خورشيد حرفوش

جرائم اغتيال «قذرة» تُرتكب في كل زمان ومكان.

إنَّ مناقشة ظاهرة الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال أمر مليء بالأشواك، وأشواك الصراحة والموضوعية لا تقل أبداً عن تلك الأدغال التي أدمت قلوبنا وإنسانيتنا خلال الحصول على المعلومة من مصادرها الأصلية.

آن الأوان للوقوف بصدق وموضوعية ضد كل من يتخندق خلف حجج وأفكار وقيود و«رمال» اختنقت بها «رؤوس النعام» الهاربة من مواجهة الحقيقة!

 

سؤال نوجهه إلى كل أب وأم، وكل راع مسؤول عن رعيته: «ماذا لو كان ولدك أو ابنتك ضحية لتلك الجريمة - لا قدر الله-؟، ماذا يمكنك أن تفعل إن اكتشفت أن المجرم الذي اغتال براءة صغيرك، إنما هو شخص ينتسب لعائلتك أو من أقاربك، أو من بين أهل لثقتك؟، هل تكتفي بعض أنامل الندم؟، وإن ندمت العمر كله، هل ينجح في ترميم ما أفسده «الإهمال» لفلذة كبدك؟

 

إنها صرخة عالية تمتزج بأنَّات الألم والقهر مع كل التفاصيل المأساوية التي اطلعنا عليها مباشرة من مصادرها وضحاياها دون وسيط! ليست دعوة إلى التجرد من حبال الثقة، والتذرع بالشك والريبة في كل من حولنا، وإنما هي رسالة مفتوحة، تنبه وتحذر من كل صور وأشكال الإهمال أينما كان، وأينما وجد، إنها صرخة جادة لتبني ثقافة فاعلة ورؤى موضوعية تحقق حالة من الوعي الناضج للحد من كل مظاهر الإساءة والتعدي على الأطفال.

ربما يكون استعراض تفاصيل حالة واحدة من ضحايا الاعتداء الجنسي كافياً..

لم يكن الأمر سهلاً أن يروي تفاصيل مأساته.

كانت لديه إرادة ورغبة قوية في العلاج، وتجاوز المحنة التي تلازمه مع كل نفس من أنفاسه - على حد قوله - فيما بعد.

دفعني الفضول وتحمست لمناقشته والتعرف منه مباشرة إلى ملابسات الاعتداء الجنسي الذي تعرَّض له قبل عامين تقريباً.

«الضحية س. م. م.»، صبي يافع لا يتعدى عمره ثلاثة عشر ربيعاً.

منذ الوهلة الأولى، تلمست أن مصيبته وخجله ويأسه واشمئزازه من نفسه ومن تجربته المريرة، تأسره في الإحساس المستمر بمشاعر سلبية عميقة تحول بينه وبين ممارسة حياته الطبيعية، والتواصل الإيجابي مع الآخرين.

سرعان ما حظيت بثقته بعد أن اطمأن إلى رغبتنا الصادقة في مساعدته في العلاج، وانصبت الجهود كي يقاوم خجله، ويتحدى انكساره، حتى نستنطق كل المشاعر السلبية بدواخله كضحية، واقتنع بأن لا سبيل للخروج من تلك الحالة المؤسفة، إلا أن يواجه نفسه بإرادة وتحد وإصرار على تجاوز الأزمة، والانخراط في برنامج علاجي ناجع يرتكن أول ما يرتكن إلى إرادته ورغبته الجادة في العلاج.

إن تفاصيل ما قبل البداية، لا تقل أهمية عما بعدها، وحاول أن يسيطر على دموعه وألمه وحرجه وجراحه مع كل تساؤل محرج أو جارح بطبيعة الحال.

كان «س. م. م.» طفلاً عادياً، وكانت أحلامه لا تختلف عن أحلام كل الأطفال الذين هم في مثل سنه. جاء ليعيش مع والداه وبقية إخوته رحلة الاغتراب والعمل والعيش الكريم، وكغيره حظي بعدد لا بأس به من الأصدقاء والزملاء، وكثيراً ما كان يشعر بأنه أقل من أصدقائه، ربما لأنه صادق أطفالاً ينتمون لأسر أكثر سعة وترفاً، وعندما كان يطلب من والده مبالغ إضافية كمصروف أسبوعي، كان ينهره بشدة، ويحرمه من الخروج مع أصدقائه. لا يتذكر يوماً استفسر منه والده الذي يقضي معظم ساعات يومه في عمله «كيف قضى يومه»، ولم تعبأ الأم كثيراً بتلك التفاصيل التي تشغل حياة الصغار، ولا يتذكر يوماً ناقشه فيه والده أو والدته في مشكلة ما صادفته مع زملائه بالمدرسة، أو ناقشه أياً منهما في مشاعره أو أحاسيسه أو ما يتعبه أو يسره. لقد تطلع أن يلبس «ماركات» شهيرة أسوة بأصدقائه، أو أن يقتني «محمولاً» ذكياً مثل بعضهم، أو أن يشتري جهاز ألعاب إلكترونية مثل الذي بحوزة صديق آخر.

وجه الشيطان

يكمل «س. م. م.» محاولاً التهرب من تفاصيل البداية المؤسفة، لكن مع الإلحاح، قال: «قبل عامين، تعرفت إلى أحد أقارب زميل لي، جاء ينتظره أمام باب المدرسة بعد انتهاء يوم دراسي ليصطحبه في سيارته إلى منزله، وكان شاباً لا يزيد عمره على 20 عاماً، وعرض أن يوصلني إلى منزلي وهو في طريق، ولم أنتبه وقتها أن تقربه كان مقصوداً، وتكرر مجيئه من حين لآخر، وفي إحدى المرات أعطاني ورقة مالية فئة 100 درهم، دون أن يقل أو يطلب شيئاً معيناً، ولم أدرك بطبيعة الحال ما الهدف الذي يرمي إليه. وأنفقتها في يوم واحد، وكتمت ذلك عن الأسرة.

في أحد المرات أتاح لي مشاهدة مشهد إباحي على هاتفه المحمول، وكانت هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذه المشاهد المعيبة، بعدها قال لي: «سأشتري لك محمولاً جديداً»، وعندما سألته عن السبب، قال: «حتى تتمكن من تبادل الصور مع أصحابك بسهولة»، وعندما أجبته أنني لن أستطع قبوله؛ لأن أسرتي ستسألني عن مصدره، وسأتعرض للمساءلة، قال: «لا لزوم إلى المحمول إذن، بإمكانك أن تشاهد كثير من تلك الصور ومقاطع الفيديو على (اللاب توب) عندي في البيت، وهناك ستشاهد أيضاً مجموعة جديدة من ألعاب (البلاي استيشن) التي لم تشاهدها من قبل، وطمأنني أن كل شيء على ما يرام».

يكمل الصبي الضحية: «ذهبنا في سيارته إلى مكان لا أعرفه حتى اليوم، وقام بعرض بعد المقاطع الإباحية على (لاب توب)، ومن ثم بدأ يكشف عن وجه الشيطان بداخله، وبدا لي حيواناً كاسراً، وعندما رفضت وقاومت رغبته، أخذ يتوعد ويهدد بإبلاغ أسرتي وفضحي في مدرستي، ولم يعبأ أو يهتم بتوسلاتي وبكائي إلى أن أتم جريمته...»!.

ظل «س. م. م.» يعاني الإحساس بالقهر والألم والدونية. ويوجز مشاعره في هذه الجمل التي تقطر ألماً ومرارة: «إنني أموت في كل لحظة أتذكر فيها هذا اليوم.. وأموت في كل لحظة يبتزني فيها هذا الجبان ويهددني بالفضيحة.. أموت عندما يظهر من حين لآخر ويجبرني على الانصياع لفعلته.. كرهت نفسي.. وكرهت أصدقائي.. وكرهت الناس.. وكرهت قذارتي .. وأفكر في الانتحار»!

غياب الحوار

الأخصائية الاجتماعية هالة بوشديد، تعلق على تلك الواقعة، وتقول: «نحن أمام نموذج قد يتكرر ويتشابه كثيراً بين الأبناء، فالأب مشغول ومنهمك في عمله معظم ساعات اليوم، ويبدو أن الأم غير معنية بأهمية متابعة سلوكيات الطفل، وكيف يقضي يومه، ولا تسأله عن نوعية وأعمار من يلتقي بهم، ومَن أوصَله اليوم إلى البيت.

وتسود حالة من التواصل السلبي بين الأب والأم والطفل، وغياب الحوار والتواصل الإيجابي بينهم، ووجود مسافة بين الأهل والطفل، فضلاً عن سلبية عدم تدخل الأسرة في اختيارات الأصدقاء، وعدم تبصير الطفل بعدم الانسياق وراء التقليد الأعمى، وعدم إفهامه أن ليس بالضرورة أن يقتني نفس الأشياء التي بحوزة الآخرين، وغاب عن الطفل الإحساس بقيم عديدة كان من الممكن أن يتعلمها من الأسرة، وبماذا يجب عليه أن يتصرف أمام مغريات الآخرين غير المبررة، وكثير من مهارات التعامل مع الغرباء، وتوعيته ليكون قادراً على تحديد مصادر الخطر واتقائها، لأن الإساءة الجنسية تحدث عن طريق شخص بالغ، وعادة ما يكن معروفاً لدى الضحية، وغالبا ما يجعل المسيء الطفل يتعلق به عن طريق الرشوة أو استثارة فضوله بحيل مشبوهة، أو يقسو عليه حتى ينصاع لرغباته.

نموذج واضح

أما الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية في مستشفى الأمل بالدمام، فيشير إلى أن ظاهرة الاعتداء الجنسي الذي يقوم به شخص راشد على طفل أو طفلة - كما في الحالة المذكورة-، إنما هو نوع صريح، ونموذج واضح من صور الشذوذ، وفيها تتمثل كل مراحل الإغراء والاستدراج، وتحقق الخلوة، وعرض الصور والمشاهد الإباحية، ومحاولة بث التطمينات لتحقيق رضوخ الضحية، ومن ثمّ التعدي على البراءة دون اهتمام أو اكتراث أو مبالاة أو وازع من ضمير، ودون أدنى تفكير في النتائج.

وغالباً ما يتعرض الضحية عند المقاومة للّكم والضرب والركل، والدفع والصفع وسحب الأذن أو الشعر، أوالخنق، وغيرها من مظاهر العنف والإيذاء الجسدي، والدراسات تؤكد أن نسبة كبيرة من المعتدين قد تعرضوا لتجارب وخبرات مماثلة في الصغر. ويضيف الدكتور رشاد: «عادة ما تنتاب الطفل المعتدى عليه مشاعر متنوعة مهما كان نوع الاعتداء أو صلة المعتدي به، ومنها الخوف ممن اعتدى عليه، ومن والديه، ويشعر بأنه ارتكب جريمة وأنه ليس ضحية لاعتداء، والخوف من الاختلاف الذي حدث له في حياته، والإحساس بالحزن الشديد والألم من فقدان شيء عزيز عليه أخذ منه بالقوة، ويشعر بأنه فقد طفولته، مع الإحساس بتأنيب الضمير لأنه وافق منذ البداية على الاستسلام، ولم يستطع إيقاف ما حدث، إلى جانب الإحساس بالعار».

سمات المعتدي

الدكتور طارق درويش، استشاري الطب النفسي، ومدير جناح العلوم السلوكية في مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، يوضح السمات النفسية لشخصية المعتدي، ويقول: «الانحرافات الجنسية تعبير عن سلوكيات غير طبيعية في الممارسات الجنسية، ويمكن أن تمتد لتصبح سلوكاً مدمراً للشخص نفسه وللضحية وللمجتمع بأسره، فالتعدي أو الاغتصاب جريمة ذات أبعاد أخلاقية واجتماعية وتربوية وأمنية تتعدد أسبابها ونتائجها.

والمعتدي أو المغتصب عادة ما نجده شخصاً بلا ضمير، وميت الشعور، ومتبلد الإحساس، ولا يشعر بتأنيب الضمير أو المحاسبة الذاتية، كما تنعدم لديه القيم الدينية والأخلاقية، وليس لديه أي درجة من الوازع الديني، ولا يفكر مطلقاً في نتائج أفعاله وجرائمه، لأنه يعــيش أسـيراً لغرائزه وشهواته.

وغالباً هو صاحب شخصية غير سوية، وعدوانية هشَّة تعالج إحباطها وفشلها بالعنف الجنسي المبطن بالتحايل والخديعة لإشباع رغباته، وقد يكون قد عانى من الحرمان والتعطش للحب والحنان، فيتحول هذا الحرمان العاطفي إلى رغبة في الانتقام من المجتمع تتمثل في إيذاء أفراده وممتلكاته، وللأسف، فإن أسهل تلك الأهداف هم الأطفال.

دوافع ملحة شاذة..

1

يشير الدكتور طارق درويش إلى «شخصية المعتدي» وفق الدليل الإكلينيكي والإحصائي الرابع المعدل DSM IV، إلى أن دوافعه الملحة الشاذة تؤدي به إلى عشق الأطفال، ويشمل هذا النوع من الشذوذ دوافع وإلحاحات جنسية قوية متكررة نحو الأطفال، وإن لم يستجب لهذه الدوافع الملحة، فإنه يشعر بالانزعاج والضيق والتوتر الشديد، ويجد صعوبات في علاقاته مع الآخرين، وعادة ما تقترن حالات التعدي على الأطفال الضحايا بالعنف والأذى البدني، وأكثر من 56% من كل الانحرافات الجنسية تبدأ قبل سن 18 سنة، وأن هؤلاء الشذاذ غالباً ما يكون لهم 3 - 5 أنواع من الانحرافات الجنسية في نفس الوقت أو أوقات مختلفة من حياتهم، وأن حوالي 60% من الضحايا ذكور، وحوالي 50% منهم يتعاطون الكحول بكثرة عند الحدث.

وإذا تمعنا الواقعة التي بين أيدينا، سنجد أن المعتدي قد مارس كل أساليب الإغراء والتحايل والانتهازية للإيقاع بالضحية، وعلينا أن نعلم أن 83% من المتورطين في دعارة الأطفال في العالم يقعون في عمر 6 - 12 سنة، وأن 21% من جرائم التعدي على الأطفال لوحظ تعرض الضحايا فيها للتكتيف والتعذيب والإيذاء البدني، والعنف الجسدي، وهو ما يجسد السمات الشخصية للأشخاص المعتدين».

الطب النفسي يؤكد أهمية التدخل المبكر

التمييز والقدرة على استشعار الخطر خط الوقاية الأول للطفل

يوضح الدكتور أحمد محمد الألمعي، استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مدينة خليفة الطبية، الآثار النفسية السلبية عند الأطفال من جراء الاعتداء الجنسي عليهم، ويقول: «غالبًا ما تتم الإساءة أو التعدي الجنسي على الأطفال عن طريق شخص بالغ يعرفونه، ولديه صلة أو سلطة عليهم، أو قد يكون غريباً عنهم أحياناً، وعادة ما يجعل هذا الشخص المسيء الطفل يتعلق به، أو يستدرجه عن طريق الرشوة أو بعض الحيل الخبيثة لإجباره على الرضوخ والانصياع ولو باستعمال العنف والقوة والإيذاء البدني والجسدي، وهو ما نراه في معظم الحالات».

مثل هذا النوع من الجرائم الأخلاقية، تخلف آثاراً وجروحاً عميقة في نفس الطفل الضحية دون أدنى شك، وتجاوز تلك الآثار يتوقف على عمر الطفل، وشدة الصدمة، وتوقيت اكتشافها، وعلى الأسرة والقريبين من الطفل يمكنهم اكتشاف ذلك من خلال عدة علامات وتغيرات سلوكية قد تثير الشك في تعرضه للإساءة الجنسية منها الخوف، وردود أفعال غريبة أو غير متوقعة إذا سُئل إن كان أحد قد لمسه، وخوف غير مبرر من الفحص الجسدي، وصعوبة في التركيز، والترقب والحذر غير المبرر، وحدوث تغيرات سلوكية مفاجئة، كالأحلام المزعجة والكوابيس، وفقدان التحكم في التبول أو التبرز أو بلل الفراش، مع الميل للاكتئاب والعزلة والانطواء، أو اكتشاف إصابته بعدوى جنسية، هذا إن لم يكن هناك آثار للعنف الجسدي أو وجود بعض الإصابات في جسده، مع التدهور المفاجئ في سلوكياته أو مستواه الدراسي. ويكمل الدكتور الألمعي: «إن الطفل الذي تعرض لتلك الإساءة سيعاني من آثار مدمرة وممتدة خلال حياته». ويعاني معاناة شديدة، وقد لا يستطيع الإبلاغ عما حدث، ولا سيما إن كان المعتدي من بين أفراد الأسرة أو الأقارب أو المحيطين به، أو ممن يمارس تخويفاً وترهيباً عليه. أو أن يكون عمر الطفل لا يسمح لهم بالتعبير عما حدث له، وقد يختلط لديه الأمر في التعامل الذاتي مع مسؤوليته فيما حدث له، وخوفه من العقاب الأسري ، وقد لا يعي أن سكاته وصمته يعقد المشكلة، ويدفع الجاني إلى المزيد من التمادي وتكرار التعدي عليه. ومن ثم نجده يعاني الخوف وفقدان الثقة في نفسه وفيمن حوله، وأحياناً يميل إلى إيذاء الذات أو العدوانية والاندفاع.

يؤكد الدكتور الألمعي أهمية التدخل المبكر في حالات الاعتداء على الأطفال وعلاجهم وتأهيلهم نفسياً لتجاوز الصدمة، ويقول:»هنا تتأتى أهمية التعاون والتنسيق التام بين الأسرة والمدرسة والطبيب المعالج، والجهات الحكومية أو الجمعيات الأهلية المعنية بالناحية القانونية والأمنية والصحية والإعلامية والدعم الاجتماعي، وكل من لديه علاقة في سبيل صياغة ومتابعة تنفيذ برنامج وقائي فعال يصل للأسرة والطفل أينما وجد، ولإيجاد حالة من الوعي المجتمعي، والوعي الذاتي عند الأطفال، حتى يتكون لديهم ما يشبه «قرن الاستشعار» لتحسس الخطر ، وتجنب الضرر، وكل ما يعرضه للانزلاق في تورط من هذا النوع، وحتى يستطيع التمييز بين ما هو مألوف وطبيعي وبين ما هو مستهجن ومرفوض ومعيب، وتوعية الأسرة بأهمية التواصل والرقابة وعدم الإفراط في التدليل، وتجنب الترهيب والتخويف والابتعاد عن لغة الزجر عبر برامج إرشادية وتربوية وثقافية يسهم فيها وسائل الإعلام والثقافة والمناهج المدرسية والخطاب الديني في اتجاه إرساء القيم الأخلاقية والسلوكية الصحيحة، وأهمية التصدي لمثل هذه الظواهر الغريبة عن أخلاقيات المجتمع وقيمه وتقاليده، وأن تنهض مقومات التنشئة الاجتماعية على تجنب السلبية، وإعلاء القيم الإيجابية، وتربية الناشئة عليها».

ذئاب في الحضانة

اهـتز الرأي العــام أمــام قـرار عاجـل لإحدى المحاكم المختصة في دولة عربية شــقيقة، بإغـلاق دار للحضانة، والقبض على ثلاثة من موظفيها لاتهامهم بالاعتداء جنسياً على أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

وحبس مدير الحضانة واثنين آخرين من موظفيها، حيث تم إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة بعد شـكاوى تقدم بها أهالي ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات بعد أن تأكدوا عن طريق الكشف الطبي أنه تم الاعتداء على أطفالهم جنسياً، حيث لاحظت أسـر الضحايا تغيراً في سـلوك أطفالهم.

فقد رفض البعض منهم الذهاب إلى الحضانة كالعادة، بينما رفض طفل آخر خلع ملابسه أمام الطبيب الذي اعتاد الذهاب إليه لتوقيع الكشف على معدته بعد إحساسه بتوعك وآلام بها، وعندما ضغطت عليه والدته أن يكشف بطنه للطبيب لعلاجه، بكى بشدة، وبرر مخاوفه للأم والطبيب بالخشية من تكرار الجريمة التي تعرض لها من قبل الذئاب البشرية في دار الحضانة التي يفترض أن تكون بيتاً بديلاً لهؤلاء الأطفال.

وكشفت التحقيقات أن مشرفي الحضانة دأبوا الاعتداء على الأطفال في غرفة معزولة، وكانوا يهددونهم بالقتل، وقتل ذويهم إذا ما رووا ما يحدث لهم، وأن بعض الأهالي رفضوا التقدم بشكاوى في وقت سابق للأسباب نفسها، واكتفوا بتحويل أطفالهم إلى دار حضانة أخرى، خوفاً وتجنباً للإساءة إلى سمعة أبنائهم.

في الحلقة الرابعة غداً: كيف نحمي الطفل من التحرش والاعتداء الجنسي؟

نرحب بآرائكم ومقترحاتكم والتواصل عبر البريد الإلكتروني:

[email protected]

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 114 مشاهدة
نشرت فى 26 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,179,105