غير معتقد".
وفي حديث سهل المتقدم عدد من الفوائد، منها: أن العائن إذا عُرف يقضى عليه بالاغتسال، وأن الاغتسال من النُشرة النافعة، وأن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد، ولو من الرجل المحب، ومن الرجل الصالح، وأن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة، ويكون ذلك رُقية منه.
* الأول: الإصابة بالعين قد تكون من الإنس، وقد تكون من الجن، ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان، البخاري ومسلم، عن أم سلمة زوج النبي r، أنه عليه الصلاة والسلام رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، أي أنه لاحظ في وجهها تغيرًا، فقال r: «استرقوا لها، فإن بها نظرة». قال الحافظ البغوي رحمه الله: "أراد بالنظرة العين، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، وقيل: عيون الجن أنفذ من أَسِنَّة الرماح". اهـ.
ولا شك أن الإنسان إذا تجرَّد من ملابسه لتغييرها، أو عند قضائه الحاجة ونحو ذلك، فإن ذلك أدعى لإصابته بالعين، ولذا حث النبي r على الاحتراز من نظر الجن، بذكر اسم الله تعالى، يبين ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن النبي r أنه قال: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء – وفي رواية: إذا وضع أحدهم ثوبه – أن يقول: بسم الله».
* الثاني: ينبغي الاحتراز لمن كان مهيَّأً للإصابة بالعين، بسبب صحته أو حسنه ونحو ذلك، وألا يعرَّض للإصابة بالعين، وأعني بذلك مثل ما يقع من بعض النساء من إبداء محاسنهن أو محاسن بناتهن بشكل فاضح، وخاصة في المناسبات والأفراح ونحوها، والواقع شاهد بذلك وبكثير من عواقبه المؤلمة. وفي هذا يقول الشاعر:
ما كان أحوج ذا الكمال |
|
|
||
|
|
إلى عيب يوقيه من العين |
||
* وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال: رخَّص رسول الله r لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: «ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة، تصيبهم الحاجة؟» [يعني أن أجسامهم نحيلة ضعيفة، وهم أولاد جعفر بن أبي طالب]، فقالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: «ارقيهم»، قالت: فعرضت عليه – أي الرقية – فقال: «ارقيهم».
* الثالث: أن بعض الناس إذا طلبوا العلاج بالرقى، لم يتحرَّوا ذلك عند من عُرف بصحة عقيدته، وسلامة مقصوده ومنهجه، وكونه من أهل العلم، ولذلك يوجد من الناس من يتوجه إلى السحرة والمشعوذين وذوي المقاصد السيئة، الذين يفسدون أكثر مما يصلحون، حتى إن من أولئك مَن يأمر بأشياء محرَّمة أو بدعية أو شركية – نسأل الله السلامة، فالواجب على مَن طلب العلاج بالرقى أن يحذر ويتبين في أمره.
* ومما ينبغي أن يُعْلَم أن الرقية لا تكون شرعية جائزة إلا إذا توافرت فيها شروط:
الأول: أن تكون بالقرآن، أو مما جاءت به السنة المطهرة.
الثاني: أن تكون بلسان عربي، معروفًا معناها.
الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله الذي جعلها سببًا، مع الحذر من تعليق التمائم أو الحروز المحرمة.
الرابع: وجوب التوكل على الله تعالى، وتفويض الأمور إليه، مع فعل الأسباب، والحذر من التوهمات والوساوس التي لا أساس لها، ولنتأمل قول الله تعالى على لسان نبيه يعقوب u: }وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ{ [يوسف: 67].
الخامس: ليُعلم أن ما تقدمت الإشارة إليه من أمر العين واتقائها وعلاجها، إنما ينتفع به من صدَّق بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله r، وأما من تشكك في ذلك وتردد فيه فقلَّ أن ينتفع بعلاج.
أسأل الله أن يحفظنا والمسلمين من كل سوء وبلاء وفتنة، وأن يهدينا جميعًا لما يحبه ويرضاه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. وسلم تسليمًا كثيرًا.
ساحة النقاش