غش زيت الزيتون مرفوض قانونيا واجتماعيا ودينيا ، ويوثر على سمعة المنتج الوطني

 

 

التحقيات الصحفية - الدستور - حسام عطية





لايكاد ينقضي اسبوع إلا ونسمع عن ضبط حالات غش وتدليس في مجال الاتجار بالزيوت النباتية ، وعلى الأخص زيت الزيتون ، وذلك من قبل بعض ضعاف النفوس الذين يقومون بخلط زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى ، بهدف الكسب المادي السريع ، والذي يلحق الضرر بالـمزارع وبالـمصلحة العامة وصحة المواطن.

عدد من المستهلكين قالوا: انهم يشترون مادة زيت الزيتون بعد الاتكال على الله وعلى سمعة بعض التجار الذين يبيعون مادة الزيت لهم اما تقسيطا او نقداً لمن يستطيع الدفع ، واعتبر آخرون أنهم لا يملكون ادنى خبرة في تسوق مادة الزيت ، وقالوا: المهم إنها زيت زيتون طيب المذاق وسعرها في متناول اليد ، ولا نسأل عن المواصفة لعدم معرفتنا بتلك الامور؟ ، .

وعزا قسم من التجار قيام البعض بعملية الغش الى تطلعهم نحو تحقيق الربح السريع ، واشاروا الى ان هؤلاء يستغلون حاجة المستهلك محدود الدخل ، حيث ابتدعوا فنونا من الغش لعدم توفر البدائل المتاحة عن زيت الزيتون ، فيما اقترح عدد من المواطنين والتجار وضع شعار" التاج الملكي"على المنتج المخصص للاستهلاك المحلي من زيت الزيتون اسوة بالمنتج المصدر للاسواق العالمية.ومن هنا فان حالات غش مادة زيت الزيتون في الأسواق وإن بدت محدودة إلا أن محاربتها والحد من انتشارها بات مطلباً ملحاً .

وتقدر وزارة الزراعة دخل الاردن السنوي من منتجات الزيتون بحوالي 100( ) مليون من الدنانير ، والمبلغ في ازدياد مستمر ، فيما يستثمر الاردن ما يزيد عن ( 750 ) مليون دينار في قطاع الزيوت النباتية ، تصنيعاً وتجارةً ، كما تشير احصاءات وزارة الزراعة الى ان حوالي ( %77 ) من مساحة اشجار الزيتون مزروعة بعلاً ، وان حوالي ( %23 ) منها تحت الري الدائم ، ويخدم قطاع الزيتون الاردني حوالي ( 105 ) معاصر طاقتها الانتاجية حوالي ( 270 ) طناً في الساعة ، ومعظم هذه المعاصر حديثة ومتطورة.



تفعيل المراقبة



المواطن وائل عبدالرحمن"موظف"يطلب "كمستهلك لمادة زيت الزيتون "من كافة الجهات المعنية تفعيل دور لجان السلامة العامة في كافة محافظات المملكة لـملاحقة فئة العابثين باقتصاد الوطن وبالذات من يعبث بقوت المواطن ، كون الغش يمكن كشفه بسرعة ، ويقول :إن هذه الأعمال تسيء لأخلاقياتنا وسلوكياتنا كمواطنين ، ولنوعية وسمعة زيت الزيتون المنتج محليا.

كشف الغش

الحاج فيصل نوفل"ابوالعبد"صاحب خبرة بزيت الزيتون وطرق كشف الزيت المغشوش ، قال موضحا : هناك طرق عديدة يلجأ إليها من يقوم بعمليات الغش ، منها مثلا خلط زيت الزيتون الأصلي بكميات كبيرة من الزيوت النباتية الأخرى ، وينطلي مثل هذا الغش على المستهلك بسبب الطعم والرائحة القويتين لزيت الزيتون ، حيث يطغيان على الزيوت الأخرى التي قد تكون بلا طعم أو رائحة ، ويمكن إضافة زيت الزيتون إلى هذه الزيوت بنسبة كيلو غرام واحد لكل خمسة كيلوغرامات ، مع احتفاظ الخليط بالطعم العام لزيت الزيتون.

ولمح الحاج ابوالعبد الى أن ثمة طريقة أخرى لغش زيت الزيتون وتتمثل بإضافة اللون الأخضر"صبغة"إلى بعض الزيوت النباتية مع بعض المنكهات الكيميائية التي تعطي طعما شبيها بطعم زيت الزيتون ومرارته ، لإيهام المستهلك بأن هذا الزيت تم عصره حديثا ، بمعنى أنه طازج ، كما يتم غش زيت الزيتون بخلطه مع الزيوت النباتية الأرخص ثمناً كزيت عباد الشمس ، وزيت بذر القطن ، وزيت السمسم ، وُيكشف عن ذلك باختبار يتم من خلاله وضع "1 مل" من الزيت في أنبوب اختبار ويضاف إليه"1 مل"من حمض الآزوت المركز ، ويخض محتوى الأنبوب جيداً ويترك ليهدأ ، حيث يعطي زيت الزيتون النقي لوناً أخضر زيتونياً ، أما الألوان المختلفة الأخرى كالبني المحمر والأصفر والرمادي فتدل على وجود الغش بالمادة.

جهاز لكشف الغش

و مع اقبال موسم قطاف الزيتون في المملكة ينشط المزارعون في شحذ هممهم لجني جهد عام كامل ، بينما ينشط بعض المحتالين في محاولة سرقة جهود المزارعين واموال المستهلكين من خلال اختراع طرق متجددة في "غش" هذه المادة. وفي المقابل ينشط البعض من المختصين في مكافحة طرق "الغش" ، واقتراح طرق لحماية المستهلكين من الوقوع في مصيدة "الغشاشين" ، ومن هؤلاء المختصين المهندس الزراعي نصر حسنين احد كوادر المؤسسة العامة للغذاء والدواء ، والحاصل على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عام 2007 ، والذي كشف لنا عن توصله لاختراع جهاز يمّكن المواطن من كشف الزيت المغشوش قبل شرائه.

ونوه حسنين وهو عضو سابق في مجلس نقابة المهندسين الزراعيين ويحمل درجة الماجستير في علم الاغذية ان الجهاز ينقل فكرة كشف الغش في زيت الزيتون العالمي المعتمد في المختبرات الدولية والمحلية من حيز المختبر ليكون متوفرا لكل مواطن ، بحيث يستطيع كل مواطن وقبل شراء اي تنكة زيت فحصها والتاكد من جودتها في الموقع ، ودون ان يتم الشراء في اجواء من الشك والتردد ، فيما ان جمعية" اغاثة "وهي جمعية تعاونية للمهندسين الزراعيين تقبلت هذه الفكرة وتبنتها ، وتم انتاج الكاشف وهو عبارة عن باكيت يحتوي على نشرة ارشادية وانبوب اختبار بداخله المادة الكاشفة بالاضافة الى ابرة لسحب الزيت المراد اختباره.

طرق الفحص

ولمح حسنين الى انه يجرى الفحص بشكل بسيط حيث يتم سحب 2 ملمتر من الزيت واضافته لانبوب الاختبار المحتوي على المادة الكاشفة ، ومع رج الانبوب يتم الحصول على جواب أكيد : هل الزيت مغشوش أم لا ، فاذا تكونت طبقة خضراء من الزيت يعني ان الزيت غير مغشوش وذو نوعية جيدة ، اما اذا تكونت طبقة حمراء او بنية ( اي لون عدا الاخضر ) فيعني ذلك ان الزيت مغشوش ، او رديء النوعية ، وكل ذلك موضح بالصور والنشرة المرفقة ، كما يعتمد الفحص على ان زيت الزيتون لا يتفاعل مع مادة الفحص وهي مادة حامضية قوية ، بينما تتفاعل الزيوت النباتية الاخرى مع هذه المادة معطية الوانا غير اللون الاخضر.

تحذير حكومي

فور تداول خبر اختراع جهاز كشف غش زيت الزيتون بادرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء بالتأكيد انه لا يمكن كشف الغش في خلط زيت الزيتون مع زيوت نباتية اخرى من خلال الاختبار السريع الذي يروج له بالأسواق حاليا تحت مسمى"الكاشف"ويباع في الاسواق بسعر دينار ونصف.

وحذر مدير عام المؤسسة الدكتور محمد الرواشدة المواطنين من شراء"الكاشف" الذي أنتجته احدى الجمعيات التعاونية لبيان خلط"غش" زيت الزيتون دون الحصول على موافقة المؤسسة ودون علمها لانه لا يمكن الجزم مطلقا وبكل الأحوال بأنه قد تم خلط زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى باستعمال"الكاشف" من خلال الاعتماد على اللون المتكون من تفاعل الحمض الموجود في"الكاشف" مع كمية مماثلة من زيت الزيتون.

ونوه الرواشدة الى ان هناك عوامل أخرى قد تتسبب في ظهور الالوان المختلفة ، فضلا عن وجود وسائل عديدة لغش زيت الزيتون لا يمكن الاستدلال عليها من خلال ذلك الاختبار ، فيما أن المبدأ الذي يقوم عليه عمل"الكاشف"هو نفس مبدأ أحد الاختبارات الأولية التي تجريها المختبرات المتخصصة في هذا الشأن ، كما توجد اختبارات أخرى متخصصة لبيان خلط"غش" زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى مثل تحليل مكونات الزيت ومعرفة نسب"الستيرولات" و"السكوالين" والأحماض الدهنية المكونه للزيت ونسبها ، و أن تلك الاختبارات تتطلب مختبراتْ متخصصة وكادرا مؤهلا وتعتمد على تقنيات متطورة.

وسائل رسمية

مساعد مدير عام المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي المهندس خليل جرن نبه الى انه لايمكن الحكم على جودة زيت الزيتون باستخدام اختبار واحد ، بل يجب أن يتم عن طريق إجراء أكثر من اختبار"اختبارات كيميائية وطبيعية وحسية"لهذا لا توجد وسائل فحص غش بغير وسيلة المختبرات الرسمية.

نصيحة للمزارع والمواطن

وفيما يتعلق بالنصائح والارشادات لطرفي المعادلة يقول جرن :عدا عن البعد الديني والمخالفة الشرعية لعملية الغش فان غش الزيت يترتب عليه فقدان الثقة والمصداقية بالمزارع ، وهذا يؤدي الى عرقلة عملية بيع المنتج من مادة الزيت ولو كان غير مغشوش .

ويضيف جرن اما المواطن"المستهلك"فنوجه له دعوة بعدم الشراء العشوائي وشراء زيت الزيتون من البائعين الثقة والمعاصر الموثوقة ، والتأكيد على شراء عبوات"تنك"عليها بيانات توضح اسم البائع والعنوان ورقم التلفون وتاريخ العصر وغيرها ، فيما المطلوب ايضا أن يعرف المواطن كافة الجهات التي يسهل العودة لها اذا شك في خصائص ومواصفات الزيت الذي اشتراه ، وعلى المواطن الاستعانة بخبرة مختص أو صاحب معرفة بالأصناف والخصائص النموذجية لزيت الزيتون.

واشاد جرن بالزيت الاردني وقال :إن زيت الزيتون الاردني يمتاز بخصائص ومزايا ينفرد بها عن زيوت المنطقة ، ويظهر طعمه للذواقين من الفنين والمختصين مميزا ، يدعمه في ذلك الفحوصات المخبرية التي يمكن ان تقوم بها مؤسسات متخصصة ورسمية مثل مؤسسة المواصفات والمقاييس والجمعية العلمية الملكية وغيرها.

ضمان الجودة

رئيس مكتب الزيتون في وزارة الزراعة المهندس جمال البطش اعتبر ان الاشراف على فحص زيت الزيتون الاردني حسياً وكيميائياً وفقاً للمواصفة الاردنية المتوائمة مع المواصفة العالمية وبالتعاون مع مؤسسة المواصفات والمقاييس يساعد على زيادة الفرص التصديرية له ، وقال :إن مثل هذا الاشراف يعزز الدور الرقابي على زيت الزيتون المعروض في الاسواق المحلية لتفادي احتمالية وجود منتج مغشوش.

ولضمان جودة الزيت المباع للمستهلك عن طريق المعاصر بين البطش: ان التعليمات تضمنت الزام أصحاب المعاصر توفير جهاز لقياس الحموضة واصدار شهادات خاصة تبين نسب الحموضة والتي على ضوئها يتم تصنيف الزيت وفقا للمواصفة الأردنية المتوائمة مع المواصفة الدولية الصادرة عن المجلس الدولي للزيتون ، وقال كذلك: تضمنت التعليمات ضرورة وضع بطاقة بيان على المنتج تتضمن اسم المعصرة ، الموقع ، اسم صاحب الزيت ، تاريخ العصر ، و درجةحموضة الزيت ، بالاضافة الى الزام أصحاب المعاصر باجراء عمليات عصر الزيتون دون تأخير وبمواعيد مسبقة لمنع احتمال تلوث او تكوين احياء مجهرية من شانها التسبب في تدني جودة ثمار الزيتون المخزنة للعصر ، واضاف قائلا :في حال تعرض المستهلك الى اي عملية غش في الزيت المباع له فيمكن التوجه بشكوى الى الجهات الامنية ، وبدروها فان وزارة الزراعة تاخذ عينة وتقوم بفحصها لتتاكد من جودة الزيت وعدم تعرضة لاي غش. ودعا البطش الى تشكيل لجنة وطنية عليا من المؤسسات ذات العلاقة للرقابة على سلامة منتج زيت الزيتون المباع للمواطنين ، او المنوي تصديره لخارج الاردن.

وقال البطش: انه وتنفيذا لرغبة جلالة الملك عبد الله الثاني بوضع شعار التاج الملكي على مادة زيت الزيتون الأردني كونه المنتج الزراعي الوطني الاستراتيجي المميز ، فقد شاركت الوزارة في إعداد تعليمات برنامج وضع شعار" التاج الملكي "على عبوة زيت الزيتون بهدف دعم الاقتصاد الوطني وزيادة القدرة التنافسية لزيت الزيتون الأردني في الأسواق المحلية و الإقليمية والدولية.

اما بخصوص متطلبات السماح بوضع شعارالتاج الملكي على عبوات الزيت الاردني فقال: هناك متطلبان اساسيان يجب تحقيقهما من قبل اي موسسة ترغب بوضع الشعارالملكي على منتجها من زيت الزيتون ، اولهما المتطلبات الدولية وفقا للنموذج الاوروبي لإدارة الجودة الشاملة ، وثانيهما المتطلبات الوطنية وفقا لمتطلبات علامة الجودة الاردنية.

قيمة الانتاج

ولمح البطش الى ان التقديرات تشير الى أن كميات الزيتون المتوقعة للموسم الحالي ستكون بحدود 179 الف طن فيما ستصل كميات الزيت الى 30 الف طن. ، وان كميات الزيت ستزيد بنسبة 50 بالمائة عما كانت عليه في الموسم الماضي ، فيما تقدر كميات الاستهلاك الكلي من زيت الزيتون لهذا العام بنحو 24 الف طن ما يعني وجود فائض بالإنتاج يقدر بنحو اربعة الاف طن ، مشيرا إلى أن معدل الكميات المصدرة لزيت الزيتون الأردني خلال الست سنوات الماضية كانت 2325 طنا ، وأن أسعار زيت الزيتون ستكون مرهونة بالعرض والطلب على هذا المنتج.

سمعة طيبة

وقال البطش: بانه ونتيجة للسمعة الطيبة التي بات يتمتع بها منتج زيت الزيتون الأردني بين دول العالم نظراً لجودته والتي جعلته قادراً على المنافسة في الأسواق العالمية ، ولوضع الأردن على الخريطة الدولية ضمن الدول المنتجة لزيت الزيتون فقد انضم الأردن إلى المجلس الدولي لزيت الزيتون في كانون الثاني لعام" "2002 ، وقام بتوقيع الاتفاقية الدولية لزيت الزيتون وزيتون المائدة ، حيث أن عضوية الأردن بهذا المجلس تساعد المنتجات الأردنية على اختراق الأسواق العالمية خاصة بعد توقيع الأردن لاتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة ، واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ، كما أن عضوية الأردن بهذا المجلس تعزز مشاركتة في الاجتماعات والمحافل الدولية التي يعقدها المجلس سنوياً ، وكذلك تعزز حصوله على دعم مختبرات فحص الزيت بالإضافة إلى تعريف المنتج الأردني بآخر المستجدات العلمية والتكنولوجيا ونتائج البحوث المتعلقة بالزيتون وزيت الزيتون ، وكذلك إشراك الأردن في عدد من مشاريع بحوث الزيتون التي ينفذها المجلس ، ورفع قدرات وخبرات الكوادر الأردنية وتعريفها بالمواصفات الدولية لزيت الزيتون من خلال إشراكها بالدورات التدريبية ، والحلقات العلمية التي يعقدها المجلس.

عمل جماعي

مسؤول ملف الزيتون في نقابة المهندسين الزراعيين المهندس إسلام المغايرة اعتبر ان موضوع حماية المستهلك من الغش من المواضيع المهمة جداً وبخاصة عندما يتعلق الامر بمادة زيت الزيتون ، التي تمثل المنتج الوطني الاول .

وشدد المغايرة على ان إيقاف تعرض هذا المنتج الوطني لعمليات الغش تعتبر مسؤولية الجميع ، وتشترك فيه اطراف عدة اولها المستهلك نفسه والمعني بهذه العملية ، اذ ينبغي عليه ان يعي ما يضخ له في الاسواق من سلع للبيع ، كما عليه ان يعرف تفاصيل تكوين هذه السلعة وجودتها ونوعيتها ، اما الطرف الآخر في هذه العملية فهو الدولة بمؤسساتها المعنية بهذا الأمر.

مواصفات ومقاييس

ولمح المغايرة الى ان اية سلعة غير مطابقة لمواصفات الجودة والمقاييس يجب ان لايُقدم المواطن على شرائها ، لانها ستترك ضرراً في جسم الانسان ، وقد يكون آنياً او مستقبلياً ، فهناك الكثير من المواد في السوق تبقى لأيام عدة معرضة لأشعة الشمس ، وقد تبقى هذه المواد محافظة على شكلها ولكن في حقيقة الامر تفقد قيمتها الغذائية ، والكثير من الاشخاص يلجأون لشراء مثل هذه المواد اما لجهلهم بها او لتدني اسعارها.

نصيحة

ونصح المغايرة المواطنين الراغبين بالحصول على سلعة غير مغشوشة من منتج زيت الزيتون امكانية الشراء مباشرة من تجار يثقون بهم ، او من خلال بعض المعارض التي تقيمها المؤسسات الوطنية لبيع مثل هذه السلع للمواطنين ، بالاضافة الى قيام المواطن بأخذ عينات من الزيت وفحصها بالطرق المتعارف عليها اما عن طريق التذوق او عبر المختبرات المتخصصة بذلك.

تصنيف

ولمح المغايرة الى ان الحموضة تعتبر من اهم مؤشرات الجودة لزيت الزيتون ، كما ان زيت الزيتون يصنف بزيت الزيتون البكر الممتاز بحموضة اقل من"8,0%"توافق خصائصه العضوية المذاقية الخصائص التي تحددها هذه المواصفة لهذا النوع ، او زيت زيتون بكر جيد بحموضة لا تزيد عن"2%" ، او زيت زيتون بكر عادي والصالح للاستهلاك البشري بحموضة لا تزيد عن"3,3%" ، بالاضافة الى تصنيف آخر وهو زيت زيتون غير صالح للاستهلاك ، ويسمى زيت زيتون بكر بحموضة تزيد عن"3,3% ".

ضبط عمليات غش

وعلى الصعيد الامني كشف لنا الناطق الاعلامي بمديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب ان مديرية الامن العام تمكنت خلال الموسم الماضي عبر افراد الامن الوقائي في مديرية شرطة شمال عمان من كشف عملية بيع كميات كبيرة من زيت الزيتون المغشوش ، حيث ضبطت مركبة شحن تعود لاحدى مؤسسات التجارة والتموين وبداخلها كميات كبيرة من العبوات المعدنية والبلاستيكية المعبأة بالزيوت النباتية المختلفة ، وتحمل علامات تجارية.

ونوه الخطيب الى ان معلومات مؤكدة وردت الى قسم الامن الوقائي تفيد ان عددا من الاشخاص يقومون بتسويق زيت الصويا غير المطابق للمواصفات في السوق المحلية على اساس انه زيت زيتون ، وذلك عن طريق خلط زيت الصويا مع اصباغ ملونة ، وإضافة نسبة قليلة من زيت الزيتون الى الخليط ومن ثم وضعه في عبوات معدنية وبلاستيكية تحمل علامات تجارية مختلفة ، وتوزيعه على المحلات التجارية في انحاء المملكة .

وقال: ان استخدام هذه العلامات التجارية المقلدة مخالفة ويعاقب عليها القانون ، وان التلاعب بصحة المواطنين مرفوض ومعاقب عليه بموجب القوانين والانظمة ، كما ان الاجهزة الامنية دائما بالمرصاد لمن تسول له نفسه العبث والغش في صحة المواطنين.

إجراء فحوصات

ولمح الخطيب الى ان نتيجة فحص العينات المرسلة الى مؤسسة المواصفات والمقاييس انذك أكدت انها مخلوطة بكميات من زيوت نباتية غير زيت الزيتون ، كما أكدت مديرية الجودة في وزارة الصناعة والتجارة ان العلامات الموجودة على تلك العبوات مقلدة وغير مسجلة ، فيما تم الكشف من قبل مندوب مؤسسة المواصفات والمقاييس ومندوب وزارة الصحة على المستودعات العائدة لصاحب المؤسسة ، والتحفط على كمية كبيرة من الزيت المغشوش والتي تم إتلافها.

ولفت الخطيب النظر الى ان شرطة محافظة البلقاء القت قبل ايام القبض على ستة اشخاص يشتبه بقيامهم بسرقة ثمار الزيتون من مزارع تقع في منطقة وادي حادي - غرب جامعة البلقاء التطبيقية ، فيما التحقيقات تجري معهم بعد ورود شكوى لمركز امن المدينة في السلط من مواطن يملك مزرعة في تلك المنطقة وتحديدا في منطقة"الحليلة" مفادها انه ويعد قيامه بقطف محصوله قبل"3"ايام اكتشف ان مجهولين قاموا بكسر قفل الغرفة الموجودة في المزرعة وسرقة"17" شوالا من ثمار الزيتون.

ومما سلف ولتفادي تكرار عمليات غش زيت الزيتون بكل موسم فان الامر يحتاج الى تفعيل دور الرقابة وتشكيل لجنة وطنية من كافة الجهات ذات العلاقة للمحافظة على سمعة منتجاتنا الوطنية ، لتتمكن من المنافسة مع باقي المنتجات العربية المصدرة الى اسواق الدول الاجنبية.

المصدر: عدلى محمد
  • Currently 259/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
90 تصويتات / 3082 مشاهدة
نشرت فى 24 نوفمبر 2009 بواسطة alslam2009

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,213