الممثل الاسكتلندي جيمس ماكفوي يفضل إطلاق لحيته وشاربيه

ربما لم يكن على الممثل والمخرج الأميركي بن أفليك حلْق لحيته الكثة بعد الفوز بجائزة الأوسكار عن فيلم «أرجو». ولعل إطلاق لحية وشاربين كثيفين هو المظهر المفضل حصرياً للمتمردين على طقوس هوليوود، أو المؤمنين حقاً بأن عدم إزالة شعر الوجه يزيده وسامة وجاذبية، أو صحة وعافية. وقد أظهرت دراسة أسترالية حديثة أن اللحية تحمي الرجل من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وأن أصحاب اللحى هم أقل الناس عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

يعد سكان أستراليا أكثر سكان قارات كوكب الأرض إصابة بسرطان الجلد. ما دفع العلماء والباحثين فيها إلى تكثيف بحوثهم من أجل الإحاطة علماً بكافة الأسباب التي تجعل الأستراليين يتصدرون قائمة المصابين بسرطان الجلد في العالم. وقد كشفت آخر هذه الدراسات أن شعر الوجه يحمي الرجال نسبياً من تضرر بشرتهم من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة. ويقول أستاذ الفيزياء الإشعاعية في جامعة كوينزلاند الجنوبية بمدينة توومبا في أستراليا الدكتور ألفيو باريسي «عندما يُبقي الرجل شعر وجهه وأعلى ظهر عنقه دون حلق، فإن عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF) يتراوح لديه ما بين 2 إلى 21 من أصل 50. وهذا يعني أنه يقلل امتصاص بشرته للأشعة فوق البنفسجية بنسبة تتراوح بين 50 إلى 95%». وعلى سبيل المقارنة، فإن عامل الحماية من الشمس (SPF) الذي يتحقق عند استخدام مرهم معتمد طبياً للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية هو 30.

ثلاثة رؤوس

 

أجرى الدكتور باريسي وزملاؤه اختباراً حول أسباب الإصابة باحمرار الجلد الناتج عن زيادة تدفق الدم إلى الشعيرات الدموية في الطبقات السفلى من النسيج الجلدي، أو التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الحارقة، والتي تزيد مخاطر الإصابة سرطان الجلد من نوع الورم غير الميلانيني. ويقول باريسي إن «لشعر الوجه فعالية أكبر في كبح الأشعة فوق البنفجسية «ب» (UVB)، وفعالية أقل في صد الأشعة فوق البنفسجية «أ» (UVA)، هذا علماً أن الأشعة «أ» تُعد من أسباب الإصابة بسرطان الجلد وشيخوخة البشرة، في حين يُؤدي التعرض للأشعة «ب» إلى الإصابة بحرقان البشرة فقط».

 

وشملت الدراسة ثلاثة رؤوس «مانيكان». وربط الباحثون بكل رأس جهازاً دقيقاً لقياس الجرعة الإشعاعية للأشعة السينية، أو الإشعاع الذي يتم امتصاصه في فترة معينة وفي مناطق مختلفة تشمل الشفة العليا والفك العلوي والفك الأوسط والفك السفلي والذقن. ثم ألبس الباحثون بعد ذلك لحية لكل وجه «مانيكان». إذ وضعوا لأحد الوجوه لحية كبيرة شبيهة بتلك التي يعرف بها الممثل الأميركي خوان فينيكس، بينما جعلوا لوجه ثان لحية قصيرة خفيفة، في حين تركوا الوجه الثالث حليقاً دون شعر. ووُضعت الوجوه الثلاثة على منصة دوارة في مكان يقع خارج حرم جامعة كوينزلاند الجنوبية. وأُخذت مقاسات إشعاع الأشعة فوق البنفسجية من على كل وجه بعد تعريض الوجوه الثلاثة للشمس مدة ساعة. وجُمعت بيانات الجرعات الإشعاعية المخزنة في كل وجه طوال سنة كاملة، أي على مر كل فصول العام. وأظهرت النتائج أن شعر الوجه قلل من كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تعرض لها الجلد الواقع تحت اللحية والشارب، علماً أن درجة الحماية كانت مرتبطة بطول شعر الوجه وكثافته، وزاوية تموقع الشمس في السماء، ومواضع الوجه. فالشفة العليا على سبيل المثال تمتص أكبر قدر من الأشعة فوق البنفسجية.

وقاية غير كافية

لا تعني نتائج هذه الدراسة أن الملتحين وأصحاب الشوارب في غنى عن استخدام مراهم الوقاية من الشمس أو الاكتفاء بالقليل منها. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور باريسي «على الرغم من اللحية والشارب يوفران حماية معينة من أشعة الشمس الضارة، فإن وجود شعر على الوجه لا ينبغي أن يُعتبر حجة تجيز لصاحبها قضاء أوقات طويلة تحت أشعة الشمس».

ويعلق نائب رئيس المركز الطبي التابع للجمعية الأميركية للسرطان الدكتور لين لايتشنفيلد «قد تبدو هذه الدراسة مضحكة وغريبة نوعاً ما، باعتبارها استخدمت لحى على وجوه مانيكانات، لكن نتائجها مثيرة للاهتمام». ويضيف «هناك أمر جوهري يستحق الإثارة هنا. فلطالما تساءل الناس عن دور اللحية في الوجه. وأعتقد أن هذه الدراسة تجيب عن هذا السؤال. ولكنها تُظهر للأسف أن شعر الوجه يوفر حماية جزئية ونسبية فقط من أشعة الشمس الضارة، وليس حماية كاملة». ويضيف لايتشنفيلد أن هذه الدراسة تؤكد في الوقت ذاته أن الشعر لا يمكن اعتباره واقياً فعالاً جداً من الشمس، سواءً كان على الرأس أو الوجه.

وفي السياق نفسه، يقول لايتشنفيلد «إذا خرجت من البيت واتجهت لحديقة المنزل من أجل جز عشبها دون أن تضع أي قبعة أو مرهم واق من أشعة الشمس، فإنك قد تتعرض بسرعة لحرقان فروة الرأس وبشرة الوجه، حتى إن كان رأسك ووجهك مغطيين بشعر كثيف». ويضيف ناصحاً «لا تعتقد أن شعر رأسك الكثيف والمنسدل على جبينك ورقبتك يحميك من التأثير المحتمل للإشعاع فوق البنفسجي. فقد تُصاب رغم وجوده بحرقان، أو حتى بسرطان الجلد في مرحلة عمرية لاحقة».

الصُلْع أكثر المستهدفين

بحسب الجمعية الأميركية للسرطان، فإن سرطان الجلد يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً وشُيُوعاً، علماً بأن السرطان من نوع الورم الميلانومي يبقى أخطر أنواع سرطانات الجلد. وتُشير آخر الإحصاءات إلى أن سنة 2012 شهدت إصابة أكثر من 75 ألف حالة وموت 9 آلاف شخص. ويشير موقع الجمعية الأميركية للسرطان إلى أن التعرض للشمس من دون وقاية أو التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من ضوء الشمس أو مقصورات تسمير البشرة يُعد عامل الخطورة الأول للإصابة بسرطان الجلد.

ويقول لايتشنفيلد إن الرجال الصُلْع أو أولئك الذين يفضلون مظهر الممثل الأميركي بروس ويليس بقصة «الزيرو» يجب أن يتوخوا قدراً أكبر من الحيطة والحذر من أشعة الشمس. ويضيف «هؤلاء تحديداً يجب أن يحرصوا أكثر على اتقاء الشمس. فكثير من الناس للأسف ينسون أو يجهلون أن فروة الرأس معرضة لمخاطر الإصابة بسرطان الجلد».

ويوصي باريسي ولايتشنفيلد باستخدام منتجات الوقاية من الشمس ووضعها على كل مناطق الجسم التي تظل مكشوفة عند الوجود في أماكن مشمسة. ويوصي لايتشنفيلد أيضاً الرجال بارتداء قبعة كبيرة تُظلل الرأس والوجه، حتى إنْ كانت هذه القبعة قد تجعلهم يبدون أقل رجولة، مقارنة باللحية والشارب. كما يحذر من الاعتقاد بأن شعر الرأس والوجه يُغْني عن ارتداء القبعات واستخدام منتجات الوقاية من الشمس، خصوصاً في أوقات النهار التي يزداد فيها تركيز أشعة الشمس فوق البنفسجية «أ»، وهي الفترة المتراوحة ما بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً.

هشام أحناش

المصدر: موقع «nbcnews.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,179,952