نسمع كل يوم، بل كل لحظة، كماً مخيفاً من الأخطاء التي تجري على الألسنة، أو ما يسمى اللحن، فيرفع المجرور وينصب المرفوع ويجزم المنصوب، هذا ناهيك عن اختلاط الكلام بالدخيل من اللغات الأخرى، حتى يكاد السامع لا يعرف أن ما يسمعه من العربية، أم هو «خلطة مقصودة مبنية» على أساس إفهام السامع بأن المتحدث يجيد الإنجليزية، «بروفيشنال»، وذلك من أدوات النصب التي تفعل فعلها في المتلقي.

 

‏مَر الشِّعبيّ بقَوْم من المَوالي يَتذاكرون النحو فقال لهم‏:‏ لئن أصْلحتموه إنكم لأوَّل من أفسده‏.‏

 

وقال عبد الملك بن مروان‏:‏ اللحن في الكلام أقبح من التَّفتيق في الثوب والجُدَريّ في الوجه‏.‏

وقيل له‏:‏ لقد عَجِل عليك الشيبُ يا أميرَ المؤمنين قال‏:‏ شَيَّبني ارتقاء المنابر وتوقع اللحن‏.‏

وقال الحجَّاج لابن يَعْمَر‏:‏ أتَسمعني ألحن قال‏:‏ لا إلاّ أنه ربما سَبَقكَ لسانُك ببعضه في آن وآن قال‏:‏ فإذا كان ذلك فعَرِّفني‏.‏

وقال عبدُ الملك بن مروانً‏:‏ الإعراب جمالٌ للوَضِيع واللحن هُجْنة على الشَّرِيف‏.‏

وقال‏:‏ تَعلَّموا النحوَ كما تتعلّمون السًّنن والفرائض‏.‏

وقال رجلٌ للحسن‏:‏ إنَّ لنا إماماً يلحن قال‏:‏ أمِيطوه «عنكم فإن الإعراب حِلْية الكلام».‏

وقال الشاعر‏:‏

النحو يَبْسُط من لسان الأَلْكن والمـــرء تُكْرمه إذا لم يَلْحَن

فإذا طلبتَ من العُلوم أَجلَّها فأَجلُّها منها مُقِيم الألسن

وقال آخر‏:‏

النَّحو صَعْب وطويل سُلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يَعْلمُهْ

زَلَّتْ به إلى الحَضِيض قَدَمُه يُريدُ أن يُعْربه فَيُعْجِمه

وقال رجل للحسن‏:‏ يا أبو سَعِيد فقال‏:‏ أحْسَبُ أنّ الدَّوانِق شَغَلتْك عن أن تقول‏:‏ يا أبا سعيد‏.‏

وكان عمر بن عبد العزيز جالساً عند الوليد بن عبد الملك وكان الوليد لَحَّاناً فقال‏:‏ يا غلام ادعُ لي صالح فقال الغلام‏:‏ يا صالحا قال له الوليد‏:‏ انُقص ألفاً فقال عمر‏:‏ وأنت يا أميرَ المؤمنين فزِدْ ألفاً‏.‏

علي الجارم:

يا ابنة َ السابقين من قَحْطانِ وتُراثَ الأمجادِ من عَدْنانِ

أنتِ علَمْتِني البيان فمــــــا لي كلّما لُحْتِ حار فيكِ بياني

رُبَّ حُسْنٍ يعوق عن وَصْفِ حُسـْنٍ وَجَمـَالٍ يُنْسي جَمَالَ المَعَاني

كنْتُ أشدُو بَيْنَ الطُّيورِ بِذِكْرا كِ فتعلـــو أَلْحَانَها ألحاني

وأصوغُ الشِّعرَ الذي يَفْرعُ النَّجْـــ ـمَ وتُصْغِي لِجَرْسِه الشِّعْرَيانِ

ياابنة َ الضَادِ أنتِ سرُّ من الحُسْـ نِ تجلــــَّى عَلَى بَنِي الإِنسان

كنتِ في الْقَفْرِ جَنَّة ظلَّلَتْهــــــــا حالِيـاتٌ من الْغُصونِ دَواني

لغة ُ الفنِّ أنتِ والسحْـرِ والشِّعْـ رِ ونُـــورُ الْحِجَا وَوَحْيُ الْجَنانِ

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 17 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,179,027