هل يمكن أن تكون للأحلام علاقة بالمس الشيطاني؟
أما الرؤى فقد ثبتت بالكتاب والسنة وواقع حياتنا اليومية فأما من الكتاب فمثلا ما جاء في سورة الصافات الآية 37 من قول إبراهيم لابنه إسماعيل عليهما السلام
"يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"
وكذلك ما جاء في سورة يوسف عليه السلام الآية 12 من قوله
"يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"
وأما من السنة فسأقتصر على قول النبيئ صلى الله عليه وسلم
" من رآني فقد رآني حقا لأن الشيطان لا يتمثل بي"
والآيات والأحاديث كثيرة في هذا الشأن.
وأما من واقع الحياة اليومية فكلنا رأى في منامه شيء
أو احتلم أو أفاق من كابوس ألم به، فهذه كلها أدلة على دخل الأحلام بصفة مباشرة في حياة الناس، فقد يجني أحدنا ثمرة حسن التعامل معها، وقد يجني لا قدر الله شوك سوء التعامل معها، وسيأتي تفصيل كل هذا لاحقا إن شاء الله
فمما فتح الله به علي من هذا العلم
أولا: أن العبرة الأهم بالنسبة لعموم الناس وبنسبة 90 بالمائة تقريبا هي كيف نتعامل مع هذه الرؤى وليست الرؤى في حد ذاتها.
ثانيا : وهذا خاص بالعشرة المتبقية بالمائة وهم المتعودون على التعامل مع مختلف هذه الرؤى والأحلام بما يلزم:يتوضأ ويصلي من الركعات ما تيسر ويدعوا أن يجعل الله عاقبتها خيرا ثم يؤول بما فتح الله عليه ،وكل هذا لكي لا يجعل للشيطان حظا في تأويل رؤاه.
ثالثا : لا تحدث أي كان برؤاك فيؤول لك تأويلا شؤم فيتحقق بإذن الله سبحانه وتعالى
رابعا :يجب أن نعرف أن الرؤى تهم الرائي أساسا وليس غيره بحيث أن تأويل الرؤيا التي رآها الشخص لا تعني غيره من الذي رآهم في هذه الرؤيا.
خامسا : تصنف الرؤى في مجملها صنفان : - رؤيا صالحة وحلم من الشيطان
ففي كلتا الصنفان هناك ما هو صريح واضح الدلالة سواء كان من الرؤى الصالحة أو من الأحلام الشيطانية مثل من رأى نفسه يطوف بالكعبة أو من رأى نفسه هارب من سبع، ومنها من لا يستطيع الرائي تأويله إلا بالاستعانة بمن له دراية بهذا العلم.
سادسا : (وهو الأهم):كيفية التعامل معها
-- من رأى ما يكره استعاذ بالله و نفث ثلاثا على يساره (ولا يقصها لأحد) فإنها لا تضره كما قال صلى الله عليه وسلم أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ومن رأى ما يسره استبشر بها وحمد الله عليها وحكاها لمن يحب
سابعا: الأحلام والرؤى لها حد أدنى وليس لها أقصى
-- فالحد الأدنى في الأحلام والكوابيس هو أن يرى أحدنا رؤيا ولا يتذكر منها شيء ولكنه يستيقظ من نومه منقبض النفس فاسد المزاج وقد يشكوا من بعض الأوجاع في جسده (فهذه لا تكون إلا حلم من الشيطان) – والحد الأدنى في الرؤى الصالحة هو أن يرى أحدنا رؤيا ولا يتذكر منها شيء ولكنه يستيقظ من نومه منشرح الصدر طيب النفس وقد يشعر بفرح ولا يعلم سببه (وهذه لا تكون إلا رؤيا صالحة)
ثامنا: حلم من الشيطان أم مس شيطاني ؟
--- لو نظرنا لأحد وهو نائم ولم نلاحظ عليه طيلة نومه أي شيء يدعوا للغرابة وعند استيقاظه يقول أنه رأى كابوسا في منامه فهذا من الأرجح أنه حلم من الشيطان ويكفيه التعامل معه بما سبق ذكره.
--- ولو نظرنا لأحد وهو نائم ولاحظنا أنه يئن في نومه أو يتكلم سواء بما هو مفهوم أم لا وقد يقوم في بعض الأحيان وهو نائم ويفعل الشيء ثم يرجع إلى فراشه وينكر ذلك عند استيقاظه فهذا من الأرجح أنها حالة مس شيطاني خاصة إذا تكرر ذلك ويتأكد ذلك عند التشخيص بالرقية الشرعية
قصة من الواقع
فهذه طفلة تقوم وهي نائمة وتفعل الشيء وتعود لنومها فتستيقظ صباحا ولا تذكر شيئا، وعمرها يقارب الإثناء عشر سنة وقد بدأتها الحالة تدريجيا منذ أربع سنوات تقريبا فلم يرى الأطباء إلا أنها حالة عصبية ووصفوا لها المسكنات والمهدآت من الأدوية الكيميائية مدة الأربع سنوات حتى بدأ ذلك يؤثر على وزنها فأصبحت تزيد في الوزن بصفة مدهشة................. إلى أن حظرت وأمها وأبوها للرقية الشرعية فبمختصر الكلام ما كان إلا أن صرعت أمها أثناء الرقية وتكلم الجن على لسانها معترفا أنه هو الذي كان يتلبس ابنتها ويستعملها حين يريد أكل شيء من الثلاجة.والذي أكد لنا صحة هذا الكلام أنه منذ أن خرج ذالك الجن من الأم وذلك منذ خمس سنوات تقريبا استراحة البنت نهائيا من تلك الحالة وكذالك أمها من الأعراض التي كانت تشكوا منها ولم تكن ترى لها علاقة بحالة ابنتها،
" اللهم اجعلنا برحمتك ممن قلت فيهم وقولك الحق " واتقوا الله ويعلمكم الله"
إن أصبت فبتوفيق الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان نعوذ بالله من شرهما.
ساحة النقاش