يقال «فلان يأكل الوجبة» إذا كان يأكل في اليوم وجبة «واحدة» فلا يصح أن يقال وجبة إلا للمرة الواحدة من الطعام.

 

ويقال عن ضم الشفتين مع إحداث صوت «التّمطُّق» من غير أكل.

 

أما التلّمظ فهو تحريك الشفتين بعد الأكل، كأنه يتتبع ويلاحق شيئاً من الطعام بين أسنانه، خصوصاً إذا كان الطعام من اللحم والثريد.

وتعرف العرب من طبخ أهل الحضر، وصنيعهم «المضيرة»، وهي معروفة في الجزيرة العربية، وعند بدو بلاد الشام بالمسمى نفسه وبأسماء أخرى، وسميت كذلك لأنها طبخت باللبن «الماضِر» وهو الحامض، وتعرف «الهريسة» وسميت بذلك لأنها تُهرس أي تدق، وهي معروفة في الجزيرة العربية وتسمى أيضاً «الهريس»، وعرفت العرب «العصيدة» وسميت بذلك لأنها تعصد أي تُلوى، ومنه قيل للاّوي عُنقه «عاصِدٌ»، وكذلك يقال «اللفيتة» لأنها «تُلْفت» أي تلوى، وكُل الأطعمة هذه تعتمد على القمح بدرجة أساسية وهو الغذاء الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه سيّد الأطعمة الصحية المغذية، وينصح به الآن خبراء التغذية للصغار والكبار.. ومن العادات التراثية الغذائية حتى يومنا هذا، ما يسمى «السليقة» وهو قمحٌ «مسلوق» يقدم بمناسبة بداية طلوع أسنان الأطفال.

يقال كلُّ ما أذيبَ من الألْيَة فهو حَمٌّ وَحَمَة، وكلّ ما أذِيبَ من الشّحم فهو صُهارة وجَميل، وكلُّ ما يؤَتَدَمُ بِهِ منْ سَمْنٍ أو زيتٍ أو دهْن أو وَدَك أو شَحْم فهو إهَالَة، وكل ما وَقَيْتَ بِهِ اللحمَ مِنَ الأرض فهو وضَمٌ.

وكلُّ ما يُلْعَقُ مِن دَوَاءٍ أو عَسلٍ أو غيرِهما فهو لَعُوقٌ، وكل دواء يؤخذُ غيرَ معجونٍ فهو سَفُوف.

وقد وصف العرب الفاكهة وصفاً يبعث على اشتهاء تناولها فقد قال البهاء زهير في الموز:

في ريحه ولونه وطعمــــــــــه كالمسك أو كالتبر أو كالضرب

وافت به أطباقـــــــه منضداً كأنـــــــــه مكاحل من ذهبِ

أما التفاح فحدث عنه ولا حرج، والأحمر منه خاصة:

إذ يقول ابن المعتز فيه:

كأنّما التّفاحُ لمّا بَـــــــــــدا يرفــــــلُ في أثوابهِ الحمرِ

شهدٌ بماءِ الــــــوردِ مستودعٌ في اكـــــر من جامدِ الخمرِ

كأنّنـــــا حينَ نُحَيّا بــــــــهِ نستنشقُ الندَّ من الخمرِ

أما الرمان فقد أبدع الشعراء بوصفه:

رمانة صبغ الزمان أديمهـا فتبسمت في ناضر الأغصان

فكأنما هي حقة من عسجد قـد أودعت خرزاََ من المرجان

أما الليمون فما أطيبه شمّاً وأكلاً:

يقول ابن المعتز فيه:

يا حبذا ليمونة تحدث للنفس الطربْ

كأنها كافورة لها غشاء من ذَهَبْ