السحـر
إن السحر من الأفعال الشـيطانية وهـو مـن المميزات الأساسية التي تحدد نوعية الروحانية الموجودة لدى الشخص ,, فالشياطين تعلم الناس السحر وتدعوهم لاستخدامه للشر كالتفرقة بين المرء وزوجه,
يقول اللـه - سـبحانهُ وتعـالى- " واتبعوا ما تتلوا الشياطينُ على ملكِ سليمانَ وما كفرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطينَ كفروا يعلمونَ الناسَ السـحر") البقرة : 201
فالسحر تعليمٌ شيطاني محض وهو يـدل عـلى روحانية الساحر الشـيطانية ولـذلك فـان المعـالجون الـذين يتبعون السحر في علاجهم لن يتورعوا عن عمل الشر كعمل تفرقة بين زوجين أو تكريه محبوب بحبيبه أو غير ذلـك مـن الشـرور.
يقول ابن القيم في كتابه الطب النبوي / ص 123 :" والسحر مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة عنها ," ويضيف " أن السحر يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسفليات , ولهذا غالبا ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال وأهل البوادي ومن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية "" ويضيف "" والأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسلطها عليها بميلها إلى ما يناسب تلك الأرواح الخبيثة وبفراغها من القوة الإلهية "" صفحة 125 .
وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت " سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم , حتى أنه كان يخيل إليه أنه يأتي نساءه , ولم يأتهن ".
ونحن نشرح الأمر فنقول بأن قلب وعقل وخيال الرسول معصوم من الخطأ , فالخيال هو مركز ترجمة المعاني إلى صور فلو صُور لشخص صورته في الخيال بأنه يفعل كذا وكذا فانه يحس بأنه فعلا يفعل كذا وكذا , وبما أن النبي معصوم عن فعل شيء مخالف عقيدته ويقينه فالصور الخيالية التي تتعارض مع الواقع ومع الحق لا يمكن أن تأثر على النبي فتبقى الصورة السحرية معزولة عن حقيقة النبوة فهو يعلم بأن ما يخيل إليه من أنه يفعله ليس هو صورته ولا فعله فلا يؤثر عليه , وهذا ما يحدث فعلا في عالم الروح إذ يحاول الشيطان أن يوهم الشخص بأنه يفعل كذا وكذا فان كان الشخص جاهلا فعل وتخيل أنه يجامع في الخيال فيتلبس الشيطان او الشيطانيه الصورة الخيالية فتتم مجامعة الشيطان بواسطة تلك الصورة .
ولقد أُنقذت أناس من هذه الطريقة الشيطانية للتأثير عليهم وهو يحاول دائما عن طريق الإيحاء الوهمي لإضلال الناس ز فالأنبياء من باب أولى معصومون على هذا الوجه يجب فهم الحديث السابق مع احترامي وتقديري لكل العلماء الذين حاولوا شرحه , وكذلك ما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام عندما خُيل إليه أن العُصي تسعى فهو موقن لأنها لا تسعى فهو يعلم أن ما يخيل إليه أنه ليس حقيقة في الواقع ,, فالخيال يتناقض مع العقل والقلب في هذه الحالة والقلب والعقل هما الأساس .
التعريف الحقيقي والشامل للسحر فهو :
صـرف حركة الروح أو الإرادة أو الجسـد أو القلـب عن المسار الطبيعي الفطري الذي خلقه الله عليه بشـكل مضـاد لرغبة الشيء أو طبيعته ..................
ويجب التفريق بين مفهوم السحر وبين الوسيلة لتحقيقه ,, فالحجاب السحري يضر بأذن الله فهو وسيلة للسحر وليس هـو مفهوم السحر , فهو تسليط شيطاني على الشخص المسحور بفعل الحجاب أو أساليب السحر الأخرى , فمثلا فـلان يحـب زوجته وبالسحر يجد نفسه يكرهها ولا تطيقه فهـذا الكـره ليس هو الصورة الحقيقية للقلب ولكنها صورة دخيلة تم تسجيلها فـى الدماغ والوهم بواسطة تسليط شيطاني بسحر أو بواسـطة شـيطان يمس مباشرة الشخص , وفي هذه الحالة لا يحاسب الشخص عما يصدر منه بسبب ذلك السحر والاستحواذ على طبيعة الشخص مـادامت الصورة الحقيقة الطبيعة هي صورة المحبـة والأيمـان وكـذلك لوافترضنا أن فلانا يكره فلان فالسحر يجعله يشعر فجأة بحبه له مع العلم أن الحقيقة الطبيعة التـي قـامت عـلى الأسباب الطبيعية الموجبة للكره هو وجود صورة الكراهية فهـذا يكـون عند الله كارها وليس محبا لأن الله يعلم حقيقته .
سؤال مهم جداً ؟
ذهب البعض إلى أحد المشايخ ليسألوه عن جواز عمل حجاب لابنهم العاق لكي يصلي "" فهو لا يصلي " فكان جواب الشيخ لا مانع ؟ ثم أحيل السؤال عليّ من طرف مطلع على الموضوع فكان الجواب :
انا لله خلق الإنسان على أساس قاعدة " من شاء أن يستقيم " ثم بين له أسباب الهداية وأسباب الضلالة وزين له أسباب الهداية وقبح له أسباب الضلال وتركه يختار ما يشاء,, هذه هي الفطرة الخلقية للإنسان ,, فلما كان الله يعلم أن فلانا لا يريد أن يصلي قناعة منه لسيرة على أسس قوانين الضلالة فهو عند الله ضال وهو لا يصلي من تلقاء نفسه بل بفعل الحجاب المعمول له ,فقال القائل : هل الشيطان يسمح له بالصلاة نقول بأن الشيطان يعلم أن حقيقة ذلك الإنسان هي عدم الصلاة فهو يعلم أن الذي يصلي هو جسد الإنسان وليس قلبه فالإنسان بالحقيقة هو الروح والقلب فلا تقبل صلاة رجل بحجاب فهو سحر لأنه تحويل عن الطبيعة , أما عمل الأرواح المؤمنة الملهمة للخير فيتم عن طريق تزين طريق الإيمان وليس عن طريق إكراه الإنسان للصلاة بواسطة الأساليب الروحانية فهي توحي لبعضها بالخير والشياطين توحي لبعضها بالشر فسبحان من ألهمها فجورها وتقواها ..
علامات وجود السحر في الشخص
*** التحـول المفاجئ فـي المشـاعر والتصرفـات بمــا لا يتوافق مع الوضع الطبيعي للشخص ,
*** الإحساس بصداع غير عضوي دائم
*** الإحساس بسرحان دائم مع تخيلات فـي بعـض الأحيـان تساعد في دفع المستحوذ عليه لتحقيق أهداف السـاحر , وشـخوص البصر أو التخبط في الكلام وتشنجات عصبية .
*** الإحساس بوجود خلل جنسي أو حدوث منع حمل غير عضوي ليس له سبب علمي أو عدم اكتمال الحمل بدون وجود سبب طبـي يمنـع الاكتمال فقد يكون سحرا أو تسلطا شيطانيا عاديا أيضا
*** وجود كره غير طبيعي للوالدين أو احدهما أو الأخوة أو الزوجة أو الزوج , ويحس الشخص بعوامل داخلية تفرقـه عـن زوجتـه أو أمه أو أخيه أو صديقه , ويعاني الشخص في مثل هذه الحالة من كثرة الشكوك تجـاههم , وكـذلك لا يلتمس العـذر لهـم ويعظـم أسباب الخلاف معهم .
*** الشعور بعدم التوفيق في العمل رغم توفر شروط التوفيق والعمل كافة فيحس الشخص كأن أحدا يجبره على التباطؤ والكسل والقعود والتثاقل إلى الأرض .
*** العصبية الدائمة والشديدة فيحس وكأن شيئاً جاثماً على صدره يدفعه إلى الغضب علي غير عادته .
*** رؤية الأحلام المزعجـة مثل الحيات أو العقارب أو الفئران أو السقوط من أماكن عالية أو شخصيات مخيفة .
*** الإحساس بضيق صدر دائم مع الآم في البطن أو الصدر أو الإحساس بأعراض الرماتيزيم في الركبتين أو القدمين مع الإحساس بالتثليج الدائم صيف شتاء .
*** وجود بعض أمراض الجلد كالحساسية والأكزيما وغيرها وهذا يسببه سحر المرض في حالة ثبوته .
*** وجود علامات تدل على محبة زائدة ورغبة شديدة فـي الجماع وعدم المقدرة على مفارقة الطرف الآخـر رغـم العيـوب العقلية الموجودة فيه والتي تتعارض مع هذا التعلق مع وجـود طاعة عمياء للطرف الآخر .
*** رؤية الأشياء على غير حقيقتها كأن يـرى الكبـير صغيراً والعكس . هذه بعض الأعراض التي تدل وجود السحر
ساحة النقاش