918 سبايدر مزودة بمحركين كهربائيين فرعيين يولدان قوة تصل إلى 243 حصاناً

عندما يجتمع عشاق السيارات الرياضية، ليتحدثوا عن أسرع سيارات العالم، وأكثرها قوة وأداءً فإنهم بضرورة الحال سيستحضرون سيارة “تواتارا” الأميركية، التي تأتي بجيش من الأحصنة يقدر بـ 1350 حصاناً، ولن ينسى هؤلاء التغزل بالفرنسية “بوجاتي” الخارقة، ومن المؤكد أن الحديث سيوصلهم إلى متعددة الجنسيات “هينيسي” ذات السرعة التي تتجاوز 418 كلم/الساعة، وسيتابع هؤلاء ذكر مفاتن “كوينيجسيج” السويدية، التي تتمكن من الانطلاق من صفر - 100 كلم/الساعة خلال 2,9 ثانية. إلا أن هؤلاء الأصدقاء قد يغفلون الحديث في جلستهم هذه الحديث عن أي من السيارات الهجينة، التي تتخذ من محركات الكهرباء والبنزين أساساً لها، وقد لا يعيرون أياً منها أي اهتمام يذكر، عند حديثهم عن السيارات فائقة السرعة والجبارة التي تعمل بمحركات البنزين فقط. ومؤخرا عرضت في أبوظبي سيارة بورش الألمانية الجديدة الهجينة “918 سبايدر” لتحتل مكانها بين السيارات الأسرع في العالم

يحيى أبوسالم - يبدو أن جلسات الأصدقاء عشاق السيارات فائقة السرعة والقوة، لن تخلو من الآن وصاعداً من إضافة سيارة جديدة إلى قائمة السيارات التي يستحضرون قوتها وأداءها، وسيبدأون من الآن وصاعداً بالتغزل بميزات وخصائص سيارة بورش الألمانية الجديدة الهجينة “918 سبايدر”، والتي تعتمد إلى جانب محرك البنزين الأساسي، على محركين كهربائيين يعتمدان على الشحن عبر الكهرباء، ومن خلال بطارية خاصة لتخزين الطاقة، أساساً لقوة وعزم السيارة غير المسبوق في عالم السيارات الرياضية الهجينة وغير الهجينة. ومؤخرا دعا وكيل شركة بورش الألمانية في العاصمة أبوظبي لمشاهدة العرض والفعالية والحدث الأبرز للشركة. حيث قدم في أحد معارضه الواقعة في منطقة “المصفح” نموذجه الحصري من السيارة الفريدة والجديدة كلياً “918 سبايدر”، أمام جمع من المتابعين والمهتمين.

مفهوم جديد

 

على الرغم من أن سيارة “918 سبايدر” التي عرضها وكيل شركة بورش الألمانية مؤخراً في أبوظبي، تمثل تغيرا نوعيا وجوهريا في سياسة الشركة الأساسية، وهي إنتاج سيارات ذات محركات فائقة القوة، تتخذ من مادة البنزين أساساً لتغذيتها وإعطائها القوة والعزم الكفيلين بانطلاقها كالرصاصة في شوارع المدينة وعلى حلبات السباق. إلا أن سياسة الشركة هذه لم تتغير فيما يتعلق بقوة السيارة وأدائها الفائقين، وجاءت سيارتها الجديدة 918 سبايدر، لتجسد مفهوما جديدا تتبناه الشركة الألمانية في إنتاج سياراتها الرياضية الخارقة الجديدة الصديقة للبيئة.

 

حيث جاءت السياسة الجديدة في صناعة سيارات بورش، لتجاري مستقبل في عالم السيارات الخارقة والقوية ذات الأداء منقطع النظير، وتفتخر في الوقت نفسه بصداقتها الدائمة والمستمرة مع البيئة، وتعلن بداية عهد جديد في سيارات الشركة الألمانية، قد يرى النور خلال السنوات المقبلة، من السيارات ذات الأداء المستقبلي غير المسبوق، والمبني على التقنيات الهجينة، والقائمة على أساس “الدفع الرياضي المختلط”، الذي يتخذ من محركات الكهرباء والبنزين معاً أساساً لقوة السيارة، وتراعي في الوقت نفسه البيئة وتحافظ عليها قدر الإمكان.

وعندما كشفت الألمانية بورش عن نسختها التجريبية من سياراتها الهجينة “918 سبايدر” قبل ثلاثة أعوام تقريباً، وبالتحديد في مارس 2010، في معرض جنيف للسيارات. توقع العديد من الخبراء والمختصين في شؤون السيارات الرياضية، ألا تتمكن نسختها الهجينة هذه من مجارات ومنافسة أضعف وأقل نسخة الشركة وموديلاتها التي تعمل بمحركات البنزين. كما توقع العديد من المتابعين في ذلك الوقت ألا تجذب هذه النسخة الهجينة أنظار عشاق السيارات، وألا ترى نسختها الحقيقة القابلة للشراء النور أبداً.

وقد يختلف الواقع اليوم عن الحقيقة بكل معانيها وأرقامها. فالحقيقة أنه من الصعب بمكان أن تتمكن سيارة تعمل بمحرك كهربائي، يزود بالطاقة عبر بطارية يتم شحنها مسبقاً، أن تتفوق على السيارات الرياضية الخارقة التي تبتلع البنزين ابتلاعاً، من خلال ضخه بشكل متواصل ومستمر وقوي في قطع محركها الداخلية، الذي تولد بدورها قوة هائلة تعطي السيارة عزما يصعب منافسته.

«الدفع الرياضي المختلط»

الواقع اليوم يتجلى بكامل مفرداته ومعانيه، في أول سيارة سباق هجينة في العالم مبنية على محركات كهربائية مساندة لمحرك البنزين، تتخذ من تقنيات “الدفع الرياضي المختلط” أساساً في قوتها وأدائها الفائقين، والتي تمكنت بفضل هذه المحركات وهذه التقنيات من التغلب على الكثير من السيارات الرياضية فائقة السرعة والأداء، التي تدعمها محركات البنزين الجبارة. والنسخة الجديدة من السيارة ذات المحركات الكهربائية “918 سبايدر” والذي ستبدأ الشركة الألمانية بتصنيع 918 نسخة منها فقط في خريف العام الجاري، على المستوى العالمي، والتي ستحمل كل منها رقماً فردياً فقط، قادرة على التسارع من صفر إلى 100 كلم/س، في زمن يقل عن ثلاث ثوانٍ فقط، وهو الزمن الذي تتطلبه سيارات خارقة مزودة بمحركات جبارة تعمل بالبنزين، مثل (بوجاتي، تواتارا، هينيسي و كوينيجسيج...) للوصول إليه.

وبورش “918 سبايدر” الكهربائية، تمكنت من قلب الموازين، حيث إن السيارة الهجينة الجديدة قادرة بفضل تزويدها بمحركين كهربائيين مساندين لمحرك البنزين الأساسي، على الوصول بالسيارة إلى سرعة قصوى تصل لغاية 325 كلم في الساعة. بينما تبلغ سرعتها بالاعتماد الكامل على المحركات الكهربائية 150 كلم في الساعة. وساعدت تلك المزايا سيارة “918 سبايدر” في اجتياز حلبة “نوربورجرينج نوردشلايفه”، التي يفوق طولها 20 كيلومتراً في وقت قياسي بلغ 7:14 دقيقة. وفي ظروف القيادة الاقتصادية يبلغ معدّل استهلاك للوقود نحو 3 ليترات/100 كلم مع إمكانية اجتياز مسافة تزيد على 25 كلم على الطاقة الكهربائية لوحدها.

وتستمد “918 سبايدر” طاقة دفعها الرئيسة من محركها ذي الثماني أسطوانات، والذي يأتي بسعة 4,6 لترات، والقادر على توليد قوة هائلة للسيارة تتجاوز 580 حصاناً. كما تم تزويد النسخة 918 سبايدر، بمحركين كهربائيين، يعملان عبر بطارية قابلة للشحن الكهربائي، ويستمدان الطاقة الكهربائية باستمرار على المحورين الأمامي والخلفي لينتجا قوة إجمالي تفوق 180 كيلوواط، وتضيف قوة تصل إلى 243 حصاناً إلى قوة محرك البنزين الأساسي، ما يمنح السيارة قوة هائلة تتجاوز 795 حصاناً بالمجمل، يدعمها علبة تروس من نوع PDK الحصرية لشركة بورش، مزودة بسبع سرعات وقابضين، تنقل السيارة إلى أقصى مستويات الراحة والكفاءة، عند أقصى سرعة تتمكن السيارة من الوصول إليها.

التصميم

جاءت 918 سبايد بتصميم متميز وفريد يبرز السيارة الرياضية للقرن الحادي والعشرين. حيث صممت السيارة بشكل يركز على الأداء والشكل في الوقت ذاته. فالهيكل المميز يتسم بوزنه الخفيف لتجربة قيادة رائعة، حيث إن الهيكل مصنوع بأكمله من مادة “البلاستيك المقوّى بألياف الكربون” (CFRP)، والتي تمنحه وزناً في غاية الخفة وصلابة لا تضاهى. كما تضم السيارة سقف تارجا Targa من جزأين، بحيث يمكن فكه وطيه في صندوق الأمتعة ليمنح سيارة “918 سبايدر” مظهراً فريداً، ويمكن السائق من التمتع بهدير محرك بورش القوي ذي الاسطوانات الثماني.

وتتقاسم سيارة “918 سبايدر” العديد من المواصفات والمزايا مع سيارة “بورش 917” ليمانز، كونها ترتبط بالتراث العريق وتقاليد المشاركة في السباقات. فالمواد ذات الجودة العالية والوزن الخفيف تبقي التركيز منصباً على العامل الأهم وهو السائق. كما أن التصميم الذكي المتناسب مع شكل الجسم يبقي السائق متمتعاً بأعلى مستويات الراحة والسلامة، بفضل مقاعد مريحة قابلة للتعديل ولوحة مركزية ديناميكية تضم شاشة تعمل باللمس ومجموعة من المواد الأساسية تعمل بثلاثة أقراص منفصلة.

ولتعزيز ثبات سيارة “918 سبايدر” على الطرق، تم تزويد السيارة بالعديد من الأنظمة الذكية والحصرية، حيث يعمل كل من نظام بورش للتحكم النشط بالتعليق “PASM”، إلى جانب نظام بورش للتحكم الثبات “PSM”، و نظام بورش لتوجيه عزم الدوران الفائق “PTV Plus”، لإقفال وتنظيم المحورين الأمامي والخلفي وتوزيع القوة في المكان الذي يحتاج إليها كل محور، ما يعزز ثبات السيارة ويرفع من قدرتها على المناورة، حتى في أسوأ الظروف وأكثرها صعوبة.

ومن أجل ضمان الفعالية القصوى في استخدام المكابح، تضم سيارة “918 سبايدر” “نظام مكابح بورش من السيراميك المركب” (PCCP)، والتي تم اختبارها بشكل كامل خلال فعاليات كأس بورش موبيل 1، ما أثبت قدرتها على الصمود في وجه أقسى الظروف وتحمل أصعب المتطلبات. وتتمتع السيارة المذهلة بعجلات ذات وزن متناهي الخفة، يبلغ قطرها 20 بوصة في المحور الأمامي و21 بوصة في المحور الخلفي، لمظهر جريء ومميز يتماشى مع قدراتها الرياضية وقوتها الفائقة.

التقنية المتفوقة

تعد سيارة “918 سبايدر” امتداداً للسيارات الرياضية الفائقة في تاريخ علامة بورش، والتي تتمتع بالتقنية المتفوقة التي تمثل العامل الأبرز لتطوير الأداء واستقطاب المشاعر، ومنها موديلات “كاريرا جي تي اس” وأول سيارات بورش تيربو، وهي 959، وسيارة “911 جي تي 1” و “كاريرا جي تي”. أما “918 سبايدر” فتمهد الطريق للمزيد من التطور التقني في السيارات المستقبلية، وبشكل لم تعهده سابقاتها.

وسيتم إنتاج سيارات “918 سبايدر” في مدينة زاوفهاوزن الألمانية، حيث بدء العمل بالفعل في إنشاء معمل خاص ومنفصل لتصنيع سيارة بورش 918 سبايدر. وستتاح السيارات التي لن يزيد عددها على 918 نسخة، للطلب، اعتباراً من الآن، بينما يبدأ الإنتاج في خريف العام الجاري. ويبلغ سعر السيارة في الإمارات أكثر من ثلاثة ملايين درهم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,177,897