في تانغالوما، في منتجع جزيرة موريتون، تقدِّدم الدلافين الغذاء للبشر. في الواقع، منذ عام 1998، تقوم الدلافين بتقديم ثعابين البحر، والتونة، وسمك الحبّار، والأخطبوط وأنواعاً مختلفة من الأسماك للناس.، مع أن بعض من هذه الهدايا لها قيمة كبيرة لديها. هذه الدلافين  تدعى Tursiops، وهي من الأسماك التي تتم دراستها بشكلٍ واسع، وهي وراء هذه الهدايا غير العادية.

وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات معروفةً جداً لدى الإنسان، إلا أن الكثير عن بيولوجيتها وبيئتها لا يزال غامضاً. ولهذا السبب، ومنذ عام 1992، تم إنشاء برنامجٍ بحثي في تانغالوما : Tangalooma Wild Dolphin Provisioning Program، حيث يقوم  الباحثون بمتابعة مجموعة مؤلّفة من 12 دلفين Tursiops ، ويقدّمون لها الطعام كل ليلةٍ مع حلول الظلام.

وهكذا، في عام 1998، ولأول مرة، قام Fred، وهو دلفين ذكر، بإحضار سمكة مورين ميتة لأحد أفراد البرنامج ؛ ومنذ ذلك الحين، جرى هذا الأمر 22 مرّة . ووصف مقال نشر في صحيفة Anthrozoos سلوك الدلافين هذا بالمذهل.

لعبة أو تقاسم؟

في الحقيقة، فعل التقاسم بين الأنواع نادر بما يكفي، وبالتالي غير موثَّق. وحالة  التبادل الوحيدة المعروفة بين الحيوانات والبشر هي الهررة التي تجلب الفريسة التي تقبض عليها إلى سيّدها. ومع ذلك، يتم الإبلاغ عن بعض الحالات الأخرى الإستثنائية. وهكذا، فإن فيليب نيكلين، وهو مصوّر من National Geographic، يروي أنه كان في مهمة غوصٍ في هاواي، ووجد حوت من نوع Pseudorca – الحوت القاتل الكاذب – يقدّم له سمكة “ميمي”. وقبل المصوّر هذه الهدية، ولكنه أعادها إلى الحيوان الذي انصرف حاملاً إياها معه.

من الصعب اليوم معرفة ما الذي يجعل هذه الحيوانات تقدّم للإنسان تلك الهدايا الثمينة بالنسبة لها، خاصةً وأن الدلافين في جزيرة موريتون هي من مختلف الأعمار ومن الجنسين. ولا يزال العلماء غير متأكدين من دوافعها. فقد يكون ذلك لإظهار رغبةٍ في اللعب، أو ببساطةٍ لمشاركة الطعام أو الاعتقاد بأن الآخر هو صياد غير كفء. إلا أن نظرية اللعب تبقى المفضّلة، مع العلم بأنه في موريتانيا، ومرةً واحدةً في السنة، في شهر سبتمبر، تدفع الدلافين الأسماك إلى الشاطىء حيث ينتظر الصيادون.

وسواءً كان ذلك للعب أو للإعتراف بالجميل، أعتقد بأن هذه الدلافين رائعة ويمكن أن تكون مصدر إلهامٍ لكثيرٍ من الناس ليتقاسموا الطعام مع جيرانهم من البشر ؛ وهي كذلك مثال يحتذى ليكونوا أيضاً رائعين نحو أي نوعٍ من البشر أو الحيوانات، ولكن أيضاً، وخاصةً، نحو أمنا الأرض التي ننعم جميعاً بخيراتها ونستمد منها الحياة.

المصدر: اراجيك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,249,323